
كريم وقف: “أوصلك أنا، يلا.”
سبيدو قرب منهم: “أنا جبته وأنا هروحه، ده أنا وعدت حماه أوصله للسرير مش للباب. يلا يا ابني.”
عز وقفه ووقفوا على جنب الاتنين: “انت برضه مصر يا سيف تسيب البيت؟”
سيف بص لأبوه: “لو ما أخدتش الخطوة دي، هسيب همس نفسها. وأنا معنديش استعداد أخسرها يا بابا.” – أضاف بحزن – “ده لو مكنتش خسرتها أصلاً بعد آخر خناقة بينا.”
عز حط إيده على كتفه: “همس بتحبك، واللي بينكم قوي مش هينتهي ببساطة ولا بسهولة. انت واقف على أرض صلبة. فهمها إن خوفك عليها هي مش الفلوس. فهمها وهتفهم. تحب آجي معاك واتكلم معاها؟”
سيف بتردد: “لا مش دلوقتي، خليني أتكلم معاها الأول ونشوف الدنيا هتوصل لايه؟”
عز تنهد باستسلام: “طيب براحتك، بس طمني عليك وعلى صحتك.” – بص لسبيدو – “طمني بعد ما توصله.”
سبيدو شاور على عينيه وأخذ سيف ووصلوه لباب شقته ودخل معاه، كان خاطر وكلهم قاعدين فسلم عليهم، بعدها بص لخاطر: “أهو زي ما أخدته زي ما رجعته.” – اتلفت حواليه بهزار – “معندكوش غدا ولا ايه؟ مش شامم ريحة أكل ليه؟”
عواطف ردت بسرعة: “في غدا، أصلًا محدش فيهم اتغدى، منتظرين سيف.”
سيف بصها بذهول: “قلتلك مش هأكل قبل ما أمشي وما تنتظرونيش يا عواطف؟”
عواطف رفعت إيديها: “هم رفضوا.”
سيف بص لحماه: “يا عمي ليه كده؟ أنا أصلًا مش باكل، ما تقولي حاجة يا همس لأبوكِ وأمك؟”
همس: “قولتلهم وما سمعوش الكلام.”
سبيدو دخل في الحوار: “المهم في الآخر في غدا ولا مفيش؟ ولا هتقضوها قولتلك وقولتله وقولتلها لملانهاية؟”
فاتن ضحكت ووقفت: “هساعدها ثواني.”
سبيدو اتحرك وراها: “هساعدكم أنا.”
سيف مسكه من قفاه: “رايح فين؟”
سبيدو بصله باستغراب: “هساعدهم في ايه؟ وبعدين كل أفراد البيت أهم يعني؟ محدش جوه مستخبي قالع دماغه؟ مثلًا ايه وجه اعتراضك؟” – كشر فجأة – “ولا قصدك أطرق وأمشي علشان حماك وحماتك هنا؟”
خاطر رد بسرعة: “ليه يا ابني، يا أهلًا بيك. ده انت تنورنا.”
سبيدو ابتسم لخاطر: “تسلم يا عمي.” – بص لسيف – “شايف الراجل السكرة.”
سيف رفع إيده باستسلام: “أنا داخل أغير هدومي، البيت بيتك. قوم ساعد اللي تساعده، عارف طريق المطبخ؟ أعتقد؟”
سبيدو وقف معاه: “عارفه.”
دخل يحمحم، فعواطف طلعتله: “تعال يا سبيدو، إحنا هنا. اتفضل حط دول على السفرة ووزعهم.”
سبيدو بصدمة: “انتِ صدقتي ولا إيه يا عواطف؟ أنا بهزر، أنا داخل ألقط أي حاجة كده ولا كده، مش هساعد بجد؟”
سيف ضحك: “أحسن، ده إحنا هنخليك تغسل الأطباق بعد الأكل كمان.”
سبيدو بتكشيرة مصطنعة: “لا يا عم، كده مش لاعب، هو استغلال ولا ايه؟ وبعدين أنا بس اللي استغل، محدش يستغلني.”
عواطف زعقت بهزار: “رص دول، اتفضل.”
سبيدو مثل إنه اتخض: “حاضر، حاضر من غير ضرب. هرصهم أهو، ماشي يا سيف.”
سابه ودخل أوضته يغير هدومه، وأول ما دخل رمى نفسه على السرير بتعب. لحظة، ودخلت وراه عواطف، فاتعدل وهي ناولته قزازة دوا. فاستغرب، وهي وضحتله اتصال همس بأخوها اللي وصلها لدكتور محي : دكتور محي بعتلنا العلاج بتاعك واتس وقالنا مواعيده وقال إنك نسيت أصلًا الروشتة عنده. فنزلنا جبنا أدويتك، خد معلقة من ده هتريح معدتك، يلا.”
أخدها منها دون نقاش، وهي سابته يغير هدومه ويرتاح.
خاطر قاعد جنب بنته، قرب منها وقال: “حتى لو زعلانة منه، المفروض تقفي جنبه في تعبه.”
همس بصت لأبوها وقالت: “ما أنا وقفت جنبه، بس بيلعب بيا وبمشاعري وبيستخف بيها.”
خاطر باستغراب: “إمتى بس سيف لعب بيكي يا همس؟ ما تبقيش من اللي الرسول قال عليهم ‘يكفرن العشير’، يعني في لحظة غضب تنسي كل حاجة حلوة بينكم. افتكري الحلو والوحش ووازني أمورك. شوفي ايه أكتر، هل الوحش أكتر ولا الحلو أكتر يا بنتي؟ دلوقتي هو تعبان وراجع، وصاحبه مسنده يعني أضعف الإيمان تقومي تشوفيه وتساعديه يغير هدومه. أنا وأمك مهما نكون زعلانين في مواقف معينة بنركن الزعل على جنب ونقف جنب بعض.”
همس اتنهدت وقامت دخلت أوضتها. كان سيف في السرير شكله غني عن أي كلام، فهي فتحت الدولاب جابت هدومه وحطتها على السرير وقالت: “تحب أساعدك؟”
سيف بص لها كتير قبل ما يتعدل وقال: “لا شكرًا يا همس، مش عايزك تساعديني.”
همس كانت هتخرج، بس وقفت وبصت له وقالت: “على فكرة، انت مش من حقك تزعل وتقلب….”
قاطعها سيف : “ولا حقي ولا حقك يا همس، اللي حصل اليومين اللي فاتوا فاق كل حاجة ممكن الواحد يتخيلها. المهم مش وقته. الفلوس قدامك خديها واديها لأبوكي زي ما اتشطرتي وعرفتي تطلبيهم منه، رجعيهم تاني.”
همس بغضب : “لعلمك، أنا مش هرجعهم لأبويا. أنا قبلت آخد من أبويا فلوس، لكن منك انت لأ. دي مرة وعلمت عليها خلاص.”
سيف بنرفزة : “انتِ تقبلي ما تقبليش ده ما يخصنيش. اللي يخصني إنك طلبتي فلوس باسمي وده أنا مش هقبله. رجعي الفلوس لأبوكِ يا همس، واقفلي الحوار ده دلوقتي لحد ما الناس تتغدى وتاكل لقمة. معرفش انت ليه أصلًا خليتيهم ينتظروا وانتِ عارفة كويس إنّي مش هتنيل آكل؟”
همس سابته وخرجت، وسايبة الفلوس، فسيف وقفها : “خدي الفلوس لأبوكِ.”
همس بصت له : “مش سيادتك قولت اقفل الكلام لبعد الغدا؟ يبقى اقفله لبعد الغدا. مش هطلع أدي الفلوس لبابا قدام صاحبك لأنه مش هياخدهم غير لما يفهم ايه حكايتهم. فاقفل سيادتك الكلام لبعد الغدا.”
سابته وخرجت، وهو غير هدومه بسرعة وخرج. كانت السفرة جاهزة، وسبيدو بيزعق: “ما يلا يا ناس قوموا، الراجل قالكم مش هياكل، منتظرين ايه؟”
سيف ابتسم : “من يومك واطي يا مان.”