روايات

الفصل الحادي والاربعون

فاتن: أيوه، سيف هنا. قومي يلا، هو وأبوكِ مستنينك بره.
همس اتعدلت: مين قاله إني هنا؟ بتقولوله ليه؟ مش عايزيني آجي هنا عرفوني، لكن مش تبعتوله أول ما أوصل.
فاتن قعدت قصادها: بطلي هبل وكلام أهبل، وقومي اتكلمي معاه. وإحنا معاكي، وزي ما هو قال، لو ليكي حق هتاخديه عشرة. أنا وأبوكِ هنا، خايفة من ايه؟
همس دموعها لمعت: علشان أنا ماليش حق، هو اللي ليه، بس ده ما يمنعش إني مجروحة منه. هاه يا ماما؟ هتعملي ايه؟ أنا غلطانة وهو اللي ليه حق.
فاتن مستغربة: يعني هو اللي له حق وهو اللي جايلك هنا، وانتِ اللي زعلانة؟ أنا مش فاهمة حاجة. بس كل اللي أقدر أقولهولك، لو بطلتي تحبيه عرفينا.
همس بحدة: أنا ما بطلتش أحبه.
فاتن وقفت بغيظ: ولما انتِ غلطانة في حقه ولسه بتحبيه، هربانة منه ليه؟ بقولك ايه يا بت، أنا ما أفهمش في المرقعة دي، والجواز مش لعب عيال. كل ما تزعلي تيجي لبيت أبوكي، لأن بعد كده هيزهق منك، ويقولك مطرح ما تحطي راسك، حطي رجليكي. معاكي راجل بيحبك، حافظي عليه. اتفضلي قومي لأبوكِ ولجوزك، ولو مش عايزة تروحي معاه عرفينا، ومحدش هيوديكي غصب عنك، ده اللي ليكي عندنا.
همس قامت من مكانها: طيب، ينفع أدخل الحمام وأغسل وشي ولا لازم أطلع حالًا؟
فاتن بصتلها بغيظ وسابتها وطلعت عملت قهوة لسيف، خرجت بيها وحطتها قدامه: قهوتك يا ابني.
سيف علق: معلش مش هقدر أشربها، هي…
قاطعته بغيظ: يعني تزعل منها تقوم ما تشربش القهوة ليه يعني؟
سيف اتنهد: يا حماتي، أرجوكِ بلاش افتراضات لو سمحتِ. كل الحكاية إني بقالي كام يوم تعبان شوية، والنهاردة يدوب أول يوم اتحسن فيه ولسه ما رجعتش لطبيعتي ولا أكلي، فأكيد مش أول ما أبدأ هبدأ بالقهوة. فاعذريني، مش هقدر أشربها، لأني مش هقدر بجد، مش علشان زعلان، وربنا ما يجيب زعل.
خاطر باهتمام: تعبان؟ مالك؟ خير؟ طمنا عليك، همس مقالتش أي حاجة.
سيف شرح لهم باختصار حكاية تعبه، وخاطر بزعل: كل ده يحصل ومحدش فيكم يعرفنا؟
سيف: يا عمي، أنا حتى أبويا وأمي معرفتهمش غير يدوب أول امبارح. مكنتش حابب حد يقلق بدون داعي.
قاطعهم خروج همس اللي رمت السلام فردوا عليها كلهم، والصمت سيطر بعدها لحد ما سيف علق بعد ما بص لساعته: عندي اجتماع مع الشركة الجديدة اللي سبق وحكيتلك عنها بعد ساعتين وعايز ألحق الاجتماع ده.
همس باستغراب: طيب ولما عندك اجتماع، جيت لهنا ليه؟ روح اجتماعك وما تشغلش بالك بيا.
سيف عايز يفضل هادي قدام أبوها وأمها: ما أشغلش بالي بيكي ازاي؟ وبعدين صح، انتِ قافلة موبايلك ليه، هاه؟
همس ردت بهدوء: موبايلي فصل شحن ومش معايا شاحن، ومفيش هنا شاحن للإيفون، مش قفلاه.
سيف: ومش المفروض قبل ما تيجي لبيت أبوكِ تعرفيني؟ ولا هتقوليلي زي امبارح “ما يخصكش ومالكش فيه؟”
همس بصّت له بحدة: بعت لك رسالة.
سيف بهدوء: مفيش رسائل جت من حضرتك، ومن ساعة ما قفلتِ معايا وأنا بدور عليكي في كل مكان، الكلية، هند، ملك، حتى المدينة، رحت هناك دورت عليكي.
همس استغربت قلقه عليها للدرجة دي: بعتلك رسالة، مش ذنبي إنك ما شفتهاش.
سيف زعق بغيظ: قولتلك مفيش رسائل وصلت منك، مش أنا اللي ما شفتش.
همس بغيظ: افتح الواتس بتاعك.
سيف طلع موبايله، وقف حطه قدامها بعد ما فتحه على الواتس: اتفضلي، اتأكدي بنفسك. مفيش أي رسائل منك.
همس بصّت لموبايله، واستغربت، لأنها كتبتها وبعتها. بعدها كشرت وعلقت: ممكن يكون الموبايل فصل قبل ما تتبعت؟ مش عارفة يا سيف، اللي أعرفه إني كتبت رسالة وبعتها لك.
سيف بغيظ: طيب يا همس، حصل خير. ينفع تتفضلي معايا نروح علشان ألحق الاجتماع بتاعي؟ – بص لخاطر – عمي، مش كنتوا هتنزلوا القاهرة النهاردة؟ يلا بينا كلنا؟
همس اللي ردت قبل أي حد: روح لاجتماعك، وما تشغلش بالك بينا.
قبل ما سيف يرد، خاطر شبه زعق: انتوا الاتنين مش عايز ولا حرف منكم، سيادتكم اقعدوا هنا، اتفضلوا اقعدوا.

قعدوا الاتنين زي ما هو شاور وخاطر وقف قصادهم: من إمبارح وانتوا بتتخانقوا وتتكلموا ومحدش فاهم أي حاجة، ودلوقتي يا همس جيتي هنا وطلبتي تفضلي لوحدك وسيبتك وجوزك جه اهو، فدلوقتي سيادتكم انتوا الاتنين تفهموني حصل ايه ما بينكم وليه طلبتي فلوس إمبارح وليه أخدتيها من ملك وليه حسيتي إنك مجبرة ترجعيها لجوزك اللي هو أصلًا مسؤول عنك؟ ليه جيتي هنا؟ ليه هو بيدور عليكي؟ ليه مش عايزة تروحي معاه؟ عندي ألف سؤال ممكن أسألهم وعايز إجابتهم، فاتفضلوا عرفوني ايه اللي بيحصل بينكم.

همس بصت للأرض وسيف بص لساعته بعدها لحماه: عمي مع احترامي الشديد لحضرتك بس حاليًا أنا ورايا اجتماع مهم ولازم أكون موجود علشان هنمضي عقود شراكة ما بينا، الشركة دي تقريبًا بعدها هقدر أسدد كل الديون اللي علينا، فبجد الاجتماع ده ضروري جدًا ولازم أكون موجود فيه. فكل اللي بطلبه منكم يلا نتحرك وبعد الاجتماع هنتكلم زي ما حضرتك تحب وزي ما همس تحب، بس بجد لازم أتحرك دلوقتي أو خلال ربع ساعة بالكتير أوي.

خاطر بص لهمس: أخوكِ عايز يعمل فرحه بعد يومين وكنا هننزل القاهرة النهاردة، تحبي نقوم ننزل كلنا ولا عايزة تفضلي هنا وهو يخلص اجتماعه ويرجع؟ اللي تقوليه هنعمله.

فاتن علقت قبل ما همس تنطق: هي قالتلي إن هو اللي له حق عليها، بس هي اللي زعلانة وما فهمتش منها حاجة.

خاطر بص لبنته: قرري يا همس نعمل ايه؟

همس وقفت: طالما مسافرين القاهرة فيلا كلنا معاه علشان خاطر نادر كمان – بصت لسيف بتحذير – مش هرجع الڤيلا معاك.

سيف بهدوء: مش هرجعك الڤيلا، بس يلا نتحرك.

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل