روايات

الفصل الحادي والاربعون

بص للمديرة بصرامة: “فاكرة الطالبة اللي اتنقلت السنة اللي فاتت من أوضة همس؟ فاكرة مين كلمك علشان تنقليها ولا ناسية؟”

المديرة افتكرت فملامحها اتغيرت: “افتكرتي صح؟ ابعتيلي حد من المشرفات بتوعك وكفاية تضيع وقت ليا وليكي. وياريت لو تجيبي هالة لهنا.”

المشرفة قامت بسرعة للدور اللي فيه طالبات هندسة آخر سنة، وعرفت أوضتها من البنات ودخلت لها. هالة اتفاجئت لما سألتها عن همس، والصدمة كانت لما طلبتها تنزل للمديرة عشان جوز همس تحت.

هالة نزلت بسرعة وبالرغم انها عارفة إن سيف تحت، لكنها اتصدمت بوجوده. “همس فين؟”
هالة مصدومة : “قولتلك في الكلية، معرفش. مقالتليش رايحة فين، كل اللي قالته إنها تعبانة ومروحة، وبقالها كذا يوم ساكتة ومش بتتكلم معايا أصلًا.”
سيف بنرفزة : “طيب راحت فين يا هالة؟ همس مش بتتحرك من غير ما تعرفك كل تفاصيلها. عرفيني لو سمحتي.”
هالة بإصرار: “أقسم بالله ما قالتلي أي حاجة! ده حتى تعبك عرفت عنه من مروان، لكن همس ما قالتليش. كانت قلقانة ومتوترة وبعدها لقيتها بتقول مروحة. انتوا متخانقين ليه أصلًا؟”
سيف بصوت عالي : “لأن ده جزاء اللي يتجوز عيلة متخلفة! عرفتي ليه؟ لأني بحب عيلة، وابوها قالي ألف مرة بنتي لسه عيلة، استنى تخلص كليتها. بس أنا طلعت أهبل منها لأني أصريت نتجوز. ده سبب خناقنا! فهمتي؟ – أخد كذا نفس يهدى قبل ما يسألها – طيب قالتلك ايه بالضبط؟ مروحة فين؟ عند ابوها؟ في المنصورة؟ فين؟”
هالة بتعاطف : “قالت بالحرف: “تعبانة يا هالة هروح البيت مش قادرة”. بس سمعتها بتتكلم في التليفون تقريبًا مع ملك عن ١٢٠ ألف. معرفش ايه دول، بس ده اللي سمعته.”

سيف علق بعصبية ونرفزة : “يادي أم الـ١٢٠ ألف اللي سيادتها بتتكلم فيهم! سيادتها الخاتم اللي لابساه في إيدها تمنه فوق الـ٢ مليون وبتتكلم في ١٢٠ ألف زفت ! شوفتِ تخلف أكتر من كده؟ أعمل ايه في أمها دي؟”

موبايله رن، كان خاطر اللي بيتصل، فرد عليه بسرعة: “ايوه يا عمي؟ همس عندك؟ بجد وصلت عندك؟ طيب تمام، متشكر يا عمي.”
قفل المكالمة وبصلها: “راحت عند ابوها. بس لما أشوفك يا همس…”

هالة بتنهيدة وقلق : “طيب الحمد لله، اطمنت عليها. لو سمحت افتكر إنك بتحبها، وكفاية خناق.”
سيف بتهكم : “كفاية خناق؟ أنا حاليًا لو شوفتها هخنقها بإيديا لحد ما روحها تطلع، بحيث أبقى عارف مكانها!”

بص للمديرة وهو رايح على الباب وبهدوء : “متأسف على الإزعاج اللي سببته، بعد إذنكم.”
سابهم ونزل وكلهم في حالة ذهول تام.

بعدها، هالة كانت هتنسحب بس المديرة وقفتها: “تعالي هنا. مين ده؟ ومين همس؟ وايه حكايتهم بالتفصيل؟”
هالة مستغربة فضولهم : “دكتور سيف الصياد، دكتور عندنا في الجامعة. حبوا بعض هو وهمس واتجوزوا في الصيف، وبس.”
المديرة بغيظ : “ده مجرد دكتور جامعي؟”
هالة: “لأ، هو صاحب الصياد جروب، دي شركة.”
واحدة من المشرفات قاطعتها وكانت فتحت جوجل وسرشت عنه: “صاحب أكبر مجموعة في الشرق الأوسط للإلكترونيات، وعامل شراكة مع شركات المرشدي. دول حيتان السوق في الإلكترونيات.”
المديرة بذهول : “بجد؟ وهمس دي بنت مين؟ عيلتها ايه؟”
هالة جاوبتها : “بنت عادية جدًا من المنصورة، مش من عيلة حد.”
المديرة مندهشة : “وهو حب بنت عادية واتجوزها؟”
هالة بابتسامة : “ايوه، حبها وحارب كتير لحد ما اتجوزها، وأهم حاجة مجننين بعض. بعد إذنكم.”

سابتهم وطلعت لأوضتها، وحاولت تتصل بهمس، بس موبايلها كان مقفول.
سيف طلع من عندهم متوجه على بيت همس مباشرة…

همس وصلت البيت وابوها وأمها اتفاجئوا بيها، وبدون ما تتكلم طلبت تدخل أوضتها ترتاح، وسابتهم ودخلت.
ابوها دخل وراها فقالت: لو سمحت سيبني أرتاح، مش طالبة غير كده.
خاطر: جوزك يعرف إنك هنا؟ جاوبيني وهسيبك.
همس بصتله ودموعها بتلمع: معرفش، بعتله رسالة إني جاية هنا، معرفش بقى شافها ولا ما شافهاش.
خاطر هز دماغه بتفهم: طيب هسيبك ترتاحي يا همس.
سابها وطلع مسك موبايله وفاتن قربت منه: هتكلم مين؟
جاوبها: سيف، هعرفه إن مراته هنا. تقريبًا كان بيتصل علشان يسأل عليها، بس لما لقاني بسأله عنها محبش يقلقني.
فاتن علقت: ومعنى إن بنتك امبارح طلبت منك فلوس علشان ترجعهاله، والنهاردة جاية هنا، يبقى بتهرب منه. خليها ترتاح الأول ونعرف منها في ايه قبل ما نكلمه.
خاطر بصّ لها بذهول: بقولك الراجل بيدور عليها وهيتجنن، تقوليلي معرفش ايه؟ أكلمه وأطمنه وبعدها نشوف بنتك وجنانها، واقطع دراعي إن ما كانت هي اللي مجنناه.
فاتن بغيظ: أنا مبقتش فاهمة، انت بتحب عيالك ولا بتحب أزواجهم أكتر منهم؟ ما بقتش فاهماك يا خاطر.
خاطر علق وهو بيتصل: بحبهم، وعلشان بحبهم عايزهم مبسوطين مع الناس اللي اختاروهم يشاركوهم حياتهم.
بلغ سيف وقفل، فهي علقت: ارتحت كده؟
خاطر بصّ لها: آه ارتحت. مش فاهم ايه مشكلتك مع سيف؟ مش كنتِ بتحبيه؟
فاتن علقت: بحبه، أيوه، بس ليه خلا همس تروح لملك دي وتاخد منها فلوس، هاه؟ همس مش هتعمل كده من فراغ.
خاطر: ادخلي افهمي من بنتك عملت كده ليه، مش تزعلي من جوزها وخلاص.

الكل اتصل بسيف، وهو طمّنهم كلهم. حتى عز كلمه وطمنه على همس، وبعدها قاله على الاجتماع علشان يمضي العقود مع الشركة الجديدة. سيف كان ناسي الاجتماع ده تمامًا، وبصّ لساعته كان لسه قدامه تقريبًا ٣ ساعات، فقال لأبوه إنه هيحاول يرجع على الاجتماع.
قفل وهو على آخره من همس وعمايلها. بدر كمان اتصل بيه وبعد ما اطمن على همس، وقبل ما يقفل قال: سيف، أنا قولتلك امبارح إننا نقلنا للفيلا صح ولا بيتهيألي؟ انت شككتني النهاردة.
سيف ابتسم: قولتلي فعلًا يا بدر، معلش أنا اللي نسيت. مبروك عليك يا بدر، انت ما تتخيلش فرحتي بقبولك المنصب الجديد ده قد ايه. بجد وجودك معايا هيفرق كتير يا بدر، والحمد لله إن الفيلا عجبتك.
بدر بتقدير : أنس طاير بيها وهند كمان عجبتها أوي، خصوصًا الجنينه وحمام السباحة. أنا متشكر بجد يا سيف على كل اللي عملته معانا.
سيف بسرعة: هو مين يشكر مين؟ ومين اللي عمل لمين؟ بدر، انت أنقذتني من حد بيخرب شركتي، فلو حد المفروض يشكر حد، هو أنا أشكرك. لكن أنا معملتش أي حاجة، وأوعي تتكلم على قعدتك في الشقة، لأن قبل ما تكون حد أنقذ شركتي، فانت من العيلة واعتبرتك أخ خلاص. شئت أم أبيت، انت بقيت أخ ليا.
بدر ضحك: ده شرف ليا يا سيف بجد. المهم، أنا حبيت أأكد عليك إن شقتك فاضية علشان لو حبيت تهرب لها في أي وقت، انت وهمس الهربانة.

سيف وصل بيت حماه، واستقبله خاطر، وفاتن لأول مرة ترحب بيه بفتور لاحظه.
سيف علق: همس قالتلك ايه يا حماتي مخليكي مش طيقاني، ولو طولتي رقبتي هتخنقيني؟
فاتن علقت بغيظ: ما هو المصيبة إنها مقالتش، لو قالت الواحد يرتاح، بس مقالتش. بتعيط وبس، والمرة اللي فاتت كانت أمك طرداها من البيت، المرادي مين؟ وايه حكاية الـ١٢٠ ألف اللي خليتها تروح تستلفهم من ملك؟ مكنش العشم يا سيف تحوج بنتي للي يسوى واللي ما يسواش.
سيف اتنرفز من كلام فاتن: طيب كويس أوي. انتي تعرفي عني إني ممكن أبخل على همس بعشر أضعاف المبلغ ده؟ هاه؟ جاوبيني يا حماتي؟ انتي لاحظتي عني أو عن عيلتي كلها إن مبلغ زي ده يفرق معانا أصلًا؟
فاتن كشّرت وماردتش، فخاطر علق:ايه الحكاية طيب؟ فهمني.
سيف أخد نفس طويل: قبل ما أفهمك، ينفع تنادي همس تحضرنا؟ أو أشوفها؟
فاتن ردت بسرعة: لا يا سيف، مش هتشوفها لوحدك وتبلفها بكلمتين و…
قاطعتها سيف بعصبية: أنا ما ببلفهاش بكلمتين يا حماتي، ولو ليها حق تاخده عشرة.
خاطر اتدخل: ادخلي يا فاتن شوفي همس. اقعد يا سيف يا ابني.

فاتن دخلت لهمس، كانت نايمة، صحتها براحة: همس، جوزك هنا.
همس بصت حواليها مش عارفة هي فين ولا ايه بيحصل، فأمها كررت: يا بت، جوزك هنا.
بصتلها بانتباه: جوزي؟ هنا؟

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل