
سيف قفل واتصل بنصر، بس قاله ما يعرفش عنها حاجة. راح شقته واتصل ببدر، الأول سلم عليه بعدها قال: بدر، أنا قدام الشقة، تقريبًا همس عندكم فوق. ينفع تكلمها تشوفها؟
بدر استغرب: طالما قدام الشقة، ادخل يا سيف! مش قولتلك إننا خلاص مشينا؟ نسيت ولا ايه؟
سيف بحرج: معلش يا بدر، أنا فعلًا نسيت. طيب معلش، كلم برضه هند شوف همس عندها ولا لأ ؟
سيف دخل شقته، بس كانت فاضية تمامًا ومفيهاش أي حد.
بدر بعد ما قفل معاه اتصل بهند اللي متعرفش مكان همس واستغربت إن سيف بيدور عليها. اتصلت هي بسيف، اللي رد عليها بسرعة: ازيك يا سيف؟ صحتك أخبارها ايه؟
سيف: الحمدلله يا هند، بخير. هي همس عندك، صح؟
هند بحيرة : لا مش عندي يا سيف، ومن ساعة ما اخدتها ما شوفتهاش. انتو اتخانقتوا؟
سيف زفر بضيق: والله ما عارف يا هند، احنا ايه؟ المهم انتي ما تعرفيش مكانها؟
هند بقلق: لا مكلمتنيش. ينفع تطمني عليها أول ما تعرف مكانها؟
سيف وعدها يطمنها وقفل، مش عارف يعمل ايه؟
بعدها فكر في ملك فاتصل بيها وسألها عن همس، بس نفس الرد، ما تعرفش عنها حاجة.
اتصل بنادر لأنه ما شافوش الصبح في المستشفى. ازاي ما فكرش فيه أول واحد؟ كلمه، بس كان بيتكلم عادي وبيباركله على نتيجة الأشعة لأن محي عرفه. حس انه ما يعرفش حاجة عن همس، بس لازم يسأل: انت ما شوفتش همس النهارده؟
نادر استغرب: النهارده؟ هشوفها فين؟ أنا أصلًا بجيب شوية حاجات في الشقة كانت ناقصة. لا، ما شوفتهاش. هو في حاجة؟ انتو متخانقين؟
سيف بضيق: بهزر يا سيدي معاها على موضوع العملية، فسيادتها أخدت الكلام وعيطت. لسه بقولها بهزر، راحت قافلة المكالمة وقافلة الموبايل واختفت. تفتكر راحت فين؟
نادر باستغراب: هتفضل في كليتها، مش هتروح مكان. بعدها هتروح البيت. همس ملهاش في حوارات الزعل وتختفي وكده.
سيف: مفيش في الكلية ومفيش في البيت يا نادر.
نادر بهدوء: هتظهر. شوية كده هي بتحب تتمشى لما تضايق، هتلاقيها ظهرت ما تقلقش للدرجة دي. همس بسيطة وتفكيرها بسيط، مش بتاعت حوارات وزعل. شوية وهتظهر، اطمن.
قفل معاه، وهو برضه مش عارف يطمن. أخيرًا اتصل بحماه، يمكن تكون راحتلهم مثلًا بحجة ترجع الفلوس. سلم على حماه بعدها خاطر سأله: همس عملت ايه بالفلوس اللي سحبتها منك؟ وايه اللي حصل بينكم؟
سيف استغرب إن ابوها مش عارف تفاصيل: عمي، الموضوع كان مجرد سوء تفاهم واتحل.
خاطر: على العموم، هاجي آخر النهار وأشوف سوء التفاهم ده.
سيف استغرب لأن معنى كلامه انه ما يعرفش فين همس. انتبه على خاطر بيتكلم: لو همس جنبك، اديني أسلم عليها وأشوف لو محتاجة حاجة أجيبهالها لأن موبايلها مقفول.
سيف رد بسرعة: لا يا عمي، أنا مش في البيت. بس تسلم يا عمي، وتيجوا تنوروا، ويارب توصلوا بالسلامة.
قفل معاه وحيرته زادت، مش عارف ممكن تروح فين؟ أخيرًا جه في باله الحالة اللي اتبرعتلها. ممكن تكون راحت تزورهم. طلع للمستشفى ومكنش عارف يروح فين ولا يعرف ازاي مين اللي مراته ساعدتهم؟
وقف في الاستقبال وسأل: لو سمحتي، كان في واحدة امبارح جت هنا واتبرعت بمبلغ كبير شوية.
البنت بسرعة: البت بتاعة الجامعة؟ تلاقيها سرقاهم بنت الـ…
قاطعها سيف بصرامة: اوعي تغلطي بحرف في حقها وإلا هخليكي عبرة لمن لا يعتبر. دي همس الصياد، مراتي. فاهمة ولا أفهمك بأسلوب تفهميه؟
البنت تراجعت: آسفة يا أفندم، بس شكلها صغير و…
قاطعها: صغير ولا كبير ما يخصكيش. المهم عايز أقابل اللي اتبرعتلهم وأشوف لو محتاجين أي حاجة تانية. ينفع توصليني بيهم؟
البنت بحيرة: لحظة، هكلم الدكتور وهو يوصلك.
شوية والدكتور نزل يقابل سيف ويشكره بنفسه وأخده لحالة نجاة وجوزها محمد. دخل عندهم، استقبله محمد بفرحة شديدة ورحب بيه جامد ومكنش عارف يقوله ايه ولا يعمل معاه ايه.
عرفه على بناته الاتنين تقى وچنى، بس نجاة كانت لسه مفاقتش من العملية، لكنها خرجت منها والدكتور كان متفائل. كل العيلة اتلمت عليه وشكرته، وحس ساعتها بالندم إنه اتسرع واتنرفز عليها وما سمعهاش الأول.
قعد معاهم شوية وقام يمشي، ومحمد قام يوصله، وقبل ما يسيبه قال: “أنا مهما أشكرك انت ومراتك، لا يمكن أوفيكم حقكم وفضلكم بعد ربنا. مراتك ربنا بعتهالنا من السما، أنا كنت فقدت الأمل إن أم بناتي ترجعلي، بس الحمد لله ربنا بيسبب الأسباب. وألف سلامة على حضرتك لأن زوجة حضرتك قالت إنك تعبان.”
سيف بحزن : “الحمد لله، بقيت أحسن.”
محمد مبتسم: “داووا مرضاكم بالصدقة، فربنا يكتبلك السلامة دايمًا يا رب. مراتك كانت خايفة عليك أوي، ربنا يحفظكم لبعض.”
سيف سابه ومشي وهو مش عارف يروح فين ولا يلاقي مراته ازاي؟ اتصل بعواطف تاني، بس قبل ما يسألها، جاوبته: “ما وصلتش لسه، كلم أختها يمكن تكون راحت عندها؟”
سيف بحدة : “أكيد اتنيلت! كلمتها أول حد. – نفخ بضيق – مش قادر أفهمها ولا عارف ممكن تكون راحت فين؟”
عواطف: “طيب صحبتها هالة، مش ممكن تكون راحت المدينة عندها؟ ده مكان ما تعرفش توصلها فيه.”
سيف كشر لأنه ما فكّرش انها تروح المدينة وتحن لأيامها. قفل معاها وراح للمدينة، وماكنش عارف هيعمل ايه ولا يتعامل ازاي؟
وصل وسأل الأمن اللي افتكروه أول ما شافوه: “همس خاطر هنا؟ جت النهاردة؟”
الأمن بصوا لبعض بحيرة، وواحد فيهم اتكلم: “هي مجتش السنادي أصلًا المدينة هنا مش النهاردة.”
سيف بغيظ : “عارف انها السنادي مش هنا لأنها مراتي! بسألك عن النهاردة بس؟”
الأمن بحيرة : “لا يا أفندم، مجتش النهاردة.”
سيف واقف بحيرة: “يمكن تكون دخلت وسط أصحابها من غير ما تاخدوا بالكم؟ مش يمكن؟ هالة صحبتها هنا، ينفع حد يشوفها في أوضتها؟”
الأمن: “ماحدش دخل، وأكيد صحبتها مش هتخاطر بالطرد من المدينة وتدخلها.”
سيف اتنرفز : “بقولك ايه! انت تتصرف وتبعت حد يدور عليها جوا، وإلا قسمًا بالله هطربقها فوق دماغ الكل! أنا مش ناقص وعلى آخري.”
الأمن بصوا لبعض، وواحد فيهم رد: “مرات حضرتك مش هنا وما دخلتش النهاردة. فإذا سمحت، بلاش تعمل مشاكل لأي حد.”
سيف بإصرار : “مش عايز مشاكل؟ يبقى سيادتك تتفضل وتشوف مين المسؤول عن المخروبة دي وتجيبهولي بدل ما أتصرف أنا بشكل مش هيعجب أي حد فينا.”
واحد من الأمن دخل لمديرة المدينة اللي طلبت منهم يدخلوه مكتبها، وبالفعل دخل.
المديرة: “أفندم؟ حضرتك عامل شوشرة ليه؟”
سيف قرب من مكتبها واتكلم بشكل خوفها هي والمشرفات اللي حواليها : “أنا لسه ماعملتش أي حاجة، أنا بتكلم بس لحد اللحظة دي، وطلبي مش كبير. كل اللي طلبته إن حد من المشرفات الفاضلات يطلع أوضة هالة شاهين عبداللطيف يشوف همس معاها ولا لأ. أعتقد طلبي مش كبير.”
واحدة من المشرفات سألته: “همس مين؟ هي طالبة هنا يعني؟”
سيف بصلها : “همس خاطر من المنصورة وكانت طالبة هنا، السنادي لا مش هنا.”
المشرفة بفضول : “أمال فين لو مش هنا؟”
سيف بغيظ: “بقت مراتي فهي في بيتي.”
المديرة علّقت: “ولما هي في بيتك بتدور عليها ليه هنا؟ وبتدور عليها ليه أصلًا؟ طالما هي مش طالبة هنا، يبقى دور عليها في مكان غير هنا.”
سيف سند على المكتب بإيديه الاتنين وبصلها وبهدوء مخيف: “طلعي موبايلك واكتبي في جوجل سيف الصياد واعرفي أنا مين قبل ما تعادي واحد زيي. واتفضلي ابعتي حد من مشرفاتك لأوضة هالة يشوف همس فوق عندها ولا لأ. وقبل ما تردي عليا، خلي بالك إن ردك هيحدد انتِ هتفضلي قاعدة على كرسيك ده قد ايه.”