روايات

الفصل الرابع والثلاثون

سبيدو اتردد كتير قبل ما يمشي لأنه عايز يشوف آية بس جزء منه مش عايز ، وقف محتار لحد ما شافه مروان فقرب منه وسلم عليه : سيف في مكتبه لو عايزه
ابتسم بحرج : لا لسه خارج من عنده ، أنا كنت ماشي بس واقف بشوف كل الموظفين في الدور ده .
مروان بص حواليه باستغراب : كلهم في الدور ده بالذات موثوق فيهم يا سبيدو .
سبيدو نفى بحركة من راسه : لا يا مروان مش كلهم ، في حد فيهم بيوصل الأخبار للعمال ويقوم الدنيا ، والحد ده تبع حسام اللي سيف سبق وطرده من المصنع ، فيا ترى مين ؟
الاتنين واقفين بحيرة ، سبيدو فجأة قال: دور في خلفياتهم يا مروان مين تبع حسام ؟ مين اتعين من طرفه ؟ قريبه ؟ ابن صاحبه ؟ أي حد من طرفه اتعين هيكون مصدر شك .
مروان وافقه : تمام هشوف السي في بتاع كل واحد ولو ما وصلتش هشوف كابتن يزيد .
سبيدو بتذكر : يزيد الأسيوطي ؟
مروان بتأكيد : هو بعينه ، يلا أنا هدخل أطمن على سيف سلام يا صاحبي .
ابتسم و راح للأسانسير طلبه ووقف قدامه مستنيه ، الباب اتفتح ولقاها في وشه فأخد نفس طويل يحاول يسيطر على أعصابه لانه ماكانش متوقع يشوفها .
فضلوا واقفين قصاد بعض لا هو بيدخل ولا هي بتخرج لحد ما الباب كان هيتقفل فالاتنين مدوا ايديهم يمنعوه فسألها : انتِ نازلة ولا طالعة ؟
كشرت تلقائي : نازلة أكيد
استغرب وبص لفوق : في ايه فوق أصلًا انتِ نازلة منه ؟ وبعدين مكتبك هنا نازلة ليه ؟
بعد ما سأل استغبى نفسه جدًا لأنه عارف ان فوق فيه الكافيتريا أما نازلة ليه فده شيء ما يخصهوش .
آية بعد ما تخطت صدمتها ردت بتهكم : فوق فيه الكافيتريا اللي انت ياما طلعت فيها أما نازلة فين فده ما يخصكش ، سيادتك بقى هتفضل واقف كده ولا هتعمل ايه ؟
دخل معاها وبالرغم من إن الأسانسير واسع إلا ان نبضات قلبهم مسموعة وأنفاسهم عالية أو هما الاتنين فاكرين كده .
آية سألته بفضول : ما بتشوفش سارة ؟
لف وبصلها بغيظ : ودي أشوفها أعمل بها ايه يعني ؟
سكتوا الاتنين بعدين سألها : انتِ بتشوفيها ؟
حركت راسها برفض وهمست بشرود : حاسة اني أول مرة أعرفها أو اني أشوفها على حقيقتها ، مش عارفة ليه أنا عمالة أتصدم في الناس واحد ورا التاني ؟
مجاش في باله غير حازم اللي بتتكلم عنه، لقى نفسه بيسألها بضيق مكتوم: لسه بتفكري فيه ؟
رفعت راسها باستغراب : بفكر في مين ؟
رد بغيرة : حازم
كشرت ونفت : لا طبعا وبعدين ده ايه اللي جاب سيرته ولا هو أي نرفزة والسلام ؟
رد بغيظ : مش انتِ اللي بتقولي بتتصدمي في الناس واحد ورا التاني ؟ طيب سارة اوك والتاني مين غيره ؟ – كمل بتهكم – ولا في حد كمان لسه محدش يعرف به ؟
اتصدمت من افتراضه وباب الأسانسير فتح فخرجت باستياء: في اه ، بني آدم أرخم منه على الكرة الأرضية ما شاوفتش بالرغم من ان الكل فاكر دمه خفيف بس الحقيقة دمه يلطش .
ابتسم ورد بتسلية وهو خارج : ده من بعض ما عندكم يا فندم ، أعتقد الشعور متبادل .
مشي وسابها وهي متابعاه بنظراتها و ابتسمت لرخامته .
راح عربيته وإحساس جواه انه ياخد خطوة جادة معاها مسيطر عليه .

همس بعد ما دخلت أوضتها عيطت كتير بعدها الباب خبط فمسحت دموعها وسمحت بالدخول فدخلت سلوى اللي قربت منها قعدت قصادها على السرير وسألتها باهتمام: مالك ؟ فيكي ايه ؟
حاولت تبتسم : مفيش بس متضايقة شوية .
سلوى هزت دماغها بتفهم بعدها علقت : سيف عصبي يا همس ، عصبي جدًا كمان .
ابتسمت بحزن : أعتقد أنا أكتر واحدة عارفة طباعه
سلوى بهدوء: طيب ولما عارفة طباعه العياط ليه ؟ يعني بيتعصب ويزعق شويتين وبعدها بيجي – كملت بهزار – يبوس القدم ويبدي الندم .
الاتنين ضحكوا وسلوى كملت : المهم ازعلي ماشي واتخانقي معاه بس خلي الحاجات دي ظاهرية يا همس
بصتلها بحيرة : يعني ايه ظاهرية ؟
حاولت تشرحلها : يعني …. يعني اللي جوا زي ماهو ما بيتغيرش ، يعني أنا زعقت مثلًا وانتِ زعقتي قصادي وشدينا شوية وانتهى الموقف خلاص ينتهي جيت بعدها كلمتك فكلميني عادي ما نقعدش نقول أصل زعلانة وأصلها زعقت وأصل حصل وحصل ، يعني خلي الموقف ينتهي بانتهاء الموقف مفيش توابع ، سيف زعق واتعصب هتلاقيه راجع بيكلمك عادي جدًا وممكن يكون ناسي أصلًا انه زعق ، ساعتها كلميه عادي واتعاملي عادي .
بصتلها بغيظ : اه ومع الوقت يبقى العادي بتاعه يتنرفز ويزعق ويغلط وأنا عادي! ده اللي حضرتك بتقوليه ؟ ولا علشان ابنك ؟
سلوى كشرت لأن مش ده قصدها : أنا ماقلتش عادي انه يغلط وبعدين أنا معرفش ايه اللي بينكم أصلا، أنا بس بتكلم عن العصبية ولا مش هتعدي الموقف عادي ، بعدها هتعاتبيه بس هتعاتبيه بهدوء وانتِ وهو هاديين ، هتقوليله حصل منك كذا وكذا وده ضايقني بس ماحبيتش أضغط عليك وانت راجع تعبان من الشغل لكن ده ضايقني ، صدقيني هيقدر جدًا تصرفك وموقفك وهتلاقيه بيبوس ايديكي الاتنين ويعتذرلك بكل الطرق وبعدها هيخلي باله، لكن تعالي اقلبي وشك في خلقته وهو راجع مهدود تعبان و سيادتك قالبة وشك وهو مش فاهم أصلًا ليه ومالك ومش فاكر انه اتعصب هتلاقيه بيتكلم بنرفزة وعايز يفهم مالك وانتِ بتردي بعصبية وهتكملوا خناق مع بعض والموضوع هيوسع ، بصي جربي الحلين ، جربي مرة تحتوي الموضوع معاه و تعاتبيه بعدها وجربي مرة تفضلي زعلانة وشوفي أنهي أحسن و جاب نتيجة أفضل .
همس بصت للأرض وهي بتفتكر زعيقه وأسئلته فهمست بحزن : ولو الكلام اللي قاله كان صعب وكان في ثوابت بينا وكان يوجع أوي وقطع خيوط كتيرة؟ – بصتلها بدموع بتلمع وكملت – هل برضه أسكت وأعمل مش واخدة بالي ؟
سلوى مسكت ايديها : ينفع تقوليلي ايه اللي حصل بينكم ؟ ولا مش حابة ؟
دموعها نزلت فمسحتها ورفعت راسها : لا مش هقدر أتكلم دلوقتي .
سلوى اقترحت : طيب ايه رأيك لو تخرجي تغيري جو ؟ تعالي نروح النادي
همس هزت راسها برفض فسلوى اقترحت : طيب روحي عند هند أختك – همس بصتلها لانها كانت ناسياها فسلوى ابتسمت – مش هي في شقتكم ؟ روحي غيري جو واقعدي مع أختك شوية وكلموا نادر أخوكم واتقابلوا انتم التلاتة بس بدون نصكم التاني ، نموا عليهم ، من وقت للتاني بتحتاجي حد تبعك تتكلمي معاه بأريحية وتشتمي في الطرف التاني براحتك وانتِ واثقة ان الكلام مش هيخرج برا- كملت بمزاح وهي بتقف – روحي واشتمي في ابني براحتك – حذرتها – بس اوعي تدعي عليه زي الستات اللي
قاطعتها بسرعة : لا يمكن – اتنهدت وكملت بضيق – أنا حتى ما بعرفش أتكلم وحش عنه .
ابتسمت و سابتها بعد ما دعتلها ربنا يهديهم ويصلح ما بينهم وهي قامت غيرت هدومها ونزلت كان نصر في انتظارها أخدها وصلها عند هند اللي فرحت بها لانها كانت قاعدة زهقانة لوحدها لأن أنس راح النادي ، بعدها اتصلوا بنادر وطلبوا منه يجي لوحده عندهم ونفذوا نصيحة سلوى انهم يقعدوا التلاتة لوحدهم، همس سألت عن أنس وعرفت انه نزل النادي في تدريب إسكواش لانه حابب يجرب زي سيف ، نادر كذلك أول ما وصل سأل عنه ، اتغدوا مع بعض بس محدش فيهم اتكلم كلمة في حق نصه التاني .

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل