روايات

الفصل الرابع والثلاثون

دخل عند أبوه اللي وقف يستقبله بفرحة انه قام بالسلامة بس لاحظ ضيقه فسأله: مالك في ايه ؟
سيف سند على مكتبه بضيق: حاتم رجع
عز حاول يفتكر : مين حاتم ؟
رد بعصبية : حاتم نبيل الشرقاوي ، حاتم يا بابا انت هتتوه عنه ؟
عز بعدم فهم : ما يرجع فيها ايه ؟ وبعدين الكل بيسافر وبيرجع ، ما انت رجعت اهو
لاحظ نظرات الاستنكار من ابنه فقال بتعجب: طيب فهمني ايه اللي مضايقك من رجوعه ؟
راح بص من الشباك للمجهول قدامه وردد بشرود: اتكلم بأسلوب مش كويس عن همس وتقريبًا ناوي على حاجة لانه كلمني عن جيسيكا و
قاطعه عز بضيق : يادي جيسيكا يا سيف، وبعدين معاك ؟ انساها بقى .
سيف بصله باستنكار : أنساها ؟
عز بتأكيد : اه انساها أو تناسيها يا سيف
رد بزعيق : ما أنا كنت متنيل ورجع يكلمني عنها ، نفترض انه قابلها، ولا شافها ولا أي نيلة ؟ قالي قدام همس جيسيكا باعتالك سلام حار
عز بتفكير : بيلعب بأعصابك مش أكتر ، طول عمره واطي وبيحب يصطاد في الميا العكرة
سيف بتأكيد : أيوة فعلًا وعلشان كده مش هيتكلم عنها من فراغ .
عز قرب من ابنه : بطل تسبق الأحداث اللي هيجي هنشوفه وهنواجهه بس لما يحصل مش هنتعامل مع افتراضات ممكن تحصل وممكن لا ، همس بتحبك ومش هتتخلى عنك بسهولة وده اللي تحافظ عليه
اتنهد بضيق : همس أصلًا اتخانقت معاها النهارده بما فيه الكفاية ومش بعيد أروح ألاقيها سافرت لأبوها .
عز اقترح : طيب روحلها دلوقتي قبل ما تاخد أي رد فعل وصلح اللي غلطت فيه .
رد وهو ماشي : لا مش قادر أتكلم دلوقتي وهطينها بزيادة ، آخر النهار إن شاء الله .
سابه وخرج راح لبدر قعد معاه اتكلموا شوية في أمور عادية بس بدر لاحظ شروده : سيف انت كويس ؟
بصله بإرهاق : لا مش كويس يا بدر ، حاسس ان الكون كله ضدي وساعات بفكر طيب ليه أنا واقف كده ضد التيار ؟ ما أسيب نفسي وخلي التيار ياخدني زي ما هو ماشي ليه واقف في وشه ؟ الاستسلام أسهل
بدر قام وقعد جنبه وقال بهدوء : الاستسلام دايما سهل بس ايه نتيجته يا سيف ؟ أنا شوفت الشركة وملفاتها وشوفت المصنع ، سيف انت في آلاف البيوت اللي مفتوحة بخير الشركة دي ، فانت لما بتقف في وش التيار في وراك كتير أوي لو استسلمت كلهم هيغرقوا ، انت مش لوحدك كلنا معاك ، أبوك ، أختك ، مروان صاحبك وسبيدو وأصحابك كريم ومؤمن وشركاتهم وأنا ، كلنا واقفين معاك انت مش لوحدك .
اتنهد وسند ظهره لورا وغمض عينيه بعدها غير الموضوع وسأله : و انت ؟ قررت تكمل معايا ؟
ابتسم وقام من مكانه : مش عارف يا سيف ، قرار كبير وصعب ، أنا لسه ناقل من الإسماعيلية للمنصورة ودلوقتي أنقل تاني للقاهرة ؟ وبعدين في هند وأنس لازم ياخدوا القرار ده معايا ، اصبر معلش اديني وقت أدرس فيه الموضوع بشكل أكبر .
سيف ابتسم بتفهم و وقف : طيب بس حط في اعتبارك وانت بتدرس الموضوع ده اني مش بعاملك بشكل خاص الشركة فعلا بتوفر أماكن سكن للناس اللي بتحتاجهم يشتغلوا معاها ، سكن وعربية ومدارس لعيالهم ، بنغريهم بكل الطرق الممكنة فأنا مش بتفضل عليك لو قلتلك انك ممكن تقعد في شقة أو حتى فيلا صغيرة ، هبلغ مروان يشوف ايه الوحدات المتاحة وتروح معاه تشوفهم على أرض الواقع علشان بس تاخد القرار على بينة
بدر وقفه : سيف أنا لو هقعد هنا مش علشان الفيلا والعربية والمرتب لأن دول الحمد لله أقدر أوفرهم
سيف ابتسم : عارف يا بدر بس ده ما يمنعش برضه اني أحاول أغريك .
بدر ابتسم فكمل بتعب : طيب أنا هروح مكتبي ولو في أي حاجة كلمني .
خرج وبمجرد ما دخل مكتبه لحقته مريم : أستاذ سبيدو برا عايز يقابلك – مريم لاحظت انه تعبان لانه رفع دماغه بالعافية من على المكتب فسألته – تحب أجيبلك مسكن ؟ أو أي حاجة ؟
ابتسم بامتنان: لا يا مريم معايا مسكن ، دخلي سبيدو
سبيدو دخل بمرحه : والله وليك وحشة يا راجل انت ، نورت الشركة .
سلم عليه وقعد قصاده واتكلم بهزار : شكلك ما شاء الله عليك ، وشك ألوان وحاجة كده فلة .
سيف ابتسم : سيبك من شكلي وقولي ايه آخر الأخبار ؟
اتكلم بجدية : في كام واحد اكتشفت انهم رجالة سامح وهم اللي بيوصلوله كل الأخبار وهم اللي بيروجوا الإشاعات ، القلق بيجي عن طريقهم .
سيف كشر ودعك دماغه بتعب : طيب ارفدهم
سبيدو ابتسم واتكلم بلهجة صعيدي كنوع من السخرية : وه كانك غشيم إياك .
سيف اتنهد : طيب هتعمل ايه ؟ فهمني .
سند على مكتبه وقال بذكاء : أفهمك ، لو طردتهم بدون سبب هتعمل بلبلة لا نهاية ليها لاني لسه ما أعرفهمش كلهم ، يادوب كام واحد والمشكلة ان مراكزهم مهمة فلازم أولًا قبل ما أرفدهم يكون في بديل ليهم وثانيًا لازم يكون في سبب للرفد ولا هيبقى الكلام اللي بيقولوه عننا صح واحنا فعلًا مفتريين واللي بيتنفس بيترفد .
سيف بزهق : طيب وهتعمل ايه ؟ وهنفضل متحملين خاينين لامتى يا سبيدو ؟ أنا تعبت وزهقت ومابقيتش قادر .
سبيدو ابتسم بتعاطف : معلش انت ممكن تروح ترتاح وسيب الموضوع ده عليا بس خلي بالك في حد خاين هنا في الشركة عندك وهو اللي بيوصلهم الأخبار، فأنا مسكت الخاينين اللي عندي أمسك اللي عندك اللي بيخرجوا أسرار الشركة برا، ده اللي مطلوب تعمله انت .
دعك دماغه وطلع قرص مسكن أخده : مين هنا ممكن يكون خاين ؟
حرك دماغه بحيرة : معرفش بس مبدئيا شوف مين اللي كان عارف شرط دخول المشروع الجديد ، وازاي اتسرب لبرا؟ دي أعتقد البداية بتاعتك ، المهم لازم نعرفهم كلهم سواء عندي أو عندك – قام وقف – هسيبك ترتاح لأحسن شكلك غنى عن أي كلام ، أو روح بيتك أفضل .
جه يخرج بس سيف وقفه : سبيدو
بصله واستناه يتكلم ، سيف فكر يطلب منه يجيبله أخبار جيسيكا فين وفين أراضيها دلوقتي بس تراجع وقرر يسمع كلام أبوه ومش هيقدر البلاء قبل وقوعه ، بص لصاحبه وابتسم : خلاص خلاص روح انت .
سبيدو استغرب : لو عايز حاجة قول على طول يا سيف مش محتاج تفكر كل ده
شكره وراقبه وهو بيخرج ويقفل الباب وراه ، فكر يقوم يروح بس تراجع هو حاليا مش حمل جدال أو خناق قصاد همس أو أسئلتها اللا متناهية .

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل