روايات

الفصل الرابع والثلاثون

همس راحت الجامعة ودخلت محاضرة د/ حاتم اللي أول ما شافها موجودة ابتسم بغموض ، خلود ابتسمتله وافتكرت انه بيبتسم علشانها .
المحاضرة خلصت وسيف مستني همس يفطر معاها كعادته ، قاعد على مقعد برا المدرج في انتظارها
الطلبة بدأوا يخرجوا ومعظمهم بيسلم عليه وهو عينيه على جوا مستنيها تخرج لحد ما أخيرًا شافها خارجة فابتسم وهي جريت عليه أول ما شافته وقعدت جنبه وبصتله بمشاكسة: في تسليم شيت وسيادتك مطلوب منك تلملي اللي فاتني علشان أعرف أحله ، أصلًا النهارده حسيتني غبية سيكا مع كمية الأسئلة اللي سألتها للدكتور
بصلها بتمعن قبل ما يسألها بابتسامة: كان عندك ايه أصلًا ؟
جاوبته بتلقائية : باور سيستم
استغرب وحاول يفتكر : مين بيديكم سيستم ؟ دكتورة علية ؟ ولا مين ؟
استغربت ورددت : مين علية دي ؟ كانت بتديك ؟ – هز راسه بتأكيد فوضحت – لا احنا بيدينا حد زيك كده لسه راجع من برا واسمه

سكتت لما لاحظت انه مش معاها لانه لمح الدكتور خارج من الباب أو خمن ان هو واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة قطعها حاتم وهو بيقرب بابتسامة خبيثة : سيف الصياد ؟
سيف بصله لفترة قبل ما يردد بجمود : حاتم الشرقاوي ؟ ماكنتش أعرف انك رجعت
وقف وحاتم قرب سلم عليه بفتور واضح من الجانبين بعدها بص لهمس وقال بغموض : ما تقوليش انك لسه بتحب تلم حواليك البنات الشاطرين وتشرحلهم
همس نقلت نظراتها بينهم وكلام حاتم ضايقها فبصت لسيف وهي مستنية إجابته .
سيف بصله ورفع حاجب بتهكم : طول عمرك بتتقمص شخصيتي بس مش لدرجة انك تلبسني أنا شخصيتك ولا نسيت ان دي تصرفاتك انت مش تصرفاتي ؟ وبعدين أنا لما كنت بشرح كنت بشرح للدفعة كلها هنا في نفس المدرج اللي وراك ده .
سيف مد ايده لهمس فمسكتها و وقفت
حاتم ابتسم بغموض وبص لهمس بسخرية : ودلوقتي ايه ؟ ما انت بتتسلى اهو ومعاك
سيف قاطعه بتحذير : قبل بس ما تقول كلمة كده ولا كده ، الباشمهندسة همس مراتي .
حاتم اتصدم حرفيًا وبص لخلود بعتاب انها فهمته انها عشيقته مش مراته بس تدارك صدمته بسرعة وابتسامته وسعت وردد : مراتك ؟ أخيرًا عرفت مصدر الإشاعة اللي الكل بيقولها ، انك مبهدل الدنيا في الجامعة – بص لهمس بتهكم وقال – ماقلتيليش يعني انك مرات الغالي
همس ردت بضيق : ماحسيتش اني ملزمة أوضح لحضرتك وبعدين ده شيء ما يخصكش .
ابتسم باتساع ورفع ايديه بتراجع: مراته مراته مفيش كلام
بصلهم الاتنين بعدها بص لهمس بتحدي: تسليم الشيت شخصي في مكتبي وانتِ بالذات هسألك في كل مسألة في الشيت لاني ما أضمنش انتِ اللي بتحلي ولا جوزك؟ ولا جوزك مش فاضيلك وعلشان كده بتلفي على مكاتب الدكاترة ولا نسيت السيستم يا سيف؟ – اصطنع التفكير وكمل- ولا مش لاقي وقت ما بين الجامعة والشركة والجواز ؟ – رجع بص لهمس بابتسامة ماكرة- بس برافو عليكي انك وقعتي الصياد بحاله .
سيف ابتسم بتوعد وقرب منه وقال : طيب زمان وكان اسمنا طلبة فمحدش بيعاتب على تصرفاتنا لكن دلوقتي هيبقى شكلك ايه لما أعلمك الأدب وسط الطلبة بتوعك ؟ بلاش تقف في وش الصياد ولا ترفع عينك في مراته بشكل ما يعجبهاش وإلا همحيك من على وش الأرض مش بس الجامعة – بص ناحية خلود وكمل بمغزى – خليهم يحكولك أنا عملت ايه علشانها طالما بترمي ودانك لرغي البنات الفاضية ، بعد إذنك .
أخد همس ومشي كام خطوة فسمع حاتم بيقول بصوت عالي : صح يا صياد نسيت أقولك جيسيكا باعتالك سلام حار .
سيف بصله بتوعد وكمل طريقه ونبضات قلبه ارتفعت بشكل تلقائي وافتكر الصور اللي أبوه لسه مقطعها من كام يوم بس وبيتساءل هو الموضوع ده هيرجع يتفتح تاني ولا ايه ؟

كريم وصل الشركة ودخل مكتبه مباشرة بس قبل ما يدخل كلم علياء : أول ما أمل توصل بلغيني يا علياء
وقفته بهدوء : الباشمهندسة أمل في مكتبها من بدري يا باشمهندس
استغرب انها ماقالتلهوش وبدل ما يدخل مكتبه راح عندها ، دخل فرفعت راسها بصتله وبعدها تجاهلته ورجعت بصت للاب قدامها تكمل شغلها .
كريم قفل الباب وراه و دخل سند على مكتبها وقال بلوم : وبعدين ؟ بتعملي ايه ؟ وبتقفلي السكة في وشي يا أمل ؟
رفعت عينيها بصتله وبلا مبالاة : انت بتكلمني أنا ؟
ضم حواجبه بضيق ورد بنفاد صبر : شايفة غيرك في المكتب أكلمه ولا بتهزري ؟
بصتله بتهكم : ايه ده ؟ هو الهزار انت واخد توكيله لوحدك ولا ايه ؟ محدش من حقه يهزر غيرك ويقفل السكة في وش اللي قدامه ؟
رجعت بصت للاب فلف ناحيتها وقفل الشاشة وشدها من دراعها وقفها بلوم: اتكلمي كويس لأني على آخري
رفعت عينيها وفضلت ساكتة
ما تحملش سكوتها فقال: وبعدين يا أمل ؟ كنتي عايزاني أعمل ايه يعني ؟
بعدته عنها وبصتله باستنكار : يعني ايه تعمل ايه ؟ تقفل زي البني آدمين ، تقولي بعد إذنك يا أمل قدامي فلان ، هقفل وأكلمك بعدين، تستنى وما تقفلش أصلًا لحد ما تخلص كلامك معاها ، تقول أي حاجة مش تقفل السكة في وشي علشان
قاطعها بتوضيح : مش علشان حد أنا قلتلك هكلمك بعدين وقفلت
زعقت بغيظ : سمعت ردي عليك ؟ هل أنا خلصت كلامي ؟ ولا طظ فيا المهم انك خلصت كلامك ؟
اتنهد بتعب : أمل، وبعدين؟ انتِ عارفة
قاطعته بضيق : أنا مش عارفة أي حاجة يا كريم اللي عارفاه اني بتكلم مع جوزي وجتله واحدة راح قالبني وبس .
كريم استغرب ورد بعتاب : أنا مش كده وما تصيغيش الموضوع بالشكل ده
بصتله بسخرية : أصيغه ازاي علشان يناسب سيادتك ؟ هو مش ده اللي حصل ؟
كريم اتنهد باستسلام : طيب خلاص حقك عليا ، هكلم ناريمان وأقولها تشيلنا من دماغها وتشوف حد غيرنا للكورسات دي ونقفل حوارها تمامًا .
طلع موبايله بس هي منعته : وده من ايه إن شاء الله ؟
بصلها باستغراب : ماهو يا أمل مش كل ما تيجي المكتب أو تنط قدامي هتقلبي وشك في خلقتي أنا مش حمل مناهدة كل لحظة ومعرفش ليه انتِ حاسة انك مهددة منها ولا ليه مدياها أهمية بالشكل ده؟ فأنا في غنى عن مهاترات كتيرة ، نفضها سيرة ونخلص .
زعقت باستياء : أنا مش مهددة من حد بس تصرفك ورد فعلك ضايقني، انت بتتعامل بشكل عادي ما عدا معاها ، يعني سيادتك تسلم عليها بايدك وتقولي أصل شدت ايدي ، تشوفها تقفل السكة في وشي وتقولي معرفش ايه ، فقبل ما تمسك في رد فعلي شوف الفعل المسبب الأول ، وبعدين أنا سبق وقلت هروح الكورسات دي وانتهى الحوار ، ودلوقتي اتفضل على مكتبك شوف الموديل اللي وراك وشوف شغلك وبطل اهتمام بحاجات ثانوية
بصلها بذهول تام وردد ببلاهة : هو اهتمامي بزعلك حاجة ثانوية ؟ ولو ماكنتش جيت أبقى ما بهتمش وما بسألش والاهتمام ما بيتطلبش ؟
كانت هتضحك بس كشرت وحاولت تتكلم بجدية : مين قالك اني زعلت ؟ أنا بس رديت حركتك مش أكتر ، قفلت السكة في وشي فقفلتها في وشك مش حوار هو ، اتفضل على مكتبك بقى علشان بتعطلني .
قعدت مكانها وفتحت اللاب وهو واقف واقف مكانه بذهول فرفعت راسها وبصتله بسخرية : هتفضل واقف كده كتير ؟ روح يا بابا لمكتبك يلا هنرش ميا.
كان هيضحك على أسلوبها وشكلها بس حمحم وقبل ما يخرج قرب منها باس دماغها وهمسلها بحب: آسف بجد اني قفلت السكة ماكانش قصدي أتصرف كده بس هي ضايقتني بالطريقة اللي بتتكلم بها وماحبيتش انها تضايقك انتِ كمان فقفلت بسرعة .
جه يبعد بس مسكت دراعه و وقفت قصاده وقالت بوضوح : أنا مش مهددة من ناريمان ولا حاجة ومش دي الشخصية اللي ممكن أغير منها بس ده ما يمنعش اني بغير عليك ، روح شغلك وشوف وراك ايه ، أمل مش عيلة هتزعل من موقف أهبل زي ده .
باس خدها وراح مكتبه وهو مبسوط وبدأ يكمل شغله .

سيف أخد همس وركبوا العربية وخرجوا برا الكلية فهمس اعترضت : أنا لسه ماخلصتش على فكرة و
قاطعها بغضب هي أول مرة تحسه : روحتي مكتب الواطي ده ؟
اتصدمت من سؤاله : انت بتتكلم في ايه ؟
بصلها وزعق : بقولك روحتي مكتبه ؟ سؤالي واضح عايز إجابة بأه أو لا
ربعت ايديها وبصت قدامها بعناد: مش هجاوبك و
زعق لدرجة انها انتفضت : همس روحتي مكتبه ؟
بصتله بحدة : ولنفترض اني روحت مكتبه هيحصل ايه ها؟
ركن على جنب فجأة وبصلها بغضب : سبق وقلتلك في حاجات ومواضيع لا تحتمل الهزار أصلًا فجاوبيني ، روحتي مكتبه ؟
لأول مرة تخاف منه ومن نظراته وقسوته وحست انه ممكن يمد ايده عليها ، فكرت تقوله أه لمجرد انها تعرف رد فعله ممكن يوصل لايه ؟ بس خافت برضه لما تقوله لا ما راحتش ما يصدقهاش .
زعق تاني وهو بيمسك دراعها بعنف : انتِ جرالك ايه ما تنطقي، طلعتيله مكتبه ؟ ولا يقصد ايه بلفك على مكاتب الدكاترة ؟
حسب بنبرة اتهام في صوته والإحساس اللي وصلها منه وجعها لقت نفسها بتشد دراعها من ايده وبصت قدامها بجمود: ماعنديش إجابة ليك وصلني البيت لو سمحت .
سمعت أنفاسه العالية ومحاولته انه يسيطر على أعصابه بس مرة تانية شدها بعنف وجع لها دراعها بدون مايقصد وفضل ضاغط على دراعها لدرجة انها باصاله ودموعها بتلمع في عينيها ومصدومة منه ، غضبه عماه عن ألمها وكرر : جاوبي على سؤالي وقسما بالله لو رديتي غير بأه أو لا فرد فعلي مش هيعجبك يا همس ، صدقيني انتِ في غنى تام عن الوش التاني لسيف ، طلعتي مكتبه ؟

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل