روايات

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل التاسع بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل التاسع بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل التاسع بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده

أفاقت من إغمائها لتجد شروق جالسة بجانبها على الفراشة
وهي تربت على رأسها بحنو فرفعت بصرها قائلة:
“ايه اللي حصل؟! أنا كنت بحلم صح؟ ده كان كابوس!”
رمقتها بتعاطف ولكنها لمحت الغضب المستعر بعيون
صديقتها لتدرك أنه لم يكن حلما ولا كابوسا أبدا
بل كان واقعا مازالت تستشعر مرارته بفمها.
رمقتها بحزن وهي تقول:”ليه عمل كده؟ ليه يا شروق
فهميني ليه؟! أنا عملت ايه عشان يعاقبني ويبعد عني؟”
نهرتها شروق بقوة:”يعاقبك ايه يا دارين! ده يمكن اللي
حصل ده استجابة ربنا لدعاءنا كلنا انه يخلّصك منه
بطّلي الهبل ده واعرفي انه مايستاهلكيش أبدا”

ظلّت ترمقها للحظات بصمت قبل أن تنهض بتصميم
مغادرة الغرفة لتلحلق بها شروق تلقائيا لتجدها تخرج
من الشقة راكضة فركضت خلفها بعدما طمأنت والدي
دارين أنها معها وألا يقلقا..
ركضت دارين بالشارع غير آبهة بالنظرات الفضولية
حولها حتى وصلت للبناية في الحي المجاور والتي انتقل
إليها أسامة منذ فترة لتجده خارجا منها.. تجمد كلاهما
ينظران لبعضهما هو بتساؤل وهي بتوسّل..
تتوسل له أن يكون كل ذلك مزحة سخيفة فقط
ليصدمها بقوله:”جيبتي الشبكة؟!”
رمقته بعدم فهم وهي تقول:”ليه؟!”
فهم سؤالها بطريقة خاطئة فقال بغلظة:

“لانها من حقي وانا محتاجها, امال جاية ليه؟!”
“ليه سيبتني؟ ليه عملت كده فيا؟ طب ليه قرّبت مني
من الأول؟ ليه خطبتني وأوهمتني بحبك وانت هتسيبني؟
ليه يا أسامة؟ ليه تجرحني كده؟”
همّ بالحديث لتوقفه قائلة بأمل:”انت ماسيبتنيش صح؟
قولي انك ماسيبتنيش, قولي ان كل كده هزار سخيف
زي عادتك.. قولي ان…”
قاطعها بهدوء:”أنا آسف يا دارين, بس انا فعلت فسخت
الخطوبة.. صدقيني انا ماستاهلكيش, انتي تستاهلي
واحد أحسن مني وأكيد هتلاقيه, احنا…. احنا مش
لبعض”
ظلّت صامتة ترمقه بصدمة.. هل تركلها حقا؟!
لقد احتملت من أجله الكثير..
أسلوبه الغريب في التعامل معها, تقلّب مشاعره تجاهها..
نفّذت كل ما طلبه منها دون نقاش.. والأهم من هذا كله
أنها أحبته كثيرا وأجبرت والدها على الموافقة عليه
على الرغم من رفضه له فلِمَ فعل بها هذا؟!
أجفلت على إمساك شروق بذراعها تقودها بعيدا عنه وهي
ترمقه بغضب.. تعلم صديقتها جيدا وتعلم أنها تتوق
للفتك به ولكن من الواضح أن شامل أوصاها ألا تحتك
به أبدا ولدهشتها وربما للمرة الأولى تنفّذ كلامه .
عادت إلى المنزل بصمت تحاول أن تفهم لِمَ يحدث معها
كل هذا؟! ما الذي أخطأت به ليكون هذا عقابها؟!
***

جالسة بالمكتبة التي تعمل بها منذ تخرجها..
فبالرغم أن أنس حاول معها لتدرّس بالمدرسة القريبة
من منزلهم وهو سيتكفل بتعيينها إلا أنها رفضت فهي
لا تريد التدريس ولا تحبه.. تعشق القراءة والكتب
وكانت أكثر وظيفة مناسبة لها هي بالمكتبة التابعة
بالنادي وقد رحّب بها الجميع وبالطبع حصلت وقتها على
دعم نضال الكامل لها.. حتى أن أنس شاكسها أنه لو
نضال هو من أراد تعيينها بالمدرسة لكانت استجابت له
ولكنه (ابن البطة السوداء) على حد قوله .
شردت تفكر بما يحدث معها في الفترة الأخيرة
وفاة نوال ثم انعزال نضال عدة أشهر ثم عودته للمنزل وهو
يتحاشى الانفراد بها منذ عودته!

يتحدث معها ويشاكسها بوجود الجميع ولكن ما إن يجد
نفسه بمفرده معها حتى يسارع بالانعزال بغرفته أو ترك
المنزل بأكلمه وهي لا تفهم لِمَ يفعل هذا؟!
زفرت بضيق ليصلها صوت مألوف:”الجميل سرحان في ايه؟”
ابتسمت له برقة وهي تقول:”ازيك يا عمرو عامل ايه؟”
جلس أمامها مجيبا:”الحمد لله انتي عاملة ايه؟ فينك
بقالك فترة؟ سألت عليكي بس محدش عارف عنك
حاجة وانا مش معايا رقم تليفونك”
“أنا مش مختلطة بحد اوي يا دوب في حدود الشغل”
ابتسم بهدوء وهو يقول:”طب وبالنسبة لرقم
تليفونك!”
زاغت عيناها بارتباك وهي تتلعثم قائلة:”آسفة بس…”

أعفاها من الإحراج وهو يقول:”ولا يهمك انا توقعت كده
برضه عشان كده مارضيتش اتصل بيكي وقولت اصبر
على ماتيجي الشغل”
عبست بعدم فهم وهي تقول:”هتتصل بيا ازاي مش فاهمة!”
ابتسم بمرح وهو يقول غامزا:”معايا رقم البيت بس قولت
انتي هتضايقي لو اتصلت فمارضيتش”
جحظت عيناها وهي تتخيل لو هاتفها وردّ عليه نضال
ماذا كان ليحدث؟! بالتأكيد لم يكن الأمر ليمر
على خير أبدا.
ضحكة خافتة تبعها قوله:”ماتخافيش مش هتصل بيكي
على البيت, مش هتصل بيكي أصلا حاليا على
الاقل”

فهمت قصده ولكنها لم تعلّق.. لا تريد الخوض
بعلاقة شخصية معه من الأساس ولا تعلم كيف تمنعه
من التقرب منها كما يفعل فعلى الرغم أنها معجبة به
إلا أنها لا تحبه ولن تفعل.. لقد أرغمت نفسها على تقبّل
وجوده الفترة السابقة في محاولة منها لتنسى نضال
وعشقه الساكن بخلاياها ولكنها لم تستطع أبدا..
عام وأكثر منذ خطبته فزواجه ثم وفاة زوجته وانعزاله
عنهم ثم عودته للمنزل معها وتعامله الغريب معها وهي
تحاول جاهدة خلال كل هذه الفترة أن تنساه وتنسى
عشقا تغلغل بمسامها منذ نعومة أظافرها ولكن للأسف
لم تفلح بالتخلص منه ولا تريد جرح عمرو أيضا
لذا تحاول تحاشيه ولكنه مصرّا على التواصل
معها فماذا تفعل؟!
انتفضت على طنين هاتفها فالتقطته مسرعة وفتحت
الخط ليصلها صوت أنس:”جوجي خلّصتي شغل وال لسه؟”
“لا خلاص فاضل عشر دقايق والدوام يخلص”
“طيب حلو اوي هعدّي عليكي أروّحك يا قطة”
ابتسمت وهي تومئ له وكأنه يراها ثم أغلقت الخط
والتفتت لترى عمرو مازال جالسا فشعرت بالإحراج وهي
تستأذن منه لأن الدوام قد انتهى فابتسم لها وهو يقول:
“انا عارف ان ده وقت نهاية الدوام وعشان كده جيتلك”
رمقته بتساؤل فتابع بابتسامته الهادئة:”ياللا مش هعطلك
هطلع معاكي على ما نضال يجيلك”
أجابته بعفوية:”ده أنس مش نضال”
“غريبة, كان نضال معاكي على طول ايه اللي
حصل وبقى أنس مكانه؟!”
أجابته بضيق:”هم الاتنين ولاد عمتي, فعادي يعني
أي واحد فيهم يجي هتفرق معاك في حاجة؟!”
لاحظ ضيقها فابتسم قائلا:”آسف لو ضايقتك.. مجرد
استفسار بس مش أكتر”
“عادي”
قالتها باقتضاب وهي تلاحظ وصول أنس الذي بادرها:
“ها جاهزة يا قطة؟!”
أومأت بابتسامة ليصلها صوت عمرو:
“دكتور أنس ممكن آخد من وقتك شوية؟!”
رمقه أنس بتركيز ثم التفت ل جويرية قائلا:
“روحي انتي اقعدي في العربية انا جاي وراكي”
****

دلف إلى الشقة ليجدها جالسة على الأريكة شاردة
شاخصة بنظرها للبعيد فهرع إليها قلقا..
“شروق مالك ياقلبي قاعدة كده ليه؟!”
انتبهت على جملته فرفعت بصرها إليه وهي تبتسم بحب
ترى لهفته عليها وقلقه لتحمد الله أنه رزقها بزوج ك
شامل.. فكلما رأت ما آل إليه حال صديقتها كلما شعرت
أن الله أنعم عليها بنِعَم كثيرة .
“مفيش ياحبيبي, مرهقة بس شوية”
طمأنته ولكنه لم يقتنع فأعاد سؤاله:

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل