
كشرت بس هالة علت صوتها وقالت بسرعة : باشمهندسة همس أولى الدفعة
حاتم بص لهالة بعدها بص لهمس اللي رفعت وشها تواجهه فابتسم : اممم ، ما رديتيش ليه انتِ على سؤالي ؟
ابتسمت ابتسامة مصطنعة: عادي يعني يا دكتور ما أخدتش بالي مش أكتر .
مط شفايفه قبل ما يرد باستخفاف: أولى الدفعة وما أخدتيش بالك ؟ أعتقد أوائل الدفعة مفيش حرف بيعدي منهم
ردت بتهكم : فعلا بس في الحاجات المهمة مش الرغي.
استغربت ردها الساخر وسكتت ومش هي بس الكل استغرب ردها وبصوا لحاتم في انتظار رده ، أما هو فابتسم باستمتاع وردد : رغي ؟ امممم ، يا ترى انتِ ردودك على أسئلة الامتحانات حادة ودقيقة كده ولا ؟ على العموم هنشوف خلونا نبدأ في الكلام المهم ( بص لهمس وكمل بابتسامة ) مش الرغي
خلود كانت متغاظة؛ لان همس بدون أدنى مجهود علمت معاه وخلقت نوع من التحدي بينهم ، ازاي بتقدر بتلقائية شديدة تلفت انتباه الكل ؟
بدأ يتكلم الأول بشكل عام عن المادة بعدها بدأ شرح أول درس .
خلود فكانت بتحاول تتحاور معاه وتتناقش كتير علشان تلفت انتباهه لحد ما بصلها بملل : على فكرة انتِ لو سمعتي أكتر وركزتي أكتر مش هتحتاجي لكمية الأسئلة اللي بتسأليها دي ( كرر بحزم ) اسمعي وافهمي وآخر المحاضرة لو حاجة مش فاهماها اسألي فيها لكن كده انتِ بتضيعي وقت الكل .
خلود اتحرجت واتمنت لو ينفع تقوم تخرج برا المحاضرة وتصرخ بأعلى صوتها ، أما همس وهالة فالاتنين ابتسموا لبعض لانهم فاهمين هي بتعمل ايه أو بتحاول توصل لايه ؟
سكتت تماما لآخر المحاضرة لانها كررت غباءها اللي سبق وعملته مع سيف وقالها نفس الرد ده ، لازم تكون ذكية لو عايزة تنجح وبلاش كلام فاضي لازم تركز أكتر .
لاحظت انه مهتم بهمس من خلال نظراته اللي اتكررت ليها ، استغربت معقول هو كمان هيقع في غرامها ؟ لا يمكن تسمحله ، لازم تمنعه مهما كان التمن .
خلصت المحاضرة وهمس وهالة خرجوا برا، همس ما لاحظتش حاتم اللي كان متابعها بعينيه لحد ما اختفت ، اعتذر من اللي حواليه وخرج؛ كان عايز يشوفها هتعمل ايه أو رايحة فين ؟ قعدت هي وصاحبتها على مقعد وفضلوا يتكلموا ويهزروا وهو عدى من جنبهم طلع المبنى اللي فيه مكتب سيف .
خلود وقفت قصادهم الاتنين وايديها على وسطها وبصت لهمس اللي رفعتلها وشها بملل: واقفة كده ليه زي خيال المآتة ؟
خلود قربت ومالت بوشها تجاهها وهي بتقول بتهديد: ابعدي عنه بحذرك اهو من البداية وبطلي حركاتك السخيفة والساذجة في لفت الانتباه .
همس ضحكت هي وهالة وما ردتش عليها بس قبل ما خلود تتكلم هالة اتكلمت : ما تروحي تشوفي وراكي ايه وتحلي عننا ؟ لو حد بيعمل حركات ساذجة فانتِ عارفة كويس مين بس خلي بالك سبق وسيف استغباكي من أسئلتك فبلاش تكرري غباءك مع دكتور حاتم بدل ما يستغباكي هو كمان ، اجري العبي بعيد عننا يلا .
فتحت بوقها تتكلم بس همس وقفتها بلامبالاة: مش مهتمين نسمع اللي عندك فحلي عننا .
سابتهم بغيظ ومشيت بس وقفتها مايا بمكر: إلا قوليلي مضايقاكي في ايه البت دي ؟
خلود بصت ناحية ما هي باصة وشافت همس لكن رجعت بصتلها بهجوم: وتطلعي مين انتِ علشان توقفيني وتسأليني ؟
ابتسمت بخبث : أنا ماما ، عارفة يعني ايه ماما ؟ يعني أي مشكلة هتلاقي حلها عندي ، بس الأول قوليلي مضايقاكي في ايه البنت دي ؟
خلود ابتسمت بتكبر : برضه مالكيش فيه
جت تمشي بس مسكت دراعها وقفتها وقالت بوضوح: سيف الصياد خسارة في واحدة زيها وعايزة أشاركها فيه تقدري تساعديني ؟ سمعت انك كنتي انتيمتها ولا دي إشاعة ؟
خلود ضحكت جامد ولسه هتمشي بس مايا ما سابتس دراعها وقالت بضيق: كلميني هنا
خلود ردت بسخرية : انتِ عايزة توقعي سيف الصياد ؟ كان غيرك أشطر .
استمر ضحكها ومايا استنتها تسكت بعدها قالت بتحدي : لا غيري مش أشطر وأنا مفيش راجل في الدينا ممكن يقف قدامي ، حطيلي بس شوية نقط على شوية حروف وهتشوفي هعمل فيه وفيها ايه.
خلود كانت هتمشي بس مرة واحدة وقفت وسألت نفسها هتخسر ايه ؟ مش يمكن دي تنجح في اللي هي فشلت فيه ؟ بصتلها باستفسار: عايزة تعرفي ايه ؟
مايا ابتسمت بانتصار : كل حاجة من طأطأ لسلام عليكم ، من أول لحظة شافها فيها لحد النهارده وسيبيني أنا أتكتك
مشيوا الاتنين مع بعض وخلود بدأت تحكيلها كل التفاصيل اللي محدش يعرفها عن سيف وهمس .
مؤمن في مكتبه قطع انتباهه دخول نور اللي استغرب وجودها، وقبل ما يتكلم لقاها بتعيط فقام وقف بسرعة وسألها بفزع : في ايه يا نور مالك ؟
بصتله بحزن وهي بتمسح دموعها : في اني تعبت من البعد عنك وعن ابني .
استغرب كلامها وتراجع خطوة ومش فاهم هي ناوية على ايه ؟
نور بصتله بعتاب : انت ازاي مش قادر تحس بيا يا مؤمن ؟ قبل كده وحسن المرشدي طردني من بيته و
قاطعها بيأس : يووووه بقى يا نور احنا مش هنخلص من الفيلم الحمضان ده ؟
زعقت بغضب : لا مش هنخلص انت خلصته لكن أنا عايشة فيه ، تعرف ان النهارده طنط ناهد طردتني من البيت ؟
بصلها بذهول وحرك راسه برفض وعدم تصديق لكلامها فابتسمت بتشفي : اه طبعا مش مصدق بس ده اللي حصل ، طردتني من بيتها وقالتلي ما أدخلهوش تاني أبدا ايه رأيك بقى ؟
مؤمن بصلها بشك و مش قادر يصدق كلامها
سألها: وايه اللي خلاها تقول كده ؟ ده في حالة إذا كانت قالت بالفعل الكلام ده ؟
نور بصتله باستنكار ومش مصدقة انه بيكدبها فقالت بهجوم : انت مش مصدقني ؟ هتبلى عليها ولا ايه ؟ لا يا مؤمن أنا ماأقبلش تكدبني
رد بتهكم : ماهي نونا لا يمكن تطرد أي حد من بيتها فما بالك انتِ ؟ فلو هي عملتها بالفعل فده معناه ان اللي انتِ عملتيه هي ماقدرتش تتقبله بأي شكل ، علشان كده بسألك عملتي ايه وصلها للمرحلة دي ؟
نور بصتله بتوتر وهي بتفتكر كلام أختها ان ده هيكون رد فعل مؤمن
حاولت تتماسك قدامه وردت بهجوم: عملت ولا ماعملتش هو أنا كان عندي حق لما قلت انك مجرد لعبة لكريم ولا أكتر ولا أقل ؟ قال كنت جاية وأنا فاكرة ان جوزي راجل مابيهمهوش وهياخد حقي .
جز على اسنانه بغضب منها ورد ببرود مفتعل: المفروض اني أتعصب يعني هنا وأحاول أثبتلك رجولتي وآخدك من البيت وأمشي ؟ اطلعي برا يا نور أنا تعبت من الكلام معاكي ويا ستي اعتبريني لعبة كريم بس كده ؟ عايزة مني ايه بقى ؟ كل واحد فينا راح لحاله مستنية مني ايه ؟ اللي انتِ مقتنعة به في دماغك اعمليه بعيد عني واللي عايزة تفكري فيه فكري براحتك تماما بس طلعيني برا حساباتك ، ولو نونا بالفعل طردتك من بيتها يبقى عمرك ما هتدخليه تاني ولا أنا هسمحلك تدخليه ، أنا مش فاهم انتِ جاية هنا متخيلة ايه ؟ تقوليلي نونا طردتني أقوم أتنحرر وأقول اه طردوها فآخدلك بيت برا؟ ده اللي عقلك المتخلف صورهولك ؟ يعني انتِ زعلتي أمي ( شدد على كلمة أمي وكمل ) وجاية تعيطيلي هاخدك في حضني مثلا ؟ هل ده اللي فكرتي فيه ؟ أنا مش قادر أفهم هل انتِ كنتي بالغباء والجحود ده من البداية وأنا ما أخدتش بالي ولا انتِ اتحولتي للتخلف ده ؟ أنا مش قادر أفهم بجد .
سابها ورجع قعد على مكتبه وشد اللاب قدامه وبصله كإعلان لإنهاء النقاش معاها
فضلت واقفة مصدومة وبتفتكر تنبيه أختها وتحذيرها لكن مؤمن بيفكر بنفس المنطق المتخلف بتاعها ، فضلت مكانها شوية مش عارفة تعمل ايه ؟
مؤمن لاحظ انها لسه واقفة فرفع دماغه بصلها باستفسار بدون ما ينطق فاتكلمت بغضب: ده آخر كلام عندك يا مؤمن ؟ للدرجة دي انتِ بايعني ؟
ضحك بتهكم و رد بوجع : أنا اللي بايعك برضه يا نور ؟ أنا لحد الآن مش فاهم فين حبك وفين العشرة اللي بينا وفين حق الولد اللي بينا ده ؟ انتِ ازاي بقيتي كده ؟ مش شايفة غير نفسك وبس ؟ ( جت تتكلم وتعترض بس منعها ) حتى لو جيتي على نفسك علشاننا كنت هحط ده فوق راسي وأقول دي اتخلت عن رفاهيتها علشاني أنا وابنها وضحت بـ …. – هز راسه بحيرة وكمل – أنا مش عارف بايه بس أكيد كنت هاخد ده في اعتباري وتفكيري وأفكر مع الوقت أنفذ أمنياتك لكن أسلوبك ولوي دراعي والطريقة دي كلها وتفكيرك خلوني مش قابل حتى مجرد الكلام معاكي ، عقلي وقلبي بيحاولوا يلاقوا أي عذر ليكي ولا يبرروا تصرفاتك لكن بصراحة مش لاقي غير مجرد شوية تخلف وأنانية وغباء غير كده مش لاقي ولا شايف .
نور بصتله باستعطاف: كل ده علشان بس طلبت منك نسيب البيت ؟ – ملامحها اتحولت للكره وكملت – نسيب كريم المبجل و
قاطعها و لأول مرة يزعق بالشكل ده : يادي كريم اللي حاطاه فوق راسك ده، ما تشيليه شوية من تفكيرك ، هو في ايه ؟ هو أي كلام نحشر كريم فيه وأي مشكلة نلبسها فيه وأي حاجة المهم نحط اسمه ؟ انتِ في ايه بالظبط ؟
زعقت بحقد: لان هو أساس مشاكلي كلها وهو السبب في كل اللي أنا فيه، هو وبس
زعق بعنف : هو وبس ؟ يعني مش غبائك ولا عنادك الأجوف اللي مالهوش أي معنى ؟ يعني مش أنانيتك وتفكيرك في نفسك وبس ؟ يعني مش كرهك لعيلتي ؟ ها؟