
مايا كانت قريبة منه وحاولت تخلي كتفها يلمس كتفه وهي بتتكلم ، سيف بعد عنها بسرعة وبصلها بصرامة: شوفي علشان بس الأمور تبقى واضحة قدامك انتِ طالبة عندي وأي سؤال في منهجي هجاوبك عليه بس هتعملي حركات مالهاش تلاتين لازمة هتلاقي وش مختلف تماما عن ده فبلاش .
ابتسمت ببراءة مزيفة: وأنا عملت ايه يا دوك ؟ لو حضرتك مش حابب اني أسألك أو خايف من أسئلتي أنا
قاطعها بضحكة متهكمة : خايف ؟ ما بقولك بلاش الأسلوب ده صدقيني تضييع وقت ليا وليكي ومش هتوصلي لحاجة ولا هتستفيدي حاجة
الاتنين واقفين باصين لبعض بتحدي بس قاطعهم وصول همس اللي استغربت وقفتهم لكن تجاهلت مايا وقربت من سيف باست خده بابتسامة : اتأخرت عليك يا حبيبي ؟
ابتسملها وهو بيحط دراعه حواليها : لا يا حبيبتبي يلا بينا ؟
مايا قبل ما يتحركوا قالت بدلال : متشكرة مرة تانية يا دكتور
سيف بصلها بنفور وأخد همس فتحلها الباب ركبت مكانها وهو لف مكانه واتحرك ، لاحظ سكوتها التام فمد ايده مسك ايدها : همستي سرحانة في ايه كده ؟
كانت متضايقة من مايا و وقفتها معاه بس ما ينفعش تتكلم أو تلومه؛ هو دكتور ومن واجبه يرد على طلابه لكن تعمل ايه لما تبقى الطالبة معدومة الأخلاق ؟
سيف ملاحظ وفاهم تغيرات وشها وتعبيراته فقال برفق : حبيبتي فكري بصوت عالي ، عايز أسمعك .
بصتله وفتحت بوقها بعدها قفلته تاني وبصت قدامها فسأل بتفهم : عايزة تقولي ايه ومترددة ؟
ردت باقتضاب : مش عايزة أقول حاجة
ضغط على ايدها في ايده ورفعها لشفايفه باسها : طيب يا روحي معاكي خمس دقايق انسي تماما اني دكتور في الجامعة وانسي انك طالبة ، أنا وانتِ مجرد راجل ومراته وانفجري فيا يلا .
كشرت بضيق من اقتراحه بس نوعا ما حست انها فرصتها فالتفتت ناحيته بغضب : حضرتك واقف معاها ليه ها ؟ وقريبة منك وعمالة تتمايص وتتكلم وتتلزق ومش عارفة انت ازاي مش فاهم ان دي مجرد حجة علشان تقف جنبك وتتكلم معاك مش أكتر ؟ ازاي واحد بعقليتك مش فاهم ده ؟ وقبل ما تقولي انك دكتور أنا عارفة ده كويس بس وقوفك معاها بيعصبني ، بينرفزني ، بيجننني ، ومش عارفة أعمل ايه ؟ أصلا دول بيتعمدوا يضايقوني اليوم كله وبيلقحوا بالكلام والهزار السخيف فأنا متحملاهم بالعافية لكن كمان يقفوا معاك ويمدولي لسانهم فكده كتير أوي ، كتير يا سيف
ماكانش متخيل انها هتقول كل ده واتصدم ان جواها كتير ، فضل ساكت شوية لحد ما ركن على جنب والتفتلها مسك ايديها الاتنين فسحبتهم بغيظ: ما تمسكش ايديا وما تضحكش عليا وتبلفني بكلمتين لاني متضايقة .
مسك ايديها تاني غصب عنها ونظراتهم اتقابلت بتحدي فقال بتنبيه : ما تشديش ايديكي وسبق وقلتلك ما تتصرفيش بالطريقة دي معايا ، ما تشديش ايديكي ما تبعديش عن حضني ، اتكلمي واتخانقي وثوري براحتك هسمعك لكن ما تبعديش .
سابت ايديها في ايديه وقالت بحنق : لما ببقى قريبة كده منك أو في حضنك مش بعرف أركز ولا أقول اللي عايزة أقوله فخليني بعيد واحنا بنتناقش علشان بتضايق بعدها أكتر .
ساب ايديها باستسلام وبص قدامه : طيب يا ستي نتناقش واحنا بعيد ، تمام انتِ متضايقة منها انها وقفت معايا وبتقولي ازاي مش فاهم انها متعمدة تقف ؟ مين قالك اني مش فاهم كويس أوي انها متعمدة ؟ ومين قالك اني مش فاهم حركاتها دي كلها وعارف كمان ان حد مديها السؤال ده ومفهمها تسأل ازاي ومش بعيد يكون الحد ده خلود ، ها وبعدين ؟
بصتله بذهول: طيب ولما انت عارف وفاهم ليه بتقف معاها ؟
بصلها وقال بلطف: يا حبيبة قلبي وروحي وعمري كله تقدري تقوليلي من وجهة نظرك المفروض أعمل ايه ؟
كانت هترد باندفاع بس بعدها سكتت وبصت قدامها بغيرة : معرفش
رد بهدوء: ماتعرفيش ازاي بقى ؟ لازم تعرفي ، لما يجي طالب عندي ومعاه سؤال بغض النظر عن سؤاله ده بجد أو تأليف المفروض أنا كدكتور أعمل ايه ؟ ( بصتله باعتراض فكمل ) سمعتك كزوج يا حبيبي بس الرد لازم أكون بطبيعتي كدكتور جامعي ورجل أعمال مش زوج بس ، لو مايا مثلا طلعت لدكتور ممدوح أو لعميد الكلية وقالتله دكتور سيف مش بيرد على أسئلتي وبيطردني لو كلمته والدكتور استدعاني أرد أقول ايه ؟ طالما واحدة بتسأل بأدب وباحترام ( كانت هتعترض بس قاطعها) حتى لو تمثيل أنا ليا الظاهر يا همس ، ساعتها أرد بايه ؟ أقولهم أصل مراتي بتغير عليا ؟ بتتضايق ؟ المفروض يكون عندي رد قاطع لما أطرد طالب يكون في سبب لان أنا مش من الدكاترة اللي بيستخدموا نفوذهم وأغبياء مع طلابهم ، وأي طالب عنده سؤال هجاوبه لان ده عهد وأخدته على نفسي فالسؤال هنا بقى يا همس ، الأشكال دي كلها مضايقاكي ليه ؟ انتِ خايفة من ايه ؟ قلقانة ليه ؟ غيرانة منهم ليه ؟ هل متخيلة ان ممكن مثلا واحدة فيهم تعجبني ؟ أو أحبها من أسئلتها ؟
بصت للأرض بحزن فقرب منها رفع وشها برقة : مش عايز أقرب علشان ما تقوليش بضحك عليكي بقربي وبكلمتين ، همس أنا ما حبيتكيش من أسئلتك ولا حبيتك كطالبة عندي بالعكس دي أكتر حاجة عصبتني وضايقتني كونك طالبة عندي ، ومش هنتكلم كل شوية في الكلام ده ، أنا ما حبيتش الطالبة بتاعتي أنا حبيت همس بشخصيتها وشقاوتها وبراءتها وتحديها ليا طول الوقت وكبريائها وكل ما فيها ، احنا بينا كتير فمش واحدة رخيصة بتعرض نفسها عليا ممكن تهزك ، بلاش تحسسيني انك شخصية ضعيفة لاني مابحبش ده ، خلي عندك ثقة في نفسك وفي حبك وفيا .
بصتله بلهفة: طيب اوعدني انك مش هتحب واحدة تانية غيري
ابتسم ورد بمداعبة : هنا حاسس اني بحب عيلة في ثانوي هربانة من المدرسة مع حبيبها وبتقوله اوعدني تتجوزني لما أكبر