قاطعه طارق حينما نظر له بترجي قائلاً بهدوء يعاكس غضب الآخر:-
-علي دي حياته و هو حر فيها و طال,ما قرر ينفصل هو و مراته محدش يقدر يمنعهم عن ده!.. بس اتمني يكون فكر كويس و مش يتسر,ع خصوصاً إن مسألة الجواز و الطلاق مش فيها لعب وهزار دا جد و قرار مصيري وهما حددوا مصيرهم إيه بإرادته,م.
جلس علي بهمدان علي كرسيه يحرك رأسه بتعب و إح,باط من مجازافته معهم و انقلاب الحياة رأساً علي عقب بثواني معدودة حددها القدر!.. غرز اصابعه بخصلات شعره الفحمية يغمغم بإنهاك و حزن يلتمع صدقاً بعينيه:-
-انا مبقتش عارف ايه اللي بيحصل!؟.. كل واحد بياخد قرار و يفاجئنا بيه قب,ل ما ينفذه بثواني.. آسر عايز يحرق قلب أرزان وينتق,,م منها بجوازه من روفان و أحمد عايز يطلق مروة اللي اتحدي عيلته عشانها و ضر,,ب بكلام ابوه الجدار عشانها و يقوم يقرر يطلق بسهولة.. حتي الكل,مة الوحيدة اللي قالها طارق ان الجواز مش لعبة في إيدكم!.. واخدين الأمور ببساطة كده من غير ما تفكروا لاء بالعكس بتتهوروا أكتر من الأول و خلاص مبقاش فيه عقـل تفكروا فيه ازاي تبنوا اللي اتكسر بدل ما تغير من عيوب مراتك يا أحمد قاعد تتكل,م و متضايق و محاولتش تغير منهم و طـارق كاره الستات عشان أمه اللي اتطلقت من أبوه و الباشا البيج بوص آسر صدق اللي اتقال عن ح,بيبته و مفكرش يبص انها ممكن تكون بريئة او مظلومة.
وقف علي قد,ميه يصفق بيده ضاحكاً بس,,خرية ثم قال بتهكم:-
-لاء بجد شابووه لييكم!.. صحابي كلهم اتعقدوا من الستات لدرجة انه بقي مر,ض معدي و خلتوني أكره حاجة اسمها حُب و تاء مربووطة شابووه بجد!.. عظماء الجييل قاعدين قدامي قاهرين النساء و تعساء الح,ب.. انا بجد اتخنقت منكم و من قرفكم و من غباءكم و انتم بتفكروا عكس الناس الطبيعية.
استدار بجسده ممسكاً بچاكيته الجلدي يرتديه واستأنف بقية حديثه وهو يل,مل,م بقية حاجياته:-
-انا أحسن حاجة امشي من هنا بدل قعدة ال,معقدين دي و نصيحة مني ش,وفولكم دكتور نفسا,ني يعالج د,ماغكم اللي شبه صفيحة الزبالة ملهاش اي تلاتين لازمة و مش بتستعمولها و ابقوو خدو معاكم صاح,بكم التالت يمكن ربنا يفك كربكم و تتحل عقدتكم من حواء.. منكم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل عقدتوني من الستات و انا لسه كنت بفكر اتجوز و ارتبط عشان أرضي الحجة بس واضح اني هفضل عازب بقية عمري.. منكم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل.
غادر علي تاركاً خلفه أصدقائه يتطلعون لإثره بصد,مة حقيقية مما استمعوا له من فم صديقهم.. ل,م يصدقوا انه ذ,لك ال,مرح خفيف الظل و الطريف بل تبدل لآخر غيره.. تفاقمت دهشته,م حينما ولجت سل,مي كـ إعصار مد,مر تحمل حقيبتها وتغادر ال,مكتب و اعين كـ ألسنة اللهب و النير,ان.. لتغادر هي الآخر اما طارق و احمد انشغل تفكيرهم فيما قاله علي منذ قليل و هي انهـم أصبح معقدين من حـــــواء!…
……………………
بمنـزل مازن ال,منشاوي..
تشتعل بين الاب و ابنه علي قرار خاطئ اتخذه بطلنا في حق ابنة العم و التي بمثابة شقيقته و ابنة الأخ و التي تعتبر ابنة له.. تركت فراغ بداخل حياته,ما فـ هي كانت كـ الزهرة تشع جمال و مفعمة برائحة الأمل تجذبك إلي عش,ق الحياة.. حياة كانت خالية من البهجة و السعادة بل عبارة عن روتين يومي ممل اعتادا عليه لتقطعه عليهم بمرح و ابتسامة جذابة تسحر ملايين القلوب.
كان محمود يشعر بازدياد وتيرة غضبه عند,ما يتذكر
ذ,لك اللعين و الحقير بالنسبة له ليلعنه و يسبه شاتماً إياه بأفظع الكل,مات البذيئة فـ هو اخطأ بحق اهم شخص بحياته حـق ابنة عمه أرزان.. هي بمثابة ملايين من الخطوط الحمراء و التي لا يجوز تجاوز حدودها!. قلق و مضطرب بشأنها كـ أنه سيفقد روحه بفقدانها..
لا أحد يعل,م ما العلا,,قة بينهما غيرهما فـ هما كـ الكتاب ال,مقروء و ال,مفتوح لبعضهما!..
التفت بجسده ناحية والده الجالس علي الأريكة يشاهد التلفاز بشرود غير منتبهاً إلي ما يشاهده بل يتطلع إليه بفـراغ.. تقد,م و جلس علي الأريكة بغضب اخرج والده من شروده فزعاً وهو يتشدق بصياح غاضب:
-فيييه إيه يا ولد خضتني!.
حدق محمود بوالده ببرود يرفع كتفيه ثم أنزلهما بلامبالاة ظاهرية:
-مفييش يا بابا مفييش حااجة!؟.. ال,مفروض ابقي بارد و معنديش د,م و أختي واقعة في مصيبة و انا واقف اتفرج كده من غير ما اعمل حاجة و الزب*لة الحق*ر اللي اتجوزته مكتفاش انه سجنها بإيده لاء كمان رايح يخطب إنسانة معندهاش ريحة الد,م وافقت من غير اعتراض و بتسألني فيه حاجة انا ال,مفروض بعد كل اللي بيحصل ده أمسك ال,مسد,س و افرغه في راسهم يمكن ارتاح ش,وية من النا,ر اللي قايدة جوايا.
اتسعت حدقتي مازن بزهول و صد,مة يستمع إلي زوبعة الغضب و الاهتياج ال,متملكة من ابنه الذي يتحدث بكل,مات كـ النير,ان و لكن بصوت بارد ألا يكفي ما يشغل تفكيره ليزيد عليه ابنه ال,مصائب أكثر من قب,ل!..
اغمض مازن عينيه كي لا يفتك بابنه فـلا يكفيه عقله ال,مشغول بأرزان ابنة شقيقه ليأتي ابنه الآن ليتمتم بهدوء عجيب:
-استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم.
باعد جفنيه و رفع بؤبؤ عينيه إلي ابنه يردف بهدوء مزيف:
-اوعي تفتكر يا محمود إنك كبرت خلاص و أبوك عجز انا مش ناسي حكاية بنت أخويا اللي مش بتفارق عقلي ليل و نها,ر، بس انا مستني الوقت ال,مناسب اللي هي تقولي فيه علي اي حاجة عشان اقدر اساعدها بيها. أرزان رافضة تتكل,م لسبب و ان شاء الله هعرفه..
ذم شفتيه بعد,م رضا بما قاله والده و غمغم بتبرم:
-و الكل اللي اتخلي عنها!. انا لحد دلوقتي مش مصدق ان خالتو مني صدقت الفيديو و الكلام اللي اتقال عنها، إززاي تصدق حاجة زي دي معندهاش اي ثقة في بنتها؟!.. بدل ما تقف جمبها رمتها ومش صدقت برائتها.. دا يوسف الصغير وثق فيها و قال انها بريئة و متأكد ان عمار ل,ما يفوق ان شاء الله هيثق في براءة أخته الوحيدة و ساعتها ل,ما تظهر الحقيقة هتند,موا كلكم في اللي خزلانكم ليها.
هب مازن واقفاً وعينيه تشع شرارات غضب و بانفعال هتف:
-انت مفكر اني مش واثق فيها و اني هتخلي عن بنت اخويا الأمانة اللي وصاني عليها مصطفي قب,ل ما يمو,ت يا محمود.
تنهد محمود بقوة يحرك رأسه نافياً.. يثق بوالده و أنه لن يتخلي عنها لكـن الجميع جعله يشك بأي شخص بأنه لا يري برائتها.. و قـال بهدوء:
-العفـو يا بابا أنا مقولتش كده بس اللي ش,وفته من خزلان و تخليهم عنها خلاني مش قادر أفكر في حاجة!.. مبقتش عارف مين معايا و مصدق ان هي بريئة.. بعد اللي عملته خالتو و رد فعلها اللي صد,مني دا غير إنهـا موافقة الحق*ر في اللي ناوي يعمله و بتشجعه عليه.. دي قررت تح,ضر الخطوبة.. أنا بسأل نفسي كل ش,وية إزاي الأم تتخلي عن بنتها كده بكل بساطة و مفكرتش تراعي مشاعرها.. انا بفكر اني لو كنت في نفس ال,مشكلة و ماما لسه عايشة هتقف جمبي و الا تتخلي عني زيها.
امتلئت عيناه بطبقة رقيقة من الد,موع لذكري زوجته الراحلة و التي ل,م تكن مجرد زوجة و أم لطفله بل كانت براعم الحياة، صاح,بة لدقات قلبه التي ل,م يشعر بها إلا معها هي.. لينظر إلي ابنه مغمغماً باشتياق بزغ كـ بزوغ القمر ليلة اكتماله:
-روميساء!.. الله يرحمها يا محمود كانت طيبة بتمشي ورا عواطفها و قلبها كان دليلها عشان كده كنت بغنيلها انا قلبي دليلي و هي تتغاظ مني و تغضب بس كنت بصالحها وقتي!.. اللي كان بينا مش مجرد احترام و ود لاء!؟.. كان عش,ق كبير متملك و هوس و جنون كل حاجة.. انا عرفت روميساء عن طريق مني كانوا الاتنين اصحاب و زي الأخوات اول ما عيني وقعت عليها و انا قلبي دق ليها و ح,بيتها متعرفش ازاي بس حسيت إني دي اللي هكمل معاها حياتي.. اتجوزتها بعد ما اعترفنا لبعض اننا بنعش,ق بعض و السنة التانية كنت انت شرفت الدنيا.. كنت ابن ليا و ابن ل,مصطفي و مني كنت ابننا و اول فرحتنا.. مني ساعتها اتأخرت في الانجاب و دا مصدر مشاكلها مع مصطفي بس اتعلقت بيك اوي يا محمود ح,بتك اكتر من بنتها شخصياً..بعدين اكتشفت انها حامل بعد ما يئسوا الأمل اتجدد و خلفوا أرزان.. ههه او فيروز نقدر نقول انهم اتخا,,نقوا كلهم علي اسم البنت و في الآخر اتكتبت فيروز من ورا مصطفي و اتقالها أرزان عشانه لدرجة انها اتعقدت من اسمها و قالت كنتم سمتوني “انام احسن” بدل مرمطة الاسم دي يا نااس..