ضحك محمود لا إرادياً منه عند,ما قال والده ذ,لك ليسترسل مازن قائلاً:
روما ماتت و سابتني لوحدي بيك اهتميت بيك و رفضت اني اتجوز او أكمل حياتي مع حد غيرها!.. مني ساعدتني في ان اربيك و اهتم بيك و اتعلقت بأرزان.. كنتم زي التوأم ال,ملتصق مش بتفارقوا بعض و مع ذ,لك مني اعتبرتك ابنها و ح,بتك أكتر من ارزان لحد يوم ما مات مصطفي وهي اتغيرت مية و تمانين درجة معرفش بس مو,ته أثر عليها و علي حالتها مش لوحدها يا محمود اثر عليا ان كمان لأنه كان ابويا و اخويا و صاح,بي.
صمت مازن عن تكملة الحديث مولياً محمود ظهره ليسأله محمود بهدوء مشدوهاً من فيض الذكريات التي يخبره بها والده:
-و أنت بتحكيلي ليه دلوقتي عن قصتكم انت و ماما رغم إني اعرفها يا بابا!.. هو فييه حاجة مخبيها علياا؟!..
اردف بها بـشك ليتوتر مازن قليلاً ثم استعاد رباطة جأشه و التفت له مردفاً بغمـوض و نبرة ذات مغزي:
-أنا بحكيلك عشان متتسر,عش في الحكم علي الشخص اللي قدامك ساعات بتجبرك الدنيا علي حاجات أنت مش عايزها بس بتبقي مضطر ليها يا ابني.. مني مهما حصل منها تجاه أرزان فـ هي هتفضل والدتها و دي حقيقة متقدرش تغيرها و كمان ممكن بكره تغير رأيها و تكتشف تسر,عها و غلطها و تقف جمبها.. مني بتح,ب أرزان بس مصدومة منها ش,وية و هتفوق من الصد,مة قريب..
اقترب مازن من ابنه و ربت علي كتفه قائلاً بهدوء:
-اللي بيح,بـوك بجد هيصدقوك حتي لو اتأخروا ح,بك في قلبهم مش هيتغير لو حصـل إيه..
ختم حديثه ملقياً نظرة علي ابنه الصامت ليغادر مازن تاركاً ابنه بينما رنت جملة مازن بأذ,ن ابنه كـ الصدي ليهتف بشرود قائلاً لتوصله لحلاً ما كي يساعد به أخته:
-أنـا عرفت هعمـل إييه و مش لازم اتأخر بيه!..
*****************
مرت الأيام سريعاً كـ البرق علي البعض، ومرت كـ القرن علي البعض،
وها قد أتي اليوم ال,منش,ود الذي ستلتحم فيه روحان و تنبـض القلوب بعش,ق الأيام و السنين، و ستنكسر قلوب محطمة و مهشمة كـ الأكواب تتناثر قطعها بـلا رجعة، زُين القصر بألوان البهجة و الفرحة ممتلئاً بالورود، برقُي وضعت الطاولات وفوقها وردات الجوري الحمراء الرائعة و الأضواء الخافتة الجميلة، اكتظ ال,مكان بال,مدعوين من الطبقة ال,مخملية.
وقف الأخوان بانتظار كلا منهم عروسه و ملكة قلبه، كان جواد يرتدي حلة سوداء اللون أسفلها قميص أبيض و ببيون من اللون الأسود، يقف بهيبة ابن الصياد بابتسامة جذابة علي ثغره ينتظر عروسه ح,بيبة قلبه.. أيـسل.. كان يقف علي احر من الجمر لرؤيتها و خفقات قلبه تتسار,ع فـ هما انتظرا هذا اليوم بفارغ الصبر.
اما ساجد كان يرتدي حلة كلاسيكية سوداء و قميص أبيض و عزف عن ارتداء جرافة بانتظار عروسه هو الآخر.. كان العريسان محط وسامة و جذب انتباه الفتيات فـ من لا تعرف فرسان العائلة.
هبطت أيسل أولاً تتأبط ذراع والدها بفستانها الأبيـض كـ الأميـرات يضيـق من الصدر ثم يهبط من عنـد الخصر باتسـاع، وأكمـامه من خامـة التُل الأبيـض، عكصت خصـلات شعرها في هيئة كحكة عش,وائية جذابة و أنزلت بعض الخُصـلات علي وجهها الأبيض و مساحيق التجميل التي ل,م تُكثر با,ستخدامها فـ ملامحها الجميلة و عيناها السوداء ال,مرسومة بالكُحل الأسود كـانت كـ شعلة نير,ان أشعلت قلبه بلهيب الحُب من الجديد.
وقف خليل أمام جواد الذي أمسك بيد أيسل و لثم جبينها في قب,لة حانيـة و سار بها ناحية ساحة الرقص يبدأ بها حفلة الزفاف.
بينمـا ساجد تعلقت عيناه بالدرج حيث هبطت جنته تتأبط ذراع والده “خالـــد الصيــاد” بفستـانها الأبيـض ال,مرصع بالأل,ماس،فستـانها الأبيـض بـ حملات عريضـة انزلقت من علي أكتافها إلي أعلي ذراعيها و فتحـة صدر مثلثية أبرزت عنقها الأبيض ال,مرمري، و تركت لشعرها العنان في تسريحة جميلة و ل,م تستعمل اي من مساحيق التجميل كما أخبرها ح,بيبهـا بل!.. استعملـت مل,مـع شفايف زاد من حمرة شفتيها الورديـة و عيناها ال,مرسومـة بدقة بـ الكُحل.
وقف خـالد أمام ابنـه مغمغماً بابتسامة جذابة يشعر وكأنــه يُسل,م ابنته إلي عريسها فـ جنـة بمثابـة ابنة ثانية له:
-مش هوصيـك علي جنـة يا ساجد، لو فكـرت يوم تزعلها هتـلاقيني أنا في وشـك.
ساجـد بابتسامة جذابة لاقت به:-في عيــوني يا بابا، أنـا بعش,قهـا.
زحفـت الحمرة إلي وجنتيها بخجل و أطرقت رأسها أرضاً بخجل لاعترافه الصريح امام والده، لتشعر بمل,مس كف يده يأخذهـا من والده ثم شعرت بمل,مس شفتيه الرطب علي وجنتها يلثمها بح,ب ثم جذبها بخفة ناحيـة ساحة الرقص يتمايل معها بعش,ق يفيـض كـ الأنها,ر.
انضم لهم آسر و الأفعـي “روفان” يجد نفسه شارداً وهو يراقصها فـ عاد بذاكرته حينما طلبت منه والدته أن يراقص أرزان بحفل عيد ميلاد شقيقته الصغري سيـلا، الآن يعاد ال,مشهد امام عينيه من جديد ببطلة جديدة و لكـن ل,م تمتلك قلبه مثلها، اغمض عينيه يريد الفرار الآن و العودة بقراره سيذهب إلي ح,بيبته و ينتظرها و لكـن فات الأوان وهو يجد نفسه الآن معلقاً كـ الد,مية بين خيـوط ال,ماضي و أش,واك الحاضر.. شعر بـ انقباض قلبـه فجـأة و هناك ما حدث لح,بيبته من ضرر ليتنهد داعياً أن تكـون بخير، وأن ما يشعـر به مجـرد أوهـام!….
أمـا روفان كانت سعيـدة لنيلها من اح,بته بالحيلـة و لكن هل سينتصر الح,ب أم سيفـوز الحقد و الغـل عليه؟!..
بينما هناك اعين تتابعهم بحـزن تتمني أن تري ابنتهـا هي من تقبع بأح,ضانه و تشاركـه الرقص!.. فـ كان القدر له رأي آخر!؟.. فرت د,معة من عينيها لا إرادياً لتمسحها علي الفور متمنيـة أن لا ينتبه لها أحد فـ يكفـي القلب الداخلي بيـن الق..سوة و قلب الأم.
انتـهي حفـل الزفاف بفرحة العروسيـن و صعد كل زوج بعروسه إلي جناحه ال,مخصص، بينما بقي الجميع بالأسفل يجلسون معاً و مر الأمر بسعادة نابعة من القلـب.. كان مازن يقف مع خالـد في حين رفض محمود الح,ضور و قرر البقـاء لجوار عمار الليلة.. كان آسـر يقف بعيداً بالشرفة يتطلع إلي الحديقة ببرود.. صدح صــوت الهاتف ليخرجه من جيب سرواله و نظر إلي الشاشة فوجد اسـم صديقه”علي “ليجيب ببرود و استمع إلي ما قاله من الناحية الأخري بأعين متسعة بصد,مة غمغم:
-إيييييه!. أرزان اتسممت في السجـن؟!..
بنفـس الوقت رن هاتـف مني برقـم محمـود لتجيب علي الفور فاستمعت إلي ما قاله ليجعل ملامحها تشرق بسـعادة و صاحت بفرح و قلب أم سعيد:
-عمــــااار فاااق من الغيبوووبة!..
حياة الاثنين علي النقيـض!. ماذا يحدث إذا عل,مت أن ابناءك أحدهم يصار,ع ال,مو,ت و الثاني نجي منه بأعجوبة لتقع في كتبت عليـك مواجهتهـا من جديــــــد!…
**************** الرواية هتفضل با,سم غفران لأني كتبتها بالاسم ده و ال,متابعين عارفينها با,سم غفران فـ ليه اغيره و مستنية تشجيعاتكم و تصويت حلو كده من القلب عشان انزل اول باول و كمان متنسوش جرووب الفيس يا بنات.
_قُيـــــود _بلا_حدود _غفران.
أميـرة _عمـرو
_نبــض_قريباً