حينما توصل إلي هذه النقطة زاد من ضغط يده حول خصر أيسل التي انفلتت من بين شفتيها آنه خفيفة و قالت بأل,م:
-جـــــــواد حاسب ايدك بتو,,جعني!.
افاق علي نبرة الأل,م بـ صـوت ح,بيبته ليخفف من ضغط يده مقب,لاً وجنتها بلهفة يردف معتذراً عما بدر منه:
-أنا آسـف يا ح,بيبتي.
تفهمت أيسل الوضع و حركت رأسها بتفهم بينما تريث جواد برهة قب,ل ان يُباغتها متساءلاً بما طرأ من العقل:
-أيسـل أنت زعلانة عشان قد,منا معاد الفـرح و لسه مش مستعدة تبقي زوجتي و معايا في بيتي.
انعقد حاجبيها مشدوهة تحملق به بعد,م تصديق انه فسر حزنها هكذا لكن خرج صوتها موضحاً و مبرراً تردف بهدوء بعد,ما تناولت نفس عميق:
-انت بتقول ايه يا جواد!. انا ابقي زعلانة عشان خلاص اليوم اللي حل,منا بيه بقالنا سنين بعد كام يوم هيجمعنا بيت واحد. انا بح,بك اوي و أي خطوة في علا,,قتنا بالنسبالي جنة.
رفعت كفيها تضم به وجهه قائلة بأعين تلتمع بالعش,ق و غرام زلزل كيانه كل,ما رآه بعينيها:
– انا مقدرش أعيش من غيرك يا جواد يوم واحد. كفاية اللي الأيام اللي عشناها و احنا بنخطط لليوم ده بس خلاص هنفذ كل احلامنا. يمـكن كل حاجة جات بسر,عة و دا مش عارفة أفرح بيه و لا ازعل من مفاجآت كل يوم و آخرهم اخوك اللي ناوي يخطب روفان حاسة إني في متاهة ملهاش اول من آخر.
تنهد جواد بعمق و قال بهدوء:-
– ودا اللي مستغربله ازاي توافق علي طلبه كده من غير تفكير وسط اعتراضنا عليه لأنه مش واعي لأي حاجة بيعملها دلوقتي و ل,ما يفوق هيلاقي نفسه خلاص بقي في عمق الوادي.
مسحت بظهر يدها لحيته و هتفت بتعب مما يحدث:- اتكل,منا معاها كتير و حاولنا نقنعها ترفض حتي بابا مش موافق بس هي بتعاند و مصرة عليه. و ل,ما كل,متها امبارح ردت و قالت اني أحسنلي أفرح إننا هنتجوز و مشغلش بالي بأي حاجة. روفان طريقتها و كلامها بتخليني أشك انها مخبية عني حاجة و إنها عاملة مصيبة. ل,ما بتح,ب تاخد حاجة بتوصلها و دا اللي قلقني إنها بتح,ب آسر من زمان و حاولت بكذا الطرق ترتبط بيه او حتي بس تلفت انتباهه لكن هو و لا علي باله. مبقتش عارفة اصدق مين عنينا اللي شافت اعتراف ارزان و الا قلبي اللي يلومني انها دايما كانت بتفرحنا و تملا قلوبنا ح,ب و سعادة انا محتارة أوي يا جـواد.
احتضنها جواد يربت علي ظهرها بح,ب و حنان يتحدث بهدوء و رزانة:-
-اللي بيغلط بيتعاقب علي غلطه ولو أرزان مظلومة هيجي اليوم و يظهر الحق و يبان الظال,م من ال,مظلوم و دا نفس احساسي انها بريئة بس مفيش دليل مادي يثبت ده اللي معانا أدلة معنوية و هي عواطفنا ناحيتها فـ الأفضل نستني انها تتكل,م و تقول حاجة تنفي الأدلة لكن سكوتها و استسلامها بيثبت الته,مة عليها أكتر.
ابتعدت عن اح,ضانه قليلاً تتساءل ببراءة كـ الأطفال:
-خايفة تكـون مظلومة يا جواد و يبقي احنا كمان خذ,لناها زي بقية العيلة و مصدقناش أي حاجة اتقالت ضدها لأننا عارفين أخلاقها كويس.
زفر جـواد مطولاً يأخذ عيناها في رحلة إلي أعماق القلب مردفاً:-
-ربنا مش بيسيب حق مظلوم يا أيسل و عمر ما كان الظل,م قوي قد ما كان الحق أقوي.
ابتسمت أيسل و أنهت وصلة ع,ذاب الضمير لكليهما بما ينبض به قلبهما:
-أنا بح,بك اوى اوى يا جـواد.
استند بجبينه علي جبينها و ردد بلسانه كل,مات عش,ق نطق بها القلب أولاً يزف به نصفه الآخر:
-و أنـا بعش,قك يا قلـب و روح و عقـل جـواد.
*********************
في مركز الشر,طة..
خرجت ارزان من غرفة التحقيقات بوجه خالي من أي تعابير فقط الجمود و اللامبالاة التي عاشت عليهما الفترة ال,ماضية!.. الأل,م يعصر قلبها أل,ماً و شعور الوحدة و الخزلان الذي لاقته من أقرب الناس إليها جعل منها جسد بلا روح..!
استمرت علي الصمو,ت و الصمود!.. صمتت مجبرة و صمدت صبراً من نهاية قريبة!.. ل,م تشعر بشئ حينما أخبرها أنه سيبدأ من جديد مع أخـري و مع من؟!.. ضحكت بس,,خرية داخلـها أنه اختار شي,طان بوجه ملاك!..
ودت وقتها الصرا,,خ بعلو صوتها كي تهدأ من نير,ان الغيرة و الغضب ال,مشتعلة بداخل قلبها،.. لكنها غلفت قلبها بقش,ور البرود و اللامبالاة!.. تذكرت عند,ما هنئته لتلك الخطوة وجدت بعينيه نظرة أل,م دفين!.. نظـرة حزن عميق.. شعرت به يتأل,م بصمت كما هي!؟.ولكن الفـرق هناا!..
هي:
تتأل,م علي خزلان و فراق و ع,ذاب لاقته بأيدي أقرب الناس لقلبها. تركوها وحيدة بأصعب الأوقات تحتاج لقربهم. تتأل,م علي ثقة انمحت بالبشر.. ثقـة ل,م تعد لها أي مكان بقاموسها. ل,ما القدر يعاند حياتها؟!..الكره بأعينهم أو,,جعها.. حسناً العدالة قريبة جداً و ستنالها فـ هي ضحية ل,مؤمرات أُحيكت ضدها.. صبراً صبراً يا من خزلتموني و تركتموني لنير,ان أشعلتها الشيا,طين!؟..
فـ ل,م يعد هناك بداخل قلبهـا شئ يسمي الغُفـــران.
هو:
هل سمعت يوماً عن ال؟!.. هناك مسميات عديدة لل!.. ال العمد!.. ال الخطأ!.. و هـل هناك ما يُسمي بـ الروح!.. القلب!.. ان ت بالخيا,,نة قلب عش,قك حد الهوس لا يُسمي !؟.. ل,ما عليه العيش بين ذئاب الغد,ر و الخيا,,نة!؟..يتأل,م قلبه بسبب خيا,,نتها له!؟.. ل,ما إذاً يتأل,م!؟.. و قد اهداه عقله إلي حقائق وهمية جعلته يري خيا,,نتها من منظوره هو.. أكان الشك أقوي من الحُب له!؟..
سارت جوار العسك,ري بهدوء لتل,مح من بعيد سل,مي تلك الشي,طانة الثانية لتبتسم بخبث سترد لها الصاع صاعين فـ هي ستنال حقها من الجميع اليوم الغد في ال,مستقب,ل لن تسكت عن حقها ال,مهدور!..
كانت سل,مي تسير و شيا,طين الإنس و الجن تتقاذف أمام عينيها.. فـ ما سمعته عن ارتباط وثيق اعلنه آسر أمام الجميع يجعلها تنفج,ر كالبركان.. ألا يوجد مكان لها بحياته فقط تبقي علي الهامش البعيد.. سلبته حقها فتاة أخري و لن تسمح بحدوث ذ,لك من جديد.
ل,م تـلحظ سل,مي قدوم أرزان فما يشغل عقلها كان أهم من ذاك. توقفت عن السير عند,ما وجدت ارزان تقف بال,مرصاد لها و ابتسامة متشفية مرسومة علي ثغرها الوردي لتتراقص أمام عينيها اعاصير من الرياح الغاضبة تفتك ما أمامها!..
عقدت ساعديها امام صدرها و ابتسامة متشفية ترتسم علي شفتيها تغمغم ببرود اغاظ سل,مي بينما قالت ارزان:
-سمعت إن خطوبة زوجي قرة عيني بعد يومين و إن العروسة روڤان مش أنتِ يا سل,مى زي ما كنتي بتقوليلي!..
اقتربت منها و استرسلت حديثها ببرود مخيف بأذ,ن الأخري تتعمد إرسال اشارة الثقة إلي امتلاكها له للأبد:
-لا أنت و لا روفان هتقدروا تاخدوا مكاني عشـان آسر روحه فياا أنـا و صدقيني ل,ما أخرج من هنا هيجري ورايا أنـا ل,ما يكتشف الحقيقة و عمره ما هيبص لواحدة غيري عشان انا كيانه و جوااه و لا ملييون بنت جميلة عرفهم لأن مفيش غيري أنـاا تقدر علي ده و مش تنسي تبعتيلي صور الخطوبة عشان حابة أش,وفه بالبدلة و الكرافتة عرييس بقي و لازم يتشيك حلو لعروسته.
ابتعدت عنها لتري بعينيها ظل,مة الحقد و الغضب بأعين الأخري التي قالت بتهكم خفي:
-مش ل,ما تخرجي الأول يبقي يجري وراكي!؟..
ردت عليها ببرود غامض:
-قريب أوي يا سل,مي قريب أوي.
رحلت ارزان من أمامها وهي تشعر بالانتصار بإلحاق الغضب بقلب الأخري يكفي ذ,لك ولو لفترة قصيرة. اظهرت برودها و أن الأمر لا يعنيها و لا يعل,م احد بما تشعر من الخواء و الأل,م بسببه!. اتخذت قرار ان لا تسمح لأحد أن يذ,ل و يهين من كرامتها!…لن تصمت قط بل ستتبدل إلي تلك الشرسبة كـ لبوة الأسد!… ستكـون لذاتها قب,ل أحد!.. هي ثم الآخرووون!؟..
أما سل,مي فـ كانت كال,موقد يشتعل غيظاً و غضباً استطاعت ببضعة كل,مات صغيرة أن تخرج إبليساً من مكمنه!. ستد,مر كل ما تطوله يدها لأجل سعادتها هي.. كورت يدها و احمرت عيناها كـ اللهب تتمتم بحقد و غل بداخلها:
-و أنا مش هسيبك تتهني بحاجة ملكي و عمرك ما هتخرجي من هنا غير ل,ما أعوز أنااا.
……..………………
الصداقة كنز لا يفني!…
جملة اشتهرت عن الصداقة! كانت رمز عن الصداقة! عند,ما تصبح وحيداً يكون لك رفيقك و صديقك يشاركك مراحل حياتك بالحزن قب,ل الفرح! ولكـن! عليك ان تصاح,ب الصديق الصدوق؟!. من يوافي العهد يحفظه و يصونه. من يقف متحدياً العال,م معك ضد العقبات و الصعاب!. يعطيك النصيحة بقلب صادق لا يحمل كرهاً و لا ضغينة تجاهك بل يراك أكثر من شقيق!..
وهنا يكمن رمز الصداقة حيث جلس أصدقاء بطلنا بال,مكتب يحاولون التنفيث عن القليل من ضغوط الحياة اليومية بمشاركته,م البعض!.. جلس الثلاثة برفقة بعض في محاولة إلي وجود حل إلي تلك الحفرة التي يقع بها صديقهم بإرادته مسلوباً العقل و الوعي!.
تحدث عليِ يفرك جبينه بتعب مما وصلت له الأمور من ألغاز و مصائب هاتفاً إلي رفقائه:-
-مش مصدق!.. إيه اللي بيعمله ده؟!.. دا بيعقد الأمور أكتر من الأول.. فاكر انه ل,ما يرتبط بواحدة تانية هيرتاح بس مش يعرف إنه يجر,,ح نفسه و قلبه قب,لها.
انفلتت ضحكة سا,,خرة من بين شفتي أحمد صديقهم قائلاً:-
-عنده حـق يا عليِ حُب إيه يا ابني في الزمن ده؟!.. معتش فيه بنت تستاهل الح,ب كلهم مخادعين و خاينين.
اندهش الصديقان مما قاله احمد ليقطب طارق جبينه متساءلاً بريبة:-
-أنت اللي بتقول كده عن الح,ب!. أنت ياما قعدت تقول أشعار فيه و عن الح,ب و جماله و قد ايه احساس جميل مش هتحسه غير مع الشخص ال,مناسب.
ابتسم لهم ابتسامة باهتة يشرد بتجربة الح,ب ثم الزواج الفاشلة و التي جعلت من قلبه فتات ليغمغم بشرود مليئ بالتهكم:-
-كان زمان يا طارق!. كنت فاكر ان السعادة هتبقي مع مروة بس اكتشفت انها أكبر كدبة في حياتي!. وقفت قدام العيلة كلها و اتحديته,م عشان اتجوزها ورفضت أسمع لأبويا الحاج إبراهيم ال,منياوي و اتجوز بنت عمي و مشيت ورا القلب. ابويا اعترض في البداية بس نصحني و قالي هند,م لأنها مش ال,مناسبة ليا!. بس قولتله أنا هستحمل و هكون قد ال,مسئولية و انا مسئول عن قرارتي و اتجوزتها و فات شهر و كل حاجة انكشفت علي حقيقتها و عرفت انها اتجوزتني مش عشان ح,ب لاء!. اتجوزتني عشان منصبي و فلوس عيلتي ش,وفت بقي الح,ب بقي بالنسبالي ايه يا طـارق انت و عليِ!؟..
هتف عليِ بهدوء يغمغم بعقلانية فـ حياة أحمد الزوجية علي ال,محك ووجب عليه النصيحة:-
-طب ما تحاول معاها تاني و ش,وف مشاكلكم فين و حلها حاول تغير من عيوبها يمكن تتغير!؟.. الحياة مش بتقف علي اول غلطة بالعكس لازم نحاول نغيرها.
رمقه أحمد بنظرة حزينة متنهداً بعمق يتشدق بيأس و إح,باط:-
-خلاص معتش ينفع كلامكم ده!. انا هطلق مروة و دا قراري النهائي.
انتفض علي واقفاً يحملق به بنظرات غاضبة مزمجراً باهتياج و غضب:-
-انت بتفكررر في اييه يا أحمددد مش دي مرووة ح,ب عمررك خلاص قررت تبعد بسهولة كدده آااا..