روايات

الفصل الخامس من رواية هـ,ـوس من أول نظرة بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

الفصل الخامس من رواية هـ,ـوس من أول نظرة بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

يعلم أن جده قاسي القلب بل أحيانا يشك انه
لديه حجرا مكان قلبه…لكن لم يتوقع انه
سيكون لهذه الدرجة… كيف ترك إبنته وحيدة
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها
لكن ليس بتركها تموت دون إهتمام… كان
يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه
البشاعة…. حكم عليها بالموت و امر عائلتها
بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة…
في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن
إلى الوراء قليلا… ماكان عليه أن يصدقه ماكان
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد
بنفسه منها….
مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر
من التفكير ليهتف بصوت خافت و هو يكاد
يعض اصابعه ندما:”إزاي حاجة زي دي تفوتني
إزاي…
إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب
جلس على ركبتيه أمامها ليزيح خصلة شاردة
وقعت على عيناها وخدها… أمسكها بين اصابعه
ليضعها وراء أذنها قبل أن يقترب منها ليطبع
قبلة رقيقة على جبينها و قد اقسم في داخله
أنه سيعوضها على كل ما عانته طوال حياتها….
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده…
وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات
الباب… ليأمر الطارق بالدخول.. رواية بقلمي ياسمين
عزيز
نجلاء و هي تخفض رأسها ناظرة للارضية(السكرتيرة) :”الغدا وصل… حضرتك
تحب….
سيف مقاطعا :” وزعيه على الموظفين..
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني….
أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها…
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة
:”خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي
عشان شكلك تعبانة من السفر… و بكرة
حنسافر عند طنط هدى…
إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة
:” يعني.. إنت صدقتي انا مش بكذب….
قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها
بصعوبة :” ايوا صدقتك…يلا خلينا نمشي….
أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول
الإبتعاد عنه…
فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له…أزاح يده من على كتفها ثم رفع
ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنة
التي أسرته من أول لحظة :”عاوز أقلك حاجة
مهمة حاولي تفهميها كويس…رجوعك لمصر
مش حيكون سهل أبدا…حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخوفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة… و انا حكون معاكي و مش
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي…
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف
مكملا :”حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة…على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة….إتفقنا”.
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها… قلبها الذي
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر
الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل…
فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته
لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه…
عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد
النادر أمامهما…سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا
(السكرتيرة)…
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو
للحظة رغم شعوره بانزعاجها…لحظات قليلة
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة
مليئ بالسيارات….
قادها نحو سيارته الفاخرة الrolls royce
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة
من الناس و هم فاحشوا الثراء…
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس
بأن سيتولى القيادة بنفسه..
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى
ليركب مكان السائق…بدأ في القيادة و سرب
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه
ليتبعه…
نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا :”
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي… انا عادة
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك
هناك دلوقتي…
سيلين بارتباك :” ليه؟؟
سيف بتفسير :”عشان مش حابب اقعد
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا….النهاردة حترتاحي عشان بكرة
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع
داه… “.
أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس….
و كأنه قرأ أفكارها ليقول :” على فكرة داه أحسن
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة ….
كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق…ليعم
الصمت السيارة… بعد دقائق كثيرة توقفت
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر….
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم
بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير
بها إلى الداخل… صعـ,ـدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت
أمامه بسرعة :”اوامرك يا سيف باشا”.
نظر نحو سيلين ليسألها :”تحبي تاكلي إيه؟؟
أجابته بارتباك و خجل :” عادي… أي حاجة… “.
سيف بتفكير :” طيب…زينات… لو سمحتي
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جـ,ـعان
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا
سمك من مطعم….
زينات بطاعة :”حاضر يا باشا دقائق و الأكل
يكون جاهز…”.
أكملت كلامها ثم غادرت…
سيف :” أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل