روايات

الفصل السابع والستون

سبيدو بعد ما شاف الكاميرات على خط النهاية أعلن إن سيف ما زال محافظ على مركزه الأول دائمًا، كعادته عمره ما خسر أي سباق.
كل الموجودين هيصوا بفرحة، همس في حضن سيف ملاحظ قلقها: “مالك يا همستي؟”
نفت براحة: “مفيش، بس افتكرت السباق الأخير.”
سيف بهدوء: “اللي ما شاركتش فيه؟ إيه اللي فكرك بيه دلوقتي؟ حبيبتي، انسي الذكريات اللي تضايق.”
ابتسمت في وشه تطمنه: “أنا بخير، اطمن.”
سيف: “طيب، هروح لسبيدو وبعدها هشوف مؤمن علشان مش عارف ماله انسحب من السباق ليه؟ تمام؟”
سابها وراح لسبيدو اللي بيهنيه بفوزه وعلق: “عمرك ما فوزت في سباق قبل كده بفارق بسيط زي ده، ولا تعمدت ما تخليش فرق بيني وبينك كتير؟”
سيف ابتسم: “ليه ما تقولش إنك انت كنت قادر تفوز عليا وسيبتني أفوز بالفارق البسيط ده علشان حفلتي وطلبتي ومراتي؟”
سبيدو ابتسم زيه: “يا ترى مين فينا اللي ساب مين يفوز؟ المعنى في بطن الشاعر.”
ضحكوا الاتنين، وكل واحد جواه واثق إن الثاني سابه. بعدها سيف علق: “هروح أشوف مؤمن فين، تمام؟”
عرض عليه يروح معاه، بس رفض، واتحرك بعربيته راح للمكان اللي سابوا مؤمن فيه. كان قاعد جنب عربيته، سيف قرب ونزل من عربيته وقف قصاده: “تعرف إن دي أول مرة تنسحب من سباق؟”
مؤمن بشرود: “أنا انسحبت من الحياة كلها يا سيف، مش السباق بس.”
سيف قعد جنبه: “عارف إن انفصالك صعب ومش سهل أبدًا تخسر الإنسان اللي قررت تشاركه حياتك، بس الحياة بتستمر يا مؤمن، ولازم تستمر علشان خاطر ابنك.”
مؤمن بصله بوجع: “المفروض أعمل إيه؟ مبقتش فاهم حاجة ولا عارف حاجة، بقيت خايف من كل حاجة.” (بص لسيف) “أنا خوفت يا سيف، متخيل؟ خوفت من السرعة، لأول مرة في حياتي بخاف أو اترعب. اترعبت بمجرد ما السرعة عدت الـ 140. اترعبت ولقيتني سايق بالعافية ومخي صورلي انف,جار العربية أو مو*تي بألف شكل. لقيتني مش عارف أتنفس، لقيتني بفكر في إيان. في الآخر وقفت، وقفت ومش عارف أكمل، مش عارف أكمل.”
سيف بتفهم لكلام صاحبه: “كل اللي قولته طبيعي. إيان خسر أمه في حياته وانت أمانه، انت كل حاجة له، فانت خوفت على ابنك، وده إحساس طبيعي جدًا يا مؤمن بعد كل اللي مريت بيه. طبيعي بعد انفصالك تخاف على ابنك بزيادة، فانت وقفت حاليًا بس هترجع تكمل.”
مؤمن بصله: “هكمل إزاي؟ مش عارف.”
سيف وقف ومد إيده: “تسمح للمقربين منك ياخدوا بإيدك حاليًا وتثق إن عندهم المقدرة يشدوك ويوقفوك على رجليك من تاني.”
مد إيده له ومؤمن مسك إيده، فسيف شده وقفه: “تعال معايا في عربيتي وهنبعت حد ياخد عربيتك، ما تقلقش.”
أخده ورجعوا، وسيف راح لسبيدو عطاه مفاتيح عربية مؤمن وطلب منه يبعت حد يجيبها.
العشا جهز وكان عبارة عن مشاوي كله، عيلة سيف كلها اتجمعت في دايرة كبيرة اتعشوا وبعدها قطعوا التورتة.
اشتغلت الموسيقى وكل مرة حد بيختار أغنية يهديها لحبيبه، سبيدو شرط على سيف يختار أغنية عربية مش أجنبية كنوع من التعجيز لأنه عارف إنه ما يعرفش أصلًا حد أو بيسمع عربي، بس اتفاجئ بسيف بيختار أغنية “ماخذ قلبي” لمغني اسمه محمد الفارس.
مسك إيد همس ورقص معاها وبيضمها أوي:
كل العالم عرفـوا بيه
أول ما حبيت
وبروحي تزيد الحنّية
ولحضنك حنّيت

ضمها أوي في المقطع ده والكل كان بيحسدها على حبيبها ورقصتها وكل حاجة هي عايشة فيها.
ملك اختارت أغنية “حبيبي ليه” لتووليت، والكل رقص عليها سلو مع شريكه.
همس طلبت من سبيدو يشغل أغنية عمرو سعد “الكيميا راكبة”، وهيصت الجو بيها زي ما غنت “سطلانة” في فرحها:
الكيميا راكبة والسمعة سابقة
لو كانت مسابقة إحنا الأوائل
أخلاق أوروبا أيوه إحنا نخبة
ودماغنا هوبا بخته اللي جاوب
لما إحنا كنا كانوا غيرنا نونة
جايين بطولنا ومفيش جمايل
شافونا مرة قالوا انبهرنا
برا المقارنة مالناش بدايل
مننا فينا السعد بينا
اسأل علينا قبل المشاكل
واصلين لحته مش أي حته
وبأي خطة إحنا التقايل

كانت بتغنيها وكأنها بتغيظ كل دفعتها أو بتقول للكل إنها فازت بسيف، بس الكل شاركها حماسها في الأغنية.
السهرة استمرت وقت طويل، بعدها الأغاني هديت والأغلبية مشيوا ورجعوا للفندق إلا المقربين لسيف، قرروا يسهروا فريقين: البنات لوحدهم والرجالة لوحدهم.

عند الرجالة قاعدين حوالين نا*ر مولعينها في النص، حاطين عليها إبريق شاي كبير ومنتظرينه. سبيدو لمؤمن: “إيه، صاحبك سافر ومحدش سمع له حس ولا خبر؟”
مؤمن ابتسم: “قرر يقضي يومين عسل، واخد مراته وراحوا المكان اللي قضوا فيه شهر العسل.”
سبيدو بصدمة: “قول والله؟ يعني طالع عينينا هنا وهو راح يسترجع ذكريات شهر العسل؟”
مؤمن باستنكار : “تلومه على تصرفه وسط كل اللي إحنا فيه؟”
سبيدو باعتراف: “صراحة لا.”
سيف: “لازم تقول لا، انت واحد جيت تعيط.” (قلده بتهريج) “جوزني أختك قبل ما نسافر عاااا.”
كلهم ضحكوا على طريقة تقليده، وهو علق بغيظ: “ما انتو اللي يعرفكم ما بيلحقش يفوق، بنخرج من نقرة لنقرة مش بنلحق نفوق أبدًا.”
نادر سأله: “انتو مش محددين ميعاد للفرح؟”
سبيدو بص لسيف منتظر إجابة، ولما لاحظ: “انت بتبصلي ليه؟ أوعى تكون منتظر مني أحدد ميعاد فرحك كمان؟”
سبيدو بغيظ: “أمال إحنا منتظرين إيه معلش؟”
سيف بمشاكسة: “أنا معرفلكش صراحة، بس أكيد مش أنا اللي هحدد الميعاد.”
سبيدو بصله شوية يحاول يستنبط هو بيتكلم بجد ولا بيهزر، بعدها علق: “هو مش انت اللي قولت اصبر نفوق من المشاكل دي ونعرف أخرة خليل إيه ولا بيتهيألي؟ لو بيتهيألي عرفني والله أحدد الميعاد الأسبوع الجاي.”
بدر علق: “انت غلطان أصلًا إنك تسيب الأمور عايمة، المفروض حددت ميعاد وشوفت ردهم إيه وبناءً عليه تعرف دنيتك هتمشي إزاي.”
سيف بتأكيد: “شوفت الناس العاقلة؟”
سبيدو كشر، وقبل ما يعلق انتبه لمروان اللي مش معاهم خالص ومركز في موبيله، وشكله بيتشات مع حد من ابتسامته اللي على وشه وتركيزه: “وادي واحد أهو قاعد معانا بجسمه فقط لكن كله جوه الموبايل، مش قولتو قعدة رجالة؟ اشمعنى هو قاعد مع خطيبته؟”

السابقانت في الصفحة 1 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل