روايات

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

**الفصل الأول من قصة حنين**

بسم الله الرحمن الرحيم

في غرفة صغيرة في أحد المنازل الضخمة والرقيقة، تجلس فتاة تمسك بين يديها كتاباً خاصاً بالدراسة، ويجلس بجوارها رجل يظهر عليه في الخمسينات من عمره. يردف الرجل قائلاً، وهو ينظر الي الطعام امامها ولم تتناول منه شيئاً: “افطري بقى يا حنين، يا حبيبتي، علشان ما تنزليش من غير فطار.”

ترد حنين وهي تنظر إلى جدها بعينيها الرماديتين، وتتحرك شفاهها الحمراء الداكنة مع البشرة البيضاء الصافية مثل الحليب، وهي تبعد هذه الخصلة السوداء المتمردة عن وجهها، وتقول بصوت أنثوي رقيق: “حاضر يا جدو، هافطر. الأكل مش هايطير يعني.”

يرد الجد قائلاً بحنق: “يعني الكتاب اللي هايطير؟ افطري، خليني أروح أشوف شغلي.”

حنين: “حاضر يا جدو، هافطر، بس أنا خايفة أوي.”

الجد بذهول: “خايفة؟ خايفة من إيه يا حنين؟”

حنين بتوتر: “عادي يا جدو، ده أول يوم لي في الجامعة ومتوترة شوية. ودي مش أي جامعة، دي جامعة أمريكية، وأنا ما كنتش أحلم بيها أصلاً.”

الجد: “ما تخفيش يا حنين، يا حبيبتي، إن شاء الله ربنا هيوفقك. وربنا يكرم الأستاذ خالد، هو اللي قدم لك في الجامعة دي. والله ما كنت موفق تدخلي جامعة كبيرة كده.”

ترد حنين بحزن: “يا رب يا جدو، وإن شاء الله لما أتخرج من الجامعة وأشتغل شغل كويس، هرد كل قرش اللأستاذ خالد، اللي دفعوا وصرفوا علشان أكمل تعليمي.”

الجد: “ربنا يوفقك يا بنتي في حياتك، بس ماتقوليش كده. الراجل بيعزك وبيعتبرك زي بنته. هيتضايق منك لو سمعك بتقولي كده. ويلا كلي، عاوز أطلع أشوف شغلي قبل ما الناس تصحى. ماتلاقينيش.”

حنين بابتسامة: “حاضر يا جدو، روح أنت شوف شغلك، وأنا هافطر وأجهز، وبعدين أنزل الجامعة.”

الجد بتحذير: “طيب، هطلع أنا، وإنتِ افطري. والفلوس تحت المخدة، خدي اللي أنتي عاوزاه، وافطري. وحسّك عينيك تطلعي من غير فطار.”

حنين بضحك: “حاضر يا جدو.”

يرد الجد وهو يجهز للذهاب إلى العمل: “طيب، لم أشوف. يلا، السلام عليكم.”

حنين: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.”

**نتعرف على حنين:**

حنين بنت جميلة جداً، وهي فتاة محجبة، وليس أي حجاب بل الحجاب الشرعي وهو الخمار. ذات قلب أبيض وتحب الجميع. تعيش مع جدها العجوز في غرفة صغيرة في المنزل الذي يعمل فيه الجد، وليس لها غيره. لقد خسرت حنين والدتها منذ أن جاءت إلى هذا العالم، ومات والدها عندما كانت في العاشرة من عمرها. لم يتبقى لها غير هذا الرجل العجوز الذي يعمل خادماً عند أحد رجال الأعمال منذ وفاة ابنه الوحيد، من أجل أن يصرف على حفيدته منذ أن كان عمرها عشر سنوات، وهي الآن في العشرين من عمرها وأول سنة في كلية أمريكية. لقد قدم لها الرجل الذي يعمل عنده الجد، وهو رجل طيب جداً ويحب حنين جداً كابنته، ولا يفرق بينهما.

الجد محمد رجل طيب ويحب حنين جداً، ومستعد يعمل لها أي حاجة عشان تكون مبسوطة في حياتها، وهو في السبعين من عمره.

صلوا على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

بعد وقت، كانت حنين قد أفطرت وجهزت نفسها للذهاب إلى الكلية. ارتدت حنين ملابس عبارة عن فستان طويل باللون البنفسجي وعليه خمار باللون الأبيض، ولم تضع أي شيء على وجهها، ومع ذلك كانت تخطف الأنفاس بجمالها. فحنين فتاة ملتزمة جداً.

خرجت حنين من الغرفة لتجد هذه الفتاة ذات الشعر الطويل الذي يتميز بلون النيران الذي يميزها عن الجميع، مع البشرة البيضاء الصافية مثل الحليب، والعينين الخضراوين مثل خضار أوراق الزهور. وكانت تضع كحل العين الذي أبرز جمال عينيها أكثر فأكثر، مع روج الشفاه باللون النبيتي الذي جعلها آية من آيات الجمال. كانت ترتدي بنطال من الجينز باللون الأسود وعليه كت باللون الأبيض، ويوجد عليه بعض الرسوم البراقة باللون الأسود. وكانت تضع حول يديها بعض الأساور السوداء، مع خاتم فضي وسلسلة طويلة فضية.

تردف حنين بابتسامة: “صباح الخير يا نوران، أي الجمال ده كله! هاتتحسدي النهاردة.”

تردد نوران بينما تنظر إلى حنين بكبرياء: “صباح الخير. أكيد هتحسدي، بس من عيون الغيرنين، مش أكتر.”

ترد حنين بحزن من رد نوران وهي تعلم أن الحديث موجه إليها: “ربنا يبعد عنك العين الوحشة يا حبيبتي.”

نوران بغرور: “بصي، إذا أنا وأنتِ هنكون في كلية واحدة، فلازم تعرفي إنك هتكوني مجرد خادمة لي في البيت وفي الكلية. وما تفكريش عشان بابا دخلك نفس الكلية اللي أنا دخلتها، هيكون مستواكي من مستواي. لا، يا شطورة. أنتِ خادمة وهتفضلي خادمة، وطبعاً ما دخلتيش كلية زي دي بمجهودك. دخلتيها من باب الشفقة أو الشحاتة، مش أكتر. صح كلامي، مش كده؟”

تريد نوران أن تذهب، لكن تنظر إلى حنين التي دمعت عيناها وتقول: “ها حاجة تانية، أنا اسمي ما يجيش على لسانك مرة تانية من غير لقب. وأنتِ طبعاً مش صغيرة علشان ما تعرفيش الخادم بيقول إيه لأسيدهم.”

ثم تذهب نوران وتترك هذه المسكينة التي انفجرت في البكاء. تسمع حنين صوت جدها بالقرب منها، فتسرع في مسح آثار بكائها كـ”البرق”. ثم تسمع صوت ذلك الرجل الذي يعمل جده لديه وهو يقول بحنان: “صباح الخير يا حنين، يا حبيبتي. أي الجمال ده كله! ربنا يحفظك يا بنتي.”

السابقانت في الصفحة 1 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل