
سيف وصل الشركة ودخل مكتبه متنرفز، مش طايق أي حد. دخل مروان عليه يطمن على الامتحان، لكن سيف كلمه بعصبية، وبعدها اعتذر وطلب منه يسيبه لوحده، فاحترم رغبته وخرج.
بعد شوية، طلع سيف موبايله وفكر يعتذر لهمس، لكنه لقى نفسه بيكتب: “بطلي تعانديني بالشكل ده، كذا مرة تعاندي قصادي وفي كل مرة بنخسر إحنا الاتنين.”
وصلت الرسالة لهمس، فكرت كتير ترد، لكنها ما كانتش عارفة تكتب إيه. أخيرًا، قفلت موبايلها وقررت ما تردش، الموضوع بالنسبة لها مش ناقص زعل أكتر من كده.
سيف انتظر ردها، لكن ما وصلش أي رسالة، فكتب رسالة تانية: “همس؟”
ما ردتش، والمرادي حتى ما شافتش الرسالة، وده زود عصبيته أكتر. حاول يتصل بيها، لكنه لقى موبايلها مغلق. حاول يقنع نفسه إنه فصل شحن، لكن عقله كان بيقوله إنها قفلته بإيدها.
فضل يفكر: هل ممكن تكون زعلت وبتعيط؟ ومش هتذاكر آخر مادة؟
لا، يمكن موبايلها فصل شحن وهي بتذاكر أو حتى بتنام شوية ترتاح.
لكن… هي شافت الرسالة الأولى، فده معناه إن الموبايل كان قدامها، يبقى قفلته بإرادتها.
يبقى زعلانة منه، والمفروض يروح يصالحها علشان تعرف تركز.
لكنها بتعانده وبتعصبه، كان هيجرى إيه لو ردت عليه كويس وقالتله حاتم قالها إيه؟
أفكار كتير ملخبطة بتعصبه أكتر، ومش قادر يخرج منها.
مريم دخلت مكتبه، قام ووقف بسرعة: “مريم، الغي مواعيدي.”
ردت بسرعة: “الأستاذ إمام بره ومعاه الأستاذ رجائي، وأكدت عليك الميعاد الصبح، وقلتلي تمام. أقولهم إيه؟”
كان متعصب وبصلها شوية وهو بيحاول يقرر يعمل إيه.
مريم كررت: “باشمهندس، أقولهم إيه؟”
أخذ نفس باستسلام: “دخليهم طيب.”
خرجت مريم ودخل إمام ورجائي. سلم عليهم سيف، بعدها إمام عرفه: “ده الأستاذ رجائي عطية، من أكبر محامين الجنايات في مصر، اسمه غني عن التعريف.”
سيف رحب به، بعدها بص لإمام اللي كمل: “عرفته كل حاجة عن شذى وكل اللي حصل الفترة اللي فاتت، يعني هو ملم بالموضوع وبإذن الله خير.”
سيف سأل: “هو إمتى المحاكمة بالظبط؟”
إمام رد: “يوم الأحد إن شاء الله.”
سيف بتفكير: “ده خلاص. طيب، الوضع إيه؟”
رجائي حمحم قبل ما يتكلم: “مش عايز أطمنك وأقولك إنه تمام، لأن للأسف في ثغرات كتير جدًا، ومفيش دليل قوي ضدها.”
سيف اللي أصلًا متنرفز، ما كانش محتاج حاجة تزود توتره: “يعني إيه مفيش دليل؟ واعتراف ماجدة؟”
رجائي لاحظ عصبيته وقال بهدوء: “حضرتك عايزني أطمنك وأقولك أي كلام وخلاص؟ ولا عايز تسمع أبعاد الموضوع؟ لأنه لو عايز حد يطمنك بكلمتين، فأنا مش الشخص ده.”
سيف اتراجع وأخذ نفس طويل: “سامحني لو متعصب شوية، بس أنا أصلًا مضايق. اتفضل، فهمني الوضع وإيه اللي ممكن نقابله في المحاكمة؟”
إيليجا اتصل بكريم علشان يقابله في المستشفى، فراح هو وأمل. هناك كان إيليجا في انتظاره مع كام واحد من رجالته وعربية فان كبيرة بتراقب المكان. أول ما شاف أمل مع كريم، سأل: “هل تعتقد أنه من الحكمة تواجدها معنا؟”
كريم بصلها ورجع له بنبرة هادئة: “لا أدري، ولكن وجودها مهم.”
إيليجا شرح لكريم: “لقد استطعت الوصول إلى رجل يعمل هنا، سيساعدنا.”
بالفعل، قابلوا الراجل اللي أخذ من إيليجا شنطة، وبعدها بدأ يتحرك. لما لقى الكل وراه، وقفهم بصرامة : “واحد فقط يتبعني، لا أستطيع إدخالكم جميعًا.”
كلهم بصو لبعضهم، لكن كريم قرب منه وحسم الأمر: “سأدخل أنا برفقته.”
أمل مسكت إيده بخوف، لكنه طمنها بنظرته: “هدخل معاه لأني مش هثق في حد تاني يقدر يبحث في الكاميرات. غير كده، إنتِ هتابعيني وهتفضلي في أمان مع إيليجا ورجالته.”
إيليجا ناوله كاميرا صغيرة وحطها في ياقة قميصه: “ستمكننا من رؤيتك طوال الوقت، ولو احتجت للمساعدة ستجدنا معك.”
بعدها، دخل إيليجا وأمل العربية الفان علشان يراقبوا تحركات كريم، اللي كان بيتحرك وراء الراجل لحد ما وصله لأوضة مليانة كمبيوترات. الراجل قال له بجدية: “سأعطيك قدر استطاعتي من الوقت، ولكن عليك الإسراع. إذا تم ضبطك هنا، سأنكر معرفتي بك.”
كريم قعد على الجهاز الرئيسي وبدأ يدخل على كاميرات المستشفى، ورجع للتاريخ اللي كان موجود فيه مع سيف. أخيرًا وصل لليلة دخوله المستشفى، وكلم إيليجا عبر السماعة في أذنه: “هل ترون ما أراه؟”
إيليجا رد: “نعم، ونسجله أيضًا. فلتكمل.”
كريم فضل يتابع الكاميرات، ولاحظ إن سيف كان معاه طول الوقت لحد ما استقر في أوضته. بعدها، مفيش أي حاجة غير عادية بتحصل؛ سيف قاعد جنبه، وكريم بدأ يفقد الأمل إنه ممكن يثبت براءته.
أمل كانت متابعة وهي بتدعي ربنا إنه يظهر الحقيقة، وكل دقيقة كانت بتعدي كانت تفقد الأمل واحدة واحدة.
فجأة، دخلت الممرضة، والكل انتبه. كلمت سيف شوية، وغيرت المحلول لكريم، وبعدها خرجت.
سيف خرج وفضل قدام الأوضة وهو بيتكلم في الموبايل. شوية، ورجع للأوضة تاني. الممرضة رجعت كمان، بس المرة دي كانت معاها كوباية، شكلها قهوة، لسيف اللي أخذها وشربها، وبعدها قعد على الكرسي ونام في لحظات.
إيليجا سأل بفضول: “هل تم تخديره أم أنه غفى من التعب؟”
الكل انتبه للحركة اللي على الشاشة، وشوية ودخلت الممرضة تاني. المرة دي راحت لسيف، ولمسته علشان تتأكد إذا كان نايم، وفعلًا كان نايم.
أمل بتوتر: “ده فعلًا اتخدر. ما ينفعش يكون نايم وواحدة تدخل وتلمسه كده وما يصحاش.”
كريم كان قلبه بيدق بسرعة، لكن الصدمة الكبيرة لما شاف مين اللي دخل الأوضة عنده بعدها.
أمل أول ما شافتها شهقت. إيليجا لاحظ وسألها: “هل تعرفينها؟”
أمل بصوت مليان صدمة: “انها مديرة المستشفى التي عالجت يد كريم في شهر العسل، صح يا كريم؟”
كريم بتأكيد: “هي فعلًا دكتورة جوزفين، بس ليه؟ إحنا ساعدناها وقتها.”
إيليجا بتفكير عميق: “ربما هي لم تطلب المساعدة.”
الكل ركز على الشاشة، وشافوا جوزفين داخلة ومعاها كذا شخص، واللي أخذوا كريم واتحركوا بيه. كريم كان بيحاول يتتبعهم، لحد ما وصلوا لدور مغلق في المستشفى لإصلاحات. دعا في سره إنه يكون في كاميرات شغالة هناك.
أخيرًا، كريم قدر يوصلهم لما دخلوا معمل فيه كذا دكتور، واللي قربوا منه وأخذوا منه عينات دم.
أمل سألته: “هو مفيش أي كاميرا بتسجل صوت يا كريم؟”