روايات

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

لكن قبل أن تتمكن والدتها من الرد كان فارس قد ظهر فجأة، يقف أمامها بحزم عينيه تراقبانها بحدة وهو يقول بصرامة:

مش هتروحي في أي حتة… يا حجه.. بنتك دلوجتي مرت جارح… ومينفعش تتحرك من اهنيه غير بأذن جارح.. وطول ما جارح تعبان انا دلوجتي المسؤول عن كل حاجه.. فبلاش نزود المشاكل احسن كفايه ال بيوحصل

نظرت إليه غيم بارتباك ثم إلى والدتها التي بدت متوترة لكن فارس لم يسمح لها بأي فرصة للحركة. ألقى نظرة سريعة على ممر المستشفى وكأنه يتوقع وصول أحدهم. ولم تمر سوى لحظات حتى وصلت الجدة ومعها لؤلؤ، والغضب يشتعل في أعينهما فـ تقدمت الجدة نحو غيم وبدون أي مقدمات، رفعت يدها وصفعتها بقوة على وجهها جعلتها تتراجع خطوة للخلف بصدمة قبل أن تتبعها لؤلؤ بصفعة أخرى على الجانب الآخر وهي تصرخ:

كل ده بسببك! انتي نحس انتي سبب المصايب ال حوصلت لجارح.. جسما بالله ما هسيبك.. انا هجتلك وارتاح منك.. كفايه عليكي اكده بجا… انا هخلص منك

شهقت غيم ووضعت يدها على وجنتها وهي تشعر بحرارة الألم تنتشر في وجهها. عيناها الواسعتان تحملان الدهشة والرعب، لكن قبل أن ترد، كان فارس قد اندفع واقفا بينهن، يمنع أي محاولة أخرى للاعتداء عليها مرددا:

“كفاية! مش هسمح لحد يمد إيده عليها تاني.. انتي اصلا بتمدي ايدك عليها بصفتك اي يا لؤلؤ… انتي ناسبه نفسك ولا اي عاد… انتي كمانزعملتي مصايب كتير جوي واولهم مصيبتك مع شمس ال منعرفش راحت فين لحد دلوجتي… فـ الزمي حدودك احسن

نظرت إليه الجدة بحدة، لكن فارس لم يتحرك، ظل ثابتًا في مكانه يحمي غيم بجسده، وكأنها أصبحت تحت حمايته الآن وفي هذه اللحظة، انفتح باب غرفة العمليات قليلًا، وخرج منه طبيب، لتلتفت جميع الأنظار نحوه بترقب فأردف الطبيب:

الحمد لله الحاله مستقره وهو دلوجتي هيروح اوضه عاديه وشويه وهيفوق .. حمد لله علي سلامته

القي الطبيب كلماته وذهب فـ رفعت غيم يديها للسماء ودموعها لا تزال تنهمر، وهمست بخشوع:

الحمد لله… الحمد لله أنك نجيته يا رب… شكرا يا رب

القت غيم كلماتها وظلت بجواره طوال الليل عيناها لم تفارقه للحظة ممسكة بيده كأنها تخشى أن يرحل فجأة. وحين بدأ يتحرك قليلا شهقت واقتربت منه أكثر، حتى فتح عينيه ببطء و نظر إليها نظرة غامضة ثم سأل بصوت مبحوح:

إنتي كويسة؟

ابتسمت رغم الدموع وهتفت بهدوء:

أنا كويسة… بس إنت… أنا آسفة… كل ده حوصلك بسببي.. بس حسما بالله ما اعرف كل دا من اي زلا مين دول… انا والله ما ليا ذنب في ال حوصل

تغيرت ملامحه في لحظة ونظرة قاسية حلت محل الإرهاق مرددا:

انا معملتش اكده علشان بحبك… أنا انقذتك علشان أنا ال هعذبك بنفسي مش حد تاني

ابتلعت غيم ريقها بصعوبة، لكنها لم ترد عليه، فقط همست بهدوء:

“مش مهم… المهم إنك بخير وبس

القت غيم كلماتعا ثم تحركت لتعدل وسادته واقتربت منه أكثر حتى أصبح أنفاسها مختلطة بأنفاسه ونبضاتها تتسارع وعندما التقت عيناها بعينيه شعرت بحرارة وجهها فابتعدت بسرعة وهي تتهرب من نظراته قائلة بصوت مضطرب:

كنت بس بعدلك المخدة…علشان ترتاح وتجعد كويس

ظل جارح يحدق بها بصمت بينما هي لم تجرؤ على النظر إليه مرة أخرى وفي يوم جديد كان يقف جارح أمام المرآة عاري الصدر يحاول ارتداء قميصه لكنه لم يستطع بسبب إصابته فـ زم شفتيه بغيظ وعندما حاول رفع يده شعر بألم طفيف ودخلت غيم بتوتر وتوقفت للحظة وهي تراه بهذا القرب لتتدفق ذكريات الليلة التي غيرت كل شيء بينهما..الليله التي اقام معها علاقه بالغصب فـ ارتجفت دون إرادة لكن سرعان ما تماسكت وهمست:

اسمحلي… أساعدك؟!

لم يرد فقط سمح لها بالاقتراب فـ أخذت القميص منه، وبدأت في إلباسه بحذر وأطراف أصابعها تلامس بشرته دون قصد و أنفاسها اضطربت عندما شعرت بقربه الشديد وحين رفعت رأسها وجدت عينيه معلقتين بها للحظة وساد صمت ثقيل حتى شعرت بقلبها يضرب بقوة فتراجعت سريعا وهي تهمس بتوتر:

خلاص… اكده تمام خلصت

وقبل أن يرد جارح انفتح الباب فجأة ودخلت امرأة متوسطة العمر بملامح قوية وابتسامة واسعة و هتفت بسعادة:

ياااه يا جارح واحشتني يا ولد أخوي

هرعت نحوه تعانقه بقوة، بينما غيم وقفت في مكانها، تراقب المشهد بصمت وبعد فتره داخل مكتب جارح في احدي شركاته كان يجلس جارح خلف مكتبه وصابعه تدق سطح الخشب بإيقاع متزن بينما ملامحه جامدة كالصخر وأمامه وقف فارس يداه في جيبيه وعيناه تحملان شيئا من التردد قبل أن ينطق بنبرة هادئة:

غيم كانت خايفة عليك جوي وانت في العمليات… مكنتش عايزه تتحرك من جدام الباب لحظة واحده…. كانت زي الملهوفة بتبكي وبتدعي ربنا ينجيك.. مش عارف ليهزحاسس ان فيه سر في موضعها.. مش مقتنع انها ممكن تكون جتلت عصام بس يمكن احساسي غلط… هي بنفسها اععرفت انها جتلته

توقفت أصابع جارح عن الحركة لثانية عيناه ظلتا معلقتين بالأوراق أمامه لكنه لم يرفع رأسه بل اردف ببرود واضح:

خلينا في المهم… مين ممكن يكون خطفها؟

زفر فارس بضيق، لكنه أدرك أن هذا هو جارح لا يسمح لمشاعره بالظهور بسهولة لذا لم يعلق على تجاهله لموضوع غيم و هتف بجدية:

أكيد فيه حد ليع عدواة معانا… بس عداوه مش سهله ال يخليه يعمل اكده.. ال كانوا عايزين يعملوه انتجام بغل وحقد.. لو شمس ليها اهل كنت جولت ان اهلها بس مستحيل علشان هي ملهاش حد… تفتكر مين ممكن يكون جتلهع ودفنها في بيت عصام… اكيد مش عصام هو ميعملش اكده دا كان بيحبها جوي

رفع جارح عينيه أخيرًا نظراته كانت تحمل شيئا غامضًا قبل أن يهز رأسه موافقًا:

غيم مينفعش تعرف عن شمس حاجة دلوجتي حالا.. مينفعش تعرف انها كانت مرت عصام و

وقبل أن يضيف أي شيء آخر انفتح باب المكتب ودخلت السكرتيره وهي تحمل في يدها ظرفا مغلقا ومدّته نحو جارح واردفت:

نتايج التحاليل ال عملوها لحضرتك ومدام غيم وجت ما كنتوا في المستشفى وصلت.. اتفضل

أخذ جارح الظرف منها بلا تردد و فتحه ببطءوعيناه بدأت تتنقل بين السطور المكتوبة في البداية…. لم يظهر أي تغيير على ملامحه لكن فجأة اتسعت عيناه وقبضته شدت على الورقة حتى كادت تتجعد بين أصابعه ورفع رأسه ببطء وصوته خرج منخفضا لكنه مشحون بالغضب القاتل مرددا :

غيم… حامل وفي اربع شهور ازاي ومن مين..وازاي كانت بنت بنوت لما لمستها..يعني اي كلام اخوي كان صوح…جسما بالله لهجتلك يا غيم و

الفصل السابع
العذراء والصعيدي

كان الجميع جالسا حول مائدة العشاء و الأطباق تتوسط الطاولة ورائحة الطعام تملأ المكان… جو ثقيل… صمت غريب يخيم وكأن كل شخص غارق في أفكاره. حتي قطعت العمة رجاء الصمت بصوتها الواضح مردده:

أنا مش مستوعبة لسه… عصام مات اكده فجأة ازاي يا ولاد.. وليه مجولتوش وجتها علشان اجي

نظر الجميع لبعضهم البعض ثم اردف فارس بسرعة:

كانت حادثه… حادثه يا عمتي

أومأت العمة ببطء، لكن نظرتها كانت تحمل تساؤلات أخرى، ثم هتفت فجأة:

“طب وشمس؟ هما كانوا لسه متجوزين ولا طلجها قبل ما يموت؟

سقطت الشوكة من يد غيم على الطبق وأصدرت صوتا حادًا و حدقت في العمة بدهشة، ثم نظرت إلى الجميع كأنها تنتظر إجابة مردده :

عصام …هو عصام كان متجوز؟!”

ساد الصمت للحظات، وكأن الزمن توقف ثم تبادل الجميع النظرات غير قادرين على إيجاد رد مناسب حتي نهض جارح وامسك بيديها مرددا:

بعد اذنكم.. انا عايز غيم في حاجه مهمه… يلا

وبعد فتىه وبمجرد أن أغلق جارح باب غرفته خلفه بقوة استدارت غيم نحوه بفزع، لكن قبل أن تتحرك، كان قد أمسك بذراعها بعنف وسحبها نحوه ونبرته حادة كالنصل:

انت في الصفحة 8 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل