روايات

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

لم تنهي غيم كلماتها وسرعان ما أُغلق الباب وانطلقت السيارة بسرعة جنونية أما جارح الذي كان قد خرج من المنزل. فتجمد في مكانه وهو يرى المشهد أمامه وعروقه تنتفض بغضب زصوته يهدر بجنون وهو يركض نحو السيارة التي اختطفتها مرددا بصراخ:

غيييييم و

الفصل السادس
العذراء والصعيدي

وقف جارح في منتصف قاعة القصر، عروقه بارزة من شدة الغضـ,ـب، عيناه تقدحان شررًا وهو يحدق في جدته ولؤلؤ صوته كان كزئير غاضب وهو يهدر:

ملكمش دعوة؟! إزاي تجولوا اكده؟! تتخطف ولا تموت وأنتو واجفين هنا بتتفرجوا.. دي مرتي يا حجه.. طيب لؤلؤ بتكره اي حد من زمان جوي… انتي بجا.. مش هامك ان مرتي اتخطفت

رفعت الجدة حاجبيها، وعلامات البرود واضحة على ملامحها، بينما لؤلؤ تراجعت خطوة للخلف، تحاول التهرب من نظراته الثاقبة واردفت الجده:

إحنا مش مسؤولين عنها… تموت ولا تولع متهمناش… هي ال جتلت حفيدي مطلوب مني اعملها اي عاد.. اروح ادور عليها ولا كانها عملت حاجه.. انا بكرها ولو اجدر ادوس علي رجبتها هعمل اكده اكده عادي ولاهيهمني بس

لم يحتمل جارح المزيد، فاستدار ليصب غضبه على الحراس الواقفين عند الباب مرددا :

وأنتو! إزاي حد يجدر يتسلل وياخدها من تحت عنيكم؟! إنتو موجودين اهنيه ليه؟ للزينة؟!”

تبادل الحراس النظرات في صمت، لا يجرؤ أحدهم على الرد، حتى قطع المشهد بدخول شاب طويل القامة، ملامحه تشبه جارح إلى حد ما، لكنه أكثر هدوءًا. كان فارس، ابن عمه، الذي تقدم بثقة قائلاً:

اهدى يا جارح، هنلاجيها انا وصلت اهه ومش راجع تاني خلاص

نظر إليه جارح بعينين محمرتين من الغضب، لكن كلماته حملت شيئا من الطمأنينة حتي دخل احدي الحراس مرددا بلهفه:

يا بيه عرفنا العربيه نزلت الست غيم فين وجيبنا المكان ومتأكدين انها موجوده هناك دلوجتي

جارح بلهفه:

يلا بسرعه خلينا نروح دلوجتي حالا. .. يلا يا فارس

القي جارح كلماته وذهب فنظرت لؤلؤ الي الجده بضيق ورددت:

هو في اي يا حجه.. هو بيحبهاا ولا اي عاد.. خلاص اكده هيفضل معاها يعني ولا اي… انتي عارفه اني بحبه مجدرش اعيش من غيره ووعدتيني اني هتجوزه.. بس بالنظام دا شكلي مستحيل اتجوزه

تنهدت الجده بضيق واردفت:

مستحيل يكمل معاها.. انا عارفه جارح زين.. جارح مش هيكمل مع ال جتلت اخوه.. انتي ناسيه انها جاتله ومش بس اكده كمان دي كانت عايزه تشوه سمعتنا وسمعه العيله كلها.. دي اتهمت عصام الله يرحمه انه عاجز.. مستحيل يحبها.. هو هيعذبها وبعدها يجتلها خالص.. فمتخافيش

القت الجده كلماتها بضيق وفي مكان اخر عند غيم كانت جالسة في الزاوية، يديها مكبلتان خلف ظهرها، جسدها يرتجف، وعيناها مغرورقتان بالدموع التي لم تعد تحاول كتمانها. الخوف كان ينهشها من الداخل، وكل ما يدور في عقلها هو كيف انتهى بها الحال هنا، وحدها، بلا حول ولا قوة.

ارتجفت حين سمعت صوت خطوات تقترب، زادت ضربات قلبها بعنف حتى شعرت أنها ستخرج من صدرها. دخل الرجل الغرفة، عيناه تتفرسان فيها بنظرة مقززة، وقبل أن تفكر في أي شيء، كان قد خطا نحوها فـ تراجعت غيم إلى الخلف حتى التصقت بالجدار البارد، أنفاسها تتلاحق، وعيناها تتسعان برعب وهي تراه يقترب أكثر. حاولت الهروب، لكن قبضته كانت أسرع، أمسك بها بخشونة فصرخت بغضب:

“سيبني! ابعد عني.. انت عايز مني إيه؟! يا عااالم حد يساعدني بالله عليكم.. سااعدوني

ضحك الرجل بسخرية وهو يقترب أكثر، صوته كان كريها وهو يهمس:

“هتوفري على نفسك التعب لو بطلتي العناد ده. في جميع الحالات انتي بتاعتي النهاردة، مستحيل اسيبك.. انتي ليا بس، عنادك ده بس هيخلي الموضوع أحلى!”

اقترب أكثر، ورفعت غيم يدها تدفعه لكنها كانت ضعيفة أمام قوته، وعندما كاد يمد يده إليها، دوى صوت انفجار عنيف، اهتزت الجدران، وانفتح الباب بعنف.

شهقت غيم بلهفة عندما رأت جارح يقف هناك، عيناه تشتعلان بالغضب، أنفاسه مضطربة، أشبه بوحش خرج لتوه من العاصفة. صوته جاء هادرًا، قاطعًا السكون:

“إبعد عنها يا ابن الـ*! جسما بالله ما أنا سايبك!”**

حاول الرجل أن يتراجع، لكن جارح لم يمنحه فرصة، وقبل أن يتمكن من سحب غيم كدرع، انطلقت رصاصة. شهقت غيم وهي تشعر بجسده يصطدم بها بقوة، لم تفهم ما حدث حتى رأت الدماء تلطخ قميصه الأبيض، فصرخت بفزع:

“جااااارح… حاسب!”

مدت يديها نحوه برعب، لكنه لم يسقط، ظل واقفًا، يحدق في الرجل الذي بدأ يتراجع بخوف. في اللحظة التالية، كان حراس جارح قد اقتحموا الغرفة وهم يصوبون أسلحتهم، فأردف جارح بصوت بارد لكنه محمل بالغضب القاتل:

“امسكوه… قبل ما أفقد أعصابي وأخلص عليه بنفسي.. بس جسما بالله، لـ هحليه يتمنى الموت ومش هيلاجيه! هعلمه إزاي يتجرأ ويلمس مرت جارح الأسيوطي!”

ألقى كلماته بصوت متحشرج بالألم لكنه لم يسمح لنفسه بالسقوط. نظرت إليه غيم، عيناها تملؤهما الدموع، تراه يتألم لكنه لا يظهر ضعفه. مد يده إليها، وعندما أمسكت بها، همس بصوت منخفض بالكاد تسمعه:

“إنتي كويسة؟”

هزت رأسها، دموعها تنهمر، لكنه لم يكن قادرًا على الثبات أكثر… شحب وجهه أكثر، انحنت ركبتاه، ثم سقط أمامها فجأة. شهقت غيم، ركعت بجانبه، وهتفت بصوت مختنق:

“جاااارح… اطلبوا الإسعاف بسرعة! جارح بيموت!!”

القت غيم كلماتها ببكاء وفي صباح يوم جديد وقفت غيم أمام غرفة العمليات، جسدها متصلب… قدماها لا تستطيعان حملها، ودموعها تنهمر دون توقف. لم تفهم أي شيء مما يجري و الأصوات حولها مشوشة و الأطباء والممرضات يركضون والأوامر تتطاير في الهواء والباب الكبير مغلق أمامها كأنه يفصلها عن الحياة فـ وضعت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها عيناها معلقتان بذلك الباب وكأنها تنتظر أن يخرج منه أحد يخبرها أنه بخير… أنه لم يمت.. أن كل هذا مجرد كابوس وستستيقظ منه قريبا:

لازم يكون بخير… مستحيل يموت…لع.. مستحيل يموت اكده… يارب.. يارب ساعده يارب

كانت تهمس بهذه الكلمات لنفسها كأنها تحاول تصديقها لكن الواقع كان أقسى من أن يطمئنها ولم تشعر بمرور الوقت حتى وجدت يدا تربت على كتفها واستدارت فوجدت والدتها أمامها و ملامحها يكسوها القلق، وبصوت متهدج اردفت :

غيم… لازم تيجي معانا حالا… مفيش وجت.. انا مش هسيبك اهنيه اكتر من اكده..كفايه بجا قله قيمه.. انتي هتيجي معايا

نظرت إليها غيم بعينين غارقتين بالدموع، تحاول استيعاب كلامها لكنها لم تجد أي معنى للهروب الآن و هزت رأسها برفض وهمست:

مش هسيبه… أنا السبب في ال حوصله… مش هبعد عنه دلوجتي وهو في الحاله دي و

انت في الصفحة 7 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل