روايات

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رد وليد بنبرة متوترة:

“مش عارف، بس حضري نفسك يا زينة. أكيد في حاجة كبيرة. أنا هروح أشوف تذاكر علشان ننزل على أول طيارة.”

وفي مكان آخر في القاهرة كان إلياس يقف أمام المقابر، ينظر بحزن إلى قبر شيرين حتي اقترب منه الحارس بخطوات مترددة مرددا:

“هما عند أفنان هانم يا بيه. هي ال ساعدتهم وخرجتهم من البيت، وهما دلوجتي عندها، لكن في بيت جديم ليها محدش يعرفه. والكاميرات أثبتت إن مدام رقية هي ال عملت اكده في آنسة شيرين، الله يرحمها. حضرتك تحب نعمل العزا إمتى؟

نظر إلياس إلى قبر شيرين بحزن وضيق، ثم اردف بحزم:

النهارده… هنعمل العزا النهارده بالليل ان شاء الله

ألقى الياس كلماته وغادر المكان بخطوات ثقيلة بعد فترة قصيرة كانت تقف أفنان أمام منزل عائلة رقية، مذهولة من هول المشهد. كان المنزل يحترق أمام عينيها، والجميع يحاولون إخماد الحريق دون جدوى. بعد لحظات، نزل رجال الإسعاف من المنزل، يحملون جثتين متفحمتين. اقتربت أفنان منهم، وصرخت بلهفة:

“بالله عليك، جول إنهم عايشين… أبوس يدك جول هما عايشين؟”

أجاب أحد رجال الإسعاف بحزن:

“للأسف، الاتنين ماتوا. البقاء لله.”

ألقى الرجل كلماته بسرعة وغادر. اندفعت أفنان في بكاء مرير، مرددة:

“ربنا ينتجم منك يا إلياس… حسبي الله ونعم الوكيل فيك… ربنا ينتجم منك… أنت شيطان!”

لم تكمل أفنان كلماتها حتى اقترب منها طفل صغير، وقدم لها رسالة قائلاً:

“اتفضلي يا طنط، الرسالة دي ليكي.”

أخذت أفنان الرسالة باستغراب، وعندما قرأتها، تجمدت في مكانها، ثم ركضت بسرعة وهي تردد:

“لع. يارب ميعملش اكده… لع مستحيل!”

كانت أفنان تقذف كلماتها بينما تركض بعجلة، وفي المساء، كان إلياس يجلس بجانب زوجة عمه على الفراش، التي كانت تبكي بحرقةمرددخ:

“خلاص يا إلياس… بنتي راحت… كل حاجة راحت خلاص… مش هجدر أشوفها مرة تاني… مش هعرف أخدها في حضني يا إلياس.”

تنهد إلياس بحزن، ثم احتضنها قائلاً:

“اهدي يا مرت عمي وادعيلها بالرحمة… والله العظيم مش هسيب بتارها.. أنا هجطع سلالتهم كلها، مش هسيب حد فيهم عايش… هأخد بتارها صدجيني

نظرت ناديه إليه بدموع غزيرة، وهتفت بغضب:

“وائل… لازم تجتله… لازم تجتله وتخلي جلب أخته يتحرق عليه. هو السبب في كل ال حوصل ده… هو وأخته العقربة… كانوا شؤم علينا… لازم يموت يا إلياس!”

تنهد إلياس مرة أخرى، وقبل يديها، واردف بضيق:

“هيموت يا حجة… أي حد شارك في موت شيرين صدجيني، مش هسيبه مهما حوصا

ألقى إلياس كلماته، ثم غادر. وبعد فترة، كانت رقية تقف في مكانها، تصرخ بشدة، بينما تشاهد المنزل يحترق. وصلت أفنان إلى مكان الحريق، واقتربت منها، ورددت بصدمه:

“رقية… إيه ال حوصل؟ وائل؟”

صرخت رقية بنبرة يائسة:

“وائل جوه يا أفنان… أخويا جوه، بيموت! أخويا بيموت، أنقذيه بالله عليك!”

ولكن قبل أن تكمل رقية كلامها، قاطعهم صوت سيارة الشرطة. نزل الضابط واقترب من أفنان قائلاً:

“أنتي مطلوب القبض عليكِي

نظرت أفنان إليه بصدمة، وهتفت بنبره مرتبكة:

“نعم؟ ليه؟ أنا عملت إي؟ هو إي ال بتجوله ده يا فندم؟ في جضية إي طيب

أجاب الضابط بجدية:

“قتـ,ـل… وصلتنا معلومات إنكِ السبب في مـ,ـوت الحج رشيد ومراته.”

نظرت رقية إليه بصدمة، وهتفت بسرعة:

حج رشيد ومراته؟! أفنان، أبويا وأمي ماتوا… ماتوا! اتكلمي ليه ساكتة اكده هما ماتوا

نظرت أفنان إلى رقية بدموع، ثم حاولت أن تتحدث لكن الضابط أشار للعسكري أن يأخذها بعيداً. فصرخت أفنان وهي تبكي مردده:

“والله ما عملت حاجة… جسماً بالله ما عملت أي حاجة

كانت تصرخ ببكاء مرير بينما أخذها رجال الشرطة في السيارة. نظرت رقية إليها بدموع، وفجأة انتفضت عندما سمعت صوت إلياس يردف بسخرية:

“فيه واحدة محترمة برده تهرب من بيت جوزها اكده

التفتت رقية بصدمة، لتجد إلياس أمامها. حاولت الركض، لكنه سحبها إليه، قائلاً بسخرية:

“عيب… مينفعش تهربي من جوزك يا مرتي الحلوة… وصحيح، اترحمي على أفنان، علشان ال خدوها دول مش بوليس… دول رجالتي. ودلوجتي بدأ وجت الحساب بينا و

الفصل الرابع
الغرفة المغلقة

كانت تقف في وسط تلك الغرفة المعتمة تصرخ بشدة وتطرق على الباب بعنف، وكأنها تتشبث بآخر أمل في النجاة تردد بصوت مختنق بالبكاء:

يارب. أنا مالي بكل ده؟ ساعدني يارب وخرجني من اهنيه … بالله عليكم حد يفتح الباب.. حرام عليكم انتوا بتعملوا فيا اكده ليه

كانت تصرخ افنان بشده ولكن صرخاتها تلاشت في الصمت المطبق، وكأن الجدران نفسها تتجاهل استغاثتها. فـ جلست على الأرض منهارة، ودموعها تنهمر بغزارة ولكن قبل أن يُقطع سكون الغرفة فجأة ظهر صوت مخيف اخترق أذنيها. كان صوت زئير قوي… زئير أسد جائع فـ انتفضت أفنان من مكانها، وقلبها يكاد يتوقف من الخوف و بدأت تلتفت حولها بارتباك بحثًا عن مصدر الصوت، حتى وقع بصرها على باب حديدي يظهر من بعيد، وكأن الغرفة تخبئ أسرارها المروعة و بدأ الباب يُفتح تدريجيًا، ببطء يوحي بأن ما وراءه هو الجحيم بعينه فـ رأت عيون الأسد… عيون جائعة تترصدها، تتوهج برغبة متوحشة، تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها..فـ تراجعت للخلف بخطوات متعثرة… وصوت صرخاتها يمزق الأجواء مردده:

افتحولي الباب! بالله عليكم حد يخرجني من اهنيه ! سامعني؟! فيه حد سامعني.. خرجوني بالله عليكم

كانت تصرخ افنان بشده ولكن لا مجيب، لا شيء سوى صوت الحديد الثقيل الذي ينذر بقرب النهاية… فـ تسارعت أنفاسها، ودموعها تسابق الزمن، وهي تشعر أن حياتها كلها تنتهي هنا وكأنها في فيلم رعب مخيف. فـ تمتمت بصوت مرتجف، بالكاد يُسمع وسط شهقاتها:

خلاص… أنا هموت اهنيه … يارب، ساعدني… والله أنا عمري ما أذيت حد. ساعدني، يارب… بالله عليكم خرجوني ابوس يدكم.. حد يخرجني يا عالم

القت افنان كلماتها وكان الباب الحديدي يُفتح أكثر فأكثر، والأسد يزأر بصوت يصم الآذان، يتقدم ببطء لكنه مليء بالعزم، كأنه يستمتع ببث الرعب في قلبها. لم تجد أفنان ملاذًا سوى التراجع للخلف حتى التصقت بجدار الغرفة البارد، وكأنها تحاول الهروب إلى عالم آخر بعيدًا عن هذا الكابوس وبينما كانت تستعد للأسوأ، فجأة، ومن العدم، انفتح باب الغرفة بقوة، وامتدت يد قوية لتجذبها للخارج. كان إلياس.. يهرع لإنقاذها في اللحظة الأخيرة عندما أغلق الباب الحديدي بسرعة، حاجزًا الأسد خلفه، بينما كانت أفنان تنهار بين ذراعيه كانت ترتجف وهي تتشبث به وكأنه طوق النجاة الوحيد، و تبكي بلا توقف. فـ همس لها بصوت منخفض لكنه واثق:

هششش.. اهدي خلاص.. مفيش حاجه دلوجتي انتي في امان

لكن رغم كلماته المطمئنة، لم تستطع أفنان نسيان تلك العيون المتوحشة التي كادت تلتهمها. كانت الغرفة المغلقة قد تركت بصمتها عليها، وكأنها ستظل تطاردها في كل مرة تُغمض فيها عيناها وسرعان ما انتبهت أفنان إلى صوت إلياس، فابتعدت عنه بسرعة وهي تنظر إليه بعينين حمراوين من كثرة البكاء والخوف و تمتمت بصوت مرتجف، يكاد يعكس عجزها وغضبها:

ليه؟! انت بتعمل اكده ليه عاد ؟ ليه دايمًا بتحاول تأذي كل ال حواليك؟ حتى مش بتموتهم وترحمهم! أنت بتكون مبسوط وأنت بتشوفهم خايفين ومرعوبين اكده ؟ انا جسمي بيقشعر منك جسما بالله كل ما اشوفك … أنت مستحيل تكون إنسان، أكيد شيطان… أنا مش فاهمة ليه كل ال بتعمله ده! حرام عليك، ليه و

لكنها لم تُكمل كلماتها و في لحظة، سحبها إلياس إليه بقوة فارتطم رأسها بصدره، بينما رد بصوت بارد خالي من أي مشاعر:

يا بنتي، انتي كنتي هتموتي من شوية… لولا إني أنقذتك وخرجتك من الأوضة في الوجت المناسب. مفيش عندك حاجة اسمها ‘شكرًا ايدا

نظرت إليه أفنان بغضب مشتعل وجاءت لترد عليه، لكن فجأة، تجمدت مكانها و غرست رأسها بين أحضانه تلقائيًا عندما دوّى صوت زئير الأسد مجددًا… حاولت أن تحتمي به رغم كرهها له، لكنها لم تتحمل الضغط النفسي والخوف الشديد. وقبل أن ينطق إلياس بحرف، شعر بتراخي جسدها بين ذراعيه وفقدت وعيها تمامًا فتنهد بضيق، وحدّث نفسه بحدة:

اصل أنا ناجص وجع دماغ… بنت مدلعة، وفرفورة، خايفة من صوت أسد؟! يلا معلش، تستاهل. ولسه أصلًا مشافتش حاجة مني

انت في الصفحة 5 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل