روايات

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

توجهت رفيف إلى الغرفة ببطء وفتحت الباب فـ وجدت وائل يجلس علي الارض مرهقًا يحاول النهوض، لكنه لم يستطع فـ أسرعت نحوه وساعدته على الوقوف، ثم خرجوا جميعًا من المنزل وقبل أن يستقلوا السيارة، ظهرت شيرين فجأة، تحدق بهم بصدمة مردده :

رقية… إنتي لسه عايشة؟ وائل! إنتَ اهنيه ازاي

نظر إليها وائل بتعب يمتزج بالغضب، بينما قالت رفيف بقلق:

اركبوا العربية بسرعة! يلا، اركبوا!

ركضت شيرين نحوهم وهي تصيح بلهفة:

استنوا! وائل، أنا دورت عليك كتير جوي بالله عليك، جولي إي ال حوصل؟”

تراجع وائل قليلًا، ثم قال بصوت متهدج:

“ابعدي عني! أنا بكرهك، وبكرهكم كلكم. كل ال كان بينا انتهى!”

أمسكت شيرين يده وهي تبكي قائلة:

مستحيل أسيبك تمشي! بالله عليك، خلينا نتكلم.. فهمني اي ال حوصل و

أدار وائل ظهره وركب السيارة مع رفيف. حين جاءت رقية لتصعد، أمسكت شيرين يدها بشدة وصرخت:

“مش هسيبكم تمشوا مهما حوصل!”

دفعتها رقية شيرين بعنف، صارخة:

ابعدي عني! مش عايزة مشاكل أكتر من اكده و

وفي تلك اللحظة فقدت شيرين توازنها واصطدمت بسيارة مسرعة فـ سقطت على الأرض، بلا حراك جثه هامده

الفصل الثالث
الغرفة المغلقة

كانت الغرفة خافتة الإضاءة، والمكان يعبق بصمت ثقيل. وقف الطبيب أمام إلياس الذي بدا وكأنه غارق في بحر من الأفكار، يتأمل وجهه بصدمة واضحة. بعد لحظات طويلة، قطع الطبيب الصمت بصوت خافت ولكنه ثابت:

“للأسف… الحالة وصلت متوفية. البقاء لله.”

تردد صدى الكلمات في أذني إلياس كأنها صاعقة. لم يستطع استيعابها في البداية، فكرر متلعثمًا:

“ماتت؟! شيرين… ماتت؟”

أومأ الطبيب برأسه، ثم غادر الغرفة سريعًا، تاركًا إلياس يجاهد لاستيعاب الموقف. جلس على أقرب كرسي، وكأن قدميه لم تعودا قادرتين على حمله. همس بصوت مرتجف، أشبه بالبكاء:

“ماتت… شيرين ماتت… هما جتلوها… جتلوها!”

اقترب هادي منه بحذر، وعيناه ممتلئتان بالدموع. جلس بجانبه ووضع يده على كتفه مرددًا بصوت منخفض:

ربنا يرحمها، يا إلياس. حاول تهدى… لازم نفكر إزاي هنبلغ الحجة. أنا هجوم أخلص الإجراءات علشان الدفن والعزا

القي هادي كلماته وجاء ليذهب ولكن كلماته لم تكن كافية لتهدئة غضب إلياس الذي انتفض فجأة، ممسكًا بذراعه بحزم. قال بغضب مكتوم:

مفيش عزاء، هادي. شيرين مش هيتعملها عزا غير لما اخد بتارها. وحضر نفسك للسفر… وابعت لوليد يرجع فورا

نظر هادي إليه بصدمة واضحة، وهو يحاول فهم ما يقصده فاردف:

“أسافر؟ ليه يا إلياس؟ أنا مش ممكن أسيبك في وجت زي ده. مينفعش أسافر دلوجتي اصلا و

لم ينهي هادي كلماته حتي قاطعه الياس بصوت غاضب أشبه بالأمر:

“جولت هتسافر يعني هتسافر! مش هسمح إن حياتك تبجي في خطر. تحجز على أول طيارة لدبي وتسافر فورًا. مش عايزك اهنيه الفترة دي نهائي

لم يمنح هادي فرصة للاعتراض، بل أنهى كلامه وغادر الغرفة بخطوات غاضبة، تاركًا هادي في دوامة من الحيرة والخوف.

في صباح اليوم التالي، كانت أفنان جالسة في شقتها، تمسك هاتفها بيدين مرتجفتين. وجهها كان شاحبًا، وكأن الحياة انسحبت منه. نظرت إلى صديقتها رقية، التي شاركتها نفس الصدمة، وقالت بصوت مختنق:

ماتت… شيرين ماتت يا رقية! كل الناس بتجول اكده… يالهوي! إحنا جتلناها… إحنا السبب!”

وقبل أن تستطيع رقية الرد، اخترق صوت وائل الغرفة بنبرة باردة تحمل في طياتها غضبًا واحتقارًا:

ما تموت! تستاهل. علشان ابن عمها يتربى شوية ويتعلم الأدب من الأول والجديد. ولسه

نظرت أفنان إلى وائل بغضب شديد، ولم تستطع السيطرة على صوتها وهي تصرخ مردده:

هو انت مجنون؟! دي كانت خطيبتك، وكنت بتحبها! وهي كمان كانت بتحبك جوي! حرام عليك… ادعيلها حتى بدل ما تتكلم بالشكل ده عليها.. انت جيبت جساوه الجلب دي كلها منين

ابتسم وائل بسخرية مريرة وهو يردد:

بحبها؟! وأدعيلها؟! أدعي لوحدة ابن عمها حبسني أنا وأختي سنين في مكان مرميين فيه ومنعرفش نخرج! شوفي رقية… شوفي ال عمله فيها! تحبي أجولك كان بيعمل فيها إيه يا ست أفنان؟ ولا بلاش علشان مجرحش مشاعرك؟ وعلي العموم شكرًا على ال عملتيه، أنا وأختي عمرنا ما هننسى مساعدتك. لكن خلينا نكون واضحين بجا . من النهاردة، إحنا ال هننتجم وانتهينا علي اكده

ألقى وائل كلماته كأنها صفعات، ثم أمسك بيد رقية وسحبها معه ليخرج ولكنحاولت أفنان أن تمنعه، قائلة بتوسل:

مينفعش يا وائل! أكيد إلياس بيدور عليكم دلوجتي في كل مكان. خليكم اهنيه لحد ما الأمور تهدى، وإن شاء الله ربنا يسترها

جلست رقية على كرسي قريب، واضعة يديها على وجهها، وتنهدت بضيق وهي تهمس بصوت مكسور:

“أنا مش خايفة غير على أهلي… إلياس ممكن ياخد بتاره منهم. أبويا… أمي… ممكن يجتلهم

نظر وائل إليها بحزن وقلق، ثم قال محاولًا طمأنتها:

لع مستحيل. لو عايز ياخد بتاره هيكون مننا إحنا، مش منهم. أنا هتصرف.. صدجيني مش هيوحصلهم حاجه

ألقى وائل كلماته بقلق، وفي مكان آخر خارج مصر، كان شاب ينهض من على الفراش عاري الصدر، ينظر إلى الفتاة النائمة بجانبه على السرير، قائلاً بنبرة دافئة:

“زينة.. يلا يا عيوني.. جومي بجا، هتفضلي نايمة اكده طول النهار؟”

فتحت زينة عينيها بتذمر، ثم اردفا بصوت كسول:

“صباح الخير يا جلبي

ابتسم وليد واقترب منها و طبع قبلة على خدها مردداً:

“صباح الفل على أجمل عيون في الدنيا كلها.”

لكن قبل أن يكمل حديثه، قاطعه صوت طرقات على الباب. توجه وليد لفتحه، ليجد الخادمة واقفة هناك بتوتر. فردد بالإنجليزية وبنبرة ضيق:

“Why are you bothering me at this time?”

“لماذا تزعجينني في هذا الوقت؟”

اعتذرت الخادمة قائلة بتوتر:

“I apologize, sir, but you received news from Cairo. Your cousin, Professor Elias, requests you to book the first flight and go immediately to Cairo for an urgent matter.”

“أعتذر يا فندم، ولكن جاءك خبر من القاهرة. ابن عمك، الأستاذ إلياس، يطلب منك حجز أول طائرة والذهاب فوراً إلى القاهرة لأمر عاجل.”

ألقت الخادمة كلماتها وانصرفت. عاد وليد للداخل، يبدو عليه الضيق، فاستقبلته زينة بنبرة قلق:

“وليد، في إي؟ حوصل حاجة؟ ليه إلياس عايزك؟”

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل