
يا فندم فيه مشكلة تانيه كبيرة في الأوتيل
قطب إلياس جبينه ونهض فورًا بينما سأله وليد بحدة:
مشكلة إي عاد.. اي حكايه مشاكل الاوتيل دي.. اي ال بيوحصل بالظبط
الحارس:
حريق في واحد من الأجنحة والعمال بيقولوا إنه مش مجرد حادث واضح إنه حد عمله عن قصد
نظر إلياس إلى وليد الذي نهض الأخير مستعدًا وهو يلتقط مفاتيح سيارته قائلاً:
يلا بسرعه.. خلينا نشوف اي ال بيوحصل بالظبط
القي وليد كلماته خرج الاثنان بسرعة من القصر وفي المساء في احدي الفنادق الكبيره وسط ضجيج الموظفين في الممر الطويل كانت أفنان تمسك بعربة خدمة الغرف تدفعها بصمت بينما عقلها مشغول منذ أن بدأت العمل هنا وهي تحاول إبقاء رأسها منخفضا تتجنب الأسئلة وتتأكد من أن لا أحد يلاحظها أكثر من اللازم وفي دفعت باب أحد المكاتب وهي تردد:
يا بيه.. كل حاجه جاهزه.. انا مش فاهمه ليه كل ال بيوحصل دا.. يعني مشكله حوصلت في الجناح احنا مالنا
نظر المدير اليها بضيق مرددا:
دي اجراءات لازم الكل يعملها.. اصلا اصحاب الفندق الجديد وصلوا.. صعايده زيك يمكن تكوني عارفاهم.. الياس بيه ووليد بيه و
لم ينتهي المدير من كلماته حتي وقع كل شئ بيد افنان التي تجمدت مكانها وتوقفت يدها عن الحركة وكأن الهواء من حولها أصبح أثقل مردده:
إلياس؟ إلياس اهنيه ؟
القت افنان كلماتها وفجأة دفعت العربة بعيدا عنها سحبت مريول العمل وألقته في أقرب زاوية ثم اندفعت إلى أحد المخارج الجانبية المؤدية إلى ساحة انتظار السيارات لم تلتفت خلفها حتي لم تستمع الي صراخ المدير الذي طلب من حراس الامن الامساك بها فورا لكن كاميرات المراقبة كانت تسجل كل شيء وبعد فتره في غرفة الأمن في الفندق وقف إلياس ووليد أمام شاشة المراقبة بجانب أحد موظفي الأمن يعيد تشغيل التسجيل الذي التقط لحظة هروب افنان مرددا’
بص يا بيه هي دي البنت ال كانت في الدور ده لحظة الحريق
ندر الياس بضيق وهو يحاول التركيز اكثر مرددا
وجف الفيديو اكده.. حاول تزضح وش البنت شويه.. مش ظاهر ليه
اوقف الحارس المشهد وهو يحاول تزضيح الوجه ولكن بدون جدوي فانتبه اليها وهي تركض من الخلف و شعرها الطويل المتناثر فـ التفت وليد إليه بقلق:
إلياس في إي عاد
كان يحدق الياس في الشاشه مرددا بضيق:
يلغوا الشرطي.. وشوفي مين البنت دي وامسكوها.. عايزها تبات في الحبس انهارده .. لازم تتحاسب وشوفوا اي حد ساعدها او كان معاها يتمسك.. اكيد البنت دي تبع حد من المنافسين لينا عايز يبوظ سمعه الاوتيل.. اصل احنا ناجصين حوارات
القي الياس كلماته وذهب هو ووليد وفي شقة افنان دفعت التي الباب بقوة خلفها ثم أسندت ظهرها إليه وهي تلهث بشدة ووضعت يدها على صدرها تحاول تهدئة أنفاسها المتلاحقة وصرخت:
زينه.. زينه
نظرت زينه التي كانت تضع بعض الطعام على الطاولة و التفتت إليها بسرعة عندما انتبهت لـ ملامحها الشاحبة وعينيها الممتلئتين بالذعر وهتفت:
اي يا أفنان؟! مالك.. انتي اي اا حوصلك كان فيه حد كان بيجري وراكي
حاولت افنان التقاط انفاسها مردده بذعر:
ألياس… زينة إلياس ووليد موجودين اهنيه
اتسعت عينا زينة بصدمة وهتفت:
اهنيه فين ؟ إنتي شوفتيهم.. هما فين يا افنان.. شوفتيهم فين
هتفت افنان بذعر مردده:
أنا كنت في الاوتيل… كنت شغالة زي كل يوم وفجأة سمعت اسمه… المدير جال إن إلياس ووليد هما اشتروا الفندق يا زينة… هما اصاحب المكان ال شغالة فيه دلوجتي… هنعمل اي.. ازاي ظهر فجأة اكده..لو عرف ان عنده بنت هياخدها مني..ومش هيسامحني اني مخبيه عليه طول السنين دي بس أنا مش هفضل مستنيه اكده … لازم نمشي لازم نسيب المكان ده فورا
زينه بتوتر:
يمكن ميعرفوش مكانا يا افنان و
لم تنهي زينه كلماتها حتي قاطعتها افنان وهي تصرخ بانفعال وتهز رأسها بقوة مردفه:
وإي يضمنلي!؟ أنا مش هطعد مستنية أشوفه هيعرف ولا لع! إنتِي عارفة لو عرف إني اهنيه هيعمل اي.. احنا لازم نمشي بأي طريجه هنجمع هدومنا ونمشي من اهنيه حالا… هنروح أي مكان تاني أي مكان بعيد عنهم
نظرت زينه اليها بدموع واردفت:
احنا هنفضل نهرب لحد إمتى يا افنان.. هنفضل نجري من مكان لمكان اكده لامتي
نظرت أفنان إليها بعجز و عيناها تلمعان بالدموع ثم همست بصوت مختنق:
لحد ما يجي اليوم ال يمسكونا فيه.. بس اكيد اليوم دا مش انهارده.. يلا يا زينه و
وفي تلك اللحظه رن جرس الباب فـ تجمدت أفنان مكانها وعيناها اتسعتا برعب و نظرت إلى زينة بصدمة:
الياس.. اكيد الياس
القت افنان كلماتها وهي تبخث بعيونها عن ابنتها ولكن الجرس رن مرة أخرى ثم تحول إلى طرق عنيف وصوت رجالي صارم جاء من خلف الباب مردفا:
افتحوا الباب شرطة و
وفي صباح اليوم التالي في قسم الشرطة كان يجلس إلياس ووليد في مكتب الضابط الذي طرق بأصابعه على سطح مكتبه وهو يردد بنبرة رسمية:
المتهمة في التحقيقات الأولية أنكرت علاقتها بالحريق لكن تصرفها وهروبها المريب بيأكد إن عندها حاجة تخبيها… عموما زي ما طلبتوا هنجيبها تشوفوها بنفسكم
أشار الظابط بيده إلى أحد العناصر بالخارج وبعد لحظات قليلة فُتح الباب ودخلت أفنان….. كانت خطواتها مترددة ووجهها شاحبا لكن رغم ذلك رفعت رأسها ببطء وكأنها تحاول استجماع شجاعتها أما إلياس فبمجرد أن وقعت عيناه عليها تجمد في مكانه وهو يحدق بها وكأن الزمن توقف للحظات واتسعت عيناه بذهول بدا صوته يخرج ضعيفا كأنه همسة بالكاد تُسمع مرددا بصدمه :
“أفنان؟!”
الخاتمة
الغرفه المغلقه
وقفت أفنان أمام القسم وانفاسها متلاحقة وعقلها مشوش بينما كانت عيناها مسمرة على إلياس لم تستطع السيطرة على رعشة جسدها و لكن ما اشتعل داخلها لم يكن خوفا… بل غضبا قهرا متراكما تفجر أخيرًا اما عن الياس فـ مازال يقف أمامها بوجهه العابس ونبرته المتحجرة يتحدث وكأنه المظلوم الوحيد وكأنها هي التي خانت وخدعت ثم اقترب خطوة لكن قبل أن ينطق انفجرت فيه بصوت مرتجف غاضب مردده:
إنت إزاي عندك وش تحاسبني؟! اي البجاحه ال انت فيها دي… انا مش فاهمه انت اكده طبيعي يعني.. انت انسان طبيعي زينا.. ليك عين تيجي تتكلم وتحاسبني وتعلي صوتك كمان
نظر الياس اليها بضيق متفاجأ بصراخها وبالنار المشتعلة في عينيها لكنه لم يعلق مما زاد من غضبها أكثر مشيرة إليه بانهيار:
انت ضحكت عليا استغليت فقداني للذاكرة وعملت معايا علاقة وأنا مش مرتك أصلا… كنت كنت بحاول أصدج إنك مش اكده… لكن لع طلعت أبشع مما توقعت…. إنت استغليتني… حياتك كلها جتل ودبح وموت وبعد كل دا جاي تحاسبني؟!
زم إلياس فكه وعيناه أصبحتا بحرا من العواصف لكنه لم يرد فورا.. كان يحاول أن يسيطر على غضبه و يزن كلماته لكن أفنان لم تمنحه الفرصة للتبرير وتابعت ببكاء: