
دلف الا داخل غرفته بعد تردد شديد ليجدها جالسه عل السرير بفستان زفافها تحتضن جسدها بيديها وتبكي بصمت اندهش مما رأه فهي ما زالت عل وضعها منذ ان تركها ويبدو انها لم تذق طعم النوم طوال الليل …
” احم… احم …”
اصدر صوتا دلالة عل وجوده لترفع وجهها ناحيته لينصدم مره اخر من سحر عينيها الفيروزيتين … ونفس الشعور الغريب عاد اليه تنحنح امامها ثم قال بجديه :
“انا تعبان وعاوز انام هنامً عالجمب ده وانتي تقدري تنامي عالجمب التاني …”
قاطعته بسرعة وقد شعرت هي الاخرى برغبة شديدة في النوم بعد ان فقدت جميع قواها :
” لا انا هنامً عالكنبة …”
” براحتك …”
قالها بلا مبالاة وهو يتجه ناحية الخزانة ويأخذ ملابسه البيتيه ثم اتجه ناحية الحمام ليغير ملابسه نهضت هي من السرير وتقدمت ناحية حقيبة ملابسها فتحتها وأخرجت منها بيجامه وردية ناعمة تحتوي عل رسومات كرتونية تحبها للغايه فهي كانت هدية من رزان ودائما لهدايا رزان معزة خاصة لديها حاولت ان تفتح سحاب الفستان الا انها فشلت في هذا ظلت تحاول عدة مرات دون فائدة …
شعرت به يخرج من الحمام ويتجه ناحية فراشه ويرمي بجسده عليه لينام شعرت باليأس بعد عدة محاولات فجلست عل الكنبة تبكي بصمت فيبدو انه غير مقدر لها ان تنام الليلة …
اما هو كان يحاول النوم لكن بدون فائدة شعر بفضول قوي ليلقي نظرة عليها ليتفاجأ بها جالسه عل الكنبة وتبكي بصمت …
نهض من نومته وهو يطالعها بتعجب شديد سألها بحاجبين معقودين وملامح مستغربة :
” انتي بتعيطي ليه دلوقتي …”
اجابته بدموع :
” سحاب الفستان مش راضي يتفتح …”
مط شفتيه بضجر ثم نهض مكانه متجها ناحية فتطلعت اليه باستغراب شديد …
” قومي …”
امرها بجدية فنهضت من مكانها بسرعة ادار ظهرها ناحيته وبدأ يفك سحاب فستانها ليجد بشرتها الحريرية الناعمة تظهر امامه توتر لا إراديا وابتعد عنها متجها الا سريره ولم يقل توترها هي عنه … حملت بيجامتها وتقدمت ناحية الحمام لتغير ملابسها …
في الصباح
نهضت ريم من مكانها وهي تسمع طرقات قوية عل الباب الخارجي للفيلا تقدمت ناحية الباب وفتحته لتتفاجئ بفتاة تقتحم الفيلا وهي تهتف بصوت مرتفع :
” اختي فين …
تراجعت الا الخلف بخوف حقيقي منها بينما اقتربت رزان ناحيتها وهي تكرر سؤالها بصوت اقل علوا :
” ردي عليا اختي فين …؟”
” اختك مين …؟”
قالتها ريم بنبرة متقطعة لتجيبها رزان :
” سالي اختي مرات الباشا اخوكِ …”
” هو انتِ اخت سالي …؟!”
سألتها ريم بعدم تصديق لتجيبها رزان بضيق :
” ايوه انا اختها هي فين بقىً عاوزه اشوفها …”
” هروح أندهها حالا …”
قالتها بسرعة وهي تتجه الا الطابق العلوي تاركة رزان لوحدها تتطلع الا الفيلا بضيق شديد …
طرقت ريم باب غرفة مازن عدة مرات ليفتح مازن لها الباب وهو يفرك عينيه سائلا اياه بانزعاج :
” خير يا ريم عاوزة ايه ..؟”
” اخت سالي جت وعاوزه تشوفها …”
” سالي مين …؟”
سألها باستغراب لتجيبه بدهشة :
” سالي مراتك يا مازن …”
” ايوه افتكرت …”
أردف بتعجب :
” اختها جاية دلوقتي عشان تشوفها …”
” ايوه …”
في هذه اللحظة سمعت سالي كلامهما والتي استيقظت لتوها من نومها عل أصوات طرق الباب فانتفضت من مكانها وهي تقول بلهفة :
“رزان اختي جت …”
” ايوه جوه …”
اجابتها ريم لتندفع سالي منطلقة الا الطابق السفلي تحت انظار مازن وريم المندهشه…
كانت الفتاتان تعانقان بعضهما بلهفة شديدة وشوق جارف ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات لتهتف رزان باعتذار :
” سامحيني يا سالي مقدرتش اوقف جمبك وألغي الجوازة دي ارجوكِ سامحيني …”
ابتسمت سالي وقالت بلطف :
” متعتذريش يا رزان انا عارفة انوا جدي محدش يقدر يوقف قصاده …”
قالت رزان بنبرة غامضة :
” بس انا هوقف قصاده وهاخد حقنا منه وقريبا …”
اردفت قائلة بسرعة :
” المهم عاوزة اشوف جوزك هو فين …؟”
ابتلعت سالي ريقها بتوتر من سؤالها ولم تعرف بماذا تجبها الا ان مجيء ريم يتبعها مازن أنقذ الموقف …
” صباح الخير …”
قالها مازن بهدوء شديد لتنهض رزان من مكانها وهي تمد يدها الا مازن قائلة بابتسامة مصطنعه :
” صباح النور انا رزان اخت سالي انت مازن جوزها صح …
” صح …”
قالها وهو يلتقط يدها في يده كانت رزان مضطره ان تتعامل مع مازن بهذه الطريقة فهي بالرغم من كرهها له الا انها مضطرة الا مسايرته من اجل اختها..
تنحنحت بارتباك ثم قالت بجدية :
” معلش يا مازن ممكن اتكلم معاك عل انفراد …
استغرب مازن من طلبها الا انه وافق بالطبع فذهب الاثنان الا غرفة مكتبه تحت انظار سالي المندهشه والمتعصبة مما يحدث …
جلست رزان امام مكتب مازن والذي هتف بها متسائلا :
” اتفضلي يا آنسة رزان قولي عاوزة ايه …؟”
اخذت رزان نفسا عميقا ثم تحدثت بجديه قائلة :
” انا عاوزة اتكلم معاك بخصوص سالي …”
” سالي مالها …؟”
اجابته بجدية :
” سالي ملهاش ذنب بكل اللي حصل هي متعرفش اي حاجة عن اسباب الجوازة دي جدي بلغها انها هتتجوز باليوم الفلاني وهي طبعا انصاعت ليه …”
” وانتَِ جاية تقوليلي الكلام ده ليه …؟”
سألها بتعجب لتجيبه موضحه :
” سالي اختي الوحيدة اتظلمت كتير عاشت حياتها كلها وحيدة محرومة من ابسط حقوقها مش عاوزاها تتظلم اكترر اتمنى انك تعاملها كويس وتراعي ربنا فيها لانها طيبة وبالنسبة لتشوهها فانت بكل الاحوال هتطلقها بعد سنة حسب اتفاقك مع جدي…”
” وانتِ عرفتي منين الكلام ده …؟”
” وسام قالي …”
اردفت قائلة بترجي :
” ارجوك تعاملها كويس وانا اضمنلك انها مش هتعمل اي حاجة تضرك راعي انها يتيمة ملهاش اب ولا ام … وانت شفت بنفسك جدها وتصرفاته معاها …”
توتر مازن من حديثها وشعر بانه ظلم سالي باتهامه بانها خططت للزيجة هذه مع جدها استحقر نفسه اكثر حينما تذكر معاملته لها وكلامه الجارح الذي قاله في وجهها …
تنهد بصوت مسموع ثم قال بصدق :
” متقلقيش يا آنسة رزان تأكدي اني مش هأذيها ابدا
غادرت رزان الفيلا وقد شعرت بالاطمئنان ناحية سالي فيبدو ان مازن اهلا للثقة وسوف يراعي سالي ولن يؤذيها شعرت بالراحة فهي ستخطط الان للانتقام من جدها دون ان تخاف عل سالي منه …
ذهبت الا الشركة لتجد وسام قد سبقها في المجيء
ما ان رأها تدلف الا مكتبه حتى قال بجديه :
” متأخرة ساعة عن معادك كنتِ فين ..؟”
” كنت عند سالي …”
اجابته دون ان تتطلع اليه فسألها بسرعة :
” بجد وهي عامله ايه …؟”
” خايف عليها اوي انت …”
قالتها بسخريه جعلته يتأفف بضجر بينما اخذت هي احد الملفات وبدأ تقرأه بتركيز شديد حينما سمعت صوته يقول بعصبية شديدة :
” رشا ممدوح دي زودتها اووي هي معندهاش حد فالبلد غيرنا تتكلم عنه …”
ابتسمت رزان بخبث وهي تقول في داخلها :
” ولسه ده اللي جاي احلى هتشوفوا هعمل ايه فيكم كمان …”
لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول الله
#عروسي_المشوهه #الحلقه_الخامسه
مر شهر كامل عل تلك الاحداث اعتادت سالي العيش في منزل مازن بالرغم من شعورها بالغربة في بعض الأحيان حيث كان تقضي اغلب أوقاتها في غرفتها وحيدة لا تراهم سوى في أوقات الطعام والتي تمنت في داخلها ان تأتيها الا غرفتها بدلا من الهبوط الا غرفة الطعام وتناولها وسطهم …
علاقتها بمازن كانت باردة للغاية فهي لم تكن تراه من الأساس الا وقت النوم فهو يقضي جميع وقته في عمله في شركته …
اما والدته فلم تكن تراها الا وقت وجبات الطعام ولم تكن تتحدث معها نهائيا فقط تكتفي بنظراتها المبهمة التي لا تدل عل شيء …
ريم الوحيدة التي اصبحت قريبة منها بل صديقة لها ايضا حيث اقتربت منها منذ اول يوم وسرعان ما توطدت علاقتهما سويا بعد ان رأت مدى طيبتها وعفويتها بالرغم من صغر سنها …
*****
دلفت الا داخل الشركة وهي ترتدي ملابسها البسيطه التقليدية المكونة من بنطال جينز ممزق في مناطق معينة وفوقه قميص اسود اللون وشعرها الطويل يتراقص خلفها ترتدي نظارات شمسية سوداء تغطي عينيها الزرقاوتين بينما تتبعها انظار جميع الموظفين ما بين إعجاب وبغض إعجاب من جهة الموظفين الذين يدركون جمالها المثير والذي فشلت الملابس الرياضية في إخفائه وبغض من جهة الموظفات اللواتي يتضايقن من اسلوبها الجاف معهن …
دلفت الا داخل المصعد لتخلع نظارتها وتضغط عل زر الطابق الخامس خرجت من المصعد ما ان وصلت الا الطابق المنشود فهمت بالاتجاه الا غرفتة مكتبها الا انها توقفت للحظات في مكانها ابتسمت بخبث وهي تتطلع الا غرفة مكتب وسام فقررت التوجه نحوه ومناغشته قليلا اتجهت بخطواتها الراكضة وهي تشعر بالحماس الشديد وفتحت باب غرفة مكتبة بسرعة الا انها تسمرت في مكانها من المنظر الماثل امامها …
كان وسام يحتضن سكرتيرته ويقبلها بشغف بينما يديه تتجول عل انحاء جسدها كان المنظر مقرف بالنسبة لها و سبب لها شعور غريب بالغثيان … انتفض وسام من مكانه وابعد سكرتيرته عنه ما ان اقتحمت رزان غرفة مكتبه تطلع اليه بنظرات مصدومة وشحبت ملامح وجهه بينما ركضت هي متجهه الا مكتبها وهي لا ترى امامها من دموعها التي تغطي وجهها …
دلفت الا داخل حمام مكتبها بسرعه وفتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها علها توقف دموعها فهي لا تحب ان تبكي ابدا او تظهر ضعفها توقفت عن البكاء اخيرا بعد معاناة .تطلعت الا ملامح وجهها الحمراء من اثر البكاء بضيق وأخذت المنشفه وبدأت تجفف وجهها بقوة لتعيده الا طبيعته حينما سمعت صوت وسام ينادي عليها تأكدت من عودة وجهها الا لونه الطبيعي وخرجت اليه لترميه بنظرات باردة وتتقدم ناحية مكتبها وتجلس عليه …
تنحنح وسام بتوتر ثم قال بحرج واضح :
“رزان اللي شفتيه ده حصل …”
قاطعته بنبرة جافة :
” اللي شفته ده انا مليش علاقة بيه انت حر تعمل اللي انت عاوزه …”
رماها بنظرات ساخرة أربكتها كثيرا بينما وجدته يتقدم ناحيتها بخطواته الهادئة ما ان وصل اليها حتى احاط جسدها بذراعيه ليقول بتهكم وهو يتفرس في ملامح وجهها :
” عاوزة تفهميني انك متأثرتيش خالص باللي شوفتيه ولا ساب اي اثر فيكي …”
جاهدت لتظهر صدة متماسكة امامه فرفعت ذقنها عاليا وهي تقول بثقة :
” وهيأثر بيا ليه هو انت تعنيلي حاجة اصلا عشان تصرفاتك تأثر فيا …”
غامت ملامحه بنظرة عدوانية اخافتها بينما اهتز صدغيه من شدة الغضب الذي حل به اطبق عل شفتيه بقوة ثم ابتعد عنها خارجا من غرفة مكتبها وهو يغلي غضبا من كلامها الذي جرحه بقسوة تاركا اياها تتابعه بنظرات متأسفة …
***** اخوكم زكريا الجولحي
طرقت ريم عل باب غرفة مازن لتفتح لها سالي الباب ابتسمت سالي لها بسعادة وهي تقول بترحيب
” ريم اتفضلي …”
قاطعتها ريم بجديه :
” لا اتفضل فين انتِ اللي هتغيري هدومك وتتفضلي معايا …”
عقدت سالي حاجبيها لتقول بتعجب :
” اتفضل معاكِ عل فين …”
اجابتها ريم موضحة مقصدها :
” نروح المول نعمل شوبنك …”
هزت سالي رأسها نفيا وهي تقول بسرعة وخوف جلي :
” لا لا مش هروح …”
سألتها ريم باستغراب :
” ليه …؟!”
اجابتها سالي بتوتر ظهر في ملامحها :
” معلش انا مبحبش اخرج …”
” مبتحبيش ولا مش متعودة تخرجي …؟”
تعجبت سالي من ذكاء ريم وادراكها لسبب خوفها الحقيقي من الخروج كانت سالي لا تحب الاختلاط باحد بسبب تشوه وجهها كما انها لا تخرج نهائيا من الفيلا التي كانت تمكث بها …
توترت سالي اكثر من سؤالها فلاحظت ريم هذا عل الفور ابتسمت ريم وقالت بنبرتها اللطيفة :
” يا سالي انتي مخرجتيش بقالك كتير مينفعش تفضلي محبوسة بالبيت عل طول …”
” بس انا مرتاحة كده …”
قالتها سالي بجدية فاردفت ريم بشفقة :
“وفيها ايه لما تخرجي تغيري جو وتشوفي الناس اللي بره …”
” بس انا مش متعودة اخرج من البيت …”
انقبض قلب ريم لما قالته وشعرت برغبة قوية في البكاء عل حالها الا انها تماسكت وهي تقول بصرامة مصطنعة :
” مليش دعوة انا في الكلام ده انتي هتخرجي يعني هتخرجي …”
” يا ريم ارجوكي افهميني …”
كانت سالي تتوسلها بنطراتها الا انها ريم عقدت ذراعيها امام صدرها وظلت واقفة امام الباب وملامحها تنطق بالاصرار الشديد …
“طب انتِ مش هتتكسفي وانا معاك بشكلي ده …”
قالتها سالي بخجل لتشهق ريم بقوة وهي تقول بصدمة :
” اتكسف من ايه بس انا بجد هزعل منك …”
سارعت سالي للاعتذار :
” خلاص اسفة والله …”
” خلاص يعني وافقت وهتخرجي معايا …”
” بس ممكن نروح مكان تاني غير المول …”
سألتها ريم بتعجب :
” ليه …؟”
فاجابتها سالي بتردد :
” عشان مزدحم اوي وانا نفسي اروح مكان هادي …”
ابتسمت ليها ريم بحنان ثم قالت :
” خلاص يبقى نروح نتغدى بمطعم قريب من هنا …”
في المطعم
جلست الفتاتان عل احدى الطاولات ليتقدم منهما النادل ويأخذ طلباتهما كانت سالي تشعر بالخوف والرهبة في ان واحد وهي تخفض رأسها الا الأسفل حتى لا يراها احد ويشاهد ملامح وجهها او يلمحها حتى …
أنهى النادل اخذ طلباتهما لتبتسم لها ريم وهي تسألها
” عجبك المكان …؟”
اجابتها بخفوت :
” اه جميل …”
تناولت ريم كوب الماء الذي امامها وتناولته ثم وجهت حديثها الا سالي مرة اخرى وهي تقول :
” قوليلي بقىً انت فعلا مش متعودة تخرجي من البيت …؟”
” انا مش بخرج نهائي اصلا …”
” ليه …؟”
سألتها ريم بملامح مصدومة لتجيبها سالي بنبرة حزينة :
” من ساعة متشوهت وانا مخرجتش من البيت ومش بشوف حد غير دادة علياء ورزان والخدم اللي بيشتغلوا في الفيلا …”
” طب ليه …؟”
اجابتها سالي بضعف :
” كدة احسن …”
زمت ريم شفتيها بعبوس ثم عادت وسألتها بتردد فهي تود معرفة اشياء اخرى عنها وتفهم سبب تشوها وإذا يمكن علاجه ام لا :
” انتِ حصل فوشك كده ازاي اقصد يعني حادثة ولا ايه …؟”
اجابتها سالي باقتضاب وملامح واجمة :
” حادثة غربية … ”
فضلت ريم عدم الحديث اكثر عندما شعرت بانزعاج سالي الواضح عل ملامحها وقررت ان تغير الحديث لموضوع اخر فبدأت تتحدث في عدة مواضيع اخرى ولحسن حظها اندمجت سالي معها في احاديثها …