
صباحاً
في منزل هبة
استيقظت وجدت نفسها تستند على الباب مكانها منذ ليله امس ،، ادمعت عيناها عندما تذكرت ما حدث امس وحديث والدها مع امجد وصفعه لها بكل قسوة
نهضت بصعوبة بسبب آلام توزعت في سائر جسدها بسبب نومتها على ارضية الغرفة الصلبة الباردة ،، دلفت للاستحمام عازمة على تنفيذ القرار الذي اتخذته ،، وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من غرفتها متجه لجامعتها ارتدت بنطال جينز اسود وقميص ابيض يصل لنصف فخذيها وحذاء اسود وعقصت شعرها كذيل حصان ،، وضعت طبقة خفيفة من مساحيق التجميل حتى تخفي اثار صفعة والدها
وبعد قرابة الاربع الساعات
في مكتب امجد كان منكباً على احد الملفات يدقق
النظر بها قطع اندماجه اتصال هاتفه اتسعت ابتسامته
فور معرفته لهوية المتصل
“صباح الخير ،، اكيد امي دعيالي النهاردة
عشان تتصليلي بنفسك ”
“صباح النور ،، كنت عاوزة اقابلك ضروري”
ضيق امجد بين حاجبيه مستغرباً من طلبها
“طيب تعالي على الشركة ”
اجابته هبة بسرعة
“لأ ،، انا مش عاوزة مها تشوفني او تعرف انا هتكلم معاك فإيه ”
ازدادت حيرة امجد من طلبها
“انتي فين دلوقتي”
“انا فالجامعة ”
“خلاص خليكي عندك وانا شويه هكون عندك ”
اغلق الهاتف وجلب متعلقاته وخرج متجهاً اليها
بعد ساعة
كان امجد يجلس مع هبة في احد الكافيهات الهادئة
ح
ضر النادل ليكسر الصمت بعد طال سكوتهم وظهر التوتر والارتباك على ملامح هبة
هتف امجد
“تشربي ايه ”
” اي حاجة ”
قالتها بصوت خافت
نظر امجد لنادل
“خلاص هات عصير ليمون فريش وانا
هاتلي قهوة سادة ”
“ها ،، قوليلي إيه الموضوع الي
كنتي عاوزة تقابليني عشانه ”
كانت هبة طوال جلستها معه تضع يديها على
خدها حتى لا ينتبه امجد للعلامات التي ملئته
ولكن امجد لاحظ انها تضع يدها لتخبئ شئ
وبحركة مباغته منه امسك يدها وانزلها
جحظت عيناه من العلامات الموجودة
تحدث بحدة
“ايه ده ،، ومين الي عمل كده ”
اخفضت هبة رأسها بخجل لا تدري كيف ستحدثه
عن حقيقة والدها ،، اخرجها من دوامة تفكرها
صراخ امجد بها الغير مهتم بالجالسين فالمكان
“انطقي مين الي عمل كده ”
“ااانا هقولك على كل حاجة بس عاوزاك
تسمعني للأخر ،، فالاول عاوزة اطلب منك طلب ”
قالتها والدموع تنهمر على وجهها
“اطلبي ”
“كنت عاوزاك متديش بابا المهر وثمن الشبكة
زي ما اتفق معاك ”
عقد أمجد حاجبيه
“ليه مش عاوزاني اعمل كده ”
“عشان بابا هياخدهم و ……… ”
لم تكمل جملتها وانخرطت في
نوبة بكاء مريرة
زفر امجد بغضب
“متعيطيش وقولي هياخدهم ويعمل ايه ”
تمالكت نفسها بصعوبة ومسحت دموعها بكف يدها
وهتفت بخجل
“بابا من اول ما نزل على المعاش وهو قاعد فالبيت يا إما قاعد على القهوة ،، واتعرف على واحد
اسمه فتحي الراجل ده دله على طريق القمار والرقاصات والخمرة ومن يومها وهو كل معاشة على
الحاجات دي ”
صمتت قليلاً ثم اكملت بحزن اكثر
“والله هو مكانش كده كان طيب وحنين
وما بفوتش فرض بس منه لله الي سحبه للحفرة دي ”
ضغط امجد على فكيه محولاً تمالك نفسه
حتى لا يذهب ويكسر رأس والدها على
فعلته بها
“طيب انتي مين بيصرف عليكي طول
المدة دي ”
“انا الجامعة دخلتها بمنحة تفوق ،، وهدومي
ولبسي اختي مها بتجيب لي كل ما تقبض
طقم او طقمين ”
“طيب قومي اغسلي وشك ،، وانا هتصرف
بس اهم حاجة متجبيش سيرة قدامه
انك اتكلمتي معايا ”
هزت رأسها بالايجاب ونهضت لتغسل وجهها
ظل امجد يسب ويلعن والدها ويفكر كيف
سيخدعه ويكتب كتابه على هبة دون اعطاء والدها
المال الذي طلبه الذي هو حق لها
*****************
بعد يومين
(خطبة امجد وهبة )
خرجت ملاك من شقتها وهي ترتدي فستان اسود يصل
لركبتيها ذو اكمام شفافة يتخللها بعض النقوش
وجدت ادهم يعبث بهاتفه وكعادته
يرتدي بدلته السوداء الفاخرة
التفت اليها وتحدث بحدة
“ادخلي غيري الفستان ده ”
“ليه يا ادهم ده حلو وبعدين انا زبطت
مكياجي على لونه ،، والنبي عاجبني ومش عاوزة اغيره”
هتفت بها مترجية
رفع سبابته في وجهها
“هي كلمة واحدة يا تدخلي تغيري المسخرة
دي يا اما هعتبر انك مش عاوزة تروحي ”
رزعت الارض بقدمها وتأففت بصوت عالي
ودلفت مرة اخرى لشقتها
غابت قرابة النصف ساعة ثم خرجت بعد ان قصدت
التأخير لتغيظه كانت ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها
باللون الازرق الغامق وحذاء كعب أسود
“كده حلو ”
قالتها بترقب
اقترب منها ودار حولها مقيماً
“اممممم احسن من الي قبله بكتير ،، يلا
بينا اتأخرنا ”
وبعد نصف ساعة
كان امجد يقرع جرس باب منزل هبة
التي فتحته بابتسامة سعيده
وهي ترتدي فستان طويل باللون الذهبي عاري الاكمام
ذو ذيل طويل فائق الروعة
ناولها امجد باقة الورد ودلف ثم من بعده والدته
ثم ادهم وهو يسحب ملاك خلفه
دلف الجميع للصالون وجدو السيد محمود يجلس وبجانبه رجل واضح على وجهه علامات الخبث
جلس الجميع وقدمت مها وشقيقتها هبة الضيافة لهم
ثم تحدثت السيدة سلوى
“احنا يشرفنا نطلب ايد الانسة هبة لابني امجد ”
“واحنا موافقين يا ست هانم بس المفروض
في بيني وبين ابنك اتفاق ”
“متقلقش يا عمي الفلوس فالشنطة دي
بس نكتب الكتاب هتستلمهم ”
هتف بها امجد وهو يشير لحقيبة سوداء
متوسطة الحجم يضعها عند اقدامه
اتسعت ابتسامة محمود عندما لاحظ انتفاخ الحقيبة
ثم التفت لصديقه فتحي الذي كان يرمق ملاك بنظرات
ماكرة مشبعة بالشهوة المقززة
التفت امجد للمؤذون الذي سيعقد قرانه
“يلا ابدأ يا مولانا خلينا نخلص ”
اتم المؤذون اجرائاته واصبحت هبة زوجته شرعاً
وقانوناً
“يلا امجد لبس عروستك خاتم الخطوبة ”
اخرج امجد علبة قطيفة صغيرة
بداخلها خاتم الماس رائع
البسه اياه ثم قبل يدها تحت نظرات والدها
وصديقه التي ازدادت بريقاً من كثرة الجشع
ثم تقدمت والدته وهتفت بحنان
“كان عندي ولد دلوقتي بقا عندي بنت
زي القمر دي هدية مني ليكي ”
قدمت لها طقم الماس فاخر يقدر ثمنه
بعشرات الملايين
نظرت هبة فالخفاء لوالدها وصديقه بذعر من نظراتهم
المصوبة باتجاه هذا الطقم
تقدمت ملاك وتحدثت بابتسامة
“دي بقى حاجة كده صغيرة مني ومن ادهم
بالمناسبة السعيدة دي ”
ثم قدمت لها علبة تحوي ساعة مرصعة بحبيبات
الماس صغيرة وبجانبها سوار الماس صغير
اعجبت هبة بالهدايا جداً ولكنها متخوفة من الذي
سيحدث بعد خروج الجميع من هنا
كان الجميع يتبادل اطراف الحديث ،، عدا المسمى فتحي الذي كان ينظر لملاك نظرات تجلب الغثيان
لاحظت هي ذلك ولكنها تجاهلت الامر لانه من عمر جدها تقريباً ،، ولكن الامر لم يكن كذلك ،، كادت ان تقف لكنها وجدت يد ادهم تحاوط خصرها وتجبرها على الجلوس همس لها فالخفاء
“رايحة فين ”
تململت ملاك بجلستها بسبب ضغط يده على خصرها
“ايه يا ادهم الي بتعمله ده ميصحش ،، وكمان انا عاوزة ادخل الحمام ”
افلت يده من حولها ليسمح لها بالذهاب
استأذنت من مها للدخول للحمام علها تهرب من نظرات
هذا الرجل الوقح
دلفت للحمام و بعد عدة دقائق خرجت
ولكنها شهقت برعب عندما وجدته يستند على الباب الحمام في انتظارها بعد ان تملص من الجميع فالخفاء دون ان ينتبه له احد
حاولت تجاوزه لكنه اعترض طريقها تحدثت بتعلثم
واضح
“لو سمحت ابعد عن سكتي ”
ولكنه قابل جملتها بالاقتراب منها
وحاصرها على الحائط ،، امسك يديها بيده بعنف ووضع اليد الاخرى على فمها ليمنع خروج صوتها حاول تقبيلها لكنها هزت رأسها بعنف لتمنعه،، كانت تحاول الصراخ ولكن يده الغليظه على فمها لم تساعدها ،، بحركة جريئة منها رفعت ركبتيها وضربته بين فخذيه جعلته يتلوى الماً لكنه لم يفلتها بل ازداد ضغطاً على يديها وفمها ،، حاولت التملص والصراخ لكنها فشلت ،، عضت يده بقوة جعلته ينزل يده ولكنه بقي ممسكاً بها
“اه يا بنت العضاضة ،، والله لدفعك تمنها ”
“ادهم ،، الحقني ”
صرخت بها بصوت عالي
هب ادهم واقفاً شاعراً وكأن قلبه توقف من صراخها
اخذ يبحث عنها ،، صعق عندما وجد هذا الرجل يحاول تقبيلها بالقوة ،، انقض عليه يسدد له اللكمات في جميع انحاء وجهه وجسده حتى ترنح ارضاً لا يقوى على الحركة ،، التفت اليها وجد مها تحتضنها وتربت على ظهرها جلبها لتقع في حضنه ،، احتظنها بقوة ثم امسك رأسها بين يديه
“عملك حاجة الوسخ ده ”
هزت رأسها بالنفي وقد تكرر نفس الموقف معها مثل ماحصل سابقاً مع جاسر ،، بقي محتضناً اياها بحب وانفاسه لم تهدأ فما فعله في هذا الرجل لم يكن كافياً
نظرت مها لوالدها وهتفت بعنف
“عاجبك الاشكال الزبالة الي مصاحبهم
هما دول الي يستاهلو يدخلو بيتك ”
تحدث والدها ببرود
“مش يمكن هي الي قالتله يلحقها على الحمام
ولما حست انها هتتكشف صرخت وعملت الشوية دول
اصلي انا اااااااه ”
صرخ بها بعد ان تلقى لكمة من امجد اوقعته ارضاً
تقدم ادهم منه ووجهه لا يبشر بخير ،، لكمه لكمة اخرى جعلت الدماء تسيل من فمه وانفه ثم ركله في بطنه وقبل ان يركله مرة اخرى ،، تقدمت مها
“خلاص يا ادهم بيه حقك عليا انا هو مش هيستحمل
الضرب ده ”
عاد ادهم وجلب ملاك ثم وجه كلامه لامجد
“وانتا لو هتخلي مراتك فالبيت ده وتنزل تبقى لا مؤاخذة قرني ”
نظر امجد لادهم الذي يسير باتجاه الباب جاذباً ملاك خلفه ووالدته معه ،، ثم وجه كلامه لهبة
” أدهم معاه حق انا لا يمكن اسيبك تفضلي هنا بعد كده حتى لو دقيقة ”
كادت ان تتحدث هبة ولكن قاطعتها مها
“معاك حق يا مستر أمجد بس هتعيش فين
مينفعش تقعد معاك فبيت واحد ”
“لأ انا هخليها تعيش مع ملاك واظن انتي عارفة
عم حسن واخلاقه ”
هزت مها رأسها بالإيجاب فامجد معه كل الحق
بعد ما حصل لملاك لا يجب ان تبقى هبة في هذا المنزل بعد الان
“خلاص يا مستر امجد عشر دقائق وتكون جاهزة ”
خرج امجد ليجلس في الصالون في انتظار هبة
وجد والدها يمسح الدماء من وجهه
ثم تحدث بانهاك
“فين الفلوس الي اتفقنا عليها ”
“هه ،، فلوس ايه الي عاوزها ده حقها ملكش فيه
وعشان تطمن انا حطيتهم فحسابها فالبنك ،، والشنطة دي فاضية ”
ثم فتح الحقيبة ليرى بداخلها مجموعة اوراق وجرائد
تحدث محمود مستنكراً
“يعني ايه الكلام ده احنا بينا اتفاق ”
“الاتفاق ده تبله وتشرب ميته مفيد اوي ”
ثم هب واقفاً عندما وجد هبة تدلف تحمل بيدها حقيبة صغيرة بها بعض الملابس امسك يدها والحقيبة هابطاً للاسفل تاركاً والدها بستشيط غضباً فهو كان يبني
امال كبيرة على هذا المهر ولكنها كلها تبعثرت
فالاسفل نجد ادهم يحدث مساعده شريف
“فهمت الي قولتلك عليه ،، مش عاوزه يقدر يقف على رجليه عاوزه ميعرفش يقوم ”
“حاضر يا فندم الي امرته هيننفذ بالحرف ”
قالها شريف باحترام
وبعد قرابة الساعة كانت ملاك تدلف شقتها وخلفها
هبة
“مساء الخير ”
التفت اليها جديها ونظرا لتلك الفتاة التي تقف خلف ملاك مخفضة رأسها بخجل وتحمل في يدها حقيبة
“دي هبة اخت مها صاحبتي هتقعد معانا كام يوم عشان باباها مسافر ”
“تشرف وتنور ،، تعالي يا بنتي متتكسفيش انتي زي ملاك ”
هتفت بها جدتها بحنان
تقدمت منها هبة وجلست بجانبها باستيحاء
وتحدثت بخجل