
رواية عشق الملاك الفصل السابع عشر 17 –
مساءً
امام منزل هبة
نزل ادهم من السيارة متأنقاً ببدلته السوداء
الفاخرة ،، ثم تبعه امجد الذي لا يقل وسامة عنه يحمل في يده باقة ورد بيضاء ومغلف شوكلاته فاخرة
هتف لادهم مترجياً
“والنبي يا ادهم بلاش الغرور بتاعك عندهم وبلاش تحط رجل على رجل قدامهم ”
زفر ادهم بضيق
“امجد ،، انا جاي معاك وانا مش طايقك ولا طايق
الجوازة دي من اساسه ،، عشان كده متتكلمش معايا عشان مسبكش وامشي ”
“لا يا عم تمشي ايه ،، طيب خد شيل الورد والشوكلاته”
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
وقبل أن يتحدث قاطعه امجد
“متبصليش كده ،، انتا شيلتني الورد والشوكلاته
لما روحنا نخطب ملاك ،، ولا نسيت ”
“انا شيلتك عشان انا الكبير وانتا الصغير بس لو عاوزني اشيلهم ،، حاضر اشلهم بس هحطهم فالزبالة ”
“لا ياعم زبالة ايه خلاص انا هشيل ”
وبعد عدة دقائق كان امجد يضغط على جرس الباب
ثواني وفتح له الباب والد هبة مع ابتسامته العريضة
هتف بحماس مبالغ به
“اهلاً بالبهوات يا اهلاً وسهلاً نورتونا وشرفتونا
ده احنا زارنا النبي ”
سار امجد وخلفه ادهم خلف والدها للصالون
همس امجد لادهم في الخفاء
“هو الراجل غريب ولا انا الي بيتهيألي ”
“انتا الي جبته لنفسك تستاهل ”
تحدث والد هبة بتسائل
“هو لا مؤاخذة مين فيكم امجد ”
تحدث امجد بوجه بشوش كعادته
“انا يا عمي امجد وده ادهم ابن عمي ”
سأل السيد محمود والد هبة بجشع
“ومين بقى مدير الشركة وصاحب العز ده كله ”
تبادل امجد وادهم النظرات المستغربة
ثم تحدث امجد
“ادهم هو المدير بس انا كمان ليا نسبة
فالشركة ”
وجه السيد محمود سؤاله لادهم
“وانتا بقى متجوز يا ادهم بيه ”
ازدادت غرابة ادهم وامجد من هذا الرجل
“ايوة ادهم متجوز وفرحه كمان كام يوم ”
هتف بها امجد
امتعض وجه محمود ثم اكمل
“نتكلم في المفيد من غير لا لف ولا دوران ”
تنحنح امجد قائلاً
“فعلاً انا ما بحبش اللف ولا الدوران
عشات كده انا هدخل فالموضوع على طول
انا يشرفني اني اطلب ايد بنتك هبة على سنة الله ورسوله وانا جاهز للي تطلبه حضرتك ”
“وانا موافق ،، نتكلم في الحاجات المهمة
انا مهر بنتي نص مليون وشبكتها نص مليون
ومؤخرها مليون ونص ”
تحدث ادهم بحدة
“ليه ان شاء الله كل ده جايين نطلب الملكة ديانا وانا مش واخد بالي ،، انا اتجوزت من شهرين بمهر 50 الف بس والمؤخر زيهم ”
وضع محمود قدماً على أخرى هاتفاً بتعالي
“والله انا بنتي تسوى اكتر من كده ”
فتح امجد فمه من جشع هذا الرجل
لكزه ادهم في كتفه هامساً
“ايه عاجبك الشروط التعجيزية دي ”
تجاهل امجد كلام ادهم ووجه حديثه
لمحمود
“وانا موافق بس نكتب الكتاب اخر الاسبوع عشان فرح ادهم الاسبوع الجاي بس مش هنقرا الفاتحة الا لما تكون والدتي موجودة”
ازدادت ابتسامة السيد محمود ولكن مقابل ذلك ازداد غضب ادهم
جهر محمود بصوته الغليظ المزعج
“تعالي يا هبة قدمي الشربات لعريسك ”
دلفت هبة مخفضة رأسها بخجل ترتدي فستان يصل لاسفل ركبتيها بقليل باللون البيج ويتوسط خصرها حزام جلدي رقيق باللون الاسود وحذاء كعب باللون الاسود وتركت شعرها منسدلاً على ظهرها تقدمت من امجد وقدمت له العصير ثم اقتربت من ادهم الذي كان يرمقها بنظرات حاقدة ،، قدمت له كوب العصير الا انه رفض تناوله ،، تحدث امجد ليخفي احراجها
“معلش يا هبة ادهم ما بحبش الشربات ”
جلست هبة بجانب والدها
وقف ادهم محدثاً امجد
“انا مستنيك تحت لما تخلص القعدة اللطيفة دي حصلني ”
وتركهم دون القاء التحية كعادته
وضع امجد كوب العصير وانتصب واقفاً
“معلش يا جماعة انا مضطر اني استأذن
ادهم مستنيني تحت ،، وان شاء الله يوم الخميس هجيب والدتي ونجيب الشبكة ونقرا الفاتحة ونكتب الكتاب ”
وقبل ان يرحل سأله السيد محمود
“طيب انا مفهمتش ازاي هستلم منك المهر والشبكة ”
عقد أمجد حاجبيه بحيرة من اصراره على هذا
الموضوع
“الشبكة يا عمي انا هجيبها بالسعر الي اتفقنا عليه والمهر هكتبلك شيك ”
حك السيد محمود ذقنه
“طيب وانا ايه الي يضمنلي ان الشبكة بنص مليون وكمان انا عاوز المهر كاش ”
” انا هجيبلك فاتورة بالشبكة بس لوتحب ممكن تيجي معايا وانا بجيب الشبكة ،، وكمان المهر انا هجيبهواك كاش زي ما تحب ”
“لأ انا عاوز الشبكة كاش زي المهر واحنا نجيب الشبكة الي تعجبنا ”
هز امجد رأسه بالايجاب
كانت هبة تنظر لوالدها بصدمة ولم تستيطع ان تتحمل ان تشاهده يبيعها ،، وفرت هاربة من امام امجد حتى لا تسقط من عينيه اكثر
نزل امجد ووجد ادهم يعبث بهاتفه
هتف أدهم بحدة
” عاجبك الي حصل فوق ده ،، انتا تبقى عبيط لو كملت في الجوزاة دي ،، الراجل داخل على طمع ”
تحدث امجد بهدوء مغاير للعاصفة التي تدور داخله
” البنت ملهاش علاقة بطمع والدها ،، وبعدين انا هديلو المهر والشبكة الي طلبهم
وبعد كدة ملوش حاجة عندي”
وبعد قرابة الساعة دخل امجد فيلته بعد ان اوصل ادهم لشقته الذي يقطنها في الحي الشعبي بجانب ملاك
كانت والدته تنتظره وما ان رأته هتفت بسرعة
“ها ايه الي حصل طمني ”
جلس امجد بجانب والدته بعد ان قبل رأسها
“كل حاجة تمام وان شاء الله اخر الاسبوع الفاتحة وكتب الكتاب ”
“طيب والشبكة هتبقى امتى ”
اخذ امجد نفساً طويلاً اخرجه ببطء
قبل ان يحدث والدته بما حدث
” في حاجة حصلت وكنت حابب اقولك عليها ”
ثم اكمل حديثه
“اصل ابوها طلب شبكة نص مليون جنيه ومهر نص مليون جنيه والمؤخر مليون ونص ”
قال جملته وهو يراقب علامات الغضب التي بدأت بالظهور على وجه والدته ،، هتفت بحدة
“ليه كل ده وانتا ازاي توافق على الكلام ده ”
حدثها بهدوء محاولاً امتصاص غضبها
“انا يا ماما وافقت عشان هبة انا بحبها وعشان متأكد انها مش زي باباها بس ”
“هو في كمان بس ”
“اصل ابوها طلب المؤخر والشبكة كاش ”
صعقت والدته من هول ما سمعت
“كمان ،، ده راجل داخل على طمع وعاوز
يكسب على قد ما يقدر وبنته تستاهل على كده”
ابتسم امجد واخرج هاتفه وعبث به قليلاً فظهرت صورتها تملئ الشاشة ادار الهاتف باتجاه والدته
تأملتها والدته باعجاب
“بسم الله ما شاء الله زي القمر ”
ثم اكملت بحدة خفيفة
“بس برضو الي طلبه ابوها كتير ”
“معلش يا ماما انا بحبها وعاوز اتجوزها وابوها ده انا هتصرف معاه كويس ”
*******************
في منزل هبة بعد خروج امجد
“انتا ازاي تعمل كده يا بابا ”
قالتها هبة بحدة
“دي جزاتي عشان عاوز أأمنلك مستقبلك ”
صاحت هبة مستنكرة
“مستقبلي !! ولا السم الي بتشربه والكبريهات الي سهران فيها كل يوم لوش الفجر اااه ”
صاحت بها بعد ان تلقت صفعة من والدها جعلتها تتذوق طعم الدماء
“اخرسي يا قليلة الرباية ،، طيب ايه رأيك انك مش هتطولي مليم من الفلوس ،، واه هخدهم اصرفهم على الخمرة وابعزقهم على الرقصات ليكي شوق فحاجة ”
دلفت لغرفتها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح
جلست مكانها ارضاً تنحب بعويل على حظها كانت تتمنى اباً حنوناً ليس اباً متخذاً منها وسلية للتجارة يبيعها لمن يدفع اكثر ،، تذكرت والدتها التي توفيت قبل خمس سنوات اثر ارتفاع حاد في ضغط الدم عندما اصبحت لا تقوى على احتمال افعال زوجها اكثر ،، بقيت تنحب على حالها حتى غفت في مكانها
**********************
في شقة ادهم
خرج من الحمام يلف منشفة سوداء كبيرة على خصره
ومنشفة من ذات اللون ينشف بها خصلات شعره ،، ارتدى بنطال رمادي وبلوزة سوداء نصف كم اظهرت عضلات صدره وذراعيه التقط علبة سجائره وخرج الى الشرفة ،، وضع سيجاره بين شفتيه الغليظتين واشعلها
ثم امسك هاتفه وقام بالاتصال على ملاك
ثواني واتاه صوتها الرقيق
“مساء الخير ازيك ”
“تمام ،، بتعملي ايه ”
“بدرس واشوية هنام ”
“طيب ينفع تخرجي على البلكونة نتكلم اشوية ”
اغلقت ملاك الهاتف وخرجت للشرفة وقبل ان تتحدث اقترب منها وقال بهدوء
“قبل اي حاجة عاوز كوباية نس كافيه تبقى عسل
زيك كده ”
ابتسمت ملاك له
“حاضر ثواني ويكون جاهز ”
غابت قرابة الدقيقتان ثم عادت تحمل كوبان من النس كافيه ،، مدت له كوب تناوله منها وارتشف منه بتلذذ
“كنت عاوز اتكلم معاكي فموضوع ”
“موضوع ايه ”
سألته بفضول
“بخصوص جدك ”
“جدي!!! ماله ”
“كنت عاوز انزله على المعاش عشان ما يبقاش محرج ان جوز بنته مدير الشركة وهو سواق عنده ”
“بصراحة مش عارفة جدو هيبقى رده ايه فالكلام ده ”
“انا عشان مسببش لجدك احراج عملت كشف لكل الي من عمر جدك فالشركة ونزلتهم على التقاعد المبكر
وخليت مرتباتهم زي ما هي ”
“مش عارفة يا ادهم اقولك ايه ”
“متقوليش حاجة انا قولتلك عشان يبقى معاكي خبر بس ”
ساد الصمت قبل ان تهتف ملاك
“ايه حصل في خطوبة امجد ”
عقد ادهم حاجبيه
“وانتي عرفتي منين ”
“مها قالتلي النهاردة واحنا بتسوق ”
هز ادهم رأسه متفهماً
“آخر الاسبوع هيبقى كتب الكتاب ”
ثم حدثها بحدة مغلفة بالهدوء
“انا النهاردة اديتك بطاقة الكريدت كارد مستخدمتهاش ليه عاوزة تعاندي وخلاص ”
اجابته بسرعة
“والله الموضوع مش كده انا كان معايا فلوس وقولت لو خلصتهم وكان فاضل حاجات مشترتهاش هستخدمها ”
اقترب منها وتحدث بمكر
“يعني اشتريتي كل حاجة ”
“ايوة اشتريت كل حاجة ،، وبكرة هننزل تاني عشان نشتري الباقي ”
“بس هتستخدمي البطاقة ”
“يا ادهم افهمني انا جدو مجهزلي مبلغ اشتري منه كل الي ناقصني ولو احتجت اكيد مش هتردد عشان استخدم البطاقة ”
هز رأسه متفهماً