
ويقطع هذا الصمت دخول امجد المفاجئ
“هو ما فيش باب تخبط عليه يا حيوان انتا داخل كده ليه ”
قالها ادهم بصوت عالي ممزوج بغضب واضح
لكن مقابل ذلك قابلها امجد بقهقهة كعادته
“هو انا عمري دخلت عليك المكتب وخبطت على الباب ما اظنش انو حصل ما علينا كنت عايزك في موضوع ”
تأفف ادهم من ابن عمه وعادته السيئة
“نعم اخلص قول عاوز ايه انا مش فاضيلك ….”
“ايه ياكبير خلقك ضيق ليه روق كده واطلب ليا اقهوة من السكرتيرة القمر الي برة يا بختك بيها م…….”
كاد ان يكمل الى ان جهر ادهم بصوته الغليظ
” امجد ،،، لو جاي عشان تهزر انا مش فاضيلك ورايا شغل عاوز اخلصه وعندي اجتماع كمان ساعة اخلص وقول جاي ليه”
بلع امجد ريقه خوفاً من غضب ابن عمه وقال بصوت منخفض
” حاضر هقول بس روق عشان الموضوع مش عاوز عصبيتك ”
زفر ادهم بعدم رضا من امجد
“اخلص انتا لسا هتقول مقدمات”
“بص في عم حسن السواق بتاع الموظفين انتا عارفه النهاردة جاني وقالي انه عنده بنته بتدرس هندسة ومن اوائل الجامعة وعندها شهرين اجازة عاوزة تيجي تتدرب عندنا وقبل ما تقولي انو التدريب مش دلوقتي وبتاع طلاب اخر سنة انا قلتله الكلام ده وهو اترجاني وانا بصراحة الرجال له جميل فرقبتي وماعرفتش اقول له لأ
وانا مش عاوز منك إلا إنك توافق وبس وهما شهرين والبنت ترجع جامعتها واي حاجة تحصل انا المسؤل عنها ….
ها قولت ايه ”
اخذ ادهم نفس من سيجارته الفاخرة ونفخها بضيق قائلاً “يعني انتا عشان الراجل تبرعلك بشوية دم فالحادثة بتاعتك خلاص بقى له جمايل عليك ما انتا زودت المرتب بتاعه الضعف عموماً انا مش موافق اطلع برة ”
“هو ايه الي مش موافق واطلع برة وبعدين الراجل كتر خيره مش احسن من الي ماسألش فيا إلا بعد اسبوع ”
“وكنت عاوزني اعملك ايه يعني ،،،، وانا اصلاً كنت مسافر ولما وصلت عرفت بالحصل ورحتلك ،،، وبعدين ماكنتش اعرف انك شايل فقلبك كده ”
قال الاخيرة بسخرية واضحة
اخذ امجد نفساً عميقاً “ما علينا بص البنت انا شفت اوراقها البنت شاطرة جداً وبتتكلم لغات انجليزي وفرنساوي والماني انا هستفيد من وجودها معايا بلاش عند وخلاص ”
نفخ ادهم بعدم رضا فهو غير متفرغ لهذه الامور التافه من وجهة نظره فلديه ما هو اهم فهو دائماً ما يقول ان وقته بملايين
“امجد بص انتا ليك فالشركة دي زي ما انا ليا بالضبط فعشان كده اعمل الي انته عايزه بس انا مش مقتنع واي مشكلة تحصل من بنت السواق انتي المسؤول قدامي ويلا روح مكتبك جهز نفسك للاجتماع ومتنساش تجيب ملف الكومباوند بتاع التجمع الخامس لازم نعمل دراسة شاملة يلا اطلع برة ”
خرج امجد من مكتب ادهم متوجهاً لمكتبه
لانهاء الاعمال المترتبة عليه
**************
في جامعة ملاك نجدها تخرج من قاعة الامتحان تزفر براحة لأنها واخيراً انتهت من الامتحانات وسحبت هاتفها ذو الطراز القديم بعض الشئ من حقيبتها لتهاتف جدتها وتطمئن عليها فاتصلت بها عدة مرات فلم تجب عليها تسرب الرعب الى قلبها واخذت تسرع في الخطوات حتى تخرج من الجامعة لتعود الى بيتها لتطمأن على جدتها خوفاً من ان يكون حدث لها اي مكروه واثناء مسيرها ارتطمت بشئ صلب ورفعت رأسها اذا بهذا الجاسر الذي تكره الجامعة بسببه ينظر اليها نظرات وقحة وسرعان ما ان ابتعدت عنه وسارت في طريقها وهي تشتمه بسرها
اما جاسر تأملها وهي ذاهبة
“هتروحي مني فين هتيجي بالذوق بالعافية هتيجي وهاخد الي انا عاوزه”
وذهب لصديقه الذي اوكله ان يصور الذي حدث منذ قليل ليستخدمه في الضغط على ملاك فهي الفتاة الوحيدة التي رفضته فهو جاسر الحداد ابن رجل الاعمال المشهور مدحت الحداد كيف لفتاة فقيرة كملاك ان تقول له لا
*************
وفي بيت ملاك نجدها تفتح الباب وهي تلهث وصدرها يعلو ويهبط من شدة التعب بسبب الركض ورمت حقيبتها على احد الكراسي القريبة واخذت تبحث عن جدتها اذا بها تجدها تؤدي صلاتها زفرت ملاك براحة فخافت على جدتها جداً لانها مريضة سكر وما ان انهت صلاتها حتى ارتمت في حجرها تعاتبها
“كده يا تيتة تخضيني عليكي والنبي ماتعملي كده تاني لما اتصل بيكي تردي بسرعة ما تخوفنيش عليكي يا فوفو ”
” ما تأخذنيش يا بنتي كانت عندي جارتنا ام عماد بتشرب معايا القهوة وما مسمعتوش ، ولما شفته كنت هتصل بيكي بس فصل شحن ونسيت اشحنه واكلمك سيبك مني وقوليلي امتحانك كان عامل ايه ….”
اخذت تحدث جدتها بحماس بما جاءها بالامتحان
“وبس هو ده الي حصل بس ما تخفيش الاولى كالعادة هو انا اي حد ده انا ملاك محمد حسن ”
قهقهت جدتها “طب يلا يا ملاك محمد حسن روحي غيري هدومك اكون انا جهزت الاكل جدك زمانه على وصول ”
“حاضر دقيقة واكون عندك فالمطبخ اساعدك ”
وبعد ما يقارب الساعة وصل الحاج حسن الى بيته يحمل في يديه بعض من مستلزمات البيت وما ان فتح الباب حتى قابلته ملاك حاضنة اياه مقبلة جبهته
“هات عنك يا جدو يا عسل يلا بسرعة غير هدومك عشان انا عملالك صنية بطاطس بالفراخ هتاكل صوابعك وراها ……”