
هوليا بتهكم: “سافرتلها بعد ما سيبتها أربع أيام، هما الاتنين مع بعض.”
عز زعق: “مكنوش أربع أيام، لأني حصلتهم، وبعدين ده مش سبب يخليكِ تتهميها اتهام زي ده. الباخرة زيها زي الطيارة والقطر، وسيلة سفر مليانة ناس.”
هوليا بغضب: “طيب، مش هتكلم عن خروجهم وهزارهم وضحكهم طول الوقت، كل ده مش مهم. شوفته في أوضة نومك وهو بيضمها وبيقولها إن حبهم هيستمر لآخر يوم في عمره، وإنه هيفضل يحبها. قالها حملها أكبر دليل لحبهم، والرحلة البحرية كانت أجمل أيام حياته. عايز إيه تاني؟”
سلوى بصت لإبنها: “ما تصدقش كلامها.”
هوليا زعقت: “هو مقالش الكلام ده؟ كدبت في حرف واحد؟”
سلوى زعقت زيها: “قاله، بس هو كداب… كداااب!”
سيف بصلها: “ليه دخل أوضة نومك؟ إزاي وصل لأوضة نومك؟ ليه أصلًا عندك صاحب راجل؟” (بص لأبوه ووقف) “ليه قابل إن مراتك يكون عندها صاحب راجل؟ هاه؟ ليه تسمح لراجل غيرك يتواجد مع مراتك؟ حصل لك ظرف وهترجع، يبقى تاخد مراتك غصب عن أنفها. ولما الظرف يعدي، خدها وسافر. ليه تسيبها تسافر لوحدها؟ ليه كل ده؟”
عز زعق: “لأنه هي دي سلوى ودي طبيعتها. بعدين أنا وخليل كنا أصحاب زيك إنت ومروان وأكتر كمان.”
سيف زعق زيه: “وهل ممكن أسمح لمروان يوصل همس من هنا للجامعة؟ مش يهزر ويضحك ويخرج معاها وتجيله الجرأة إنه يبص لمراتي ويدخل أوضة نومي؟ أنا اتخانقت مع همس لمجرد إنها وقفت تشكر كريم يوم كتب كتابنا، وقفت معاه دقيقتين. أنا اتخانقت معاها لما سمحت لبدر جوز أختها يوصلها البيت عندي، مع إن الاتنين أخلاقهم فوق مستوى الشبهات، ومراتي بعشق التراب اللي هي بتمشي عليه.”
عز وطى راسه: “كنا عيال في الجامعة، فرحانين بالدنيا وبالخروج والسهر والفسح، وما حبتش أحرمها من أصحابها ومن كل اللي متعودة عليه. آه كنت غلط، بس ده اللي حصل.”
سيف بص لسلوى: “برضه هيفضل السؤال… إزاي دخل أوضة نومك؟”
سلوى سكتت وهي بتفتكر الذكريات المؤلمة، بعدها علقت: “خليل سافر كذا سنة بعد ما خلفتك، ولما رجع بقى يقرب بشكل مختلف وبيتكلم بشكل مختلف. وفي مرة اتفاجئت بيه داخل أوضة نومي. معرفش مين فتحله؟ معرفش إزاي دخل عندي جوه.”
سيف زعق: “ما طردتيهوش ليه؟”
سلوى زعقت: “طردته واتخانقنا، بس يومها بدأ يستخدم قوته عليا. يومها حاول يغتصبني يا سيف.”
الكلام نزل زي الصدمة وهوليا دورت وشها بعيد بتهكم، ورددت: “يغتصبها قال؟”
سيف بص لهوليا ورجع لسلوى: “يغتصبك؟”
سلوى بتأكيد: “أيوه. ضربني وقطع بلوزتي ووقعني على السرير. كنت مصدومة، بعدها لقيته بيقولي وبيتكلم عن السفرية دي. قالي إنه هو اللي اتسبب في المشكلة علشان عز ما يعرفش يسافر معانا، وإنه هو اللي أقنعه يحلها ويلحقنا طيران. بس بعدها مرة واحدة لقيت لهجته اتغيرت، وقالي إن دي كانت أجمل سفرية، وإن الحمل ده دليل حبنا. مفهمتش قالهم إزاي، بس قبل ما أرد هجم عليا ويدوب هصرخ، كتم نفسي ومسك إيديا الاتنين كتفهم. وساعتها هوليا دخلت علينا وهو اتنفض وكأنه اتفاجئ بيها. عز صدقني لما حكيتله اللي حصل، لكن هوليا لأ.”
هوليا أكدت: “أما أشوفك في سرير ابني في حضن راجل تاني وأسمعه بيقول اللي قاله، لازم ما أصدقكيش.”
سيف قعد بتهالك على الكنبة وراه، بعدها بص لعز: “بعدها إيه حصل؟”
عز كمل: “سلوى قالتلي على كل اللي حصل، وكان لازم أجيب حق مراتي وأأدبه. ضربته لدرجة إنه فضل كذا شهر يتعالج بعدها. دمرت شركته تمامًا، وسافر. من ساعتها ما شفتوش تاني. أمي أصرت إن سلوى كذابة وإنها كانت على علاقة بخليل. وأنا بحب مراتي، وعارف إيه اللي تعمله وإيه اللي ما تعملوش. عمري ما شكيت فيها، وعمري ما شكيت إن الحمل مش مني. اتخانقنا واتخانقنا واتخانقنا، حياتنا اتحولت لجحيم احنا الثلاثة ، وقعت بين أمي ومراتي ، وفي الآخر هوليا خيرتني ما بينها وبين بيتي ومراتي وعيالي، وشرطت عليا أنزل البيبي اللي سلوى حامل فيه. اختياري كان واضح. ساعتها هي سافرت وحلفت ما تدخلش البيت ده تاني، والحمل نزل لوحده. أمي بعدها أخدت كذا سنة مقاطعاني، وبترفض حتى ترد على تليفوناتي. بعدها حنت وكانت عايزة تشوف أحفادها. وأول سفرية أخدتكم معايا يمكن تحن وتعرف هي مفتقدة إيه، لكن للأسف ده محصلش، وفضلت مصرة على موقفها. علشان كده رجعنا واتقاطعنا تاني كذا سنة، والباقي أعتقد انت عارفه.”
هوليا علقت: “مقدرتش أحب سلوى بأي شكل من الأشكال، وعلشان كده كانت خناقتنا مستمرة طول الوقت على كل كبيرة وصغيرة. زي ما هي برضه مش قادرة تتقبل همس.”
سيف بصلها، لكن سلوى علقت باعتراض : “أنا بحب همس، وأنا مش زيك. آه بتدخل في حاجات، بس بحبها، فإياكِ تشككِ في حبي لها.”
هوليا علقت بتهكم: “إنتِ بتدخلي في خصوصياتهم، إنتِ مش عايزاه يلمسها كزوجة. إنتِ وصلتيهم يسيبولك البيت، عايزة تعملي إيه تاني؟”
قبل ما سلوى ترد، سيف علق: “دي مش قصتنا دلوقتي.”
سلوى بصتله: “قصتنا هي إنك تثبت لجدتك إني عمري ما حبيت غير إبنها. الباقي كله ما يهمنيش.”
عز بص لإبنه: “عيد ميلاد جوازنا ١٠ مارس، وإنت مولود ٢٠ /١٢. أعتقد بتعرف تحسب. إنت مش إبن حرام، وأنا وأمك بنحب بعض، وخليل كذاب في كل حرف نطقه. هو بيحب سلوى، بس هي عمرها ما حبته. وعلشان كده عايز ينتقم ونفسه يدمرني بأي شكل علشان يوريها هي خسرت إيه ، لكن عمره ما قدر يتغلب عليا
سيف بص كتير لسلوى قبل ما يلتفت لعز وهوليا: “خليل هعرف أوقفه عند حده.” (بص لهوليا) “لو أمي قالت إنها ما حبتش حد غير أبويا وإنها مخلصة له فأنا هصدقها، ومع احترامي الشديد لحضرتك، سواء إنتِ حبتيها أو ما حبتيهاش فده مش هيغير حقيقة إنها مرات إبنك وأم أحفادك، ولو في حد خسران فهو إنتِ لأنك حرمتي نفسك من الحياة وسطنا بسبب واحد كذاب. خليل هوقفه عند حده. بعد إذنكم.”
عز: “سيف، استنى ، خليل محتاج رد قوي.”
سيف بهدوء: “سيبهولي، هعرف أتعامل معاه. دلوقتي هقولكم بعد إذنكم، همس عندها امتحان بكرة والمفروض أكون معاها.”
طلع فوق ودخل أوضته، كانت همس على مكتبها بتذاكر. دخل لعندها، باس راسها واطمن عليها، بعدها قعد على الكنبة، ساند دقنه على إيديه وبيحرك رجله بعصبية. همس بصتله مش عارفة تعمل إيه؟
سيف لاحظ حيرتها فبصلها: “عندك امتحان بكرة، فلو سمحتي ذاكري. مشاكل شغلي لا بتنتهي ولا هتنتهي أصلًا. ولا مش واخدة بالك إننا من أكتر من سنة فيها؟ لا، دول ست سنين. عصام المحلاوي ظهر في حياة أبويا من ست سنين. فاقعدي ذاكري لو سمحتي.”
فضلت بصاله: “طيب، انت كويس؟”
رفع عينيه لها: “أنا كويس، اطمني.”
فضلت على مكتبها، بس عنيها عليه. هو شوية وقام رايح ناحية الدريسنج: “أنا خارج، هقابل سبيدو.”
غير هدومه وخرج لعندها: “لو احتجتي أي حاجة كلميني.”
جه يخرج بس مسكت دراعه وقفته: “أنا ليه قلقانة عليك؟”
مسك إيدها وفكها من على دراعه وباس إيدها: “أنا بجد كويس. همس، إحنا كنا بنتخبط في الظلمة، دلوقتي الأمور وضحت قدامي، كل حاجة واضحة قدامي ، خطواتي الجاية كلها عارفها كويس ، فأنا كويس، اطمني.”
سابها ونزل، راح عند سبيدو في المعرض.
بدر في بيته سرحان تمامًا وهند بتتكلم معاه لحد ما لاحظت إنه مش معاها أصلًا، فمسكت إيده: “حبيبي مالك؟ وصلت لفين كده؟”
ابتسم لها: “مفيش، مشاكل شغل، اعذريني، كنتِ بتقولي إيه بقى؟”
اتعدلت في قعدتها: “قولي إنت في إيه؟ حتى لو مشاكل في الشغل فاحكي لي عنها.”
اتردد قبل ما يتكلم معاها بصراحة: “في واحدة اسمها حنان اشتغلت معايا بديلة لحد كان موجود، بس مش مرتاح لها أبدًا، في حاجة مش مريحة في التعامل معاها.”
استغربت وعلقت: “لو مش كفؤ، مشوها من الشركة، بس ما أعتقدش إن سيف من النوعية اللي بتشغل حد مش كفؤ عنده؟”
بدر بتأكيد: “دي حقيقة، والبنت شاطرة جدًا وذكية ولمّاحة، بس فيها حاجة مش مريحاني، مش قادر أحدد إيه هي؟”
هند سألته بفضول ونوع من الغيرة: “هي شكلها إيه؟”
بصلها باستغراب: “يعني إيه شكلها إيه؟ أهي بنت والسلام.”
هند بفضول: “طيب بتلبس إزاي؟ محجبة؟ أوصف لي شكلها يا بدر؟”
بدر قام من مكانه: “أنا هعمل قهوة، تحبي أعملك معايا؟”
كشرت من هروبه وقامت مسكت دراعه: “اقعد، أنا هعملك القهوة اللي انت عايزها، مش لازم تخترع حجة تهرب بيها.”
اتحركت بس وقفها وحضنها: “أنا مش بعمل حجج يا روح قلبي، بس أنا فعلًا معرفش أوصف واحدة، أهي واحدة والسلام، كلهم شبه بعض، مفيهاش حاجة مميزة أوصفها بيها، هو الموضوع نفسي مش أكتر، فما تجيش تدخلي الغيرة في النص. انتِ عارفة إني ولا بحب ولا بعرف أشوف غيرك أصلًا”
ابتسمت برضا والتفتت له: “أنا ما اعترضتش، أنا قولت هعملك أنا القهوة مش أكتر.”
باس خدها برقة: “اقعدي ارتاحي، وأنا هعمل القهوة وهعملك عصير فريش معايا، ارتاحي إنتِ يا روحي.”
مؤمن خلص شغله في الشركة ورجع متأخر جدًا، وهو داخل بعربيته الفيلا، عربية وقفت قدامه قبل ما يدخل. يدوب هيزمر، اتفاجئ إنها عربية نور، وهي بتنزل من عربيتها. نزل بتكاسل هو كمان من عربيته وانتظرها توصل لعنده، مقفلش باب عربيته وفضل ماسك الباب بإيده.
وقفت قدامه: “إزيك يا مؤمن؟ أخبارك إيه؟”