
سيف بصلها بذهول من كلامها : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هو مش انتِ يا بنتي اللي من دقيقة واحدة بس قلتيلي أسيبلك السرير ؟ ولا اتهيألي ؟ يمكن أكون بخرف، فأنا اهو بسمع كلامك وبسيبلك السرير والأوضة كلها ، مش عارف أعمل ايه تاني يا همس !
مسك دماغه بتعب ، همس حست انه هيقع فمسكت دراعاته الاتنين بس زقها بضعف : أعملك ايه ؟ لاني لأول مرة ماأبقاش فاهمك ، أقسم بالله العظيم أنا واقف بالعافية فانجزي وقوليلي أعملك ايه قبل ما يغمى عليا وأنا واقف كده قدامك.
همس بعصبية: أنا ماقلتلكش سيب الأوضة أنا كل اللي طلبته تسيب السرير لحظة .
بصلها بسخرية : مافرقتش بالنسبالي أسيب السرير أو الأوضة.
وضحت بنظرات معاتبة: انت فعلا بطلت تفهمني ، أنا عمري ماطلبت ولا هطلب منك في يوم تسيب الأوضة أو تسيب السرير ، سبق و وعدتني ان حضنك عمره ما هيتقفل في وشي بس النهارده انت أخليت بوعدك ده وقفلته ورزعته في وشي .
سيف زعق بنفاد صبر : همس أبوس ايدك قولي عايزة ايه مني ؟
همس مسحت دموعها وردت بحزن : كل اللي كنت عايزاه تقوم من على السرير لحظة أغير الملاية بتاعته لاني مش حابة ريحته ، كل اصحابك كانوا هنا ، ريحته سبيدو على كريم على مؤمن على بدر حتى نادر أخويا ، في كذا برفان على السرير والروايح دي ضايقتني ، فكنت عايزاك تقوم أغيره لان لو مش هنام في حضنك يبقى على الأقل تبقى ريحتك حواليا مش روائح الرجالة دول كلهم اللي دخلوا الأوضة .
سيف غمض عينيه باستيعاب؛ لان ده آخر شيء توقع يسمعه منها ، اتنهد بتعب : كان ممكن تقولي لحظة يا سيف أغير ملاية السرير لكن انتِ تعمدتي سوء الفهم اللي حصل .
راح قعد على الكنبة وقال بوهن: غيري براحتك .
غمض عينيه وسند راسه على المخدة اللي هي حطتها واستناها .
همس دخلت الدريسنج عيطت وهو برا سامعها بس مالقاش أي طاقة عنده يقوملها ، همس مسحت دموعها وخرجت تغير الملاية ومن فترة للتانية بتمسح دموعها اللي بتنزل لوحدها لحد ما خلصت وبصت ناحيته وهي مش عارفة إذا كان نام ولا صاحي ؟
همست بصوت مسموع : خلصت
فتح عينيه واتعدل بس ماقدرش يقوم ، بعد دقايق وقف بس الدنيا لفت به فسند على ترابيزة الانتريه قدامه وهي في لحظة كانت جنبه ماسكة دراعه بلهفة : سيف انت كويس ؟
رد بضعف وهو بيحاول بيتعدل: لا مش كويس يا همس وحاسس ان الأربع خطوات دول كيلو قدامي .
سندته واتحرك معاها لحد ما قعد مكانه على السرير وهي قعدت جنبه ، مد ايده طفى النور ناحيته : نامي يا همس براحتك.
طفت النور ناحيتها لكن فضلت باصة للسقف وهو زيها وصمت مزعج مسيطر على الأوضة وأنفاس تقيلة .
همس ماقدرتش تتحمل الصمت ده فهمست بصوت خافت: نمت ؟
بص ناحيتها ورد بصدق : مش انتِ لوحدك اللي ما بتعرفيش تنامي من غير حضن حبيبك وريحته حواليكي .
بصت ناحيته وقلبها هيخرج من مكانه ويروحله ، الدنيا ظلمة مش شايفة عينيه وهي كانت محتاجة تشوف نظرته ليها في اللحظة دي .
سيف حرك ايده لحد ما لمس ايدها فمسكها وضغط عليها ، هنا هي رمت نفسها في حضنه
أخدها بين ايديه وسمعته بيهمس بشغف : اوووف عليكي يا همس أخيرًا جيتي لحضني ، أخيرًا حنيتي ؟
دفنت وشها في كتفه ورقبته وهمست بحزن: انت اللي حرمتني من حضنك اليوم كله ، انت و بس .
مسك وشها بايديه وبصلها بلوم : أنا حرمتك ؟ ولو حرمتك آخري عشر دقايق ، ساعة، ساعتين يا ستي بالكتير وبعتلك تيجي عندي ونزلتلك ، أعملك ايه تاني ؟ أنا مسكت ايدك تحت وسحبتيها مني ، لو حد حرم حد فالحد ده انتِ يا همس مش أنا .
بعدت ايديه عن وشها ودفنت نفسها في حضنه من تاني وهو لف دراعاته الاتنين حواليها ، سمعها بتهمس وهي بتبوس رقبته بشوق: ما تتخيلش انت واحشني قد ايه ؟ وحشتني فوق ما تتخيل .
رفعت وشها وبصتله بتردد: اوعى تطلب مني تاني أسيبك
ابتسم وقال باعتذار صادق : حقك عليا
باست شفايفه وكل حتة في وشه قبل ما تنام تاني في حضنه ورددت: أنا آسفة بجد اني قلت لهالة على اللي قلته بس صالحتها وفهمتها الوضع وهي فهمت .
ضمها بارتياح واخيرا قدروا يناموا الاتنين بعمق .
النهار نور بسرعة والمنبه رن فهمس قفلته ويادوب هتقوم بس سيف مسك دراعها وقال بنعاس: خليكي
فتح عينيه و وشهم قصاد بعض فهمست : عندي محاضرات مهمة .
حط ايده على وشها بابتسامة : هعوضلك المحاضرات اللي تفوتك بس خليكي جنبي ما تخرجيش وتسيبيني لوحدي ، روحي بكرا
ابتسمت وقربت : عندي communication و power system
ابتسم : قلتلك هعوضهالك
دفنت نفسها في حضنه : يبقى خليني في حضنك اليوم كله .
ابتسم وغمض عينيه يكمل نومه وهي كمان .
مؤمن صحي من نومه بدري كانت نور نايمة على كتفه، قام بالراحة من جنبها أخد دش وخرج من الأوضة مخنوق وعايز أي هوا ، خرج الجنينة يتنفس ، و مستغرب الحالة اللي وصلها ، ليه القرب من نور بقى صعب للدرجة دي ؟ ليه ليلة امبارح كانت تقيلة على قلبه بالشكل ده ؟ لأول مرة يحس ان قربه من مراته كأنه بيقضي واجب أو فرض عليه مش أكتر ، زمان وقبل المشاكل دي كان بيعشق القرب منها ، بيعشق كل لحظة بيقضيها في حضنها ، كل ده راح فين ؟ ليه هو دلوقتي هربان من حضنها وقاعد لوحده مع انه زمان كان بيكره اللحظة اللي بيضطر يقوم من حضنها .
أسئلة كتيرة مالهاش إجابات فضلت متعلقة أو يمكن يكون ليها إجابة بس هو رافض يشوفها .
أبوه انضمله وقعد جنبه وهو بيسأله: صاحي بدري ليه يا مؤمن ؟ كنا بنصحيك الظهر بالعافية
بصله باستغراب من نفسه : صح ؟ مش كنت بقوم الظهر وما بصدق أنام ؟ راح فين النوم وليه بقى عزيز كده ؟
عاصم زعل على حال ابنه وربت على كتفه بمواساة: ما ينام الليل إلا مرتاح البال يا ولدي
بصله بتساؤل : وراحت فين راحة البال وليه هربت مني ؟
اتنهد ورد بهدوء: طول عمرك من صغرك يا ولدي عارف عايز ايه وبتعمله ليه دلوقتي محير نفسك كده ؟ ليه مش عارف تاخد قرار ؟ متكتف ومربوط ليه ؟
بصله وكأنه على وشط الصراخ : علشان في إيان لازم أفكر فيه ، لو أنا بس كنت أخدت القرار من زمان
عاصم اتعدل وبصله باستنكار : اوعى تقولي إيان .
حيرته زادت : ازاي بقى ؟ هو عندي أغلى منه ؟
وضحله بعقلانية: ماعندكش بس اوعى تعيش حياة زي دي علشانه لان ساعات كتيرة بيكون فاقد الشيء لا يعطيه ، طول ما انت مش مرتاح ولا مبسوط مش هتقدر تريحه ولا تبسطه ، يعني هقولك مثال بسيط أوي وقيس عليه ، دلوقتي انت سهران لبالليل متأخر وصاحي بدري اهو هربان من أوضتك ، طيب افترضنا ان انت مش هنا كنت هتنزل الشركة صح ، هترجع آخر النهار مش شايف قدامك ، تعبان ، مرهق ، متضايق ، مخنوق ، طيب وسط كل ده ايه اللي هتقدمه لإيان ؟ حب ؟ هتلعب معاه ؟ عندك طاقة حتى تقعد وياه ؟ لا مش هتقدر يوم ورا يوم والفجوة هتكبر بينك وبين ابنك ومع الوقت هيحس انه منبوذ من أبوه وأمه بتلعب به وبتدخله في خلافاتكم وباللي شوفته منها هتفضل تنخر في ودانه وتقوله أبوك السبب ، أهله السبب ، عمك كريم السبب ، أبوك مش بيحبنا كفاية و و و والواد شايفك بعيد ، شايفك متضايق ، فهيصدق كلامها وبعدها هيكرهك وهيكره عيلته وهيكره وحدته فاوعى وانت بتاخد قرارك تكمل في علاقة مؤذية بحجة ابنك لان هو أول واحد هيتضر، يا ابني عايز تسعد عيالك يبقى الأول اسعد نفسك علشان تقدر تقدم السعادة ، لكن الإنسان التعيس لا يمكن يسعد حد ، خد قرارك وارتاح وريح قلبك علشان تقدر تكون أب صالح لابنك ده اللي تفكر فيه ، هل نور هتتعدل وتتقبل عيلتك وحياتك وهتكون أم سوية ولا هتفضل تنخر جواك لحد ما تقطعك من جذورك وعيلتك وتفرقك عن حبايبك كلهم؟
قام وقف بهروب : أنا هروح الغيط أشوف الأرض ولو حبيت ابقى تعال اقعد معايا .
مدحت دخل المحاضرة وتلقائيا دور على همس واستغرب انها مش موجودة ؛ سيف ماكاتش بيفوت أي محاضرات وقاله ان مراته زيه فازاي بتفوت محاضرات ؟ أو ممكن اتأخرت مثلا وهتيجي بعد شوية .
فات نص ساعة من المحاضرة وهو خلص شرح جزئية وسابهم ينقلوا المكتوب على السبورة بعدها سأل بفضول : هي فين الباشمهندسة أولى الدفعة؟ غايبة النهارده؟
خلود ردت بضيق : اه غايبة ومش النهارده بس
مدحت استغرب بس ماعلقش لكن هالة قالت دفاعًا عن صاحبتها : عندها ظرف منعها تيجي
بصلها بفضول : خير إن شاء الله ؟
هالة وضحت : يعني بسبب الحادثة اللي اتعرضلها دكتور سيف .
هنا مدحت اتصدم وردد: حادثة ؟ أنا ماعرفتش وإلا كنت زورته ، خير يا بنتي طمنيني عليه هو كويس ؟ في مستشفى ؟ ايه حالته ؟
مايا ردت بتهكم: هي بتعتبر ده سر حربي يا دكتور ورفضت تقول لأي حد حاجة ورفضت حتى تطمنا عليه
هالة وضحت : ماكنتش أعرف عنوان المستشفى علشان أقوله – بصت للدكتور وكملت – هو اتحسن وفي البيت مش المستشفى
كمل المحاضرة وقرر أول ما يخرج يتصل به يسلم عليه .
المحاضرة اللي بعدها دخل حاتم اللي عينيه دوروا على البنت اللي تحدته وقالت انه رغاي وشافها بعدها مع سيف ، خلص محاضرته وخلود جت وقفت جنبه تسأله كام سؤال بعدها خرجت معاه من المحاضرة فسألها : امال فين البنت اللي هي الأولى على الدفعة ؟ ما شوفتهاش النهارده
اتضايقت من سؤاله بس ابتسمت بمكر: هي واخدة سيط على الفاضي لكن ما تستاهلش تكون أولى الدفعة ولا حاجة وبعدين ما بتهتمتش بالمحاضرات ولا الحضور .
استغرب وسألها: امال بتطلع الأولى ازاي لو ما تستاهلش وما بتهتمش ؟
ابتسمت بخبث : بالكوسة ، بتلزق للدكاترة في مكاتبهم والله أعلم بقى ..
سكتت بس هو ابتسم بغموض، وطلع مكتبه وخلود معاه بحجة عندها أسئلة كتيرة، قعدت معاه البريك كله ترغي وتتكلم عن همس وتشوه صورتها وهو بيسمعها باهتمام شديد لحد ما خرجت وعينيه لمعوا بمكر .
سيف فتح عينيه كانت همس صاحية وجنبه باصاله فابتسم : كنتي صحيتيني طالما صحيتي
ابتسمت ومدت ايدها تلعب في شعره : بحب أتفرج عليك وانت نايم وده نادرًا ما بيحصل لانك دايما بتصحى قبلي فقلت أستغل الفرصة .
ابتسم ودخل لحضنها أكتر فلفت دراعاتها وحضنته ، ساد صمت جميل ، همس استغربت ازاي ساعات بيكون الصمت مزعج وقاتل وازاي في أوقات تانية بيكون جميل ومش عايزة حد يعكر صفو الصمت ده ؟
ابتسمت من حركات ايدين سيف على جسمها ومرة واحدة مسكت ايده بتنبيه: وبعدين معاك ؟ سيادتك تعبان
بصلها باستنكار : أنا اللي أحدد تعبان لأي درجة لو سمحتي وبعدين واحشاني – بص لعينيها وأكد بهمس وترها – واحشاني
قربت منه بتردد قضى عليه بمجرد ما شدها عليه.
بعد فترة سألته وهي مسترخية في حضنه : انت بجد بقيت كويس ؟
ابتسم ومسك خصلة من شعرها : السؤال ده بريء ولا له أغراض ؟
رفعت راسها بصتله بغباء : أغراض زي ايه ؟
داعب شفايفها بايده : ان نعيد كلامنا تاني مثلًا
ضحكت وبعدت ايده: طبعًا لا ، أصلًا ضميري مأنبني على المرة دي ، لانك مش بطبيعتك لسه وباين أوي انك تعبان يا سيف .
ضمها بقوة وطمنها : الموضوع وقت مش أكتر ما تقلقيش
بصتله بجدية : حبيبي أنا خايفة عليك تكون أجهدت نفسك مش حاجة تانية ، سيف أنا يهمني صحتك انت وبس ، بالرغم من اني كنت بتمنى يوم تقعده في البيت بس اكتشفت اني عايزاك تقوم وتروح الشركة وترجع شغلك حتى لو بعيد عني بس تبقى كويس .
بصلها بابتسامة صافية ورد بارتياح : صدقيني بجد أنا كويس النهارده عن الأيام اللي فاتت ، ومستمتع بوجودك في حضني ، ما تتخيليش امبارح ندمت قد ايه اني ضغطت عليكي تنزلي الكلية ، الوقت كان ممل وقاتل
غمغمت بتهكم : علشان كده أول ما جيت طردتني من عندك
اتنهد بتعب : يا بنتي قلبك أبيض بقى ، خلاص انسي، تعالي ناخد شاور سريع وننزل نفطر تحت في الجنينة أو معاهم ايه رأيك ؟
ابتسمت : يلا بينا لاني هموت من الجوع وما أكلتش من امبارح الصبح على فكرة يااللي اتغديت مع سبيدو
سيف بحنق : يا لهوووي عليكي يا همس يلا طيب .
سلوى صحيت من نومها وقامت بلغتهم يجهزوا الفطار وسألت عواطف : همس راحت الجامعة ؟ ماقدرتش أصحى بدري أطمن عليهم
عواطف بصتلها بحيرة : والله يا هانم مش عارفة أنا لسه واصلة لاني عديت جبت الطلبات اللي حضرتك قلتي عليها فمعرفش نزلت ولا ايه ، بس سمعتها بتقول امبارح ان عندها محاضرات مهمة .
سلوى : طيب هطلع أشوف سيف وأشوفه هيفطر معانا ولا نطلعله فطار لوحده .
طلعت خبطت بس محدش رد عليها ، خبطت كتير وبرضه مفيش رد فكرت تدخل بس آخر مرة سيف اتضايق منها ، خمنت انه أكيد نايم من العلاج اللي بياخده .
نزلت قعدت مع جوزها وانضملهم خاطر وأنس والكل بدأ يصحى
عز بتساؤل : هو مفيش فطار ولا ايه يا سلوى ؟ وشوفي سيف صحي ولا ايه أخباره النهارده ؟
وقفت : الفطار جاهز، لحظة هشوف سيف ماشي
بلغت عواطف تجهز السفرة وهي طلعت لسيف تخبط عليه بس برضه مفيش رد وده وترها وقفت محتارة تعمل ايه ؟ هل ممكن يكون تعب مثلا ؟ وقع ؟ جراله أي حاجة ؟
سيف مع همس ولانهم في الحمام ما سمعوش صوت خبط سلوى ، أخيرًا خرجوا كان لابس البرنس بتاعه وهي لافة فوطة عليها فشدها ناحية السرير وقعها عليه
همس حاولت تمنعه بحذر : سيف يادوب نلبس وننزل أصلًا أخدنا أكتر من ساعة في الحمام
بصلها ورد بلامبالاة وهو بيشد الفوطة وهي بتمنعه و ماسكاها بايديها: اتفقنا اليوم هنقضيه مع بعض غيرت رأيي مش هننزل نفطر
مسكت ايديه الاتنين وزقتهم ورا ظهره وهي قاعدة على رجليه فباسها وحاول يخلص ايديه منها بس الباب اتفتح وسلوى بتناديه : سيف
الاتنين بصولها بذهول وهمس لمت الفوطة وقامت بسرعة دخلت الدريسنج وقفلت على نفسها الباب أما سيف فاتعدل ببرود قفل البرنس وبص لسلوى : بصراحة أنا فاقد النطق أصلًا
سلوى بنرفزة : أنا بقالي ساعة بخبط ، ساعة يا سيف ، كذا فكرة جت في دماغي انك تعبان ولا حصلك حاجة ولا اغمى عليك وأخيرًا قررت أدخل علشان ألاقيك قاعد على السرير ؟ ده ايه البرود ده ؟
وقف بضيق : أكيد لو سمعت من أول مرة كنت رديت بس كنت في الحمام وصوت الميا والشاور مقفول فما سمعتش خبطك ولا المفروض أعلق يافطة على الباب قبل ما أدخل الحمام ولا أعمل ايه بالظبط ؟
سلوى بعصبية : تراعي ان في ناس عايشين معاك وقلقانين عليك وتراعي انك تعبان و
قاطعها بغضب : تاني ؟ تاني تعبان دي ؟ أنا مابقيتش متحمل البوق ده بقى ، مش عايز أرد على حضرتك رد ما يليقش ولا بيا ولا بحضرتك ، بلاش توصليني لمرحلة وحشة مفيش بعدها رجوع
سلوى باتهام: الزوجة المفروض تراعي حالة جوزها الصحية ولو تعبان
قاطعها بحزم: مالكيش دعوة بينا ، ما يخصكيش يا أمي ما يخصكيش ، علاقتنا الخاصة ما تخصكيش ولا تخص أي حد
سلوى لاحظت ان أنفه بدأ ينزف وهو كمان لاحظ فقربت منه بس بعد عنها وقال بجمود: ما تتدخليش لو سمحتي
سلوى شدت مناديل بضيق : كفاية زعيق وصوت عالي وارحم نفسك ، وسيبني أساعدك
سيف بعدها تاني عنه وقال: اطلعي برا الأوضة لو سمحتي
سلوى زعقت : همس ، تعالي هنا شوفي ابني المتخلف ده
همس كانت لبست وخرجت اتصدمت بالدم بينزل بغزارة من أنف سيف فشدت كذا منديل وقعدته بلهفة وخوف : في ايه اللي حصل ؟
سلوى ردت بانفعال : في انه تعبان لسه بس الطفلة اللي متجوزها فاكرة الجواز لعبة و
سيف قاطعها وهو بيقف وبيبعد همس عن وشه وقال بنبرة حازمة : أقسم بالله يا أمي كلمة زيادة وهطلع حالًا من البيت ده ومش هتشوفي وشي هنا تاني أبدًا
جت تفتح بوقها بس هو كرر بحسم : كلمة واحدة يا أمي بس كلمة
سلوى سابتهم وخرجت وهو قعد مكانه ، همس وقفت قدامه بخوف: خليني أكلم نادر أقوله
وافقها بهزة من راسه فجابت موبايلها وايديها بتترعش وبتدور على اسمه ، سيف لاحظ فمسك ايدها بابتسامة يطمنها : همس أنا كويس ، أنا كويس يا حبيبي
حاولت تبتسم ، كلمت أخوها شرحتله الوضع فطلب منها يروحوا المستشفى و هيستناهم ومحي يطمنهم أفضل من التكهنات .
سلوى نزلت تحت فعز بصلها: سيف نازل هو ومراته ولا نفطر احنا ؟
كانت متوترة وهو لاحظ ده فسألها بقلق: في ايه ؟ في حاجة حصلت ؟
سلوى ردت باختصار : مش عارفة يا عز مش عارفة .
وقف وقرب منها والكل اتوتر : هو سيف تعبان ؟
بصتله : مناخيره نزفت كتير معرفش ليه – عز هيتحرك يطلع عنده بس وقفته بغيظ – نزلني من عنده أو شبه طردني من الأوضة فبلاش تطلعله دلوقتي .
عز حس ان مراته مش بتقول الحقيقة كاملة .
انتبهوا كلهم مرة واحدة لما سمعوا حد نازل بس كانت فاتن اللي وتروها من نظراتهم فسألتهم: في ايه ؟
عز بحرج : لا مفيش يا أم نادر اتفضلي .
نزلت وبصت لسلوى بتمعن ومتضايقة منها لانها سمعت خناقتها مع ابنها واتحرجت تعرفهم انها سامعاهم فدخلت أوضتها لحد ما الصوت هدي .
همس وسيف نزلوا مع بعض فالكل وقف وعز قرب منه بخوف: سيف انت كويس ؟ طمني عنك
سيف بص لسلوى بضيق انها عملت قلق فلفت وشها بعيد بحنق ، اتنهد وبص لوالده بهدوء : اه بخير وعلشان تطمن هروح أشوف دكتور محي ، كلمت نادر وهو في انتظارنا
فاتن بسرعة: خلينا نيجي معاك
ابتسملها : لا يا ست الكل أنا وهمس بس اللي هنروح ، يلا يا همس
مسكت دراعه : يلا – بصت لعز – هو نصر برا يا عمو ؟
عز مسك موبايله : هكلمه يا بنتي يجيب العربية قدام الباب
سيف باعتراض : بلاش نصر أنا
همس قاطعته : لا يا سيف مش هتسوق انت
عز كلمه وطلب منه يجي بالعربية قدام الباب علشان ياخد سيف وهمس .
سيف بص لأبوه : افطروا انتم ما تستنوش أنا كويس وبخير ورايح علشان بس همس قلقانة
نادى على عواطف بس همس منعته : على فكرة الصوت العالي ده اللي عملك النزيف بطل تضغط على نفسك وتنادي أو تتعصب ، قولي عايز ايه ؟
عواطف جت وسألته: خير يا باشمهندس؟
بصلها : هاتي لهمس حاجة تاكلها في الطريق
سلوى لوت وشها وبصت بعيد بس سيف وفاتن الاتنين اخدوا بالهم أما همس اعترضت : مش وقته وبعدين مين قالك اني هاكل ولا عايزة آكل ؟ يلا يا سيف نطمن الأول
سيف بعناد: تاكلي وبعدها هنتحرك ومش هتحرك قبل كده
همس بصت لعواطف باستسلام : أي ساندوتش سريع يا عواطف علشان عناده ده .
راحت وراها أخدت منها قطعة كرواسون بالجبنة زي ما بتحبها ، وهي خارجة سلوى وقفتها وقالت بغضب: هقولك كام مرة ما ينفعش تنزلي بشعرك مبلول انتِ وهو ؟ سيادتك حتى ما بصيتيش حتى في مرايا صح ؟
سيف لاحظهم فوقف وقال : همس يلا
همس بصت لحماتها بضيق : بعد إذنك
خرجت مع سيف وبعد شوية وصلوا المستشفى واستقبلهم نادر ومحي اللي أخد سيف يعمله أشعة ويطمئن عليه وهمس فضلت مع أخوها وأول ما بقوا لوحدهم عيطت فنادر أخدها في حضنه يهديها وبعد فترة طويلة سألت أخوها بخوف: نادر هو ممكن يكون تعب بسبب … يعني أقصد أنا وهو .. انت يومها قلتلي انه تعبان بس هو أصر و …
نادر ابتسم بتعاطف وطمنها : حبيبة قلبي هو أدرى بحالته من أي دكتور و بعدين لا ده مش سبب أبدا لنزيف من الأنف ، ممكن يكون تهتك في الشعيرات الدموية ، ممكن حاجة عابرة كده ، يعني أسباب كتيرة لكن العلاقة الزوجية مش من ضمنهم أبدًا اطمني .
غمضت عينيها بعدها بصت لأخوها وسألته بتعجب من بين بكائها : أنا ليه حبيته بالشكل ده يا نادر ؟ قلبي بيوجعني من جوه ، سيف بقى أكبر فرحة وأكبر وجع جوه قلبي .
سيف مع محي عمله أشعة واطمن عليه وبعدها قعد قصاده : كل أمورك الحمدلله تمام واللي حصل ده شيء عابر إن شاء الله مش هيتكرر وممكن اتعصبت زيادة عن اللزوم ومن آثار الخبطة فياريت بلاش عصبية
سيف سأله بتردد : أنا أقدر أمارس حياتي الطبيعية عادي ؟
محي : حياتك الطبيعية اللي هي ايه ؟ يعني مثلا تروح الجيم هقولك لا ، تلعب رياضة هقولك لا، فأنا معرفش حياتك الطبيعية شكلها ايه ؟
سيف ابتسم : للأسف حياتي الطبيعية بقت أبسط من كده بمراحل ، أنزل شغلي الشركة والأهم حياتي الطبيعية مع مراتي لأنها مرعوبة فبالتالي بعيدة عني
محي ابتسم : ارجع لحياتك الطبيعية بس واحدة واحدة ، يعني خليك دكتور نفسك الشيء اللي يرهقك أوي بلاش دلوقتي لكن راحتك في حاجة اعملها طبعا طول ما هي مش بتتعبك وألف سلامة عليك يا باشمهندس
سيف وقف بعدها سأله بتذكر: اه الأزرق ده مالهوش علاج يهديه شويه ؟ يعني اللي يشوفني يقول طالع من خناقة و واخد علقة محترمة عايز أرجع لطلبتي وللكلية .
محي ابتسم وكتب روشتة : المرهم ده هيهدي معاك كتير والمسكن ده عند اللزوم بس آخرك أربع مرات في اليوم مش أكتر .
سيف خرج وأخد همس وروح البيت وطول الطريق همس بتسأله حاسس بايه وهو بيطمنها، وصلوا ولقوا الكل في انتظارهم طمنوهم، بدر بعد ما اطمن عليه وقف يروح الشركة بس سيف وقفه : بدر بلاش شغل النهارده خليك هنا ، خلينا نقضي اليوم مع بعض .
أنس هيص فسيف قال بهزار : انت يالا هنقضيه بهدوء مش قادر ولا أتسابق ولا أنزل حمام سباحة ولا فيا حيل لأي نشاط من أي نوع
أنس ابتسم : كفاية أوي نقضيه مع بعض اتصلوا بقى بعمو نادر ومراته ملوكة .
فاتن كشرت وسيف بصله بسخرية: هموس وهنود وملوكة انت ايه حكايتك مع حرف الواو يالا انت
أنس بضحك : ده في كمان بدور وندور و
قاطعه بحزم: اسمي ما ينفعش معاه حرف الواو يالا
ضحك وعلق : امال سيفوووو ده ايه ؟ مش هموس بتقول سيفوو
ابتسم بمرح : انت يالا مسجل خطر وبعدين همس بس اللي تقول سيفو دي فاهم ؟
كريم في مكتبه غرقان بيحاول يشغل النموذج قبل الاجتماع وكالعادة غياب مؤمن مأثر عليه وعلى تركيزه .
قاطعه استئذان علياء ودخولها عنده : ناريمان الغندور بره وعايزة تقابل حضرتك
كريم باستغراب : اشمعنى ؟ وبعدين خليها تقابل أمل
وضحت : الباشمهندسة أمل في الميتنج لسه ماخلصتش .
كريم اتنهد باستسلام وغطى النموذج اللي بيشتغل عليه ورد : دخليها طيب
دخلت وفوجئت انه مش على مكتبه ، اتلفتت حواليها كان واقف عند الشباك ، قال بعملية: أهلا يا أستاذة ناريمان
ابتسمت وقربت منه : باشمهندس ازي حضرتك ؟ الظاهر انك نسيتني فقلت أجي أفكرك .
استغرب : تفكريني بايه بالظبط ؟
قربت خطوة منه بس في مسافة بينهم : بوعدك واتفاقنا حضرتك قلت هتوفرلي حد يبدأ الكورسات في المركز عندي ولا رجعت في كلامك؟
ابتسم بعملية : لا مارجعتش بس استنيت تبلغيني امتى المواعيد بالظبط و باشمهندسة أمل هتبدأ معاكي .
حاولت تقرب أكتر بس كريم رجع خطوة لورا واتحرك قعد ورا مكتبه وشاورلها تقعد بجمود: اتفضلي حضرتك ، تشربي ايه ؟
ابتسمت وقعدت حطت رجل على رجل : قهوتي مظبوطة
بلغ علياء بعدها بصلها : تحبي تبدئي امتى ؟
نظراتها كانت بتحاول تلفت انتباهه ليها بأي شكل أو يمكن بتحاول تغريه أو تحسسه باهتمامها لكن كريم مش مهتم بأي شيء بتقدمه
همست بمغزى: كان نفسي انت بنفسك اللي تيجي عندي
ماعجبهوش طريقتها ولا كلامها ، رد بنبرة عملية: وأنا قلتلك من البداية ان ده موضوع منتهي ولا في وقت ولا أنا أصلًا عندي ملكة الشرح
سندت على مكتبه بدلال: ازاي بقى مع اني سمعت ان بداية حبك لأمل كانت بتتدرب هنا وكنت أستاذها وحتى دلوقتي بتقول انها تلميذتك
ابتسم و وضح بثقة: ده لانها حبيبتي وبعد كده مراتي فأنا جوزها مش أستاذها .
ناريمان حركت دماغها بتفهم بعدها طلع نوت بوك صغيرة : المهم ايه رأيك في إثنين وخميس ؟ ساعتين في كل يوم نقول مثلا من ١١ ل ١ الظهر ؟ ولا تحب يكونوا آخر النهار من ٤ ل ٦ ؟ يعني ايه الوقت المناسب ؟
كريم فكر قبل ما يجاوبها : أعتقد اللي تحدد معاكي الميعاد صاحبة الشأن نفسها مش أنا .
ناريمان حاولت تداري ضيقها بابتسامة : طيب ما نطلب الباشمهندسة أمل تنضملنا
كريم مسك موبايله وبعت لأمل رسالة ( ينفع تيجي مكتبي ؟ ناريمان الغندور هنا وعايزة تحدد معاكي ميعاد الكورس المناسب ليكي علشان تبدئي )
بعت الرسالة وبصلها : نشوف فاضية ولا ايه تيجي .
قاطع الصمت دخول علياء بقهوة ناريمان حطتها قدامها وحطت لكريم قهوته وقبل ما تخرج كريم وقفها : علياء معلش شوفي أمل لو ينفع تيجي ولا ايه وضعها ؟
وافقته وخرجت ، ناريمان قطعت الصمت بسؤالها : ليه رفضت تمسح الصور ؟ – قبل ما يجاوبها كملت بخبث – بالرغم من انك مسحت اللي يخص خطيبتك القديمة
كريم بصلها بحيرة ومش قادر يفهمها أو يحدد شخصيتها، رد بهدوء : ليه رفضت أمسح لانها كانت مجرد خدعة صحافة صفرا ورغي مالهوش قيمة لا يودي ولا يجيب بس لو مسحته يبقى هنزرع بذرة انه له أساس ، أما ليه مسحت صور ملك فمين قالك اني مسحت ؟ سهل يجيبوا حد يمسح كل ده
استغبت نفسها قبل ما تسأل بفضول : طيب هل معنى ده ان الكلام عنها له أساس من الصحة ؟ – لاحظت نظرات الاستنكار فكملت بسرعة – من ناحيتها أقصد ؟
حافظ على ابتسامته العملية وهو بيجاوبها : لا طبعا بس يمكن لانها لسه مرتبطة جديد ، الله أعلم بظروفها وأسبابها ده لو فرضنا ان هي فعلًا اللي مسحت .