
كشرت ولسه هتسأل تاني بس الباب اتفتح ودخلت أمل بابتسامة سلمت على ناريمان وقعدت قصادها : خير بعتولي ؟
اتكلمت ناريمان مع أمل واتفقوا على المواعيد المناسبة بعدها وقفت وأمل معاها وصلتها لحد الباب وقفلت وراها الباب بعدها راحت لكريم قعدت على حرف مكتبه بحيرة: هو أنا ليه مش مرتاحة لناريمان ؟ نظراتها مش بريئة أبدًا ، حاساها بتخطط لحاجة أو يمكن يكون مجرد إحساس ؟
ابتسم بتأكيد: هي فعلًا مش مريحة بس احنا لينا الظاهر والباطن ده ربنا العالم به ، المهم خلصتي اللي طلبته منك ؟
اتكلموا عن الشغل وعن النموذج وأمل فضلت معاه يحاولوا يشغلوه ويوصلوا لأي حل .
سيف في البيت قاعد وسط العائلة وانضملهم نادر اللي كلموه هو وملك والجو كان صاخب جدا ، فوجئ سيف بدكتور ممدوح ودكتور مدحت الاتنين جايين عنده يطمئنوا عليه ، وبالرغم من انه ما بيحبش الزيارات بس فرح بزيارتهم جدا .
همس رحبت بيهم وممدوح علق بعد ما قعدت جنب سيف: مش قادر أصدق انكم غفلتوني انتم الاتنين
سيف بذهول : احنا غفلناك ؟ امتى وفين وازاي ؟
ممدوح شاور على دبلة سيف : لما قلتلي
قاطعه بهزار : قلتلك ايه ها ؟ فاكر ولا أفكرك؟ قلتلك حبيبتي اللي لبستهالي – بص لمدحت وكمل بمرح – فين الكدب بقى ؟
مدحت بحيرة : أنا مش فاهم أي حاجة أصلًا
سيف قاله عن الدبلة اللي كان لابسها وعليها حروفهم .
ممدوح بص لسيف : قلتلي ان الحرفين دول شذى حرف الشين
ابتسم بأسف : أنا بس سيبتك تفترض لكن ما قلتش أبدا في أي وقت ان دول حرف الشين بس سيبتكم تفترضوا علشان أعرف أحمي همس
مدحت بتفهم : وعلشان كده المرة دي كتبت اسمها كامل على الدبلة ؟
ابتسم بثقة : أيوة علشان محدش يفترض تاني .
نور اليوم كله مستنية رجوع مؤمن ، مش حابة تخرج من أوضتها ومش عايزة تحتك بأي حد ، ابنها نزل مع جدته وهي فضلت لوحدها ، حاسة بالفتور في علاقة مؤمن معاها ، أول مرة تحس بالبرود من ناحيته ، أول مرة تحس انه بيقرب منها كنوع من أنواع تقضية واجب مش حب ، ليه علاقتهم بقت باردة كده ؟
سمعت صوت دوشة تحت فلبست هدومها ونزلت ففوجئت بواحدة ما تعرفهاش ، سناء أول ما شافتها عرّفتها على صفية
نور ابتسمت ولسه هترحب بها بعدها سناء كملت بحسن نية: دي مامت سما اللي شوفتيها يا نور
هنا ابتسامتها اختفت ورحبت باقتضاب وقعدت معاهم وهي مكشرة .
مؤمن وصل هو وأبوه والاتنين ورحبوا بصفية بود، سناء اتصلت بسما بلغتها تيجي على عندهم تتغدى معاهم .
نور وقفت تنسحب لأوضتها ونادت على مؤمن يلحقها ، دخل عندها وسألها : خير يا نور؟
قربت منه حطت ايديها حوالين رقبته بدلال : خير ايه ؟ هو لازم يكون عندي سبب علشان أشوفك ؟ وحشتني وبس
ابتسم بمجاملة وهو بيفك ايديها : بس في ناس تحت وما ينفعش …
قاطعته بضيق : يطلعوا مين دول ها ؟ واحدة قريبة مامتك من بعيد ؟ وبعدين من امتى بتعتبر هنا أهلك ؟
هنا مؤمن بعد ايديها بعنف : هو لا هنا عاجبك ولا هناك عاجبك ؟ هناك قلتي مش أهلك ، هنا في بيت أبويا برضه مش أهلي ؟ انتِ ايه حكايتك ؟ عايزة ايه بالظبط ؟
تراجعت وحاولت تبرر غباءها : ما أقصدش والدك و والدتك أقصد اللي اسمها صفية دي وبنتها
مؤمن مسك دراعها بغضب: اللي اسمها صفية دي تبقي بنت عم والدتي يعني في مقام أختها يعني تعتبر خالتي ، واللي اسمها بنتها دي تعتبر بنت خالتي فاتكلمي عن أهلي بأدب يا نور – ساب دراعها بنفور – أنا هنزل أتغدى معاهم عايزة تنزلي أهلًا بيكي مش عايزة براحتك بعد إذنك .
نزل انضملهم وشوية و وصلت سما اللي وجودها غير الجو و لاعبت إيان اللي ضحك معاها ، نور نزلت وشافت سما بتلاعب إيان وقاعدة معاه على الأرض فاتضايقت منها
قربت منها وشالت ابنها بحدة: مش عايزين نتعبك معانا للدرجة دي
سما وضحت بحرج : لا عادي أنا بحب الأطفال
إيان صرخ وعايز ينزل ونور ماسكاه غصب عنه لحد ما مؤمن اتدخل بضيق : سيبيه براحته انتِ مكتفاه ليه ؟
حاولت تبرر تصرفها : بيضايق الضيوف
سناء ردت بحزم : ماعندناش ضيوف يا نور كلهم من العيلة وأهل سيبي الولد يلعب براحته .
نزلته فراح مباشرة لسما شدها علشان تكمل لعب معاه فبصتلهم بمرح : الموضوع عيل أوي
الكل ضحك وعاصم علق : ربنا يحرسك لشبابك يا بنتي ، إيان بيحب اللعب كتير ويا سلام لو شوفتيه هو وأخوه إياد
سما ابتسمت وبصت ناحية مؤمن : إياد ابن كريم صح كده ؟ عندي فضول أشوفه
سناء بابتسامة عريضة : ما يتخيروش عن بعض والكل بيفتكرهم توءم ربنا يحرسهم يارب .
صفية أمنت على كلامها وعينيها على نور اللي باين عليها انها متضايقة من وجود سما ، فكرت تقوم تمشي ببنتها بس صاحبتها هتتضايق منها وتزعل ،أنقذها من تفكيرها سناء اللي قالت السفرة جاهزة والكل يقوم ياكل .
نور أخدت ابنها تأكله ومهما يرفض بتديله غصب عنه والكل بيتكلم ويتناقش بهدوء.
سما لاحظت ان إيان وشه مش طبيعي فقالت بحذر : باشمهندسة نور – بصتلها فكملت بابتسامة- إيان رافض الأكل سيبيه براحته لان وشه مش طبيعي .
نور اتنرفزت : أعتقد أنا أدرى بابني و
قاطعها مؤمن اللي وقف بقلق وأخد إيان منها : الواد بيتخنق
الكل ارتبك واتوتر ومؤمن مش عارف يتصرف وبيربت على ظهره وهو عقله توقف تمامًا عن التفكير .
سما قربت منه : هاته لو سمحت
نور شدتها بعيد بعنف : ابعدي عن ابني ، يلا على أي مستشفى
مؤمن بص لسما اللي وضحت : أنا دكتورة صيدلانية وعندي خبرة كفاية في الحالات دي لان مجرى التنفس مقفول وهيتخنق عقبال ما توصل لأقرب مستشفى .
مؤمن عطاها إيان وهي قلبته بسرعة بحيث صدره يبقى على ايدها والايد التانية بتضربه بطريقة معينة على ظهره كذا مرة لحد ما كح وطلع اللي شرقان فيه وفضل يكح ويعيط فهنا سما ناولته لأبوه اللي قعد على الأرض لأن رجليه مش شايلاه وأخد ابنه في حضنه .
لحظات مجرد لحظات كانت كفيلة توقف نبضات قلوب كتير زي عاصم اللي قلبه وقف خوفًا على حفيده ، وسناء اللي قلبها اتعلق بحفيدها أما نور فخافت على ابنها بس بمجرد ما أسعفوه ضيقها اتحول لسما اللي أنقذت الموقف بدلها .
مؤمن لمح ان القطعه اللي ابنه شرقان فيها كانت حتة عظمة من الفراخ اللي كان ماسكها في ايده ، بص لنور بلوم : انتِ ازاي بتدي ابنك فراخ بعظمها ؟
حاولت تدافع عن نفسها بتردد: هو أخدها بنفسه أنا مااديتلهوش
مؤمن زعق : انتِ بس بتزغطيه مش مهتمة تبصي لابنك تشوفيه بيبلع ولا لا، لو مش هتهتمي بابنك على الأقل وأكله يبقى
قاطعه عاصم بتنبيه : مؤمن
الكل بصله وهو كمل : ابنك بخير والحمدلله ، خديه يا سناء لو سمحتي اغسليله وشه وايديه وخلينا ناخده للدكتور يطمنا برضه عليه .
حاولت سناء تاخده لكن صرخ جامد ومسك في أبوه فقربت نور تاخده لكن نفس رد الفعل رفض تمامًا يروح معاها فبعدت ومؤمن هيتحرك فصفية اقترحت : خديه انتِ يا سما ممكن يروح معاكي طالما بيحب يلعب معاكي
نور بصتلها بحدة وفكرت تتكلم بس الكل مش هيسكت وأولهم حماها اللي مش بتطيقه ، سما قربت ومدت ايديها لإيان بابتسامة: تعال اغسل ايديك و وشك ونلعب ايه رأيك يا إينو ؟
إيان بصلها بتردد وهي مدتله ايديها بعدها بص لأبوه : روح معاها تغسل وشك وهنخرج نلف مع بعض بالعربية ماشي ؟
إيان ابتسم وراح لسما اللي مشيت ورا سناء بصمت تام
صفية حست ان في كلام متعلق فوقفت : هروح أطمن عليهم يحتاجوا حاجة .
لحقتهم ودخلت ورا صاحبتها و بنتها أما عاصم فبصلهم الاتنين وقال بصرامة : المشاكل اللي بينكم دي لو مش هتتحل يبقى فضوها سيرة وكل واحد يروح لحاله لكن ابنكم يروح في النص ما بين عنادكم ومشاكلكم لا وألف لا ، أنا لحد النهارده ما اتدخلتش يا مؤمن في أي قرار أخدته ، قلت أقعد عند عمتي وافقتك ، أتعلم كذا وافقتك ، هعيش في مصر وافقتك ، هشتغل هناك وافقتك ، حتى لما اخترت تتجوز واحدة ما دخلتش دماغي من أول مرة شوفتها برضه وافقتك – نور بصتله بحدة وكره فبصلها وكمل بصراحة – اه يا نور ما وافقتش عليكي لانك ما اتربيتيش في بيت سوي وسط أب وأم ، اه أبوكي راجل كويس لكن ماكانش موجود في حياتك و والدتك ست فاضلة لكن ظروفها كانت صعبة وأخوكي حاول يكون أب لكن هو نفسه كان محتاج لأب فالمحصلة والنتيجة انتِ، كارهة العيلة والتجمع والاخوة وكل المشاعر اللي ممكن تجمع أهل وبيت لانك اتحرمتي منها ، كنت عارف ان ده هيحصل بس قلت بلاش تقف في طريقه ، يمكن تقدر وتحاول تعوض اللي اتحرمت منه مش تكون أنانية وعايزة تكمل حياتها بأنانية وتحرم جوزها من عيلته وأهله ، بس سكت وقلت حياته وهو حر ومراته هو أدرى مني بها ومشاكلهم يحلوها لوحدهم لكن توصل لحفيدي لا يا مؤمن، طول عمري مستغرب ازاي أعز الولد ولد الولد وازاي حفيدي يكون أغلى من ابني اللي هو حتة مني لكن دلوقتي والنهارده عرفت – بص لابنه وقال بصدق- عرفت ان إيان أغلى منك يا مؤمن ، أنا الصبح قلتلك فكر في نفسك وسعادتك لكن دلوقتي هقولك لا فكر في إيان وبس ، شوف مصلحة إيان فين واعملها ، ده آخر كلام عندي .
خرجت سناء والباقيين وصفية بصت لبنتها : يلا يا سما يا بنتي خلينا نروح
حاولت سناء تمسك فيهم لكن صفية أصرت ، سما حاولت تنزل إيان أو تديه لجدته لكن رفض تمامًا وصرخ جامد فمؤمن بصلها : خليه معاكي هوصلكم يلا وهتمشى به شوية بالعربية .
صفية حاولت تعترض بس مؤمن رفض تمامًا وعاصم وقف : يلا هاجي معاك يا مؤمن نوصلهم ونروح للدكتور نطمن على إيان .
خرج والكل وراه وفضلت نور مع سناء الكره والغيظ والحقد مسيطرين عليها .
سناء اتحركت تطلع أوضتها بس نور وقفتها و مسكت دراعها بعنف : قصدك ايه من شغل الحموات ده ؟ ها ؟
سناء بصتلها بصدمة وحاولت تخلص دراعها منها بحدة: شغل حموات ايه ؟ بتتكلمي عن ايه ؟
نور بغيظ : تعزمي صاحبتك اللي طلعت فجأة دي أول ما اتخانقت أنا ومؤمن ؟ هي و بنتها مقصوفة الرقبة دي ؟ حركاتك مفقوسة ودمها سم ، أنا ومؤمن مش هنتطلق ريحي بالك وقولي لصاحبتك لأحسن تكون حاطة عينها عليه لبنتها البايرة دي
سناء زقت نور بعيد عنها وقالت بعصبية: اخرسي يا نور أنا لحد اللحظة دي بقول يا بت اسكتي وسيبيها تعمر بيتها بس لحد هنا وكفاية و بعدين سما مخطوبة وهتتجوز قريب أنا ما بخططش لخراب بيت ابني ، بعد إذنك
جت تتحرك بس نور وقفتها تاني بتهكم : سيبتي ابنك ليه ها ؟ ما تتخيليش أنا قد ايه بكره الأم الضعيفة .
سناء حركت راسها بعدم فهم : بتتكلمي عن ايه ؟ وأم ضعيفة ايه ؟