
صرخت بحقد : انتِ وقبلك أمي ، أمي اللي اتجوزت راجل أضعف منه انه يحميها و وافقت تكون درجة تانية في حياته هي وعيالها وانتِ وافقتي تتنازلي عن ابنك – بصتلها بحدة فنور أكدت – اه اتنازلتي عن ابنك لأخت جوزك تخليه لعبة لابنها .
سناء حطت ايديها على ودانها وعايزة تمشي بس نور مسكت ايديها بغضب : ليه مش عايزة تسمعي؟ علشان دي الحقيقة ، عارفة هناك كرهوني ليه ؟ علشان قلت الحقيقة اللي كلكم رافضين تشوفوها ، وهي ان ابنك أراجوز لكريم المرشدي ، ظل له وتابع لا أكتر ولا أقل وانتِ أمه سلمتيه لغيرك ، كان المفروض تحميه ، كان عيل ومش فاهم لكن انتِ كبيرة و واعية ليه اتنازلتي عن ابنك ها ؟ كنتي ناقصة فلوس ؟ جوزك غني ، كنتي ناقصة ايه علشان تسلمي ابنك لغيرك يربيه ؟ أنا قلتها وهفضل أقولها لحد ما أموت ، مش شايفة مؤمن غير أراجوز لكريم المرشدي ، كرهوني علشان قلتها وهيفضلوا يكرهوني بس أنا بحب مؤمن أكتر منكم كلكم ، سميتوا العلاقة دي بمسميات كتيرة أوي علشان تحسنوا منظرها وعلشان بس يخرسوكي انتِ وجوزك ، رسموا وهم وصدقتوه ، أصلهم اخوات ، أصلهم بيحبوا بعض ، أصلهم ما بيستغنوش عن بعض ، كريم اتجوز تعال نعمل فرح لمؤمن ونفرحه معانا ويتعمل فرح ابنك مع كريم علشان الأصل كريم مش ابنك ، ناخد فيلا نعيش فيها لا ازاي ، حسن المرشدي يبني ملحق زي ملحق الخدم في الجنينة للكلب بتاعهم وبحجة ايه ؟ يبقى براحته لكن أنا مش شايفاه غير ملحق للخدم ، البيت اللي بيتعمل في الجنينة جنب الفيلا الضخمة بيكون ملحق للخدم يا سناء هانم فابنك شايفينه خدام عندهم عملوله ملحق ، كل ده ليه ؟ علشان ما ينفعش يكون عنده فيلا خاصة به ، علشان هو خدام لكريم فيبقى تحت رجله وتحت طوعه طول الوقت وجابوه يقعد جنبهم وكله تحت مسمى بنحبه ، يا سلام على الحب وعلشان يسبكوا الدور أكتبله كام سهم من المجموعة علشان لو حد اتنفس نقول بالفم المليان ده صاحب أسهم وده ماله ، هتفوقي امتى وتشوفي ابنك على حقيقته وسطهم ؟ فوقي ، كريم شايف ابنك تابع له وبس ، يعني وسط كل المشاكل دي وطلاقنا ومؤمن هربان هنا موجوع كريم عمل ايه ها؟ تحبي أقولك ؟ طلب من مؤمن يرجع علشان الشغل علشان سيادته يروح يتفسح بمراته وأهلها ، مش ده اللي حصل ، سابوه يشتغل وسط أزمته ومشاكله وكلهم راحوا يتفسحوا في الساحل ، مع ان لو بيحبه بجد وبيخاف عليه كان قعد هو وطلب مؤمن يروح يغير جو مع ابنه وكانوا حاولوا يجمعونا نتصالح ، يعرضوا عليا ولو من باب العزومة أروح بابني يمكن نتصالح لكن لا ازاي ؟ كريم يتفسح بمراته وعيلته ، وابني يطلع علشان ابن كريم يلاقي حد يلعب معاه وما يضايقش أبوه وأمه ، عايزين كريم ومؤمن تانيين ، عايزين حد يسلي ابن كريم ومين يلعب الدور ده غير ابن مؤمن؟ بس أنا أقوى منك ومش هسمح ابني يكون لعبة لابن حد تاني ، ناهد أخدت منك ابنك عملته لعبة لابنها ودلوقتي أمل عايزة تاخد مني ابني لعبة لابنها ، حفيدك يبقى لعبة لابن كريم ، لو انتِ مواققة تتنازلي عن حفيدك زي ما اتنازلتي قبله عن أبوه وبعتيه أنا مش موافقة ومش هوافق ، فبدل ما تعملي خطة رخيصة وتحاولي تعرّفي ابنك على واحدة فاشلة بايرة ساعديني أخلص ابنك من سيطرة كريم وعيلته مش تحاربيني أنا ، بس حتى لو ما ساعدتينيش أنا هحافظ على بيتي وجوزي وابني ، ومش هرتاح غير لما أخلع عن مؤمن قناع الأراجوز اللي هو لابسه بعد إذنك يا … يا حماتي .
سابتها وطلعت أوضتها رزعت وراها الباب وبتاخد أنفاسها لانها حاسة انها بتنهج من الخناقة اللي كانت فيها ، قعدت على السرير بهدوء تحاول ترتب أفكارها وتشوف هتعمل ايه علشان تمشي من هنا بابنها وجوزها .
سناء فضلت واقفة مكانها كلام نور بيرن في دماغها ، ابنها أراجوز لكريم ، ابنها تابع ، خدام ، كلب ، رجعت بالزمن لابنها وهو طفل صغير ومرة ورا مرة بيروح عند كريم وكل مرة بيقعد أكتر وأكتر ، هل سحبوه من تحت ايديها زي ما نور بتقول؟ هل هي ماكانتش قوية زي ما نور قالت وحافظت على ابنها في حضنها ؟ معقول كل اللي فات ده وهم هي عايشة وبتقنع نفسها به ؟ بتقنع نفسها ان ابنها ما اتحرمش من الحب والحنان وناهد وحسن كانوا أب وأم له تانيين وبدل ما عنده أب واحد وأم واحدة بقى عنده اتنين ، معقول هي ضعيفة للدرجة دي وعميا للدرجة دي؟ قلبها وجعها ، وجعها لدرجة كبيرة جدا وكل ذكريات السنين اللي فاتت هجمت عليها ، كل خناقة اتخانقت مع جوزها بسبب موافقته ان ابنه يفضل عند كريم عاشتها من تاني ، كل وجع السنين رجع هاجمها مرة واحدة وطنين عالي غريب سيطر عليها ، حطت ايديها على ودانها تحاول تمنعه أو تقلله ماقدرتش ، وجع وطنين بيزيد وأنفاس بتضيق لحد ما انهارت مكانها ووقعت على الأرض باستسلام .
مؤمن في عربيته جنبه أبوه و ورا ركبت صفية وجنبها بنتها اللي شايلة إيان بتلاعبه ، صفية بصت لبنتها واتضايقت لما تخيلت للحظة ان بنتها ممكن تكون مربية لابن مؤمن لان أي واحد زيه بيتجوز مرة تانية بيكون عايز مربية بس بشكل كويس لعياله ، ليه بنتها شايلة إيان وحاضناه كده ؟ ليه الولد نام في حضنها؟
نفضت دماغها؛ بنتها مخطوبة وهتجوزها قريب ده وهم في دماغها وبس ، الناس لبعضها والدنيا فيها خير .
مؤمن بص في المرايا لابنه ولاحظ انه هادي في حضن سما فسألها بتوتر : هو ماله ؟ هو كويس ؟
سما بصت لإيان في حضنها وابتسمت : هو بس نايم
مؤمن بتوتر : متأكدة انه نايم ؟ بيتنفس ؟
عاصم اتوتر ولف ناحيته وسما قربت وشها منه وبعدها بصت لمؤمن : كويس يا باشمهندس وبيتنفس بانتظام ، ابنك كويس ، ما تقلقش
عاصم بص لابنه : قدامك دكتور محمود بتاع الأطفال اقف خلينا نطمن عليه – بص لصفية باستئذان – معلش يا أم سمير هنقف نطمن عليه لأحسن الواحد قلق من نومه كده .
صفية : يا أبو مؤمن قلتلكم سيبونا وانتم شوفوا حالكم .
عاصم باختصار : نطمن على إيان والباقي سهل .
مؤمن وقف ويادوب هياخد ابنه من سما لكن هي نزلت من العربية : هاجي معاك يلا ، محتاجة أطمن عليه – كملت بابتسامة مرحة- مع اني مطمنة بس علشان نطمنك أكتر انت وعمو .
دخلت هي قبلهم وسلمت على الممرضة الموجودة بعدها دخلوا عند الدكتور اللي كشف على إيان بعدها طمنهم عليه .
خرجوا من العيادة و عاصم قابل كام واحد من أعيان البلد اللي نادوا عليه بسبب مشكلة عندهم فاستأذن من مؤمن وراح يقعد معاهم وساب مؤمن يوصل صفية وبنتها لبيتهم .
صفية حاولت تعزم على مؤمن ينزل معاهم بس رفض تمامًا ونزل ياخد ابنه من سما
بصلها بامتنان: أنا مش عارف أشكرك ازاي بصراحة يا دكتورة ؟ انتِ النهارده.. مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه ؟ أصلًا أنا عقلي وقف تماما عن التفكير مع اني عارف كويس الإسعافات الأولية.
ابتسمت بتفهم : بس في حالة حد قريب وغالي كتير بيتجمد مكانه وبينسى كل حاجة بس صدقني لو أنا مش موجودة كنت هتعرف تتعامل ، كنت هتتخطى الأزمة والتوتر وبعدها هتتعامل صح طالما عارف الإسعافات الأولية ، المهم حمد لله على سلامته .
أخد إيان منها وركب عربيته واتحركوا مع بعض الاتنين ، وقف على جنب بص لابنه كتير وهو بيحمد ربنا من جواه انه بخير ومش عارف يفكر لو جراله حاجة كان ممكن يعمل ايه ؟
كلم سيف يطمئن عليه وعلى صحته وبعدها لاحظ ان في دوشة عالية عنده فسأله: انت فين يا سيف ؟
ابتسم : في البيت وحياتك
مؤمن بحيرة : امال ليه حاسك في فرح ولا معرفش ايه الدوشة دي كلها ؟
ابتسم و وضحله : عندي أهل مراتي كلهم فالجو صاخب شويتين تلاتة وبعدين ما تنساش ان فرح الغلبان بعد كام يوم فطبيعي يكون في هيصة شوية ودوشة
مؤمن سأله بفضول : وانت أخبارك ايه وسط الدوشة دي ؟
سيف بص للي حواليه ورد: بعاني في صمت والحمدلله ، المهم يا مؤمن أنا الحمدلله بخير وتمام لكن طمني عليك انت ، هروبك ده مش هينتهي ؟ مش هترجع تستقر بقى ؟
اتنهد وهو باصص لابنه : هرجع يا سيف هروح فين يعني ؟ المهم مش هعطلك روح لعيلتك وأنا هروح علشان إيان نام في العربية .
قفل واتحرك للبيت وسيف رجع للهيصة اللي هو قاعد فيها.
عز متابعه وملاحظ انه بيتجنب النظر أو الرد على سلوى وحس ان في حاجة حصلت بينهم بس مش وقته يعرفها .
مؤمن روح بيته وداخل شايل ابنه، لقى البيت هادي ومفيش صوت، فطلع مباشرة أوضته كانت نور قاعدة مستنياه وقفت ولسه هتتكلم بس شاور بايده انها تسكت وحط ابنه على سريره وقبل ما يخرج وقفته بتحفز : انت رايح فين ؟ أنا عايزة أرجع مصر
بصلها بهدوء : أعتقد مفيش ولا باب مقفول وانتِ كبيرة وناضجة وتعرفي تروحي ولا ايه ؟
اتحرك علشان يخرج من الأوضة بس مسكت دراعه بغضب: باباك أهانني وأنا مش هقبل الإهانة دي ، فاتفضل روحني .
بصلها بضيق : أروحك فين معلش ؟ وبعدين محدش بيهينك يا نور انتِ اللي بتهيني نفسك بتصرفاتك وبأسلوبك وقلة ذوقك مع الناس حواليكي ، تعرفي أنا مش قادر أفهم هو أنا كنت أعمى ومش شايفك كويس ولا انتِ اتحولتي لإنسانة سيئة للدرجة دي ؟ بجد مش عارف ، بعد إذنك هروح أشوف أمي فين وأطمنها على إيان .
سابها وخرج وهي قعدت مكانها مستغربة نفسها لأنها نسيت حتى تسأله راح لدكتور بإيان ولا لا؟
مؤمن راح أوضة سناء بس الأوضة فاضية ، استغرب هي فين ؟ نزل يدور عليها ، نور الانتريه تحت منور فدخل يشوفها واتصدم لما شافها واقعة على الأرض ، جري عليها وقلبه هيقف من الرعب ، حط ايده على رقبتها يشوف نبضها و حاول يفوقها لكن مش بتستجيب ، طلع موبايله بتوتر وماعرفش رقم الإسعاف ايه ولا يعمل ايه ؟
اتصل بأبوه اللي بمجرد ما رد قاله بسرعة: بابا ابعتلي الإسعاف على البيت بسرعة لو سمحت .
عاصم وقف وقلبه هيخرج من مكانه خوفًا على إيان : خير لمين ولا ايه اللي حصل ؟ إيان بخير ؟
مؤمن بتوتر : ماما اغمى عليها في الأرض ومش عارف أفوقها ، ابعت الإسعاف بسرعة .
قام ونادى نور اللي بصتله فقال بانفعال : هاتي برفان بسرعة
استغربت : ليه ؟
زعق بغضب: امي مغمى عليها اتحركي بسرعة .
راحت جابت برفان ونزلت وأول ما شافتها على الأرض الخوف سيطر عليها ، معقول تكون تعبت و وقعت من الكلام اللي هي قالته ؟ معقول جتلها سكتة قلبية ولا جلطة ولا أي حاجة من الحاجات دي ؟
بقلم : الشيماء محمد أحمد
شيمووو