روايات

الفصل الخامس والخمسون

بصت للأرض بحرج، فهو رفع وشها: “حاضر هخلي بالي منه. اقنعي أمك بقى لحد ما نرجع، علشان المجنون ده عايز ينجز.”
ابتسمت وحضنته تاني: “ربنا ما يحرمني منك.”
ابتسم: “ولا منك يا روحي.”
هوليا حضنته وشافت إيديهم اللي ما سابوش بعض، فطمنته: “ما تخاف عليها. hiç bırakmayacağım (مش هسيبها لحظة)، ولو تحب ممكن kalırım yanında (أنام معاها) لحد ما ترجع لها بالسلامة.
ابتسم: “مش لدرجة النوم معاها.”
هوليا بصدق: “أنا بتكلم جد.”
سيف ابتسم بحرج: “عارف، بس أنا عايز أكلمها الليل كله، مش هعرف وإنتِ معاها.”
ضحكت وضربته في صدره: “Tamam ya beyim (ماشي يا سيدي)، مش هنام معاها، بس oturacağım yanında (هقعد جنبها) وهمسك لها عصاية لو قامت من على الكتاب.”
سيف ضحك: “برضه مش لدرجة عصاية.”
سلوى قربت، فهنا همس سابت إيده وهو بصلها بس ما اعترضش. راح لأمه حضنها أوي، بعدها اتكلم بحيث هي بس تسمعه: “علشان خاطري خلي بالك من همستي دي قلبي من جوه زعلها بيوجع قلبي.”
بعد وبص لعينيها: “ينفع لحد ما أرجع بس ما تزعليهاش وأنا مش موجود.”
ابتسمت وحطت إيدها على خده: “حاضر، هعمل pause لحد ما ترجع بالسلامة. بس سيف ما تتأخرش، خلاص كرهت السفر والبعد وما صدقت إنك استقريت وبطلت سفر.”
ابتسم: “حاضر يا روحي حاضر.”
عز قرب: “طمني أول بأول وكلمني أول ما توصل.”
سبيدو وصل ودخل شاف الكل بيحضن فيه: “إيه يا جماعة؟ دول يومين، محسسني إنه مهاجر.”
هوليا شاورت له: “غيران منه؟ تعال، هنحضنك زيه؟”
ضحك وقرب: “إن كان كده ماشي.”
راح لهوليا، ضمته: “بكرة هتبقى زيه بالظبط، ويمكن أكتر كمان.”
الكل سلم على سبيدو إلا سلوى، كانت متضايقة منه فسلمت باقتضاب واضح. بعدها بص لسيف: “يلا كده يدوب نوصل المطار.”
سيف طلع معاه لبره، بس همس طالعة معاه لحد باب الفيلا. وقف وبصلها: “خلاص، ادخلي إنتِ بقى.”
رمت نفسها في حضنه واتعلقت برقبته، فهو رافعها من على الأرض وأخدها كلها في حضنه.
عيطت المرة دي، وهو حاول يفك إيديها من حوالين رقبته، لكنها مسكته جامد.
سبيدو ملاحظ حركاتهم فابتسم بتأثر ودعا ربنا ما يتفرقوش أبدًا عن بعض.
هوليا طلعت، فسيف بصلها فهمته، وقربت بتشد همس: “hemes حبيبتي، هيتأخر على طيارته، سيبيه يا روحي.”
همس بعياط: “مش قادرة أسيبه.”
هوليا: “يومين وهيرجعلك يا روحي.”
شدتها وهي سابته، فباس خدها وبص لهوليا: “ما تسببيهاش تعيط كتير بعد ما أمشي.”
ابتسمت: “Merak etme (ما تخافش)، هي هتسكت zaten (أصلًا) بعد ما تمشي. اتكل على الله.”
نزل وركب عربيته، ونصر اتحرك بيهم. صمت تام سيطر على العربية لحد ما وصلوا المطار، ودخلوا وخلصوا كل الإجراءات وقعدوا في انتظار الطيارة.
سبيدو علق: “ما تخيلتش إنكم متعلقين ببعض كده.”
سيف باستغراب: “قصدك مين؟ هوليا ولا همس؟”
سبيدو ابتسم: “الاثنين، بس قصدي همس أكتر.”
سيف اتنهد وسكت شوية: “أنا نفسي ما تخيلتش إنه هيبقى صعب أسيبها وأسافر، قولت عادي، أنا بسافر كتير، بس ما طلعش عادي.”
سبيدو سأل بفضول: “هو الحب قبل الجواز مختلف عن بعده؟”
سيف بتأكيد: “طبعًا، قبل الجواز حاجة وبعده حاجة تانية خالص. قبل الجواز آه بتحبها، بس عادي، كل واحد في بيت، وكل واحد له حياة، والدنيا بتمشي. لكن بعد الجواز بتبقوا حرفيًا روح واحدة. الحب مرة واحدة تلاقيه تضاعف ألف ضعف، هي بتنام وتقوم وتقعد في حضنك، إنت بقيت مسؤول عن كل كبيرة وصغيرة تخصها، بقت حرفيًا حتة من روحك. بتصحى في حضنها وتنام في حضنها، فإنك تعمل الحاجات البسيطة دي وهي مش في حضنك بتبقى صعبة.”
سبيدو بص له وهو بيسمعه بتركيز شديد وتأثر، فسيف كمل بغيظ: “وطبعًا أنا بكلمك وإنت بتفكر في أختي؟”
سبيدو بذهول: “طيب والله ما حصل، أنا سألت عامة، ما فكرتش في أختك.”
سيف بمشاكسه: “قصدك مش بتحبها كفاية وهي عادي عندك يعني؟”
سبيدو اتصدم ومبقاش عارف يقول إيه: “هاه؟”
سيف: “يعني طبيعي لما أتكلم عن الحب والاحتياج، أي حد هيفكر في حبيبه، فإنت بتقول ما فكرتش، فهل مش بتحبها كفاية، ولا فعلًا فكرت، ولا بتكدب عليا ولا إيه؟”
سبيدو فضل شوية باصص له، بعدها وقف: “أنا هروح أسأل الطيارة هتقلع إمتى؟”
سابه وقام، وسيف ضحك. موبيله رن، كانت همس فرد عليها: “هديتي ولا لسه؟”
سمع صوتها مخنوق: “هديت.”
اتضايق من صوتها: “ماشي، هعمل مصدق. حاولي تنامي شوية، عندك محاضرات بكرة، ولو سمحتي ما تغيبيش.”
ابتسمت: “حاضر، مش هغيب. عندي حاتم بكرة أول محاضرة.”
سيف بتحذير: “همس! حاتم…”
قاطعته: “مش محتاج توصيني حبيبي.”
سيف ابتسم: “حاضر، مش هوصيكِ.كنت هقولك حاتم اتوقف شوية اكيد هيدخلكم حد غيره ، المهم فاكرة لما قولتلك ما تعاديش دكاترة ومستقبلك متعلق بيهم؟”
استغربت: “آه فاكرة.”
صححلها: “كنت غلطان. ما تجيش على نفسك علشان حد، واللي يضايقك طلعي عينه وردي براحتك، واعملي ما بدالك، وجوزك واقف في ظهرك. مش هسمح لحد يجي عليكِ. اعملي ما بدالك يا روحي، تمام؟”

الصبح كريم وأمل معاه راحوا المستشفى الخاصة اللي شغال فيها نادر، وناريمان قابلتهم هناك وراحوا المعمل كلهم علشان ياخدوا عينات.
استدعوا دكتورة رباب بتاعة النسا والولادة، وحذرتهم: “واجبي كدكتورة أحذركم إن التحليل ده غلط وقت الحمل، ويفضل ننتظر لبعد الولادة.”
أمل علقت بحدة: “هي بتتهم جوزي إنه أبو اللي في بطنها، مش هننتظر خمس شهور ولا ستة، تفضل فوق راسنا تقول حامل في إبنه.”
ناريمان بهدوء: “خدي العينة خليني أخلص من الحوارات دي، بس خلي بالك يا أمل، أنا هشاركك في جوزك بعد ما نتيجة التحليل دي تطلع.”
أمل حذرتها: “ده عشم إبليس في الجنة، احلمي.”
بصت للدكتورة: “لو سمحتي ابدئي علشان نخلص من الحوار ده.”
الدكتورة سحبت العينة، وبعدها الثلاثة مع بعض، فناريمان قالت: “سلميهم العينة يعملوها بنفسهم في أي مكان.”
بصت لكريم: “ابقى بلغني بالنتيجة.”
سابوها وراحوا المعمل، وأخدوا عينة من كريم علشان تتقارن بيها. راحوا بعدها الشركة، وطول الطريق ساكتين، لحد ما طلعوا مكتبه. كريم سألها: “تفتكري خطتها إيه؟”
أمل بغيظ: “مش عارفة، بس هي مضايقاني لدرجة إني عمر ما كرهت حد في حياتي قد ما كرهتها هي. بني آدمة مستفزة.”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل