روايات

الفصل الثالث والخمسون

سيف ابتسم بغموض: “ساعات بكون في مود المسامحة، بس للأسف حاليًا أنا مش في مود المسامحة. بعد إذنكم، علشان صديقي المقرب عنده حالة وفاة واضطريت أسيبه وأجي هنا، ولازم أرجع له. نتقابل بعد أول امتحانات ميدتيرم أو تحديدًا بعد النتيجة.”
خلود وقفت في وشه قبل ما يوصل عربيته: “حتى لو هتمتحن، هنافسها على المركز الأول وهاخده منها.”
سيف بصلها من فوق نظارته: “هو أنا مش قلتلك إنك عسكري في لعبة الشطرنج؟ دورك انتهى. إن الله حليم ستار، بس ده ربنا. أبوكِ هيجي ياخدك النهارده، ولو أبوكِ مش راجل كفاية فمش مهم، الجامعة هترفدك.”
خلود بغضب: “ليه إن شاء الله؟ سايبة؟ أنا هروح للسوشيال ميديا وهفضحكم و…”
قاطعها سيف بهدوء: “هششش. كل مرة طلعتي فيها مكتب حاتم في الأسبوع اللي فات كله، معايا تسجيل صوت وصورة. عملت لك فيديو عنب وبعته لأبوكِ.”
خلود عينيها وسعت ومش مصدقة. فهو كمل: “هنشوف رد فعل أبوكِ الأول لما يشوف بنته في حضن واحد زي حاتم. ولو أبوكِ ما اتحركش، مجلس الكلية يتحرك. حذرتك يا خلود وما سمعتيش الكلام. استحملي اللعب مع الكبار.”
كان هيمشي بس تراجع: “ومعلومة صغيرة، لا تفتكري إن حاتم بيحبك بس. في خمسة غيرك بيطلعوا مكتبه وبيعمل معاهم نفس اللي بيعمله معاكِ بالظبط. ما قررتش لسه هرفد الباقيين ولا هسيبهم؟”
أخذ همس ومشي بيها وهي فضلت ساكتة لحد ما بعدوا عن الجامعة تمامًا. بصت له بترجي: “ينفع نروح شقتنا ولو ساعة واحدة؟ بس ساعة.”
بص لساعته وغير طريقه: “ينفع طبعًا، إنتِ تشاوري.”

فاتن كانت جنب هند في العزا وهمست: “أختك كلمتك؟ عرفتي عملت إيه في التحقيق؟”
هند بتوتر: “لا يا ماما، هبعتلها رسالة نطمن.”
بعتتلها رسالة وانتظرت الرد. شوية وناولت التليفون لمامتها تقرأ رد همس:
“(هند الحمد لله كله تمام وخلصنا التحقيق على خير. سيف خرس الكل وهيخليهم يعتذروا ليّ وسط المحاضرات بكرة. اطمني وطمني ماما وبابا لحد ما أوصل لعندكم، ساعة كده ولا حاجة ونيجي).”
فاتن تنهدت بارتياح وبعتت لخاطر رسالة تطمنه هو كمان لأنه كان هيتجنن عليها.

كريم راح لمروان عزّاه مرة تانية قبل ما يعتذر إنه لازم يروح لمؤمن، فمروان عذره واعتذر منه إنه مش قادر يساعدهم.
أخذ أمل وماشي بيها، وفي الطريق أمل كانت بتفكر في ناريمان: “ناريمان جت امبارح.”
بصلها بصدمة: “جت؟ جت فين؟”
أمل بصتله: “البيت.”
كريم بغضب: “وما قولتيش ليه؟ وما طردتيهاش ليه؟ وكانت عايزة إيه؟ و…”
قاطعته أمل: “كريم؟ وبعدين؟ جت تتكلم مع والدتك، ونونا طردتها.”
كريم بغضب مكبوت: “كانت عايزة إيه؟”
أمل بغضب مماثل: “عايزة تقول لمامتك بشكل شخصي إنها حامل في حفيدها، وإنها ما تعاديهاش علشان تسمحلها فيما بعد تشوف حفيدها.”
كريم كان بيسمعها وبيفكر جديًا لو يروح يقتلها، أما أمل فكملت: “ومش بس كده، هي مستعدة تعمل التحليل من بكرة بتاع الـ DNA، بتقولك شاور على المكان والزمان.”
كريم بغضب وحيرة: “قصدها إيه هاه؟ معتمدة على إيه؟”
أمل زفرت بضيق: “مش عارفة، بس هي خرجت إزاي من الحبس؟”
كريم وضح: “المحامي خرجها بكفالة بسبب حملها وحالتها الصحية، غير إن أبوها تحمّل كل حاجة علشان يطلعها من القصة دي كلها. وبعدين يا أمل؟ هنخلص منها إزاي؟”
أمل بتفكير: “مش عارفة يا كريم، بس اللي عرفاه إنها مخططة لحاجة من بدري ومطمنة إنها هتنجح، ليه؟ مش قادرة أعرف. تظهر بس نتيجة الفحص وبعدها نخلص منها تمامًا. المهم دلوقتي إيان نلاقيه، ده أهم حاجة علشان قلبي يرتاح. قلبي واجعني أوي يا كريم، ما وصلتوش لأي حاجة عنه؟ مفيش حد شافه إزاي؟”
كريم بوجع: “مش عارف يا أمل، زي ما يكون اتبخر.”

سيف وصل بهمس شقتهم، وأول ما قفل الباب، تبادلوا نظرة طويلة ماحدش فيهم نطق فيها. قرب منها بخطوات هادية منتظرها تتكلم بما إنها طلبت يروحوا هناك لوحدهم، لكنها فضلت ساكتة.
سألها بهدوء: “جبتينا هنا ليه لو هتفضلي ساكتة؟”
بصت للأرض بخجل، وبعدها رفعت عينيها له، قربت خطوة وحطت إيدها على كتفه: “حسيت بأحاسيس كتيرة النهارده. حسيت بالرعب، بالقلق، بالتوتر، وبعدها حسيت بالثقة، بالكبرياء، بالأمان. حسيت إن في راجل ورايا وفي ظهري دايمًا هيدعمني مهما يحصل، مش هيسيبني أقع. حسيت إني عايزة… أو عايزاك تاخدني في حضنك.” توقفت بتذكر: “بحنية… مش بغباء.”
ابتسم وبص للأرض، بعدها شدها عليه وقربها لحضنه. ملس بظهر إيده على خدها بحب: “كان جوايا حاجات كتير مش عارف أتعامل معاها. مش عارف يا همس أفسر اللي حصل امبارح بإيه، أو أقولك حاجة تعذريني عليها، بس كنت محتاج لده بالشكل ده. كان مجرد تفريغ شحنة مش أكتر، فمعلش. حاولي تنسيه وتدوري على طريقة تسامحيني بيها على غبائي معاكِ.”
كلمها وهو قريب منها، وشه قصاد وشها وشفايفهم شبه لامسين بعض. هي مغمضة عينيها بتسمعه بجوارحها، منتظرة منه يقرب أكتر.
كان منتظرها تتكلم أو تعبر عن إحساسها، لكنها فضلت ساكتة ومغمضة عينيها، فمش عارف يقراها كويس. نزل بإيده من خدها لشفايفها يداعبها: “كلميني.”
فتحت عينيها وباست إيده اللي كانت على شفايفها، ورفعت عينيها له: “بجد محتاج أكلمك؟”
كان هيهجم عليها لكنه منع نفسه، وبمنتهى الرقة لمس شفايفها. بعد عنها والتقت أنفاسهم، اختلطت ببعض، كل واحد بيتنفس نفس الثاني. رفعت إيديها ببطء حوالين رقبته، وهو إيديه على خصرها، ضمها براحة لقلبه. فضلت شوية في حضنه حاسة بالاحتواء.
همس بحب بتسأله: “هننزل ولا هنكمل الساعة في أوضتنا؟”
رد بهمس: “إنتِ عايزة إيه؟”
أجابته برقة: “إنت عارف دايمًا اختياري هيكون إيه.”
بصت لعينيه وهي في حضنه: “طيب منتظر إيه؟”
شدد إيديه حواليها، وزي ما هي في حضنه رفعها من على الأرض بحيث ما يقطعش نظراتهم. دخلوا أوضة نومهم يتكلموا بلغة العشاق.
بعد شوية، كانت نايمة على صدره. سألته: “عرفت إزاي تجيب الفيديو بتاع الصورة؟”
ابتسم وباس راسها قبل ما يحكي لها: “الفيديو معايا من بدري، من ساعة حوار الصورة. كان لازم وقتها يكون معايا ضمان إن محدش يستخدمها تاني ضدنا. فضغطت على هايدي، وقالت لي مين اللي صور الفيديو، وتواصلت معاه، خوفته وأخدت منه الفيديو.”
سندت على صدره باستمتاع: “طيب وفيديو خلود ومايا؟”
كان بيلعب في شعرها وبيبعده عن وشها: “من فترة حطينا حاتم وخلود ومايا تحت المراقبة، واكتشفنا إنهم كلهم بيتقابلوا دايمًا في مكتب حاتم. فحطينا كاميرات مراقبة في مكتبه، واتصدمنا باللي بيعمله مع البنات، خلود ومايا وكام بنت صغيرين.”
همس بفضول: “ليه بيكرهك؟ ليه بيقول إنك شرير قصته مع إنه زبالة؟”
تنهد بحيرة مش عارف يجاوبها: “اختلفنا وإحنا في أول سنة بره بنحضر الماجستير. مش حابب أتكلم عن الفترة دي. كل اللي هقولهولك إني وقتها اتعرضت لموقف غبي واضطريت أتعامل مع الغباء ده. فهو افترض إني قاصد أزعله. حاولت أفهمه أو أكلمه، لكنه قفل عقله تمامًا. مع إنه لو حكم عقله للحظة كان هيفهم الحقيقة. بس هو غبي، ولسه غبي، وبيضيع نفسه بالبنات والشرب والسهر. وراجع مصر… مش عارف صراحة هو راجع ودماغه فيها إيه؟ ممكن تقفلي الكلام عن حاتم وباقي الناس وخلينا نتكلم عننا؟”
ابتسمت وسندت على إيديها اللي شبكتهم فوق صدره: “عايز تتكلم عن إيه طيب؟”
رفعها براحة وعكس وضعهم بحيث يكون هو فوق: “عايز أتكلم عن كل الكدمات دي اللي في جسمك. مش عايز الموضوع يسيب أثر سيء عندك يا همس. مش عايزك تخافي مني.”
همس بتردد وبخجل: “سيف، ما تفكرش كتير في الموضوع ده. يعني إنت… أقصد إنك مكنتش عنيف… لا، كنت شوية في البداية، بس بعدها… مش عارفة يا سيف. حسيتك موجوع وعقلك مش فيك نهائي. مغمض عينيك وباصص للسقف، وحساك في مكان مختلف تمامًا مش معايا. إنت لو بصيت لي وشوفتني لا يمكن كنت تبقى بالشكل ده. لكن إنت كنت في مكان صعب وبتفكر في أفكار صعبة.”
بعد عنها ورقد جنبها، وبص للسقف مستغرب إزاي بقت بتفهمه بالشكل ده؟
كملت: “فكرت في إيه كده؟”
فضل باصص للسقف: “فكرت في كل حد هددني بيكِ، وحسيت بغضب رهيب جوايا. غضب من كل حد حوالينا. حسيت بوجع غريب. المهم…” – اتعدل وسند على دراعه – “…أنا اتحديت الكل في السوشيال ميديا والدنيا كلها هتنتظر نتيجتك، وده معناه إيه؟”
همس ابتسمت: “إيه؟”
سيف: “إن سيادتك تذاكري ليل نهار وكلنا حواليكِ. دلوقتي يلا علشان مروان ولا سبيدو ولا مؤمن، والله أنا مش عارف هروح فين ولا فين ولا أعمل إيه حتى؟”
تعاطفت معاه: “إنت ممكن تفضل في حضني وتسيبهم كلهم؟”
ضحك: “وده الحلم العربي المستحيل يا همس. قومي يلا، اتأخرنا.”

خلود راحت لمكتب حاتم، دخلت ورزعت الباب: “إنت بتخوني؟ بتضحك عليا؟ رد! انطق! بتعمل كده ليه معايا؟”
حاتم بصلها بذهول: “بخونك مرة واحدة؟ مين إنتِ علشان أخونك أصلًا؟” – ملامحه اتغيرت وبجدية – “وبعدين أوعي تنسي إنك بتكلمي أستاذك هنا، أحسن أقسم بالله أنادي الأمن يرموكِ برا الكلية.”
خلود مصدومة: “إنت قولت بتحبني؟”
حاتم ضحك: “إمتى؟ مش فاكر إني نطقت كلمة بحبك دي أبدًا. إنتِ هتتبلي عليا ولا إيه؟ ده ناقص تقولي كمان كنتِ فاكرة إني هتجوزك!”
خلود بتمسح دموعها: “آه، أمال إنت كنت بتحضني ليه، ها؟ بتبوسني ليه؟ كنت بتلمس جسمي بالطريقة دي ليه لما مش بتحبني؟”
حاتم اتعدل ووقف بجدية: “بقولك إيه، الموضوع كان عرض وطلب. إنتِ عرضتي وأنا أخدت. عرضتي جسمك وأنا راجل، أي واحدة تمد إيدها همسكها صراحة، وأي راجل كده. بنضعف قدام أي بنت، حلوة، وحشة، بيضة، سمرا، كل دي شكليات مش بتفرق معانا.”
خلود بقهرة: “سيف الصياد عمره…”
قاطعها بغيظ وبتريقة: “سيف نفسه وحشة، انتقائي، بيحب الحاجات المميزة. وصراحة، الحق يتقال، بيحب دايمًا يكون هو أول حد يلمس الحاجة. حاجته محدش بيلمسها قبله، آه ممكن بعدها يتبرع بيها أو يرميها، لكن قبله لأ. علشان كده اختار فرسة.”
خلود بغضب: “فرسة؟ وأنا ناقصة عنها إيه؟”
بصلها يقيمها من فوق لتحت: “جيتي رميتي نفسك في حضني ونظراتك كلها كانت بتقولي اتفضلني. أتحداكِ لو هي كانت كده مع سيف. وأتحداكِ لو حتى باسها قبل ما تبقى بتاعته رسميًا. همس ملهاش زي، ذكية، جميلة. حاسس إنها من النوعية اللي لو حد حاول أو جرب يتمادى معاها هتقلع اللي في رجلها، صح؟” – كان بيتكلم بحماس غريب وإعجاب وتمني – “لما تشوفيها معاه ودايبة بين إيديه تتمنيها. بس في نفس الوقت لو قربتِ منها هتلاقيها قطة شوارع، اللي يلمسها تخرمش أمه. دي النوعية اللي بتعجبنا، قطة ناعمة في حضني وشرسة ومتشردة مع اللي يبصلها، مش يكلمها. وسيف اتجوزها علشان هي كده.”
خلود بحقد: “لعلمك بس، هي كانت بتروح معاه اليخت بتاع صاحبه وتقعد معاه وفي حضنه.”
حاتم ابتسم وسألها باهتمام: “كانت بتروح اليخت ليه معاه؟”
خلود بتسرع: “يذاكر لها و…”
قطعت كلامها وسكتت، فهو ابتسم وكمل: “بتحبه وبيحبها وعايزة تشوفه بس مش عايزة تضيع وقت. فهو اقترح عليها إنهم يتقابلوا، وفي المقابل هيذاكر لها، صح كده؟ دي دماغ الأوائل. وما تنسيش سيف كان صاحبي وكان الأول برضه على دفعتنا، وهي الأولى زيه. فطبيعي كل اللي بيحصل. إنتِ اتفوقتي لأنك صاحبتها، اتشعبطتي في رقبتها، ذاكرتي معاها، شرحت لك، وقعدتك جنبها فاتفوقتي معاها. ونسيتي نفسك ومكانك وافتكرتي نفسك ذكية بجد. بس الحقيقة إنك غبية يا خلود، مش بتفهمي بسرعة، مش لماحة، بيتضحك عليكِ بسهولة، ساذجة لدرجة غير طبيعية. سر نجاحك السنين اللي فاتت كان علشان همس معاكِ، مش علشان إنتِ مجتهدة. ده المثل بيقول من جاور السعيد يسعد. المهم بما إننا بنتكلم بشكل حضاري وأوبن مايند، ما تيجي برا الكلية آخدك شقتي وأوعدك هبسطك. هوريكِ همس بتعمل إيه مع سيف لما يروحوا. إيه الرأي؟ ومش بس كده، هذاكر لك ساعتين بحالهم بعدها. عرض أهو ما يتكررش.”
كانت هتتكلم بس رفع إيده وقفها: “وعرض كمان حلو مش هتلاقيه. لو إنتِ بنت يعني وخايفة، أوعدك هحافظ على عذريتك. أعتقد مش هتلاقي العرض ده في أي مكان. قولتي إيه؟”
خلود بتحرك رأسها بصدمة: “إنت سافل… سافل ومنحط و…”
حاتم وقفها: “اطلعي بره مكتبي. مش بحب الدراما، بره.”
خلود موبيلها بيرن وكان أبوها، قلبها وقع، مش عارفة هتقول إيه؟ بصت لحاتم: “أبويا، زمانه عرف، أعمل إيه؟ ربنا ينتقم منك.”
حاتم بتريقة: “وأنا مالي يا لمبي؟ كنت ضربتك على إيدك؟ اطلعي بره شوفي أبوكِ ولا دُنيتكِ إيه، يلا.”
خلود مسحت دموعها وهتطلع، بس حاتم وقفها: “إنتِ عرفتي منين؟”
بصت له بحيرة، فهو وضّح: “عرفتي منين إن فيه غيرك بيجي المكتب هنا؟”
خلود بشماتة: “عرفت من سيف. ولعلمك هو عارف بحقارتك دي مع كل بنت هنا.”
حاتم ضحك جامد: “وماله عادي. وبعدين هو نفسه زمان كان بيشاركني الحقارة دي.”
خلود طلعت بره ومش عارفة إزاي ترد على أبوها. أخدت نفس طويل بعدها ردت عليه: “أيوه يا بابا.”
سمعت صوته بيزعق: “بابا؟ جَك بَو لما يشيلك. ياريت كانوا جابولي خبرك ولا جبتيلي الفضيحة يا بنت الكلب، يا *** و***.”
فضل يشتم فيها كتير بأقذر الألفاظ وهي مش عارفة ترد ولا تتكلم.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل