روايات

الفصل الثالث والخمسون

أخيرًا انتبهت عليه: “تغوري على المدينة حالًا، تلمي حاجتك. مسافة الطريق هكون عندك آخدك. اتنيلي!”
خلود بلهفة: “بابا اسمعني، الفيديو ده تركيب مش حقيقي، صدقني مش حقيقي. امتحانات الميدتيرم داخلة وأنا…”
قاطعها بغضب: “مفيش امتحانات، مفيش خلاص، بح، شطبنا. إنتِ متخيلة أسيبك عندك ترجعيلي بعيل يا بنت *** يا ***؟ قال امتحانات قال! لمي حاجتك يا هاجي أجرجرك من شعرك. لسه هتقول امتحانات قال.”
قفل في وشها وهي فضلت مكانها تعيط، مش عارفة هتعمل إيه؟ اتصلت بأمها، ردت عليها: “إخص عليكِ يا خلود، إخص. كنتِ فاكرة إيه؟ هيبصلك زي همس، صح؟ بس همس كانت بتروح لجوزها تذاكر ولا تقعد في حضنه؟ ها؟ كنتِ فاكرة إيه؟ هيحضن ويبوس، بعدها يقولك أجي لأبوكِ؟ مين صورك يا بت؟ وإزاي تتصوري؟ إزاي يا غبية يا متخلفة؟”
خلود بعياط: “قولي لأبويا ما يجيش. كلها كام شهر واتخرج. حرام عليكم.”
صرخت: “حرمت عليكِ عيشتك، قال حرام قال؟ وإنتِ لما ترمي نفسك في حضن راجل مش حرام؟ دلوقتي بتقولي حرام؟ تعرفي الحرام؟ أي بنت تفرط في شعرة من شعرها عايزة الحرق. قال تتخرج قال؟ تعالي نجوزك كلب طالما عايزة الأحضان يا بنت الكلب. رايحة تتحضن وتتباس؟ آه لو الفيديو اتنشر على الفيس هتبقى فضيحتك وفضيحتنا بجلاجل. ربنا يسترها، أبوكِ هيموت فيها. هتفضحينا على آخر الزمن؟ كنتِ بتبصي لسيف، خطيب صاحبتك، وطمعتي فيه ورميتي نفسك لكلب. فاكرة أي دكتور هيبقى زيه؟ طيب، هي محترمة وعرفت تتعامل باحترام وهو محترم واتجوزها. إنتِ بقى؟ هيجي يطلب إيدك؟”
خلود غمضت عينيها، وأمها زعقت: “ردي، هيجي يطلبك من أبوكِ؟”
خلود بعياط: “لا، مش هيجي.”
أمها بتهكم: “طبعًا مش هيجي. اللي زيك رخيصة ما يآمنش يحطها في بيته. غوري حضري شنطك، لأحسن أبوكِ طلع من عندي وساعتين هيكون عندك هيجيبك.”
قفلت في وشها السكة، وهي طلعت للمدينة تلم حاجتها لحد ما تشوف الدنيا هتاخدها لفين؟ عيطت طول الطريق وعيطت وهي بتلم حاجتها ولسه هتعيط أكتر.

آخر النهار الكل متجمع في بيت المرشدي ومؤمن موجود. طلع أوضته، أخد شاور وغير هدومه علشان ينزل تاني.
أمل دخلت تشوف إبنها اللي في أوضة الألعاب. داخلة من الباب وهنا شافت إياد طالع للشباك وفي إيد بتمسكه وتشده. صرخت بصوتها كله: “إياااااااد، كرييييييم إلحقني!”
بتجري للشباك بس إياد اختفى من قدامها.
الكل سمع صرختها والكل جري عليها، حتى مؤمن كان خارج بس صرختها وقفته. كريم داخل وهي خارجة بتجري فصرخت: “حد أخد إياد من الشباك!”
كريم جري لبره والكل بيبصله: “حد شد إياد من الشباك!”
الكل جري لبره: كريم، مؤمن، أمل، حسن، عاصم.
أما ناهد رجليها ما شالتهاش وحست أن قلبها هيقف من الرعب وجنبها سناء اللي مش فاهمة هو بيجري إيه حواليهم وليه كل ده.
مؤمن كان أسرعهم لأنه كان أقربهم للباب، ولمح بالفعل حد بيجري بإياد. وقّفه وانصدم لما لقاها نور، بصلها بذهول وبص لإياد معاها: “إنتِ بتعملي إيه؟”
الكل وصل ونفس الصدمة. نور شايلة إياد وبترجع لورا: “إبني اتخطف بسببهم، ليه إبني يتخطف وإبنهم يفضل في حضنهم؟”
أمل بتقرب: “هاتي إياد يا نور، إنتِ اتجننتي؟”
نور بترجع لورا: “آه اتجننت، دورك تتجنني زيي لما إبنك يتاخد منك.”
مؤمن زعق: “هاتي إياد يا نور، بعدين واخداه فين؟ هاه؟ فاكرة نفسك هتعملي إيه؟ هتاخديه ومحدش هيشوفك ولا يحس بيكِ؟ فاكرة كل الناس مهملة زيك؟”
نور بغضب: “هرميه في أي ملجأ، مش هتشوفوه تاني!”
أمل حطت إيدها على قلبها وكريم عينه على إبنه: “هاتي إياد يا نور وبطلي تخلف. كلنا موجوعين بسبب إيان، بعدين إياد ذنبه إيه؟”
نور باستنكار: “ذنبه إيه؟ إنه إبنك. إنتَ سبب كل اللي بيحصل! اللي بيدمر الشركة بسببك! اتفرقنا أنا ومؤمن بسببك! إبننا اختفى بسببك! كل اللي بيحصل بسببك!”
مؤمن زعق: “لو في حد فرقنا فالحد ده إنتِ. ولو في حد ضيّع إيان فهو إنتِ. بطلي تحملي كل واحد نتيجة غبائك وتصرفاتك.”
إياد بدأ يصرخ ويشتم نور. مؤمن قرب منها، شده من إيدها وعطاه لكريم. بعدها مسك نور من دراعها وشدها بعنف ناحية عربيته وبصلهم: “هوصلها لأبوها.”
عاصم وقفه: “أجي معاك يا ولدي؟”
بص لأبوه: “لا، ما تستاهلش.”
كريم حضن إبنه وأمل كمان وتابعوا مؤمن بيبعد بنور وكلهم دخلوا. ناهد أول ما شافت إياد حمدت ربنا: “قلبي يا إياد. مش كفاية غياب إيان؟ هتبقى إنت وهو؟ يارب ارفع غضبك عنّا يارب وارحمنا برحمتك ورجع إيان لحضننا يارب يا أحن على عبادك من الأم على إبنها.”

مؤمن طول الطريق ونور بتحاول تتكلم، لكنه كان يخرسها لحد ما وصل بيت خالد. نزل ونزلها وما سبهاش لحد ما نادر فتح له الباب. أول ما شافه ماسكها من دراعها بالشكل ده، بصله بصمت. مؤمن زقها لجوه: “أقسم بالله يا نادر، لولا أني عامل حساب ليك ولعمي، كنت خليتها تبات الليلة دي في القسم.”
خالد رفع صوته وبص لهم: “في إيه يا مؤمن؟ إيه اللي حصل؟”
مؤمن ساب دراعها: “سيادتها جاية تخطف إياد، وقال إيه هتوديه ملجأ! شوفتوا تخلف زي ده؟”
خالد ونادر بصوا لها بذهول، مش مصدقين اللي سمعوه. مؤمن كمل: “خطفتُه من الشباك وجريت، لولا أمل شافتها الله أعلم كان هيبقى إيه مصير إياد. بدل ما ترفع إيدها لربنا وتدعي إبنها يرجع بالسلامة، بتخطف عيل تاني؟ تحرمه من أبوه وأمه؟”
نادر بحزن وهو باصص للأرض: “لو أنا مكانك كنت طلبت لها البوليس، مش رجعتها لأبوها ولعيلتها. مؤمن، من النهاردة بطل تتعامل على أساس إنها أختي. اعمل الصح وسيبك مننا، من النهاردة هي مش أختي.”
خالد اتنهد بوجع: “مش هقدر أقولك إنها مش بنتي لأنها بنتي. بس لو صدر منها أي تصرف غبي عاقبها بالطريقة المناسبة، حتى لو هتحبسها. وزي ما نادر قال، ما تعملش حساب زعلنا لأننا والله ما هنزعل منك. ولو عايز تطلب البوليس دلوقتي لها، اطلبه. هي تخطت الأدب والأصول وكل حاجة تخطتها.”
مؤمن تراجع خطوة لورا: “أنا هنزل أدور على إبني، بعد إذنكم.”
سابهم وخرج، ونادر وراه وقفه: “استنى، أنا هاجي معاك.”

كريم حاضن إبنه، مش قادر يتخيل هل ممكن نور فعلًا تاخده منهم؟ عاصم وحسن قاموا نزلوا يدوروا على إيان.
كريم حط إياد في حضن أمل وباسه كذا مرة قبل ما يقف: “هنزل لمؤمن، دعواتكم.”

سيف راح مع سبيدو عند سامح اللي كان وشه كله متبهدل من الضرب. قعد قصاده: “نعم؟ عندك إيه تقوله؟”
سامح برعب وعينيه زايغة: “كنت باخد أوامري من عصام المحلاوي.”
سيف بصله شوية، بعدها وقف وبص للرجالة: “خلصوا عليه.”
سامح صرخ: “اصبر، اصبر!”
سيف بصله بنفاد صبر. حسام تابع: “عصام بياخد أوامره من واحد بره اسمه فادي يس.”
سيف بتهكم: “وبعدين؟ كل ده عارفه. عارف فادي يس وعارف إزاي جبر عصام يكون خاتم في صباعه. غيره؟ عندك غيره ولا بتضيع وقتي؟ مين فوق فادي؟”
سامح فكر شوية علشان يبطلوا يضربوه: “معرفش، مفيش حد فوقه، هو بس.”
سيف وقف، وسامح صرخ: “والله ما أعرف! والله ما أعرف!”
سيف بصله بهدوء: “مصدقك، بس خلاص ما أفدتنيش بأي حاجة. قلبي معاك.”
سامح صرخ تاني: “استنى! أنا أعرف أوصلك لفادي، بس توعدني تخليهم يسيبوني بعدها.”
عينين سيف لمعت، لكنه حافظ على بروده الخارجي: “أسمعك الأول وأتأكد إن كلامك صح، بعدها أخليهم يسيبوك.”
سامح أخذ نفسه وقال: “نايف وزايد وعياش، طبعًا عارفهم؟ اللي كانوا…”
قاطعه سيف بنفاد صبر: “مالهم؟ أنجز!”
سامح كمل: “زايد يبقى أخو فادي. هو مش أخوه شقيق، أبو زايد اتجوز والدة فادي، فهم مش إخوات بشكل مباشر. أوصل لزايد، هو هيوصلك لفادي.”
سيف وقف بدون ما ينطق وخرج، متجاهل صراخ سامح علشان يفكه. طلع لسبيدو: “سمعته؟”
سبيدو: “سمعته، وكلمت ناس يحددوا مكان زايد. بكرة هيكون عندك عنوانه. هنسافرله إمتى؟”
سيف باستغراب: “صيغة الجمع دي بتعود على مين؟”
سبيدو مبتسم: “أنا وإنت طبعًا.”
سيف بص لساعته، الوقت متأخر: “طيب، هروح لمؤمن أطمن عليه وأفضل معاه شوية قبل ما أروّح. سبيدو، إنت ما وصلتش لأي حاجة عن إيان؟ إزاي اختفى بالشكل ده؟”
سبيدو بحيرة: “والله ما عارف يا سيف. عمرها ما حصلت إن حد أو حاجة تختفي بالشكل ده. محدش شافه، محدش سمع عنه، فص ملح وداب.”
سيف راح لمؤمن، فضل معاه كذا ساعة قبل ما يروح البيت ويطلع لأوضته مباشرة.

همس نزلت الجامعة مع سيف ودخلوا المدرج، ايديهم في ايدين بعض. بعدها قعدت مكانها وهو بدأ يشرح درسه، وعينه كل شوية على الساعة، منتظر الساعة تيجي ٩:٣٠ كان بيتساءل: هل ممكن يجي في ميعاده ولا لأ؟
الساعة ٩:٢٥ دقيقة كانت على موبايله ومحدش جه ولا حد خبط. لسه فاضل خمس دقايق بحالهم.
همس بصت لساعتها وهي بتتساءل: هل فعلًا مكرم هيجي زي ما أمر سيف؟ ولا هيبعت حد تاني؟
الباب خبط والاتنين انتبهوا بفضول، لكن اللي دخل كان المساعد بتاع مكرم: “بعد إذنك يا دكتور سيف.”
سيف بصله بتكبر: “نعم؟”
المساعد: “الباشمهندسة همس خاطر مطلوبة في مكتب نائب المدير.”
همس بصت لسيف، اللي قرب منه بخطوات واثقة خلته يتراجع لورى، وقال بهدوء مخيف: “روح للي بعتك وقوله – كان بيتكلم كلمة كلمة بتهديد – همس الصياااد ما بتروحش لحد، واللي عايز يعتذر يجي لعندها، وبمزاجها تقبل اعتذاره أو ترميه في وشه.”
شاورله بإيده يطلع بره، وبعدها شاورله يقفل الباب: “برافو عليك، أيوه اقفله.”
سيف رجع مكانه، لكنه لاحظ نظرات همس اللي كلها غضب وكأنها متضايقة منه.
همس كل همها تلم الموضوع ده، تستلم كارنيها، وتخلص من السنة دي بحلوها ومرها، لدرجة إنها بدأت تفكر في التخلي عن حلمها ده. مبقتش عايزة أي علاقة بالكلية دي تاني.
سيف لاحظ ضيقها ونظراتها فسألها: “عايزة إيه يا همس؟ بتبصيلي كده ليه؟”
همس استغربت إنه بيسألها بجد قدام الكل وبالشكل ده؟ هل عايز يتخانق معاها قدامهم؟
كرر سؤاله: “عايزة إيه؟”
همس بغيظ: “على فكرة أنا ما اتكلمتش ولا نطقت، مش عايزة حاجة. أو كل اللي عايزاه إن كل الحوارات دي تنتهي بقى.”
سيف بهدوء: “هتنتهي ما تقلقيش. ده العمر نفسه بينتهي، المهم النتيجة بتنتهي إزاي، ده اللي يهم.”
يدوب هيتحرك، الباب خبط ودخل مكرم شهاب. وقفوا قصاد بعض، والصمت كان مزعج جدًا.
مكرم خطى خطوة داخل المدرج وسيف واقف، حاطط ايديه في جيوب بنطلونه، بيبصله بلامبالاة وكبرياء وسأله: “أفندم؟”
مكرم متغاظ وهينفجر من الغيظ لكنه مجبر وغصب عنه لازم يعتذر. قرب وخرج الكارنيه، يناوله لسيف، بيحاول يظهر وكأنه صاحب فضل: “جيت بنفسي لأولة الدفعة أديها الكارنيه بتاعها. الكلية مش بتزعل طلبتها المتفوقين.”
سيف فهم لعبته، بص لايده الممدودة بالكارنيه بعدها بصله تاني بدون ما يخرج ايديه من جيوب بنطلونه علق بتهكم : “بتديهولي أنا ليه؟”
مكرم حاول يسيطر على غضبه، خصوصًا قدام نظرات سيف المتكبرة. التفت لهمس وابتسم: “باشمهندسة همس، اتفضلي الكارنيه بتاعك.”
حط الكارنيه قدامها على الديسك وابتسم بسماجة. كان هيتحرك علشان يمشي، بس سيف وقفه: “سيادتك مديون لها باعتذار، ولا نسيت؟”
مكرم بصله بحدة، وسيف كمل: “وادعي ربنا إنها تقبله.”
قرب من سيف ووقف في وشه، بس سيف فضل هادي تمامًا: “زودتها.”
سيف بلهجة هادئة وآمرة: “اعتذر لها حالًا.”
مكرم تنفس بغضب لكنه تراجع خطوة وبص لهمس: “الجامعة بتقدم اعتذار للباشمهندسة همس خاطر” (ركز على لفظ خاطر عنادًا في سيف) “بس كل الطلبة عندنا متساويين، وكان لازم نتأكد إن مفيش حد بياخد حق حد. متأسفين يا باشمهندسة على سوء التفاهم اللي حصل وربنا يوفقك.”
سيف بهدوء: “قبلتي اعتذاره؟”
همس متوترة: “آه، قبلته خلاص. الموضوع انتهى.”
مكرم بص لسيف: “الموضوع انتهى يا دكتور، خلاص وهي قبلت الاعتذار.”
سيف اقترب بخطوات واثقة ولهجة مخيفة مليئة بالتهديد: “وأنا ما قبلتوش، وكل كلمة وكل حرف نطقتهم هتدفع تمنهم.”
مكرم بغضب: “هتعمل إيه؟”
سيف خرّج أخيرًا ايده من جيبه وأخذ موبيله وبيتصل بحد و عينه على مكرم : “إمام، خلصت اللي طلبته منك؟ كله؟ كل الأسهم؟”
مكرم بدأ يتوتر لما سمع كلمة أسهم وتراجع لوراء. وسيف تابع: “متأكد يا إمام؟ كلها بقت بتاعتي؟ الـ70%؟ طيب إيه رأيك أنزلهم الأرض؟ مش عارف. كلم صاحب الـ30% الفاضلين، اعرض عليه نشتري منه باقي الأسهم وكرمًا مني هاخدهم منه بنص سعرهم. ولو اعترض، وقع الأسهم تمام واعرض عليهم ربع السعر. ولو لسه فيه نفس، وزعهم بالمجان وخليه يبيعهم ببلاش. طبعًا ده بعد ما يتسجن علشان الديون اللي عليه. متشكر يا إمام.”
قفل موبيله وبص لمكرم: “إنت لسه واقف؟ الحق الـ30% اللي فاضلين، ونصيحة، إقبل السعر اللي هيقولك عليه إمام من أول مرة.”
مكرم صرخ: “ما تقدرش! إنت فاكرها…”
قاطعه سيف بهدوء: “أنا خلاص قدرت. دي علشان تتعلم إزاي تتكلم مع الناس وتعرف إنت بتكلم مين قبل ما تنطق حرف. قولتلك هدمرك، بس من ساعة ما اتجوزت الظاهر بقى قلبي حنين. هسيبلك البيت اللي إنت قاعد فيه. كرمًا مني. باااي. اقفل الباب وراك.”

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل