روايات

الفصل الثامن والثلاثون

همس في مكتب سيف قعدت مكانه وبصت لصورة حاططها قدامه لهم مع بعض وهم ساندين على عربيته ، الصورة اللي اتصوروها زمان وزعلت انها مش هتعرف توريها لحد ، ابتسمت لذكرى الصورة .
قاطع ذكرياتها خبطة خفيفة تبعها دخول مريم حطت قدامها العصير مبتسمة : اتفضلي حضرتك
همس استغربت : شكرًا ليكي بس ليه خمنتي اني هشرب ده ؟
جاوبتها بابتسامة : باشمهندس سيف طلبه لحضرتك
ابتسامتها زادت و وقفت مريم قبل ما تخرج : انتي عندك أولاد يا مريم ؟
مريم استغربت : لا يا افندم
همس بصتلها بتردد فمريم وضحت : أنا مش متجوزة لسه حضرتك .
هنا همس ملامحها كلها اتغيرت من الصدمة ورددت : بجد ؟ مش متجوزة ؟ وليه مش متجوزة ؟ واحدة زيك بجمالك ده وشغلك ليه مش متجوزة ؟
مريم بحرج وتوتر : عادي يعني مفيش سبب معين
همس بصتلها بشك بس بعدها حست بالغيرة وعقلها بدأ يصورلها حاجات وحاجات ، ازاي بتتعامل مع واحد زي سيف من غير ما تحبه ؟ ولا هو ده سبب عدم جوازها ؟ أنها بتقارن كل الرجالة بيه ومفيش حد بيكسب قصاده ؟
نفضت راسها هي بتحبه وبالتالي ما بتشوفش غيره لكن مريم لأ ، أكيد مش هتحبه ، بس ازاي ؟
انتبهت على صوت مريم : لو حضرتك مش محتاجاني في حاجة هرجع مكتبي ؟
همس وقفتها بتردد وسألتها : ايه رأيك في واحد زي سيف ؟
مريم بصتلها بذهول وسألتها هي كمان : يعني ايه ؟ باشمهندس سيف مديري في الشغل وبس
همس وقفت من كرسيها وراحت وقفت قصادها : ايه يعني مديرك ؟ ده مش سبب يخليكي ما تحبيهوش مثلا ؟
مريم عنيها وسعت وتراجعت خطوة واتوترت لان لو مرات مديرها هتفكر كده فده معناه ان شغلها هنا في خطر فحاولت تكون صارمة : زي ما قولت لحضرتك باشمهندس سيف مديري وبس وانا مش الشخصية اللي ممكن تبص لواحد علشان وسيم شويه أو غني شوية في اعتبارات تانية أهم .
همس هنا هي اللي اتصدمت ورددت : انتي بتلمحي اني بصيت لسيف علشان هو وسيم أو غني ؟ ولا بتقولي ان سيف مفيهوش اي ميزات غير انه وسيم أو غني ؟
مريم اتوترت اكتر : انا ما اقصدش حضرتك
قاطعتها همس : انتي اللي حددتي الصفتين دول فده مالوش غير معنى واحد من الاتنين يا اما شيفاني انا شخصية سطحية واستغلاليه هتبص لواحد لمجرد الصفتين دول او مش شايفه في سيف غير الصفتين دول ؟ فايه فيهم ؟
مريم بتحاول تخرج من المأزق اللي همس حطتها فيه : باشمهندسة همس صدقيني انا ولا فكرت في ده ولا في ده أنا بحب شغلي ومحتاجاه فلو سمحتي ما تقطعيش عيشي من هنا ، انا مسؤولة عن والدتي واخواتي وده سبب عدم جوازي لان في التزامات ورايا فمعنديش وقت ولا للحب ولا ينفع اتجوز واسيبهم لكن انا معرفش حضرتك اصلًا وباشمهندس سيف حضرتك اكتر حد عارف صفاته ايه فلو سمحتي ..
همس اتراجعت لان مش قصدها أبدًا ترعبها وتخوفها على شغلها هنا هي بس فتحت مجال للكلام : انا عمري ما هقطع عيشك أو اتسبب في قطع عيش اي حد – اضافت بحزن – انا سبق و وافقت اتنازل عن سيف نفسه علشان الشركة دي تفضل مفتوحة ومحدش عيشه يتقطع واكيد انتي كنتي شايفة السنة اللي فاتت كلها الأمور كانت ماشية ازاي ، أنا بس دردشت معاكي لكن مش قصدي اخوفك اطمني انا استغربت مش اكتر ازاي واحدة زيك مش مرتبطة اطمني .
ابتسمت بعرفان لها : ربنا يخليكم لبعض انا عارفة المشاكل اللي عدت السنة اللي فاتت كلها وعارفة باشمهندس سيف بيحب حضرتك قد ايه ، أصلًا ياما اتخانق مع والده زمان وعمل كتير اوي علشان توصلوا لبعض ، فحب زي ده بتتمنى بكل جوارحك انه يكمل لانه بيدي أمل ان الدنيا لسه فيها حب وفيها حاجات حلوة مش بتطمعي فيه ، اه تتمني ربنا يرزقك زيه .
همس ابتسمت : ربنا يرزقك بأحسن منه ولو محتاجة اي حاجة بلغيني – ابتسموا وقبل ما مريم تخرج همس هددتها بهزار- بس لو وقفتي في وشي تاني واترددتي تقوليلي سيف فين هطردك شر طردة.
ضحكوا الاتنين قبل ما مريم تعتذر وتخرج لمكتبها .

سيف واقف مع مروان وبدر بيتكلم معاهم بعدها قرب من بدر حط ايده على كتفه : لو مش واخد بالك بس الشركة مفيهاش مدير للمالية هاه ؟
بدر بصله بذهول رافض يصدق ان ده هيكون منصبه : قصدك ايه ؟ ماهو أكيد هتعين حد مكانه او
قاطعه سيف : ماهو الحد ده مش عايز ينجز وياخد قرار اعمل لأمه ايه أنا ؟
بدر برضه مش مصدق فمروان ضحك على منظره : هتفضل مذبهل كتير يا بدر ولا ايه ؟
بدر نقل نظره لمروان : ماهو انا مش فاهم قصده انا اه بفكر اشتغل معاه في الشركة بس
قاطعه مروان : مفيش بس وزي ما قالك الشركة مفيهاش مدير مالية ودي لعبتك فأكيد مش هيثق في حد يسلمه منصب زي ده بسهولة
سيف كمل : طيب شوف يا بدر خليك معايا فترة جرب الشركة والشغل وساعدني وبعدها خد قرارك على مهلك بس حاليا انا محتاج حد في المنصب ده وحد أثق فيه للدرجة دي ، انا بسلمه الشركة يعتبر كل مليم داخل وخارج من الشركة هيكون عن طريقك ، يعني اعتبرها فترة انتقالية مش قرار دايم وظبط أمورك على الأساس ده .
بدر اخد نفس طويل : وأنس ؟ ومدرسته ؟ وشغلي وشغل هند ؟
سيف ببساطة : أنس هننقل مدرسته هنا وانت وهند قدموا اجازة مثلا بدون راتب لمدة سنة مثلا المهم من بكرة المكتب هيكون فاضي – بص لمروان- مفتاح الڤيلا خليه ياخده ويروح يشوفها مع عيلته بحيث لو حب يعدل فيها أي حاجة – رجع لبدر- ولو حابب تكمل في شقتي معنديش أي مانع بس قولت الڤيلا فيها حمام سباحة علشان أنس
بدر بصلهم الاتنين وعاجز عن الكلام بس سيف كمل : همس سايبها في المكتب وأكتر من كده هتعلق ، بدر خد قرارك وبلغني بيه انت اهو شايف الوضع كله بعنيك واعتقد عندك فكرة عن كل حاجة ، مروان أنا هاخد همس وأمشي لو في حاجة ضروري فقط كلمني .

سابهم وراح لمكتبه دخل عند همسته اللي كانت واقفة باصة من الشباك اللي شاغل تقريبا الحيطة كلها ، قرب وقف جنبها : وصلتي لحد لفين ؟
بصتله بشرود وسألته : تعرف ايه عن مريم ؟
ضم حواجبه باستغراب ولوهلة ما استوعبش هي تقصد مريم مين أساسًا : مريم ؟
وضحتله : سكرتيرتك
حرك دماغه بتفهم بس استغرابه زاد : يعني ايه اعرف ايه عنها ؟ وضحي قصدك أكتر .
لفت تواجهه : تعرف اني اتصدمت دلوقتي انها مش متجوزة أساسًا ؟
سيف لأول مرة يحس انه مش فاهمها ولا عارف يقرأها : وده يخصك في ايه اذا كانت متجوزة او لأ ؟
استغربت : ازاي بقى ؟ واحدة بتقضي مع جوزي تقريبا معظم يومه ، بتلبيله كل طلباته ، بيكلمها اكتر من أي حد ، سيف انت حرفيًا اي حاجة عايز تعملها بتطلبها منها ، فازاي يخصني في ايه ؟
قابل نظراتها وحس ان الكلام ممكن ياخد سكة هو مش عايزها وحاول يختار كلامه بعناية : برضه هقولك كل ده علاقته ايه بكونها متجوزة او لأ ؟ – جت تتكلم بس معطهاش فرصة – هل المفروض ما اتعاملش غير مع المتزوجين فقط ؟ ولا هل أنا الشخصية اللي ممكن تبص لأي بنت لمجرد انها مش متجوزة ؟ ولا شوفتي من مريم نفسها تصرف ضايقك ؟
جاوبت بسرعة : انا مقولتش ولا حاجة من كل دول ، كل اللي سألته تعرف ايه عنها ؟ فيها ايه لو تجاوبني بشكل مباشر ، سيف مش لازم تفهم كل حاجة قبل ما تجاوب على سؤال بسيط ، سؤالي مالوش أبعاد تانية .
مكنش مصدقها: مالوش أبعاد ازاي وانتي في لحظة بعد سؤالك بتقولي انها مش متجوزة ، يعني كان ممكن تقولي اي حاجة غير الجواز فكلامك له أبعاد كتير يا همس بس هريحك ، مريم خريجة إدارة أعمال ، شغالة في الشركة من كذا سنة تقريبا ٣ سنين يعني قبل ما آجي أنا نفسي الشركة واثبتت كفائتها ، بتتكلم كذا لغة ، يعني بيرفكت في شغلها ده على المستوى المهني ، أما المستوى الشخصي اللي اعتقد انك مهتمة بيه أكتر فكل اللي أعرفه ان والدها متوفي وعندها والدتها و أخ في ثانوي واختها في جامعة وهي بتصرف عليهم ، أكتر من كده معرفش ، كده جاوبتك ؟
همس بصت لعنيه كتير قبل ما تقرب وشها منه : ويا ترى يا صياد كل موظفينك تعرف عنهم كل التفاصيل ولا
قاطعها سيف وهو بيبعدها شوية : وهو ده بالظبط اللي كنت واثق انك هتقوليه وبرضه هرضي فضولك يا همس ، كل الموظفين المهمين أو اللي في أماكن حيوية اه أعرف عنهم كتير سواء على المستوى المهني أو الشخصي ، وقبل ما تسألي هل مريم مهمة أو لأ فهقولك اه مهمة لانها ماسكة مكتبي وتقدر تدخله في أي وقت وتقدر تاخد أي داتا في أي وقت فوظيفتها حيوية جدًا وخطيرة جدًا وبحكم وظيفتها في مكتبي تقدر تدخل أي مكان في الشركة بدون ما حد يسألها رايحة فين أو ليه ، بابا كان عنده سكرتيرة خانته للأسف ويمكن دي كانت من أكبر أسباب وقوع الشركة ، عايزة تعرفي حاجة تانية ولا نغير الموضوع ؟
فضلت بصاله ومش عايزة تقطع نظرات عنيهم : اخر سؤال
شبح ابتسامة لاحت على شفايفه قبل ما يتنهد : اتفضلي
قربت وشها : هل انت شايفها جميلة ولا عادية ؟
نفخ باستسلام من تفكيرها أو تفكير أي ست بشكل عام : والمفروض سؤال زي ده أجاوب عليه ازاي ؟ تفتكري يا همس ايه الإجابة الصح عليه ؟
عنيها فيها تحدي وابتسامة : اه يا سيف قولي يا ترى ايه الإجابة الصح لسؤال زي ده ؟
كانت مستمتعه بالحوار معاه وعايزة اجابة السؤال ده تحديدًا وتشوف هيجاوب ازاي لان السؤال في حد ذاته مش مهم بالنسبالها ، هي عمرها ما حكمت على حد من مظهره او شكله وعارفة ان سيف زيها بس ده ما يمنعش انها مبسوطة بمشاكسته .

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل