روايات

الفصل الحادي والثلاثون

نور وقفت فجأة وطلبت برقة: خلينا نتمشى في البلد شوية يا مؤمن بعد ما نوصلها
مؤمن بصلها بضيق : لا مش وقته ورايا مشوار مهم وقت تاني
خرج وهي بصت بتحفز لسما فسناء اتدخلت : روحي يا سما مؤمن مش بيحب الانتظار وسلميلي على صفية قوليلها مستنياها تيجي .
سما انسحبت وركبت جنب مؤمن اللي كان قاعد في عربيته واتحرك بها والصمت سيطر عليهم لحد ما قطعته سما بابتسامة : رديتها ؟ مبروك وربنا يخليكم لبعض
ابتسم بمجاملة بس ماقالش آمين فاستغربت وبصتله : ليه مارديتش ؟
استغرب وبصلها : أرد على ايه ؟
ردت بتعجب : مش بقولك مبروك وبدعيلكم ؟ تقول الله يبارك فيكي ، تقول آمين ، اعمل أي منظر كده
ابتسم واستغرب هو من امتى كان الشخصية الصامتة اللي ما بيهزرش ويضحك ويتريق، رد باختصار : ماشي يا ستي الله يبارك فيكي وبس
استغربت وسألته بفضول : يعني ايه وبس ؟ قصدك مفيش آمين ؟
سكت شوية قبل ما يرد بحيرة : يمكن مالناش خير مع بعض فهقول آمين ليه ؟ لو لينا خير مع بعض ودي غمة ربنا يزيحها لو ده نصيبنا وخلاص عيشنا اتقطع مع بعض فربنا يبعدنا عن بعض بخير وسلام لكن حياتي بالشكل ده مابقيتش طايقها ولا عايزها ، أنا بقيت تايه من نفسي – بصلها وكمل بحزن – أنا مش كده ولا أنا الشخصية دي – أكد لنفسه بضيق – أنا مش كده .
سما استغربت نظرته وكلامه وفي غصة في قلبها حستها ، بص قدامه بصمت وهي بعدها بفترة علقت : طول عمري بسمع عن مؤمن الدخيلي وعن هزاره ومقالبه وضحكه بس استغربت لما شوفتك وقلت قد ايه الواحد ممكن يكون صورة عن شخص مختلفة تماما عن حقيقته .
ابتسم بحزن : بس أنا كنت الصورة اللي انتِ راسماها مش الشخص الخنيق اللي قدامك اللي الكلام معاه صعب ومش عارفة تقوليله مبروك ولا معلش ، المهم ما تشغليش بالك بيا أخبار خناقاتك مع خالتي ايه ؟ وأخبار تعيس الحظ ؟
ضحكت وعلقت : دي رحلة حمضانة وخالتك مصممة بس ايه متعوس الحظ ده ؟ ده أمه دعتله في ليلة القدر – بصاله وكملت بمزاح – أنا ليه ماقلتش آمين؟
ضحكوا الاتنين وهو قال : أنا هقولك آمين ياستي
وقفته بريبة: استنى بس آمين على ايه ؟ لاحسن شاكة فيك
ضحك وبص ناحيتها : آمين يكون هو حد محظوظ كفاية و يستاهلك ويعرف يسعدك وما تحتاجيش لخناقاتك المستمرة مع والدتك لانك هتهربي عنده .
اتنهدت وردت بتمني: دي هقولك آمين يارب اسمع منه ويكون هو العوض اللي يخليني أشوف الدنيا وأعرف اعيش حياتي بس ما أعتقدش ان ده هيحصل .
سألها بفضول : هتعيشي حياتك ازاي ؟ ليه مستنية حد يحققلك أمنياتك ؟ ايه اللي عايزة تعمليه وما تقدريش تعمليه دلوقتي ؟
بصتله بذهول : نعم ؟ كل حاجة ، أبسطها نفسي آخد كورسات إنجلش كتير ، نفسي أسافر برا مصر لأي بلد أجنبية ، نفسي أركب عربية أسوقها بسرعة مجنونة – بصلها بسخرية فكملت – من غير ما تطلعلي معزة فأخبط حد أوقعه في الترعة .
ضحكوا الاتنين ومؤمن قال بمرح : أما كانت وقعة ، لحد الآن نفسي أعرف ازاي صدقت انك هتقدري تشديني ومسكت ايدك
بصتله بضحك : أنا شكلي يوحي بالثقة سيبك انت ولعلمك انت لو مسكت ايدي بعقل كده مش بغشمية كنت شديتك
بصلها بذهول: أمسك بعقل ؟ دي ازاي معلش ؟ موحول في طينة وسيادتك بتطلعيني أمسك بعقل ازاي ؟
رفعت كتفها بلامبالاة: معرفش أنا ماهو لازم يطلع العيب عندك مش عندي دي أسس النقاش مع أي امرأة ولا ماأخدتهاش دي في المنهج ؟
ضحك : لا يا ستي أخدتها بس بنساها علشان كده دايما بسقط في المادة دي ، مش شايفاني في الدور التاني اهو بعيد من الأول ؟
لوهلة مافهمتش انه بيتكلم عن رده لنور بس بعدها استوعبت فضحكت جامد وسألته : انت طلقتها بجد ولا انفصال بس؟
جاوبها : طلقتها بجد
قالت بثقة: ما تقلقش لسه فاضلك محاولتين تاني بس ركز وذاكر انت
ضحك جامد : لا لا لسه محاولتين تاني ايه ! لا أنا نفسي قصير هي محاولة واحدة تانية وشكرا هستسلم .
وصلوا كانت صفية قدام البيت ومعاها علي ، سما أخدت نفس طويل وقالت: فلتبدأ المعركة .
مؤمن بصلها باستغراب فوضحت : أمي قدام الباب متحفزة ومعاها علي خطيبي حضرتك تنزل معايا وتاخدها في دوكة كده تنسيها تأخيري مفهوم ؟ حاول تكون مؤمن أبو دم خفيف اللي كنت بسمع عنه واركنلي التقيل أبو دم تقيل ده .
بصلها باستغراب بعدها بص لصفية وعلي ونزل من عربيته يقابلهم وهو ماعندهوش أدنى فكرة هيقول أو هيعمل ايه ؟

مؤمن قابل صفية سلمت عليه بحرارة بعدها اعتذرلها عن تأخير سما بسبب والدته وعلاجها، سما عرفته على خطيبها اللي قال بابتسامة: مؤمن الدخيلي عارفه طبعا هو وكريم ، هو في حد في البلد ما يعرفهمش؟!
رحب به جامد بعدها سأله بفضول : أنا كنت عايز أشتغل في الكمبيوترات ايه رأيك أشاركك ؟ أو أبقى وكيلك هنا أبيعلك الكمبيوترات بتاعتك ؟
مؤمن بصله باستغراب ووضح بلباقة : أنا ما بشتغلش في الكمبيوترات أصلا
علي باستغراب : ازاي بقى ؟ امال ايه سيط أكبر شركة في الشرق الأوسط والكلام الكتير ده ؟
مؤمن بعملية: احنا فعلا أكبر شركة بس احنا سوفت وير يعني احنا بنعمل البرامج اللي بتشغل الأجهزة دي ؛ تخصصنا مختلف تماما .
علي بعدم فهم : يعني أنا لو حبيت أشاركك أشارك في ايه ؟ برامج على الهوا كده ؟ مفيش حاجه ملموسة ؟
مؤمن : حاجة زي كده
سأله باهتمام : طيب مش عايز بجد شريك معاك ؟ أنا بشوف الشركات الكبيرة بتدخل شركا وأسهم وحاجات زي دي ما تدخلني في حاجة أنا ابن بلدك برضه و
صفية قاطعته : علي خلي طيب الراجل يدخل ونضايفه بدل وقفة الشارع دي
مؤمن شكرها واعتذر بهدوء بس علي صمم : مش عايزين شركا ؟ يعني ممكن أدخل معاكم
مؤمن ابتسم : بنعمل شراكة جديدة وشغل جديد بس في شرط للي يدخل معانا يعني محددين مبلغ معين شرط للمشاركة
علي ابتسم وعينيه لمعوا بحماس : كام ؟ قول
مؤمن قرب منه وهمس بمرح: ٥٠٠ بس

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل