روايات

الفصل السادس عشر

صمت سيطر عليهم التلاتة بعدها كريم حب يقطع الصمت ويغير الموضوع : انت كنت جاي ليه ؟ في ايه حصل عندك ؟
وضح بهدوء: في حد عندي في المصنع بيقلب العمال ضدي مش عارف هدفه ايه بس الوضع مش مريح .
حكالهم اللي حصل كله وكريم أكد شكوكه اللي هو رفض يفكر فيها بشكل واضح : في جاســــوس بينا
الموضوع كان واضح جدا بس كانوا رافضين يقولوها بصوت عالي .
مؤمن قطع صمتهم وعلق بمحاولة واهية في محاولة انه يبدد الشكوك دي : يا جماعة الموضوع ده مش سر أصلا علشان نقول ان في جاســـوس بينا ، في كتير عارفين شرط المشاركة
كريم وضح : أيوة كتير بس علشان الموضوع يوصل للعمال ويعترضوا ويعملوا إضـــــراب وعايزين علاوة يبقى حد مقومهم ومفهمهم الوضع ايه وهيتكلموا ازاي .
سيف كمل بتأييد: بالظبط ، العمال دي أبسط من انهم يتدخلوا في أمور زي دي ويعملوا إضـــراب وكل الحوار ده ، الناس دي حد وسطهم بيملا دماغهم ويحركهم بدليل اني بمجرد ما قلتلهم برا المصنع تراجعوا .
مؤمن : سيف انت محتاج حد يمسك المصنع ده ويكون جواه بشكل أكبر وإلا هتخـسره والأهم ان الحد ده لازم يكون ثقة جدا .

انفض اجتمــاعهم المغلق وكل واحد اتحرك في اتجاه ، كريم اتصل للمرة المليون بأمل بس موبايلها مغلق ، رمى الموبايل من ايده بضــيق على المكتب ولعــن ناريمان ولــعن غباءه اللي سمحلها تدخل حياتهم .
مؤمن دخل مكتبه موبايله رن وقلبه دق أول ما شاف اسمها على شاشته ، رد بشوق حاول يداريه : نور ازيك
ماردتش على سلامه وقالت بتهكـم : صور أخوك مالية السوشيال ميديا كلها ، والعناوين تحتها تجنن ، هو زهــق من أمل ولا ايه ؟
مؤمن كان مصــدوم من طريقة كلامها وتهكمها وقبل كل ده اتصالها به علشان تقوله الكلام ده ، كان متخيل … مش عارف كان متخيل ايه هو بس مصــدوم وكل يوم المسافة بينه وبينها بتزيد والفجوة بتكبر .
انتبه على صوتها بتقوله : ايه ما بتردش ؟ ماعندكش رد صح ؟
رد عليها بقوة : طالما ما تعرفيش لحد النهارده مين هو كريم يبقى اخــرسي يا نور وما تتكلميش عنه .
قبل ما ترد قفل المكالمة ورمى الموبايل من ايده واتنهد بإرهــاق؛ حياته الزوجية انتهت هو ليه مش عايز يصدق ده وكل ما بيفكر فيها أو يلمح اسمها قلبه يدق بالغبــاء ده ؟

سيف لقى نفسه قدام الكلية من تاني واستغرب ليه جه هنا؟! المفروض يروح المكتب ، اتصل بمريم قالها تلغي أي حاجة وراه وهو هيجي بعد ساعتين ، المفروض همس تكون خلصت دخل ركن عربيته في مكانها المعهود وقلع چاكيت بدلته والكرافتة و رماهم على الكنبة وراه ونزل من عربيته وقف يستناها ، شمر أكمامه ورفعهم لفوق شوية وفتح كام زرار من قميصه وسند على عربيته وهو ماسك موبايله بيقلب فيه وبيطمئن ان مفيش حاجة عنه هو وهمس .
همس خلصت محاضرتها وخرجت وهي بتتكلم مع اصحابها ، لمحت سيف واقف فابتسمت بسعادة وسرحت منهم ، هالة أخدت بالها فابتسمت وقربت منها : لسه بتبصيله بنفس الطريقة زي السنة اللي فاتت ، يا بنتي مش بقى جوزك ؟ مالك زي ما يكون واحشك ؟
همس بصتلها بتأكيد : تصدقي لو قلتلك انه بالفعل واحشني ، مابلحقش أشبع منه يا هالة ومن ساعة ما رجعنا من شهر العسل وهو على طول شغل وشركة ومشاكل وحوارات كتيرة المحصلة في الآخر انه واحشني طول الوقت .
انتبهوا الاتنين لحد وقف معاه ولسه همس هتروحله بس كام واحدة من اصحابها القدام في المدينة وقفوها وبيسلموا عليها .

سيف واقف وانتبه لحد قدامه وفوجئ بخلود قصاده فبصلها بدون تعابير أما هي قالت بحقـــد خفي : ليك وحشة يا دكتور
رد بضيــق : عايزة ايه يا خلود ؟
ردت بحســرة : ليه هي ؟ أنا أجمل منها وأذكى منها وأشيك منها وحاجات كتير جدا أنا أحسن منها .
سيف ابتسم بتهكم : مين ضحك عليكي انك كدا؟ عموما حتى لو كدا فبالرغم من كل اللي قلتيه ده عمرك ما عرفتي تتفوقي عليها برضه وهي ببساطتها وبراءتها وقلبها الأبيض بتاخد اللي انتِ عمرك ما هتعرفي تاخديه أصله مش بالجمال ولا بالذكاء المهم الروح النقية الجميلة ، أما بقى موضوع أحلى وأذكى وكل الرغي الكتير ده فما تعيشيش في وهم بس لأن همس فوق أوي فوق لدرجة انها ما ينفعش أصلا تتحط في مقارنة مع واحدة زيك .
خلص جملته وبص لموبايله وتجاهلها ولما لقاها فضلت واقفة رفع عينيه بصلها بجمود: انتِ حاجبة عني الهوا فلو سمحتي .
خلود كانت عايزة ترد بس هتقول ايه ؟ سابته ومشيت وهي مليانة غيــــظ وحقـــد .
هالة همست لصاحبتها : اطمني مشيت .
همس بصت ناحيته وبعدها اعتذرت من اصحابها وسألت هالة : تحبي أوصلك يا هالة ولا ايه ؟
هالة بابتسامة: روحي يا بنتي لجوزك اللي هتموتي عليه ده أنا هتمشى أصلا للمدينة انتِ عارفة انها قريبة يلا وبينا تليفون .
جريت بعدها لسيف اللي ماقدرش يقاوم انه يضمها وقال بابتسامة : حبيبتي وحشتيني الشوية دول .
ردت بشوق واضح : وانت أكتر كتير بمراحل
ابتسم للجملة الغريبة وبصلها باستفسار : أكتر كتير
ابتسمت زيه : اه زيادة تأكيد
حط الموبايل في جيبه وفضل ماسك ايديها : هتروحي ولا وراكي حاجة هنا لسه ؟
نفت بهزة من راسها : مش ورايا هتفضل معايا شوية ؟
شدها عليه شوية وهمس بمشاكسة : هخــطفــك شويتين قبل ما أروحك ينفع ؟
بصت لعينيه وقلبها بيدق بعنــف وهمست بسرعة : اخطـــفني وما تروحنيش أبدا .
قبل ما يرد انتبه لحد واقف قصادهم وكانت مايا ، مايا تخيلت انهم هيبعدوا عن بعض أو يتوتروا بس الاتنين بصولها بلامبالاة ومستنيينها تتكلم أو تمشي .
همس بصتلها بتهكم وهي ماسكة ايده وقريبة منه : عايزة ايه ولا هتفضلي واقفالنا كده كتير ؟
مايا بصت لسيف ومستنياه يتكلم أو يرد بس هو لقته مسترخي في وقفته ولما صمتها طال قال بملل: يا بنتي يا تتكلمي عايزة ايه يا تشوفي وراكي ايه ؟
مايا أخيرا نطقت بتعجب: هو حضرتك مش واخد بالك انك دكتور ؟
سيف باستغراب : مش واخد بالي !
همس باندفـــاع : انتِ مش واخدة بالك انه دكتور ؟
مايا بصتلها بحقـــد : مش بكلمك انتِ على فكرة فما توجهيش كلام ليا
همس لسه هتتحرك تتخــــانق بس سيف ضغـــط على ايدها وشدها له وساب ايدها وحط دراعه حوالين كتفها واتعدل في وقفته وقال لهمسته : حبيبتي ما تشغليش بالك بها انتِ ويلا بينا .
قبل ما يتحرك مايا قالت بغيــرة : على فكرة دي طالبة عندك اللي بتقولها حبيبتك دي .
همس بتهـــكم : لا ده انتِ لاسعة خالص .
مايا بنرفــــزة : انتِ
سيف قاطعها بحـــــدة : انتِ اللي قبل ما تقفي تتكلمي معايا أو مع مراتي ( ركز على كلمة مراتي وكمل) تتكلمي بأدب انتِ فاهمة ؟
مايا كررت ببلاهـــة : مراتك ؟ دي مراتك ؟
سيف بحــــزم : اسمها الباشمهندسة همس ما اسمهاش دي واه مراتي وبعدين لما ترجعي لصحباتك اسأليهم أنا عملت فيهم ايه لما ضــــايقـــــوها السنة اللي فاتت .
سيف سابها في صدمـــتها وأخد همس فتحلها الباب وقعدها مكانها وقفل الباب وبعدها لف ناحيته وبصلها باشمـــئزاز قبل ما يركب : ابعدي شوية علشان أعرف أخرج .
بعدت مايا وهي مذهولة ومتغــــاظة من اصحابها اللي خلوها تظهر زي الهبلــــة بالشكل ده .
سيف خرج بعربيته واتحرك وهي فضلت متابعاهم لحد ما اختفوا فرجعت لنانيس بغضـــب : انتِ ليه ماقلتيش انها مراته ؟
نانيس ضحكت : مش قلتي أنا مش أي حد ؟ والسوسة دي برضه مش أي حد دي ملكت قلبه وعقله و كيانه و اتجوزته ، اللي انتِ قلتي عليها هبلة بقت مرات سيف الصياد ، أنا مش عارفة انتِ ازاي ما تعرفيش أصلا ولا حتى لاحظتي الدبل.
مايا بتبرير : معرفش ازاي ما أخدتش بالي من دبلته وبعدين انتِ عارفة اني كنت مسافرة وعلشان كده وقعت مني السنة اللي فاتت بس ملحوقة انتِ تقعدي وتحكيلي بالتفصيل الممل البت دي خلته يحبها ازاي وهو شايف فيها ايه وايه اللي عمله فيكي بالظبط وممكن يوصل لحد فين علشانها .

سيف طول الطريق ساكت ودماغه مشغولة وهمس فضلت ترغي شوية بعدها سكتت و حضنت كتفه سندت راسها عليه فابتسم لحركتها.
وقف بالعربية : يلا وصلنا يا روحي .
بصت حواليها ما استوعبتش هما فين لانهم مش في الفيلا ، هما في جراچ ، بصتله بحيرة وهو فك حزامه ونزل ولف عندها فتح بابها : يلا انزلي
مسكت ايده ونزلت وهي بتسأله بتعجب : احنا في جراچ ايه ؟ الشركة عندك ؟ بس مش هو لا .
ابتسم لحيرتها وقفل الباب وراها وحاصرها بينه وبين العربية وايديه حواليها: يعني أقولك هخطـــفك أوديكي الشركة يا همس ؟ هخطــــفك يبقى مكان نبقى فيه لوحدنا .
لسه هيقرب يبوسها بس لمح كاميرات مراقبة فبعد عنها : يلا بينا فوق .
راحوا ناحية الأسانسير وهنا استوعبت انهم هيطلعوا شقتهم ، كان ماسك ايديها وهي حاضنة ايده بايديها الاتنين لحد ما طلعوا فوق فتح الباب ودخلوا وقفل الباب وراه ، دخلوا فتح النور والتفت ناحيتها أخد منها شنطتها رماها على الكنبة وشدها عليه قلعها الچاكيت اللي لابساه وانقــــض عليها بشغف وهي لفت ايديها حوالين رقبته ، شالها ودخل بها أوضتهم حطها على السرير ومحدش فيهم اتكلم أو نطق حرف واحد غير كلمة واحدة الاتنين قالوها لبعض ( وحشتني / وحشتيني )
كل واحد كان مشتاق للتاني ومحتاج لحضنه ولاندماجهم مع بعض وقربهم خصوصا في التوقيت ده .

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل