
ابتسم وبصلها وهو بيطلع محفظته أخد منها مبلغ بدون ما يعرف قد ايه ومد ايده يديهولها فشهقت باستنكار : سيف أنا عايزة ورقة واحدة من دول أو ورقتين مش عايزة كل ده
مسك ايدها حطهم فيها وقال بتنبيه : قلتلك قبل كده ما تخرجيش من البيت من غير حاجتين فاكراهم يا همس ؟
كشرت لانه بيلمح لتوهانها في شهر العسل وبرطمت بغـ.يظ : فاكراهم بس انت ما اديتنيش
رد بحنق : تاني هتقولي كده ؟ انتِ … بقولك ايه خليهم معاكي – طلع فيزا من بتوعه واداهالها – دي كمان خليها معاكي لحد ما أطلعلك واحدة خاصة بيكي اتفضلي وما تقوليليش تاني انت ما اديتنيش دي ، الفيزا معاكي المبلغ اللي تعوزيه اسحبيه هتلاقي حوالي ١٠٠ مش كتير بس تسد الغرض دلوقتي
بصتله بمشاكسة وقالت باستفزاز : يعني انت مديني كل ده وبتديني دي فيها ١٠٠ أعمل بها ايه بقى ؟ خد يا عم الفيزا بتاعتك .
سيف ضيق عينيه بغــيظ ورد بهدوء شديد : أكيد يعني يا همس مش ١٠٠ جنيه وبديهالك ، أنا بقول أمشي قبل ما أتجلط صح؟
ضحكت بمرح : بعد الشر عليك من الجلطة باي
قال وهو ماشي : كلميني بعد ما تخلصي
مشي وهو في الطريق للشركة جاله تليفون من المصنع ان العمال مضــ.ربين ، راح المصنع بسرعة والأمن كله دخل معاه يشوف فين المشكلة ، وقف وسطهم يسمعهم والكل بيتكلم في نفس الوقت ، بص للأرض وسكت لحد ما الكل سكت ، رفع دماغه وقال بحزم: عايز أسمع واحد بس يتكلم نيابة عنكم بما ان كلكم مضـ.ربين بالشكل ده فأسمع واحد يتكلم بلسان الكل ، المرة دي ايه ؟
كذا واحد بصوا لبعض وشاوروا لواحد فيهم يتكلم وبالفعل اتكلم : احنا سمعنا ان حضرتك داخل مشاريع كبيرة وربنا يزيدك يا باشا بس احنا من حقنا زيادة في المرتب.
سيف بصله شوية قبل ما يتكلم بهدوء : احنا خارجين من أزمة كبيرة ومحتاجين لمشاريع كبيرة علشان نرجع لمكانتنا وبعدها من غير ما تطلبوا أكيد هزود الرواتب لكن دلوقتي ماأقدرش آسف
واحد من الجمع قال بمكر: حضرتك حاطط شرط المشاركة ٥٠٠ مليون اصرف مليون علينا يا باشا ولا انتم تحطوا ملايين واحنا ملاليم ؟
سيف بصله وشاف ابتسامة غامضة واستغرب ازاي عامل يعرف بالضبط الشرط المطلوب ؟
بص للعمال قدامه بعدها بص لموظفين الأمن وقال بحزم وصوت عالي مسموع للكل : افتحوا البوابات كلها واللي مش عاجبه الشغل بالمرتب بتاعه يتفضل برا ماعنديش أي مشكلة ، يلا كلكم برا المصنع مش حد عايز فيكم وخلال ٢٤ ساعة أقدر أشغل أضعافكم وبنص رواتبكم ، برا المصنع اتفضلوا .
حالة من الصمت التام سيطرت على الكل وأغلب العمال نكسوا رءوسهم للأرض لانهم ماتخليوش رد فعل سيف .
سيف سابهم شوية يستوعبوا كلامه بعدها كمل بنبرة باردة : الخمس سنين اللي فاتوا حرفيا كنا بنفلس وكنا هنقفل المصنع وكلكم كنتم هتبقوا في الشارع ، خمس سنين في قروض وديون ملايين اللي جايين بتتكلموا عنها دي أعتقد مفيش شهر عدى حد فيكم ماقبضش فيها مرتبه ، يا ترى لو الخمس سنين دي كنا خليناكم تشاركونا في خسارتنا كنتم هتفضلوا هنا ؟ ردوا كنتم هتكملوا شغل ؟ خمس سنين الحالة كانت صعبة و وصلنا لمرحلة ان البنك كان هيحجز على كل حاجة مين فيكم اتنازل عن مرتبه ولا قال نساعد علشان دلوقتي لما هنبدأ وبكرر هنبدأ مشاريع عايزين تاخدوا مكسب ؟ مش في ديون وقروض المفروض تتسدد ؟ مش في رواتب هتتدفع ؟ مش في أكتر من ألف بيت مفتوح ؟ مين فاتح البيوت كلها و بتتدفع الرواتب دي منين ؟ خلاصة الكلام احنا مرينا بأزمة وكبيرة ولسه بعالج في آثارها ، زيادة مفيش واحمدوا ربنا ان في رواتب بتتدفع ده آخر كلام عندي واللي مش عاجبه أبواب المصنع مفتوحة مش بجبر حد يفضل ، ولآخر مرة هسمح بالهبل ده يحصل سواء خنــاق أو إشا عات أو إضـراب .
بص لموظفين الأمن وأمرهم بحزم: أي خنــ.اقة تحصل تلموا اللي بيتخـــ.انقوا وتطلعوهم برا المصنع بدون نقاش ، أي إضــراب تطلعوا المضـــربين برا ، أي حد هيتسبب في أي شغــب من أي نوع يترمي برا المصنع بدون نقاش بدون تبرير بدون حتى ما تسأله بيعمل ايه مفهوم ؟
بص للعمال وقال بخشـــونة : ودلوقتي اللي هيرجع شغله يتفضل واللي هيمشي برا المصنع ماعنديش وقت أكتر من كده أضيعه .
فضل شوية ساكت ف انتظار حد يتحرك ولما محدش اتحرك زعـــق بغضــب : اتفضلوا يلا على أشغالكم يا برا المصنع .
الكل اتحرك ومفيش ولا واحد خرج برا المصنع ، سيف بص لرئيس الأمن وقال بنبرة حاسمة : زي ما قلت أي حد يبدأ أي شغـــب من أي نوع ما تتفاهمش واطــرده برا ، اللي عايز يتخـــــانق طلعهم برا يتخـــانقوا براحتهم .
رئيس الأمن : احنا محتاجين لحد يكون متواجد هنا يا باشا ، لازم يكون في مدير للمصنع.
سيف بتفكير : أكيد هيكون في ، أكيد .
ملك في مكتبها لقت الباب اتفتح ودخلت نور وهي بتقول بتهكم: شوفتي المبجل اللي طالعين به السما أخباره مالية السوشيال ميديا النهارده
ملك بصتلها بعدم فهم : مين ده ؟
نور بصتلها بذهول : بجد ما تعرفيش ؟ ما مسكتيش موبايلك النهارده؟
ملك بملل : نور ورايا شغل كتير عايزة أخلصه مين المبجل اللي تقصديه ؟
وضحت بشماتة: كريم المرشدي هو وناريمان الغندور وقصة حب جديدة تلوح بالأفق
ملك بصتلها بذهول واستغراب من طريقة كلامها وشماتتها الواضحة، استنتها تخلص تهكمها بعدها قالت بهدوء : كريم ولا حب ولا هيحب غير أمل مراته أي حاجة غير كده تبقى مجرد إشاعة لا هتودي ولا هتجيب .
نور ضحكت بسخرية: هو امتى كان كريم معصوم من الخطأ ؟
ملك نفخت بضـيق : محدش قال انه معصوم بس بيحب مراته وبيته وبعدين مش ناريمان اللي ممكن يبصلها أصلا
نور فتحت موبايلها على الصورة اللي بيسلم عليها وحطتها قدامها بتحدي : صورته بتقول غير كده
ملك علقت وهي بتشوف الصورة : صورة عادية في افتتاح مش شايفة فيها أي حاجة وحتى مش مبتسم وهو بيسلم عليها .
ملك قلبت في الصور ولفتت انتباهها صورة ليها هي وكريم وتحتها ( وما الحب إلا للحبيب الأول )
جابت المقال (( هل من الممكن أن يفاجئنا كريم المرشدي بعودته لحبيبته الأولى ملك عبدالرءوف ؟ سؤال يطرح نفسه بعد ظهور ناريمان الغندور في الصورة ، هل يحن رجل الأعمال إلى حبيبته الأولى ؟ ماذا يحدث لو ؟؟ ))
ملك بصت لنور بصدمة : انتِ كل اللي شوفتيه كريم وما شوفتيش صورتي اللي حاطينها معاه ؟ ولا شوفتي اللي مكتوب عني وعنه ؟
نور بلا مبالاة: ماهو كان خطيبك وكنتم هتتجوزوا ايه الجديد يعني ؟ مش سر حــربي
ملك باستنكار : مش سر حــربي بس انتِ عارفة نادر هيتقبل المكتوب ده ازاي ؟ بلاش نادر ، أمه هتعمل ايه لما تشوف المقال ده ؟ انتِ ازاي بالبرود ده ؟
نور نفخت بضـــيق : الصراحة مافكرتش فيكي أو في خطيبك ولا أهله وما اهتميتش أقرأ ايه المكتوب عنكم وبعدين اديكي عرفتي اهو هتعملي ايه يعني ؟
سابتها وخرجت وملك فضلت واقفة مكانها مصــدومة و مش عارفة تعمل ايه ؟ هل عادي الموضوع ولا نادر هيزعل ؟ طيب أمه هيكون رد فعلها ايه ؟
فاتن في بيتها ماسكة موبايلها بتقلب فيه وبقت عادة عندها تدخل صفحات ولادها تطمئن عليهم أو تشوف أي حاجة نشروها وهنا شافت صور كريم والمكتوب عنه ، ماكانش عندها أي رد فعل لانها عارفة عالم رجال الأعمال والأغنياء ليهم حياة خاصة مختلفة عن حياتها البسيطة ، قلبت بفتور لحد ما لقت صورة لملك وجنبها صورة كريم والكلام اللي مكتوب عنهم .
عينيها وسعوا وفضلت باصة للصورة ، وفكرت تتصل بجوزها اللي بيدافع عنها بس تراجعت؛ لما يجي أفضل ، كانت هتقفل الموبايل بس افتكرت الصور لما اتمسحت كلها فأخدت لقطة للشاشة للصورة وللمقال وقبل ما تقفل موبايلها بعتت البوست ده لابنها وكتبتله (( حبيبة القلب وحبيبها الأولاني ، أنا قلت أبعتهولك قبل ما حبيبها يمسح الصور ويمحي كل حاجة ))
قفلت الموبايل وقعدت متغــاظة من ابنها اللي بيحب واحدة سيرتها هتفضل العمر كله على لسان الناس .
مسكت الموبايل واتصلت بهند وطلبت منها تيجي بعد ما تخلص شغلها وماقالتش أي تفاصيل .
سيف مشي من المصنع وقبل مايوصل شركته غير طريقه وراح لكريم ومؤمن ، وصل عندهم راح لمؤمن يناديله علشان يقعدوا التلاتة سوا بس لقى مكتبه فاضي والسكرتيرة بلغته انه عند كريم في مكتبه ، راح عندهم وعلياء استقبلته وفتحت الباب فالاتنين بصولها فوضحت : الباشمهندس سيف الصياد
مؤمن شاورلها تدخله على طول ودخل فشافهم الاتنين قاعدين قصاد بعض بملامح متجــهمة فسألهم بحيرة : مالكم في ايه ؟
كريم بصله باستغراب : انت ما تعرفش ؟ امال جاي ليه ؟
سيف بصله بعدم فهم : معرفش ايه ؟ ايه اللي حصل عندكم هنا ؟
كريم وقف من مكانه وراح قصاد الشباك ومؤمن وضح : صور منشورة لكريم مع ناريمان وكلام مش لطيف
سيف بصلهم الاتنين بذهول وبعدها بص لكريم بتعجب : انت اتصورت معاها غير الصور اللي اتصورناها كلنا مع بعض دي وقدام الكل ؟
كريم بصله باستنكار: لا طبعا
سيف نقل نظراته بينهم باستغراب: امال ايه طيب ؟ ليه حسستوني انهم مصورينه في أوضة النوم مثلا ؟ ماهي صور عادية كلها وطبيعي المصورين بيحبوا يأفوروا في ايه ؟
مؤمن وضحله اللي حصل بصورة شاملة .
سيف سمع بهدوء الموضوع لآخره وشاف الصور اللي بالفعل كلها عادية جدا والكلام شايفه برضه عادي وكلها تكهنات مالهاش أساس من الصحة وفرقعة عناوين مش أكتر ، بص لكريم باقتراح : لو الموضوع مــأزمك انت تقدر في دقايق تمحيه
كريم زعـــق : واللي عمل القصة دي هو ده اللي عايزه بالظبط ، عايزني أمسح الصور ، عايزني أخــاف وأتوتــر ، عايز يهــــد حياتي ويدمــــر علاقتي بمراتي ، هو بيعمل شوشــرة مش أكتر ، بيرمي طوبة صغيرة كل مرة ، كل مرة بيهـــد حاجة بسيطة لحد ما هنتفاجئ ان الحاجات الصغيرة دي مابقتش صغيرة وبقت كارثيــــة.
سيف وقف قصاده بتفكير : مين بيعمل كده وليه ؟
كريم رفع ايديه بحيرة : معرفش وده اللي هيجــنني ، مين اللي بيلعب قصادي وعايز ايه؟ معرفش! هيكشف نفسه امتى معرفش!
سيف سأله : مراتك فين ؟ ورد فعلها ايه ؟
كريم أخد نفس طويل قبل ما يرد : قفلت موبايلها وأهلي راجعين من المصيف وهي مش راجعة معاهم ، قررت مع نفسها تركب أتوبيس تيجي فيه لوحدها ، فتتخيل رد فعلها هيكون ايه ؟
سيف قرب منه أكتر وقال بعقلانية : أيا كان رد فعلها المهم دلوقتي رد فعلك انت قصادها ، حضرتك مطلوب منك تحتوي مراتك أكتر من أي وقت فات ، مطلوب تاخدها في حضنك ومهما تقول تسمع وتسكت وبعدها تتكلم وتفهمها ان دي حــــرب ضدك وهي لازم تكون في صفك مش ضدك أبدا ، مراتك محتاجة تشاركك يا كريم و انت محتاج تطمئن من ناحيتها انها جنبك مهما يكون اللي حصل واللي هيحصل ودي أعتقد وظيفتك انت وبس انك تطمنها انها هي وبس ومهما يتقال ومهما يتكتب ومهما يتصور هي وبس ماقدامكش حلول تانية ، مش هتمسح الصور يبقى تقعد بمنتهى الهدوء تفهم مراتك انت ليه مش هتمسحها ، أمل محتاجة تسمع منك كتير أوي ومحتاجة تنضم لقعدة زي دي تفكر معانا .
كريم قعد على أقرب كرسي بخـــوف : ولو ماعرفتش أحتويها ولا أفهمها ولا هي رفضت تفهم ؟
سيف بحيرة : أنا للأسف معرفش أمل بشكل كفاية علشان أجاوبك
مؤمن وقف وقرب منهم بهدوء: بس أنا أعرفها كفاية وهي عاقلة وهادية ورزينة ( كريم هيعترض بس مؤمن ماسابلهوش فرصة وكمل ) اه ساعات بتكون مجنـــونة وأول حل ليها بيكون الهـــروب بس بعدها بتتراجع وبتاخد قرار صح بس المصيبـــة دايما بتكون في رد فعلك انت اللي دايما بيكون غــبي ( كريم بصله باعتراض فأكد) أيوة يا كريم بتكون غـــبي ، هي بتتراجع لكن انت لا فالمرة دي زي ما سيف قال اهدا واسمع وسيبها تعمل اللي هي عايزاه وتقول اللي عايزة تقوله وبعد ما تهدا هتلاقيها جنبك ولا يمكن هتبعد عنك وده أنا واثق فيه .