
بعد فترة همس في حضنه همستله: سيف هو الجو حر أوي كده ليه ؟
سيف بص للتكييف وابتسم : احنا ما شغلناش التكييف أصلا يا همس .
أخد الريموت من على الكومود جنبه وشغله بعدها لف ناحيتها وسألها باهتمام: الجو هيتعدل دلوقتي ، تحبي أروحك ؟
قربت منه أكتر استخبت في حضنه : ما تخلينا هنا يا سيف بجد ، أنا حابة هنا أكتر .
حطت ايدها على خده فمسك ايدها باسها برقة : ياريت ينفع بس مش كل يوم هقدر آخدك زي كده ، أنا المفروض أكون في الشركة بس حسيت اني عايزك في حضني وعايز أهرب من الكون كله لحضنك ده وأقعد معاكي بالشكل ده فأخدتك .
الجو بدأ يبرد فانكمشت فيه أكتر وقالت بسعادة : مبسوطة أوي انك جيتلي ، كنت عايزة أقولك مش عايزة نصر النهارده يجي ياخدني وانت تيجي بس ماحبيتش أضغط عليك بس كنت بتمنى السيناريو ده ، كذا مرة اتمنيته انك تيجي تاخدني لحضنك بعد يوم طويل في الجامعة ، أستخبى في حضنك كده وشوقي ليك أحاول أهديه شوية قبل ما تبعد عني تاني وأرجع أشتاق تاني .
باسها برقة : لحد امتى هنفضل كده مش عارفين نشبع من بعض ودايما حاجة واخدانا من بعض ؟
حركت راسها بحيرة واتنهدت وزقته ينام على ظهره علشان هي تعرف تنام على كتفه وفي حضنه : هربت ليه من الشركة ؟
ماردش عليها فاتعدلت وسندت على صدره وبصتله باستفسار : ايه اللي حصل عندك ؟
بص للسقف وحط ايده في شعرها يداعبه بلطف : ما تشغليش بالك انتِ بمشاكل الشغل والشركة .
رجعت وشه قصادها علشان يواجهها وقالت بإصرار: ينفع تحكيلي مشاكل الشغل ؟ يعني اتكلم معايا وفضفضلي
أخد نفس طويل وبدأ يحكيلها: في حد في المصنع عندي بيقوّم العمال كل شوية يتخــــانقوا أو يضـــربوا عن الشغل ومش عارف مين أو بيعمل ده ليه ؟ النهارده بعد ما سيبتك روحت المصنع لقيته متعطل ومضــــربين كلهم .
سألته بقلق : وعملت ايه معاهم ؟
شدها لحضنه ورد : قلتلهم اللي مش عايز يشتغل برا المصنع
⁃ ولو كانوا مشيوا ؟
ماجاوبهاش على طول فافتكرت انه مش هيجاوب بس لقته رد بنبرة مهمومة: أنا عايز أهــــــرب من الكون في حضنك
بصتله بتفهم؛ عايزة تتكلم عن مشاكل شغله وتخفف عنه ، بس المفروض تاخده في حضنها وبس مش تخلي عقله يفكر في كل مشاكله ، سندت على صدره باسترخاء، بعد فترة قصيرة سمعته بيقول بصوت هادي وكأنه بيكلم نفسه : أنا اه قلتلهم يمشوا والباب مفتوح بس لو بالفعل مشيوا كانوا هيخسروني ملايين يا همس ، خسارة ماكانش هينفع أتحملها في التوقيت ده ، الشركة مش حمل أي خسارة من أي نوع وأي ضــــربة دلوقتي هتدمــــر الشركة .
سألته بقلق : انت ما تقدرش تجيب عمال تانيين؟
بصلها : أقدر يا حبيبتي وبسهولة بس ده هياخد وقت قد ايه ؟ المصانع الكبيرة بتشتغل بنظام معين وما ينفعش توقفيها ، وقوفها فيه خسارة ضخمة يعني الكام ساعة اللي وقفوا فيها أنا خسرت فيها فما بالك بأيام لحد ما تعلني وتختاري عمال جداد وتعلميهم ويشتغلوا؟ الموضوع ده كان هيبقى ضربة قوية معرفش كنت هعديها ولا لا .
همس سمعته ولمست مقدار القلــق والتوتـــر اللي هو فيهم وماكانتش عارفة ممكن تقول ايه أو تعمل ايه ؟ سألته بهدوء : طيب ليه ما حاولتش تتكلم بلهجة تانية أو بهدوء معاهم أو تفهمهم الوضع ؟
⁃ علشان يا حبيبتي في اللحظة اللي هيحسوا فيها انك ضعــيفة أو التهديـــــد ممكن يجيب نتيجة هتخسري ، هتخسري احترامهم وتخسري تفانيهم وشغلهم ، كان لازم أوضحلهم انه مش فارق معايا واني بالفعل أقدر أعوضهم بسهولة بحيث يخــــافوا على لقمة عيشهم .
عجبها منطقه بس في نفس الوقت دي مخـــــاطرة فقالت: طيب ما كنت ترفع رواتبهم وتكسب ودهم
بصلها ومسك خصلة من شعرها يلفها : أولا الشركة مش حمل رفع رواتب دلوقتي وثانيا كده هتبقي برضه استسلمتي للضغـــط وكل شوية هيعملوا كده ، أنا أرفع رواتبهم بمزاجي في الوقت اللي يناسب ظروف الشركة لكن مش تحت تهديـــــد ، المهم كفاية كلام عن الشركة ، عرفتي باللي حصل صح ؟ فتحتي الفيس ؟
استغربت : لا فيه ايه الفيس ؟
حكالها اللي حصل فبصت حواليها : فين الموبايلات ؟ شنطتي فين ؟
بص جنبه : موبايلي في بنطلوني قومي هاتيه لو عايزاه وشنطتك برا في الريسبشن .
بصتله بكسل ونامت في حضنه تاني : مش دلوقتي ، دلوقتي خليني في حضنك وبس .
شوية وتمتمت بنعاس : سيف الجو برد أوي .
مسك الريموت يهدي التكييف خالص وبالرغم من انه المفروض يروح شركته بس ماعندهوش استعداد يسيب مكانه ده ويقوم لأي سبب فأخدها في حضنه ونام .
فاتن فضلت مستنية خاطر يجي وماسكة نفسها علشان ما تتصلش به بالعافية ، أخيرا رجع فوقفت استقبلته وأول ما شافها قال: استر يااللي بتستر ، ايه اللي حصل ؟ و واقفة كده ليه ؟
انفـجـــــرت فيه : في اللي كنت بقوله وانت وابنك مطنشين ، الهانم المبجلة صورها مالية الفيس هي وخطيبها الأولاني ، اتفضل بقى وريني هتعمل ايه ؟
خاطر زفر بضيــــق : يا ولية وقعتي قلبي أنا قلت حد من العيال جراله حاجة ، انتِ لحد امتى هتفضلي حاطاها في دماغك ؟ ما تسيبيها في حالها .
اتنرفزت من هدوئه وكلامه فزعقـــت : أسيبها ؟ وهو أنا كنت ماسكاها علشان أسيبها ؟ ولا يكون أنا اللي كتبت عنها الكلام ده ؟
خاطر قعد بتعب : كلام ايه اللي مكتوب عنها ؟ ولا هتوريني وتقوليلي معرفش مين حذف الصور ؟
قربت بانتصار: عاملة حسابي حتى لو مسحوا الصور .
قعدت جنبه وفتحت الموبايل على صورتهم والكلام اللي تحتها وناولتهوله.
خاطر مسك الموبايل منها و قرأ كل المكتوب
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيمووووو