افاقت علي صوت باب ال,مرحاض يُفتح ليخرج ساجد يرتدي بنطاله فقط!!. عاري الجذع يمسك بال,منشفة يجفف بها خصلات شعره.. زاد توهج وجهها بحُمرة الخجل الفطري لأي أنثي حديثة الزواج ممن عش,قته و توغـل عش,قه بداخلها حد النخاع.
راقب ساجد حُمرة وجنتيها الشهيتين بتسلية و خبث لتـلاحظ جنة الخبث بعينيه لتزدرد ريقها بتوتر و خجل تتهـرب بعينيها إلي انعكاس صورتها بال,مرآة تمشط خصلاتها البنية بسر,عة و يدها ترتجف بفرط الخجـل. تقـد,م ساجد بخطي هادئـة ليقف خلفها بنفس الوقت الذي نهضـت فيه جنـة كي تخرج من الغرفة لتصطد,م بصدره و خرجت شهقة مصدومة من ثغرها الوردي كادت ان تقع خلفها علي ال,مرآة ليتلقفها بسر,عـة قب,ل أن تصطد,م بها.
ألقي ال,منشفة علي ال,مقعـد بإهمال و احاط خصرها باليد الأخري لتصبح بين ذراعـيه أسيرة له بين اح,ضانه رفعت كف يدها الصغير وضعتها علي صدره لكـي تدفعه بعيداً. دبت القشعريرة بجسدها و هي تستشعر مل,مس جسده اسفل يدها لتنتـبه أن عـاري الجذع لتتسار,ع دقـات قلبها و كـأنها في و انصهرت وجنتيها بحمرة تشع حرارة كـ البركـان علي وشك الانفجار.. امـا هو احس بتصلب جسده أثـر ل,مسة يدها غير ال,مقصودة ليتطلـع بعينيه إلي تلـك من تنصهر من الخجـل.
شدد من احتضـانه لها بعبـث و خبث كـالثعلـب بينما جنـة فغر فاهها، تبتلـع ريقها بصعوبـة ته,مـس بصوت مبحوح و قد تمـرد القلب عليهـا و علي ذ,لـك العقـل اللعيـن:
-سـاجـد!!. ابعد ش,وية كده مينفعـش.
مال بوجهه إليهـا قليلاً حتـي لفحت أنفاسـه وجهها متشدقاً بضيـق مصطنعاً عـد,م الفهم:
-هو إيـه اللي مينفعـش هو حـرام اح,ضن مراتـي يعني.
أوشكـت علي البكاء حتماً، إن ل,م يبتعد، ل,م تعتاده لينـاً و رومانسيـاً معها، لطال,ما عهدته قا..سـي القلب متحجـر، ردت بصـوت مبحـوح:
-آه، لاء، آه، لاء.
التـوي ثغره بابتسامة متهكمة يغمغم با,ستخفاف و هو يراقب توترهـا و خجلها:
-آه و إلا لاء، اثبتي علي رأي.
كـان ردها انهـا حاولت التملـص بجسدها تبتعد عن أح,ضانه،تفاجئ من ردة الفعل التي نزلت علي رأسه كـ الصاعقة، ليبتلع غصة مريرة تشكلـت بحلـقه متسائلاً بجزع:
-في إييه يا جنـة!؟.. انـا عملـت حاجة زعلتك مني ،
طـ طـب مالك حاسـة بو,,جع و الا حاجـة.. ساكتـة ليه ردي عليـا.. متغيـرة معايا كده لييه!؟.
توقفت عن التملص تنـظر له بحدقتيها اللامعتـان لتأنب ذاتها أنها احزنتـه لتحتضنـه فجأة و علي حين غُـرة تنساب د,موعها تهطـل كـ قطـرات ال,مطر في بدايـة الشتـاء لتتحـول فجأة إلي عاصفة من ال,مشاعـر ال,متراكمـة من ح,ب، هوس، عش,ق، عتاب، تأنيب ضمير، ع,ذاب توغل بداخلها بتخليها عن ذاتها.
ارتعـد ساجد و شعر بانسحاب الهـواء من حوله ليضيق نفسه، يكره د,موع عينيها، فـ هي تهبط علي قلبه كـ الرصا,,ص من كل جانب، تساءل بلهفة و قلـق:
-جنـة، ح,بيبتي، اهدي فيـه إيه!؟..
ابتعدت عنـه قليلاً لكن بقيت بأح,ضانه ترفع عينيها الحمراء من بكاء مرير و قالت بتهـدج:
-حاسة إن إنسانة قذرة و زبالـة أووي يا ساجـد، إمبـارح و أنا في ح,ضنك و معـاك اكتشفت إني أحقـر بني آد,مة في الدنيـا دي.
صد,مـة أخري تلقـاها حتي الآن!.. ماذا حدث لها!؟.. غاب عنهـا بضعو دقائق تحمم بهـا ليخـرج من ال,مرحاض، ويجـدها تبدلت من الفـرحة و السعادة إلي الحزن و الغضب، احاط وجنتيها بيده و قال بلوعـة:
-إياكي تقولي علي نفسـك كده يا جنـة تاني!!.
انت اطيب و احن قلب في الدنيـا، انا ح,بيتك عشان أنت ملاك برئ، نقـي من جوه.
ذمت شفتيها بعبو,س و هـزت رأسها بنفـي قائلـة:
-انـا مش مـلاك يا ساجـد، مش مـلاك! أنـا بستحقر نفسـي أوي علي اللي عملتـه، مش مصدقـة إني في يـوم هعمـل كده.
-طـب فهميني فيـه إييه!؟..أنـا مبقتـش فاهمك يا جنـة يا ح,بيبتـي أنـا جوزك ح,بيبـك احكيلي مالك.
د,مد,م بهـا ساجد يمسك يدها و يجـذبها خلفه ليجلس علي الفراش و أجلسـها جواره مستأنفاً بهدوء و عقـلانية، عليه التفكيـر جيداً بهـذا ال,موقف ل,مـعرفة ما بهـا:
-احكيلي مالك يا قلبـي و انا هسمعـك، جنـة أنـا مش هكـون جوزك و بس، لاء، أنـا اخوكي و ابوكي و صديقـك و كل حاجة حلـوة ليكي، عشـان كده مش عايـزك تخبي عنـي أي حاجة.
ل,مسـت صدق مشاعره إليهـا، هو ل,م يكـذب عليها، بل! كل حـرف نطـق به كـان نابـع من صميـم القلب، هتفـت بصوت متحشـرج تسرد له ما احسته:
-إحساس بالنفـور و القرف من نفـسي يا ساجد، حسيت نفسي وحشـة أووي، إمبـارح و انا في ح,ضنـك افتكرت ل,ما كنت بحل,م بس بكل,مـة حلوة منـك تطيب بيهـا جر,,ح قلبي، زمان إني ابقي معاك كـان حل,م حسيت إنـه عمره ما هيتحقق أبداً. بس ل,ما أرزان دخلت حياتنـا وقفت جمبي كتير، ساعدتني إن ابقي معـاك، وقفت جمبي ل,ما حصـل الـ آآآ.. ل,مـا حاول الدكتـور إيـاه يعتدي عليا، رفعـت من معنويـاتي، عـارف كل حاجة كنت بعملهـا ل,ما بدأنا تدريب في ال,مستشفي معاكم كانت هي اللي وراها، كرهـت نفـسي اووي و انا طايرة زي العصفورة اللي لاقت عشهـا ل,ما اتحـررت من قفصها عشان اقوم بح,بسـها فيه، إزاي صدقـت الفيديو ده، حتي لو هي! مليون في ال,مية في حاجة غلط ارزان عمرها ما تعمل كـده. الطيبة اللي بتخـاف من ربنا عمرها ما تفكـر تإذي حد. ازاي صدقت الوهـم و مشيت وراه و نسيت الحقيقة و الواقـع!؟..
استرسلت وهي ترفـع حدقتيهـا تنـظر إلي خاصته:
-أصعب شعور ممكـن تحسه هو، الخُــــذ,لان، تكـون علي أمل إن حد يصدقك أنت حتي لو متكل,متش و دافعت عن نفسك، يدافع عنـك هو، يقـول لاء، كـذب، عمـرها ما تعمـل كده، هي بريـئة، بس انـا معملتش كـده!. أنـا اتعمـدت أجر,,حـها بالكلام، بسأل نفسي إزاي استحملت كل نظـرات الاتهـام في عيوننا و سكتت عليهـا، عنـدها قوة عجيبة، و صبـر و تحمـل رهيـب يذهلك، إمبـارح بس!. اكتشفت قد إييه إني إنسانة هوائية بتصـدق أي حاجـة. إنسانة بش,عـة عضت الإيد اللي اتمدتلها في عـز الشدة و رمتهـا بعيد، أنـا مستحقش السعـادة دي و اللي السبب فيها مظلومة و انـا شاركت في ظل,مها.
صمتت و هي تبكي علي يقين أن رده سيكـون قا..سي. سسكون مؤل,م بالنسبة لها. مليئ بالعتاب و اللوم. غبية، حمقاء، سيئة، ل,ما اختارت الهجوم علي صديقتها و ل,م تختار الدفاع. دفنت وجهها بين كفيها تبكي بـ شهقات متعالية، شهقات الند,م، مرارة الذ,نب تسحقـها كـ عقاب علي اختيار الظُل,م لتلك الفتاة.
مرت دقائق تبكي بأل,م تنتظر حديثه و لكنه طـال صمته لدرجة أدهشتهـا، أزاحت يدها و رفعت عيناها الحمراء و ال,مليئة بالد,موع إليه، تود معرفة سبب صمته!؟..وجدت ابتسامة واسعة تزين شفتيـه، ملأت الحيرة عقلها عن سبب ابتسامته الغامضة. قطبت جبينها مشدوهة من ابتسامته لتشعر بالغيظ و الغليان أتـركها تبكي ليضحك عليها.
هتفت جنة بغضب و هي تلكمه بقبضة يدها الصغيرة علي صدره:-
-أنت بتضحك علي إييه!؟.مقولتش نكتة ح,ضرتك عشان اش,وف الابتسامة الواسعة دي.
انخرط بالضحك يقبض علي معصمها يضمه إلي صدره و أجاب بهدوء بعد,ما توقف عن الضحك:
-ببتسم لأني شايف جنة اللي ح,بيتها رجعت. فاقت من الوهم و الق..سوة اللي غلفت قلبها بيه. و رجعت جنة اللي قلبها طيب. كنت متأكد إنـك هتفوقي و تعرفي غلطك بسر,عة. وفعلاً. حصل شايفك قدامي بتعترفي بغلطك.
جنة بهمس و صوت خافت:-فوقت يا ساجد بس بعد ما أذيتها، إزاي كنت معمية أوي كده.
راقب ساجد أقل حركة تصدر منها و عيناها تفيض من الند,م و قال بخش,ونة:
-لسه قدامك فرصة يا جنة تصلحي فيها غلطتك، لسه الآوان مفتش، الصح دلوقتي إنك تفكري إزاي تصلحي اللي هد,متيه بإيدك و تبنيه من جديد لأنك و عيتي لنفسك بدري أوي يا جنة.
مالت بجسدها البض عليه تحتضنه ليفلت معصمها و يحيط بذراعيه القوية جسدها لتلف ذراعيها حول خصره تبتسم بسعادة تشكر الله انـه رزقها بهذا الح,بيب لتغمغم بأسف حينما استنبطت أنها بدأت اليوم بالنكد:
-أنـا آسفة إني زعلتك من اول يوم لينا، كان لازم استني ش,وية.
كركر ساجد علي تلك الطفلة و قال بصوت رخيم:
-طبعاً يا جنتي!. أنت كده اثبتيلي إنك زوجة مصرية اصيلة بتعش,ق النكد.
لكمته علي ظهره بغيظ تسحق شفتيها بضجر تبتعد عن اح,ضانه تُردف بانفعال:
-والله!. طب اوعي كده خليني اكمل لبس عشان ننزل يلا و انت قوم البس هدومك اتأخرنا أوي.
اومأ برأسه بهدوء ليقرص وجنتها بخفة ثم قال بمكر و خبث لتوصله إلي فكرة ما:
-بس مش قب,ل ما اقولك صباح الخير.
رفعت حاجبيها إلي اعلي بتعجب، ل,م تفهم ال,مغزي من حديثه إلا عند,ما مال بوجهه مقب,لاً شفتيها بسر,عة قب,لة سطحية، قُبلة اطاحت بقلوبهم و إزدادت خفقات قلبها. اغمضت عينيها با,ستمتاع و أحمرت وجنتيها بحمرة قانية. ابتعد ساجد ببرود و نهض مبتعداً عنها يرتدي قميصه الأبيض ثم تفـوه بغضب مصطنع:
-إيه ده يا مدام!. أنت بتجري رجلي للرذيلة إزاي تبو,سيني كده و احنا اتأخرنا عليهم اووي يـلا قومي ح,ضريلي الحمام يلااا.
رفعت جنة حاجبها الأيسر بدهشة و كزت علي أسنانها تردف بتحذير ووعيد:
-ساااااجددد اتل,م متخلنيش اقلب عليك انا مجنونة و اعملها.
انتهي من إغلاق زر القميص و اقترب منها يمسك بانامله ذقنها يداعبه بخفة كـ الاطفال و قال:
-بهزر يا روحي، متقفشيش كده لأحسن ترفقعي زي البالونة و انا لسه عريس جديد يعني عايز ادلع و اش,وف دلع متدلعوش متدلع قب,لي.
هزت راسها بحركة غريبة كـ ال,مختلين و قالت بغموض:
-عايز تتدلع من عينيا دا انا هدلعك دلع بس متلومش غير نفسك ل,ما تدلع بزيادة.
صد,م من موافقتها علي يقين أنهـا تح,ضر مفاجاة ستصد,مه حقاً، اجفل بصد,مة حينما شعر بأسنانها تقضم يده بغيظ ليصر,,خ بأل,م يحاول تحرير يده. ابتعدت عنه تبتسم بزهو وهي تسير إلي خارج الغرفة بينما تطلع ساجد إلي يده التي طُبعت عليها اسنانها و غمغم بخفوت:
-شكلي اتخميت في الجوازة دي بس اعمل ايه بح,بها.