…………………………..
كان يقود سيارته عائداً إلي ال,منزل برفقة صديقه. كان يقود السيارة و عقله مشغول بتلك ال,معضلة الكبري بالنسبة له. لا يوجد اي دليل علي الفاعل و السبب وراء تسمم سجينته. حينما ذهبا سوياً إلي الإدارة اكتشفوا الآتي حينما هر,ع إليهم طارق و اخبرهم بال,مستجدات:
“مفيش اي دليل علي الفاعل. اللي عمل كده كان مرتب كل حاجة الكاميرات اللي في ال,ممر كانت عطلانة و مش شغالة بقالها فترة و استغل ده إنه يقطع كابلات الكهربا، الاكل اخدنا عينة منه لل,معمل و مفيش أي اثر لـ سم فيه. الفاعل عملها بنفسه و عطاها بحقنة مليانة سم عشان كده مفيش كاميرات لقطته و اللي يبدو إنه من ال,مديرية، للأسف كل الادلة مبينتش الفاعل مقد,مناش حل غير إنها تفوق و تدلنا علي اي دليل يوصلنا ليه”.
زفر بغضب مكتوم لن يستطع إخماد تلك النير,ان ال,مشتعلة بصدره و التي اشعلتها به. منذ ليلة امس و هو يعمل علي الوصول للفاعل و لكن لا نتيجة!؟. النتائج دائماً هي نفسها.
كل شئ يخصها صعب. صعب جداً. صعب للغاية. مهلكته. نبض قلبه جعلته أسير عيناها لا يقوي علي الابتعاد عنها. أسرته بلعنة العش,ق الأبدي. ألتلك الدرجة صار فريسة سهلة لتكُبل قلبه بقيود الح,ب.
اطلق لفظ بذيئ من بين شفتيه يعبر عن انفعاله. ليضر,,ب ال,مقود بقبضة يده بغضب ما كان عليه ان يسمح لقلبه بـ عش,قها حد الهوس. انتبه عليِ إلي
غضبه و انفعالاته التي يكبتها بداخله بأعجوبة. يعل,م ما يعانيه و هو شاهد علي ماضيه ال,مؤل,م منذ الصغر.
علي بزفرة قوية مغمغاً بهدوء:
-ناوي علي إيه يا آسر!؟.لحد دلوقتي مفيش دليل واحد عن اللي عمل كده!. دا مرتب كل حاجة بدقة عشان ميتكشفش.
رد عليه ببرود وعيناه مثبتة علي الطريق:
-متقلقش يا علي هنوصله!. اللي عمل كده بيتحداني و انا قد التحدي و هفضل وراه لحد ما أجيبه تحت رجلي.
علي ببرود:
-طال,ما الصياد حط حاجة في د,ماغه مش هييأس لحد ما يوصلها.
اكتفي آسر بهز رأسه بهدوء و ثبات موافقاً إياه الرأي، أما علي فـ هناك الكثير من الأشياء يود معرفتها. فضول ل,معرفة نتيجة قرارته ال,متسر,عة بلحظة غضب اشتعل فتيله ليصبح نير,ان حارقة يلته,م اللهب كل ما تطوله.
علي بتساؤل:
-عامل إيه مع روفان!؟. من ساعة ما قولت هتتجوزها و انت مش بتتكل,م عنها و لا بتجيب في سيرتها كمان.
اغمض جفنيه يضغط عليهما بضيق. هذا ما ينقصه تلك الفتاة ال,مدللة. يألله رحمـاك. باعد بينهما ينظر إلي الطريق يختطف بعض النظرات إلي صديقه يخرج تنهيدة عميقة من بين شفتيه.
أجاب آسر ببرود ولا مبالاة:
-انا مش بكل,مها اصلاً. مش عارف حاسس بلغبطة و حيرة كبيرة اوي. كـ أني اتسر,عت في قراري. مش عارف بعاقب مين فينا انا والا هي بس اللي اتأكدت منه إني بتأل,م زيها بالظبط.
اتسعت عيون علي بصد,مة!. لقد جُن علي الأخير!. لا يستوعب أنه يخبره بهذه السهولة أنه تسر,ع!؟. ل,ما الآن تحديداً!؟. حياة الفتاة ليست لعبة بأيديهم.
علي با,ستنكار و انفعال جم:
-انت بتقول إيه!؟. اتسر,عت!! انا نصحتك قب,ل ما تتقد,م علي خطوة زي دي إن اللي بتعمله غلط و برضه صممت علي اللي في د,ماغك. دلوقتي بتقول اتسر,عت. انت مفكر بنات الناس لعبة في إيدك تح,ب دي. تتجوز دي. تسيب دي. تخطب دي. و ل,ما تزهق تبعد عادي. مفكرتش في مشاعرهم و إلا انهم بشر لحم ود,م بيحسوا.
اللوم!!!!!
يلومه علي اختيار وقت تشتت وتسر,ع ل,م يفكر بعواقبه!. كان عقله يحسب مقدار الأل,م الذي سيسببه إلي سجينته!. يذيقها من كأس الأل,م الذي تجر,ع منه هو!!!!!
آسر بغضب و قد أحمرت عيناه:
-بتلومني علي قرار اخدته ل,ما كنت مشتت ومصدوم مش عارف بعمل إيه!!
علي بتأكيد و ضيق اعتراه:
-أيوة بلومك لاننا نصحناك و قولنالك لاء!. بس انت اللي صممت يبقي متلومش غير روحك!!. تصميمك إنك تإذيها خلاك بتاخد اي قرار متسر,ع من غير ما تفكر في النتايج ال,مترتبة عليه. و دلوقتي مش قدامك غير إنك تتحمل نتيجة القرار ده لوحدك أنت!
صمت آسر لا يعرف بما يجيب!؟ علي معه حق في كل كل,مة قالها!. هو من دفع جسده إلي الوادي!. ل,م ينتظر ان يري مدي الارتفاع الشاهق قب,ل ان يُقب,ل علي تلك الخطوة! ليزفر بضيق يكمل قيادة السيارة إلي قصر الصياد و معه صديقه لاخذ ق..سط من الراحة ثم يعودوا إلي العمل من جديد. ولكن أين الراحـة وهو لا يعل,م ما بانتظاره من مفاجآت هناك!
………………………….
اعلن ال,مطار عن وصول الرحلة القاد,مة من تركيا إلي مصر لتسير نـازلي نور الدين برفقة ابنها كمـال بكل ثقة و غرور ليخرجا سوياً من ال,مطار وكانت هناك سيارة سوداء حديثة تنتظرهم ليستقلا سوياً ال,مقعد الخلفي ليهتف كمال ببرود بالعربية كي يفهمه السائق:
-اطلـع بينا علي قصر الصياد!
اومأ السائق و قاد السيارة متجهاً إلي وجهته ال,معروفة أمـا نـازلي قبضت علي يدها تغرز اظافرها بها بغضب ووعيد سيفتك بالجميع من أجل حفيدتها الـ فيـــروز!
بنـفس ال,مكان خرج الأشقاء الأربع من ال,مطار ليستحوذوا إلي نظرات الجميع الإعجاب و الدهشة بجمالهم الفتاك ليوقف حسن سيارة الأجرة و ركب جوار السائق بينما شقيقاته احتلتن ال,مقعد الخلفي ليملي عليه العنوان و ازداد معدل الادرينالين يرتفع بقوة إلي الوصول أولاً و قد نجحت خطة حسن بال,مجيئ إلي عروس البحر ال,متوسط دون عل,م الجدة!
…………………
_نذهب إلي قصر الصياد _
اجتمعت العائلة يهنئون الأخوان حديثي الزواج بسعادة حقيقية أنسته,م الحزن العميق بقلوبهم. شعرت جنة بالنفور و الضيق
من روفان عند,ما اقتربت منها تهنئها بزواجها. لا تفقه سبب النفور ال,مفاجئ فبعد أن إفاقتها من الوهم الذي عاشت به الفترة ال,ماضية جعلها تبغضها وهي تراها تحتل مكان البريئة و ال,مظلومة.
زادت سعادة الجميع حينما جاء آسر و معه صديقه ال,مقرب من الجميع علــي ليبدأ سيل من الاحاديث الجانبية. اما عش,ق فـ كانت تراقب ابتسامة ابنائها الواسعة عداه. شارد و حزين ليعود كـ سابق عهده.
تساءلت جنة بتعجب عند,ما لاحظت غياب شقيقها:
-هو سامر فين يا ماما، مش شايفاه من الصبح.
أجابتها عش,ق بهدوء:
-سامر عند عمار في ال,مستشفي، عايز يبقي جمبه، الاتنين اصحاب جامد اوي.
أيدت ايسل علي حديث حماتها:
-فعلاً، القدر جمعهم سوي، بقوا أصحاب و أكتر من الإخوات، تحسيهم مع بعض توأم كده.
ابتسمت مني و تابعت علي ما قالوه:
-معاكم حق، حتي يوسف اللي كان رافض اي اصدقاء ليه، ومنطوي، اتفاجئت إنه متعلق أوي بـ سامر.
همهمت عش,ق بتفهم بينما جنة شردت بتفكيرها كيف تصلح من خطئها و أيضاً عليها محادثة سيلا كي تفيق هي الأخري من غضب اعمي عيونهم بغشاوة ل,م تنقشع للآن.
سعــادة. وأي سعادة تلك وهي ناقصة. ليست كاملة. ينقصها أرزان. سر سعادة الجميع. سبب لقائهم بعد فـراق سنوات. صاح,بة البهجة بابتسامة توزعها عليهم دون كلل ولا ملل.
تبتسم بأمل تزر,عه بالقلوب، عيناها الساحرة بزرقة أمواج البحر.
_خـــــــالد!!
صيحة واحدة بإسمه افزعت الجميع ليلتفتوا جميعاً واتسعت عيونهم بمحجريها علي وسعيها. تلك ال,مرأة تشبه أرزان لحد كبير حد اللعنة. هي ارزان ولكن بعمر كبيرة بمرحلة الشيخوخة. وقفوا مشدوهين و قد جاءت تلك السيدة و معها بركان غضب مشتعل وعلي وشك الانفجار منذ ليلة أمس.
وقفت مني تحدق بوالدتها و أخيهـا بصد,مة هامسة:
-مـــامـــا، كمــــال!
تقد,م خالد من السيدة نازلي مصدوماً ل,م يأتي بعقله أن يراها ازدرد ريقه هاتفاً:
-سيدة نـازلي متي أتيتِ!!
كان ردها صف,عة قوية هوت من كفها علي وجه خالد ليشهق الجميع بصد,مة، اجفل خالد بصد,مة يضع يده علي وجنته غيـر مصدقاً ما فعلتـه أفاق علي صوتها تتساءل بحدة و صوت أشبه بالر,عد:
-أيـن حفيدتي خـالد!؟. مـاذا حدث لـ فيـــروز!!
……………………
فصل طويل جداً..تعويض غيابي الأسبوع اللي فات.. انا كنت تعبانة جداً مقدرتش اكتب فيه الفصل بس ل,ما بقيت احسن كتبت الفصل.. شخصيات جديدة ظهرت في الرواية عايزة رأيكم لأنهم معانا للنهاية.. رأيكم في جنة و انها فاقت لنفسها.. ساجد عايز يدلع يا بنات…😂😂
فوت+كومنت بليييييز.