منوعات

رواية عشـ,,ــقك اذاب قسو,,تي الفصل الاول والثاني والثالث بقلم ريهام حلمي حصريه وجديده

**الفصل الخامس: (حلا العشق)**

في السيارة، بكت رنيم بعد أن صدمها تصريح حسن بأنها ليست أكثر من مسؤولية يشعر بالذنب تجاهها. وضعت كفيها على وجهها وهي تشهق بصوت عالٍ مثل الأطفال، وزادت من حدة بكائها. غضب حسن من صوت بكائها المتصاعد، فشتم بغضب في سره ثم قال بجمود: “مش عاوز أسمع صوتك لغاية ما نوصل، وإلا هخلي يومك مهبب على دماغك.”

رنيم لم ترد عليه، لكنها ظلت في مكانها، غارقة في دموعها. حسن انطلق بالسيارة بسرعة، موبخًا نفسه على قسوته في الحديث معها، لكنه لم يكن قادرًا على كبح غضبه.

**في منزل صديقة فرح،**
التفتت رحمة إلى فرح بابتسامة وقالت: “ميرسي قوي يا فرح، أنا مش كنت فاهمة المحاضرة دي أبدًا، لكن أنتي شاطرة قوي. المفروض تبقي مكان الدكتور اللي مش عارف يشرح.”

ضحكت فرح على كلام صديقتها المرح، ثم ردت بهدوء: “أهم حاجة تراجعي المحاضرة تاني عشان تثبت في دماغك.”

أومأت رحمة برأسها بسعادة، ثم تذكرت وقالت بفرح: “صحيح، أنا نسيت أقولك، كتب كتابك بكره! ألف مبروك يا فروحة، عقبالي يا رب.”

فرح ابتسمت بحزن وهي تتذكر أنها ستعقد قرانها غدًا على فارس، الشخص الذي لا تحبه. تنهدت بضيق، ثم نهضت وقالت بحزن: “أنا همشي بقى يا رحمة، اتأخرت.”

ردت رحمة بهدوء: “طيب، استني هوصلك. الشوارع بتاعتنا ضلمة وا…”

قاطعتها فرح بابتسامة: “ما تخافيش عليا، أنا مصاحبة راجل.”
ضحكت رحمة، وودّعتها عند الباب. بعد دقائق كانت فرح تسير في الشارع، والشوارع كانت بالفعل مظلمة. حاولت فرح تهدئة نفسها، لكن ما لم تتوقعه هو ظهور شابين بدا عليهما السكر. أحدهما قال لها بتهكم: “إيه، القمر ماشي لوحده ليه؟”

ابتلعت فرح ريقها بخوف، وارتعش جسدها. حاولت التقدم بسرعة، لكن الشاب الآخر قطع طريقها قائلاً بتهديد: “مستعجلة على إيه يا مزة؟ ما لحقناش نشبع منك، وبعدين هو دخول الحمام زي خروجه.”

كرر جملته وضحك باستفزاز، مما جعل دموع فرح تنهمر بخوف. فجأة، وجدت نفسها تركض بسرعة، لكن الشابين كانا يركضان خلفها. اختبأت بسرعة تحت أحد الصناديق القديمة في الزاوية، وأخذت تدعو بارتعاش: “يارب ساعدني.”

أخرجت هاتفها من حقيبتها في حالة من الذعر. دون تفكير، اتصلت بمصطفى، لكنها سرعان ما تذكرت أنه في السجن ولم يعد في حياتها. ازداد بكاؤها، ثم حاولت الاتصال بوالدها، لكنه كان مغلقًا. همست وهي تبكي: “أعمل إيه يا رب؟ ساعدني يا رب.”

الشابان توقفا أمامها، يبحثان عنها، وقال أحدهما: “اطلعي يا قطة، أحسنلك. مش هتقدري تهربي مننا النهاردة.”

ابتلعت فرح ريقها مجددًا، واتصلت سريعًا بفارس وهي تبكي: “الحقني يا فارس، في أولاد بيجروا ورايا، شكلهم سكرانين. بالله عليك أنا خايفة.”

**في فيلا حسام الصاوي،**
خرج فارس من المستشفى وهو يحاول التخلص من ذكرياته المؤلمة، مكتفيًا بالذكريات السعيدة مع صديقه عمار. لكن عندما وضع رأسه على الوسادة، عاد شريط الذكريات المؤلمة يلاحقه.

قبل أحد عشر عامًا…
كان فارس يجلس بجوار عمار في الصف، والفوضى كانت تعم المكان. التفت فارس إلى عمار بابتسامة وقال: “تعرف يا عمار، عمري ما هسيبك. لازم ندخل ثانوي مع بعض، وبعد كده الجامعة.”

عمار ربت على كتف فارس وقال بود: “أكيد يا فارس، أنت زي أخويا. بس ادعيلي أجيب مجموع عشان أقدر أوفق بين الدراسة والشغل.”

اختفت ابتسامة فارس عندما ذكر عمار شغله كصبي ميكانيكي، فقد كان عمار مسؤولاً عن والديه. فارس تردد، ثم قال بحزن: “أنا قلتلك يا عمار، هخلي بابا يديني فلوس، وانت خدها.”

غضب عمار من كلام فارس ورد عليه بحدة: “إيه اللي بتقوله ده يا فارس؟ إياك تقول الكلام ده تاني. أنا راجل وأقدر أعتمد على نفسي كويس.”

شعر فارس بالندم على كلامه، وحاول أن يعتذر، لكن دخول المعلمة “اعتماد” إلى الفصل قطعهما.

فاق فارس من شروده على صوت هاتفه. أمسك بهاتفه ورأى اسم فرح على الشاشة. تعجب، وفتح الخط ليقول بجدية: “ألو…” لكن صوت فرح الباكي والخائف قاطعه: “الحقني يا فارس، في أولاد بيجروا ورايا، شكلهم سكرانين.”

اتسعت عينا فارس بغضب ورد بنبرة قوية: “ليلتهم سودة. قوليلي إنتي فين؟!”

أخبرته فرح بمكانها وهي تبكي، وسمع صوت أحد الشابين يصيح: “سيبوني!” ضغط فارس على الهاتف بشراسة وزأر بغضب: “فرااااح!”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل