
**الفصل السادس: (حلا العشق)**
في فيلا حسام الصاوي، كان فارس يغلي من الغضب بعد سماعه لصراخ فرح في المكالمة. ارتدى حذاءه بسرعة وركض إلى الخارج، وقبل أن يغادر، وجده والده حسام يسأله بقلق:
“فيه إيه يا فارس؟ بتجري ليه؟”
رد فارس وهو في طريقه للخروج: “بعدها هقولك يا بابا.”
ركب سيارته بسرعة وانطلق بها، وأخرج هاتفه وضغط على رقم زميله شريف في العمل. بعد بضع لحظات من الانتظار، رد الطرف الآخر، فقال فارس بنبرة حادة:
“شريف، ابعتلي البوكس في شارع… بسرعة.”
أغلق فارس الهاتف، وضرب المقود بعنف، متمنيًا لو كان بإمكان السيارة الطيران.
**على الجانب الآخر،**
كان أحد الشابين يمسك بحجاب فرح بعنف، وينظر إليها بنظرات وقحة. قال لها بلهجة مقززة:
“وقعتي في إيدي يا أمورة، فاكرة نفسك هتهربي فين؟”
حاولت فرح بكل ما تملك أن تحرر حجابها من قبضته، لكنها لم تستطع. هتفت بصوت باكي:
“حرام عليكم، سبوني! اعتبروني زي أختكم والنبي!”
لكن الشاب الآخر صفعها بقوة على وجهها، وقال بحدة:
“اخرسي يا بنت ال…!”
انفجرت فرح بالبكاء من الإهانة. حاول الشابان الاقتراب منها، لكن بحركة سريعة تناولت حفنة من التراب من الأرض وقذفتها في وجه الشاب الذي كان يمسك بها. استطاعت أن تفلت منه وبدأت تركض بكل ما أوتيت من قوة. لكنها كانت تنظر خلفها باستمرار لترى الشاب الآخر يقترب منها بشكل مخيف. فجأة، تعثرت بحجر كبير وسقطت على الأرض، وصرخت من الألم، متيقنة أن هذه هي النهاية.
لكنها شعرت بذراعين يرفعانها عن الأرض. نظرت إلى الأعلى لتجد فارس، الذي جاء لينقذها. لم تفكر كثيرًا، فقد سحبها خلفه، ووضع ذراعيه حول خصره، ونظر إلى الشابين بنظرات قاتلة.
اقترب أحد الشابين وقال بلهجة سكرانة:
“إيه؟ اشمعنا دي بقى اللي موافقة عليها؟ ما نشبهش ولا إيه؟”
تشبثت فرح بذراع فارس بقوة من شدة خوفها. شعر فارس بانتفاضة يدها على ذراعه، لكنه لم يتحرك. نظر إلى الشاب الآخر، الذي كان يفرك عينيه من التراب، لكنه استطاع أن يقول بلهجة مهددة:
“بقولك إيه؟ إحنا اللي لقيناها الأول، سبها عشان ما نزعلش!”
ابتسم فارس بتهكم، ثم همّ بالتحرك نحوهم، لكنه توقف للحظة، ناظرًا إلى فرح المتشبثة به، وقال لها بلهجة ساخرة:
“وماله، هعاقبهم وأنا في مكاني. ليلتهم سودة معايا.”
أخرج فارس مسدسه من جانبه، وبدون تردد، أطلق طلقتين في كتف وساق كل من الشابين. صرخ الشابان من الألم وسقطا على الأرض يتلوون. ثم التفت إلى فرح وقال بجمود:
“اركبي العربية.”
نفت فرح برأسها وهي تشهق من البكاء والخوف. هتف فارس بحدة:
“بقولك، اتنيلي اركبي يلا، اسمعي الكلام!”
ارتجفت فرح من صراخه، فاتجهت ببطء إلى السيارة وهي ترتعش من الخوف. بينما اتجه فارس نحو الشابين، وأخذ يدور حولهما وهو يقول ببرود:
“أنتم غلطتم غلطة عمركم لما حاولتم تتعدوا على مرات فارس الصاوي، وهخليكم تتمنوا الموت ومش هتلاقوه.”
ركل فارس الشابين بقدمه في جميع أنحاء جسديهما، ثم أمسك برأس الشاب الذي سب فرح ولواها حتى كسر رقبته. سقط الشاب يصرخ من الألم، وواصل فارس ضربه بحزامه الجلدي الغليظ حتى أدماه.
وصلت سيارة الشرطة في الوقت المناسب، وأمر فارس العساكر بحدة:
“خدوهم لغايه ما أعملهم تشريفة حلوة تليق بيهم.”
قام العساكر بتكبيل الشابين ووضعهم في سيارة الشرطة، بينما عاد فارس إلى سيارته بجمود، وفتح الباب ليركب خلف المقود. ساد الصمت بينهما، فقط صوت بكاء فرح كان يكسر هذا الصمت.
أغمض فارس عينيه بغضب، وسألها بجمود:
“حد عملك حاجة فيهم؟”
هزت فرح رأسها بالنفي، في حين تطلع فارس إلى هيئتها. كان حجابها قد انكشف إلى منتصف شعرها، وملابسها مبعثرة. شتم فارس بلفظ خارج على الشابين، مما جعل فرح ترتجف وتزداد بكاءً بصوت مسموع.
صرخ بها فارس بغضب:
“مش عاوز أسمع صوتك!”
حاولت فرح كتم بكائها، لكنها انفجرت بالبكاء المرير. غضب فارس وجذبها من ذراعها بشدة وهو يصيح:
“بتعيطي ليه؟ مش انتي السبب في ده كله؟ مين قالك تنزلي لوحدك بالليل؟!”
حاولت فرح تبرير تصرفها بين شهقاتها:
“غصب… عني… صاحبتي كانت محتاجاني… مقدرتش أقولها لا.”
صر فارس على أسنانه وقال بحدة:
“ارحميني بقى من غبائك ده شوية! كوني روحتي بالنهار! ازاي أبوكي يسمحلك تخرجي في الوقت ده؟”
ردت فرح بارتباك:
“بابا وماما ما يعرفوش أنا خرجت من غير ما أقولهم.”
رفع فارس حاجبيه بتعجب وقال بتهكم:
“كمان ما يعرفوش؟ لا، برافو عليكي!”
نظر إليها ثم قال بحدة:
“وماله، نعرفهم حالا.”
اتسعت عينا فرح بخوف، وتوسلت إليه برجاء:
“أرجوك ما تقولش لبابا وماما، كفاية إن أنا متأخرة، بس ما تقولش لهم على اللي حصل.”
قاطعتها فارس بلهجة قاسية:
“لأ، لازم يعرفوا عشان تتربي وتحرمي تخرجي من غير إذن تاني.”
اغتاظت فرح بشدة من كلامه، وقالت بغضب:
“أنا غلطانة اللي اتصلت بيك من الأول!”