روايات

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية العـ,ـذراء والصعيدي بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

نعم؟! يعني اي

نظر إليها جارح ببرود كأنه يطعنها بكلماته قبل أن يضيف بحزم:

الكلام دا كان ممكن يوحصل زمان… قبل ال عملتيه… انتي جطعتي كل حاجة بينا ولو انتي نسيتي فـ انا مستحيل انسي…مستحيل انسي اي حاجه عملتيها فخلينا إخوات احسن يا لؤلؤ

اتسعت عيناها برعب ثم هزت رأسها بعنف وكأنها تحاول رفض الواقع قبل أن تهمس:

“لع… لع.. متجولش اكده بالله عليك يا جارح … انت بتحبني انت دايما كنت بتحبني!

نظر إليها للحظة بصمت، ثم اردف ببطء، كأنه يريدها أن تستوعب كلماته جيدا:

يمكن كنت بحبك زمان او كنت ببدأ احبك … بس مش دلوجتي مش بعد ال حوصل.. انتي نهيتي كل حاجه بينا وبجولك للمره الاخيره.. انسي اي حاجه ممكن توحصل بينا.. علشان انتي محرمه عليا يا لؤلؤ… حتي حبك ونظراتك ولمساتك كلها محرمه عليا

تساقطت دموعها لكنها تجاهلتها وهي تقترب منه مرة أخرى، وكأنها تتوسل إليه ألا يسحق ما تبقى من أملها واردفت:

غصب عني يا جارح… والله غصب عني… حتى ربنا بيسامح

ردد جارح بصوت خالي من أي عاطفة :

انا مش ربنا… أنا إنسان عادي… ومش بسامح… حاولت كتير جوي بس معرفش.. والله ما عرفت للاسف… مش خسامحك يا لؤلؤ.. وال حوصل بينا يتنسي مش عايز حد يعرفه زي ما انا حافظت علي سرك انتي كمان حافظي علي ال باجي من علاقتنا وانسي

القي جارح كلماته وذهب صباح جديد…وفي صباح يوم جدبد استيقظ فارس من نومه ممددا على السرير وهو عاري الصدر يتمدد بكسل وهو يمرر يده في شعره لم يعتدل حتى فتح باب الغرفة بهدوء ودخلت نرمين بخطوات خفيفة قبل أن ترتمي بين ذراعيه وتحضنه بقوة هامسة بصوت ناعس:

خليك معايا النهارده باللع عليك… مش عايزة أكون لوحدي.. انت بتوحشني جوي يا فارس

تنهد فارس وهو يضع يده على كتفها ليبعدها قليلا ثم اردف بنبرة هادئة لكنها حازمة:

مينفعش مش عايز حد يشك في علاقتنا يا نرمين… مش وجته خالص اصلا

رفعت نيرمين رأسها ونظرت إليه بعينين معاتبتين قبل أن ترد بغضب مكبوت:

هو انت ناوي تفضل اكده لحد امتى؟ إمتى هتجول لأهلك إننا متجوزين يا فارس

زفر فارس بضيق ثم ابتعد عنها قليلا وهو يمرر يده على وجهه بتوتر قبل أن يهتف :

هحاول أفتح الموضوع بس لما ألاجي الوجت المناسب ال هو مش دلوجتي خالص

قطبت نرمين حاجبيها واشتعلت نبرتها بالغضب ورددت :

وجت مناسب؟! أنا تعبت من كل ده يا فارس… مش جادرة أعيش كأني عامله مصيبه..وانا فعلا عامله مصيبه .. مش طادرة أكون مجرد واحدة زي العشيجه بالظبط

كانت كلماته التالية كالصاعقة فصرخ بها دون تفكير وهو ينظر إليها بعينين غاضبتين:

انتي عايزاني أروح أجول لأهلي إني اتجوزت بنت الراجل ال بيشتغل عندنا.. ومش اي راجل كمان دا سرجنا وكان بيخونا وبينقل اخبارنا لاعدائنا.. يعني مش واحد امين مثلا علشان اروح اجري اجولهم اني اتجوزت بنته

تجمدت نرمين في مكانها وكأن صفعة قوية هوت على وجهها بينما أكمل فارس بحدة:

فاكرة إنهم هيوافجوا بسهولة؟ فاكرة إن ده سهل صوح… دي جدتي ممكن تجتلك في ثانيه من غير ما يرفلها جفن ولا حتي تحس بالذنب للحظه واحده.. دا ال انتي عايزاه يوحصل يا ست نرمين

نظرت نرمين إليه بعيون ممتلئة بالخذلان بينما ارتدى قميصه بسرعة وألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يغادر الغرفة بعصبية صافقا الباب خلفه فـ وقفت نرمين للحظات تحاول استيعاب ما حدث قبل أن يرن هاتفها فجأة فـ نظرت إلى الشاشة للحظات ثم ضغطت على زر الإجابة وهتفت :

ايوه… ايوه حضرتك أنا نرمين شفيق اتفضل و

اما عند جارح دخل إلى غرفته بعد إنهاء تمارينه الرياضية وقطرات العرق لا تزال تلمع على عضلاته المشدودة فـ رفع يده ليمسح جبينه لكنه فجأة اصطدم بغيم التي شهقت وهي تتراجع خطوة للخلف بعدما كادت تسقط فمد يده سريعا وأمسك بذراعها ليمنعها من السقوط لكنه توقف للحظة عندما أدرك وضعهما…. غيم كانت تخرج من الحمام و منشفة بيضاء تلتف حول جسدها المبلل وخصلات شعرها تتناثر على كتفيها وهي تحدق فيه بصدمه وأنفاسها متقطعة وعيناها الواسعتان تلمعان بارتباك بينما حرارة الماء الساخن لا تزال تسري في بشرتها المتوردة أما جارح فظل جامدا للحظات وهو ينظر إليها بنظرات داكنة وصدره يرتفع وينخفض مع أنفاسه الثقيلة…. كان يستطيع شم رائحة الصابون المنعشة التي تعبق حولها ورؤية قطرات الماء التي تتسلل من أطراف شعرها وتنساب ببطء على رقبتها وكتفيها فـ مرر جارح لسانه على شفتيه الجافتين دون وعي بينما قبضت أصابعه لا إراديا على ذراعها كأنه لا يستطيع التراجع لكن غيم شعرت بحرارة نظراته فجفلت قليلا وهمست بصوت متوتر:

سيبني يا جارح

انتفض جارح كأنها أفاقته من دوامة أفكاره فأبعد يده بسرعة وكأنه لمس نارا محرقة ثم أدار وجهه وهو يزفر بحدة يحاول استعادة هدوئه وبعد ثواني من الصمت المشحون تراجع للخلف وهو يمسك بمنشفة أخرى ألقاها نحوها بوجه متجهم واردف بصوت أجش:

البسي بسرعة… وبطلي تمشي في الأوضة بالمنظر دا.. مينفعش اكده

احمر وجه غيم وهي تمسك بالمنشفة دون أن تنظر إليه ثم استدارت متجهة إلى الخزانة في حين مرر جارح يده في شعره بعصبية وهتف:

علي العموم… جوز عمتي رجاء وبنته جايين من السفر دلوجتي… لازم ننزل علشان نسلم عليهم ومش عايزهم يحسوا باي حاجه

نظرت إليه غيم أخيرا ولا تزال متوترة مما حدث لكنها عقدت حاجبيها وسألته بهدوء:

يعني اي؟!

تنهد جارح وهو يضغط على أسنانه قليلًا قبل أن يردف بلهجة جادة:

يعني لازم نبان كويسين جدامهم… هو بالنسبالي زي أبوي بالظبط وانا بحبه

ابتلعت غيم ريقها بصعوبة ثم أومأت ببطء قائلة:

تمام.. خمس دجايج بس هلبس وانزل

القت غيم كلماتها وبعد فتىه هبطت الدرج مع جارح وهي تشعر بالتوتر من الموقف السابق لكن حاولت أن تبدو طبيعية وعندما وصلا كان هناك رجل ضخم البنية ذو شارب كثيف وعينين حادتين يقف بجوار فتاة شابة تبدو في أوائل العشرينات فـ ابتسم جارح قليلا وهو يقترب منهما ثم وضع يده على كتف الرجل قائلاً:

غيم… دا جوز عمتي رجاء.. الحج مسعود

تجمدت غيم في مكانها واتسعت عيناها بصدمة، وكأنها تلقت صفعة قوية وشعرت أن الأرض تهتز تحت قدميها وأن الهواء قد اختفى من حولها وارتجفت شفتاها قبل أن تهمس بصوت مذعور:

مـ… مسعود؟!

الفصل الثامن
العذراء والصعيدي

كانت السفرة ممتلئة بأشهي الاطباق ، والأجواء تعج بالكلام والضحكات لكن غيم لم تكن قادرة على التركيز عيناها لم تفارق مسعود وتشعر بذلك التوتر الذي يخنقها كلما التقت نظراتها بنظراته بالرغم انها لم تعرفه ولكنها شعره بغصه في قلبها عندما رأته وفجأة انفتح الباب ودخلت فتاة شابة في منتصف العشرينيات ذات ملامح جميلة وابتسامة مشرقة وبمجرد أن وقع نظرها على جارح انطلقت نحوه بلهفة مردده:

-جارح واحشتني جووي… عامل اي واخبارك اي

القت الفتاه كلماتها وهي تحيطته بذراعيها في عناق دافئ بينما هو ابتسم ووضع يده على ظهرها بحنان فـ نظرت غيم إليهما بصدمة و لم تفهم من هذه الفتاة أو ما الذي يجمعها بجارح لكن الإجابة لم تتأخر كثيررا عندما وضعت عمته رجاء كوب الشاي على الطاولة واردفت بحماس:

– ها يا ولاد.. ناوين نعمل الخطوبة إمتى بجا ان شاء الله

عقدت غيم حاجبيها بعدم استيعاب ورددت:

-خطوبة إي عاد.. خطوبه مين هو فيه حد هيتجوز

وهنا تدخلت الجدة ناظرة إليها بتحدي مردده :

-خطوبة جارح وبنت عمته سهام… إحنا متفجين من زمان إنهم يكونوا لبعض

تجمدت غيم مكانها،ط وكأن أحدهم سحب الهواء من حولها و نظرت إلى جارح لكنها لم تجد في وجهه أي اعتراض أو إنكار مما جعل الألم يعتصر قلبها أكثر…. لم تحتمل البقاء فاندفعت خارجا إلى الحديقة والدموع تتسابق على خديها ووقفت بجوار إحدى الأشجار تحاول كتم شهقاتها لكن لم تمضي لحظات حتى سمعت صوتا مألوفا يقترب منها والتفتت فوجدت لؤلؤ تنظر إليها بنظرة منتصرة وهتفت’

– “شوفتي؟! أديكي خسرتي كل حاجة.. جوزك عصام ال جتلتيه بيدك وجارح والعيله… انتي غبيه جوي يا غيم فاكره ان جارح ممكن يحب البنت ال جتلت اخوه.. مستحيل انتي بالنسباله مجرد واحده رخيصه ملهاش اي لازمه هتاخدي فترتك وهيرميكي زي الكلبه بره البيت دا لو مجتلكيش اصلا… صدجيني انتي موتك هيكون علي ايد جارح

ابتلعت غيم غصتها لكنها لم تستطع الرد ولا تعلم ما عذا الشعور ولماذا كل هذا الحزن.. فهي تعلم جيدا ان جارح لم يصبح لها اذا لماذا تفعل هذا ظلت غيم تفكر كثيرا ختي قاطعها صوت رنين هاتفها وعندما اجابت ذهبت من البيت فورا وبعد فتره دخل جارح إلى غرفته بخطوات سريعة يبحث بعينيه عن غيم لكنها لم تكن هناك. تجول في المكان للحظات ثم أخرج هاتفه وحاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلقا فـ حاول مرة ثانية… ثالثة… لكن بلا جدوى فـ زفر بضيق وشعر بقلق غريب يتسلل إلى صدره لم يفهم سببه تماما، لكنه لم يحبذ فكرة اختفائها هكذا بينما كان يعيد المحاولة، انفتح الباب فجأة ودخلت سهام بابتسامتها الدافئة وهي تميل برأسها قليلا قائلة بنبرة مرحة:

بتدور على مرتك ولا اي عاد ؟ شكلها زعلت جوي من موضوع الخطوبة معرفش ليه

نظر إليها جارح للحظة ثم زفر بضيق ووضع الهاتف جانبا دون أن يرد وتقدمت سهام بضع خطوات نحوه وعيناها تتأمله بحب واضح وهي تهمس:

أنا كنت مستنيه اللحظة دي من زمان… مستنيه اليوم ال نبجى فيه لبعض زي ما اتفجوا أهالينا… أنا عمري ما شوفت راجل في حياتي غيرك وجلبي عمره ما حب غيرك وأنت عارف دا كويس جوي

القت سهام كلماتها وهي تقترب أكثر محاولة لمس يده لكنه انسحب بهدوء وأبعدها دون قسوة ناظرا إليها بجدية وهو يهتف بنبرة واضحة:

سهام… أنا متكلمتش تحت علشان ميوحصلش إحراج جدام العيلة، بس متنسيش إني متجوز

اتسعت عيناها قليلا، قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة ساخرة وهي ترد بنبرة واثقة:

جواز إي يا جارح؟ جوازك دا مجرد عقد ورج بس وكلنا عارفين إنك اتجوزتها بس علشان هي ارمله اخوك ودي عادتنا ، مش علشان بتحبها اتا عارفه زين انك مستحيل تحبها والبنت الوحيده ال حبيتها كانت جميله.. جنيله ال احنا منعرف حتش شكلها اي وانت جولت انك نسيتها من زمان جوي

ضغط جارح فكيه لكنه لم يرد لم يكن بحاجة إلى أن يبرر أي شيء لكنه لم يحب الطريقة التي تتحدث بها عن غيم وقبل أن يتمكن من قول أي شيء انفتح الباب مرة أخرى ودخل فارس وهو ينظر إلى كليهما بنظرة غامضة قبل أن يقول لجارح بجديّة:

عندنا شغل مهم جوي لازم تيجي حالا دلوجتي

تبادل جارح نظرة سريعة مع سهام التي لم تظهر أي انزعاج، بل ابتسمت بثقة وكأنها متأكدة أن الزمن سيجمعهما مهما حدث. أما هو فتنهد بصمت وغادر الغرفة خلف فارس، تاركا وراءه أفكارا مبعثرة ومشاعر لم يقرر بعد كيف يتعامل معها وبعد منتصف الليل وقف جارح في الحديقة… وجهه متجهم وهو يرمق الحراس بنظرة نارية مرددا :

يعني إي مش لاجينها؟ مش دي شغلتكم؟

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل