روايات

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

“نسمة، بنتك محتاجه ليا وأنا مش عارف أعمل إي…مبجيتش عارف اتعامل معاها … بس هحاول… هحاول عشانها، علشان مضيعش كل حاجه أكتر من كده سامحيني لو كنت ضعيف، سامحيني لو كنت خذلتك بالله عليكي.. انتي اكيد سمعاني…سامحيني

ظل الياس جالسًا هناك لدقائق، قبل أن تنهض قدماه بثقل وكأنه يحمل على كتفيه جبالًا من الذكريات والوعود. وبينما كان يبتعد، همس لنفسه بصوت لا يسمعه أحد مردفا:

الرحمة مش مكانها اهنيه … الحساب لسه جدام.. انا صوح.. كل الناس دي متستاهلش الرحمه.. محدش منهم يستاهل اني ارحمه

وفي مكان اخر في المنزل كان الليل هادئًا، والبيت غارقًا في السكون، إلا من صوت خطوات وليد المتثاقلة وهو يدخل الغرفة.. أغلق الباب بهدوء وعيناه تبحثان عن زينة التي كانت تجلس على حافة السرير تعقد ذراعيها أمام صدرها وكأنها تبني حاجزًا بينها وبينه فـ اقترب وليد منها بحذر، لكن ملامحه تحمل مزيجًا من الحيرة والضيق وجلس بجانبها ثم مد يده ليلامس كتفها برفق قائلاً بصوت منخفض:

“زينة… مالك؟ ليه كل ده انا مش فاهم في اي عاد؟!

تراجعت زينة خطوة إلى الوراء، ناظرة إليه بنظرة قاسية ومليئة بالعتاب مردده:

“مالك؟! انت تسألني أنا؟ ولا بتسأل نفسك على ال بيزحصل حوالينا؟ وليه كل الناس اهنيه عايشين في كدب وظلم؟”

تنهد وليد، وحاول أن يمسك يدها، لكنها سحبتها بسرعة وكأنها لا تريد أي تواصل معه فاردف بصوت يحاول أن يكون هادئًا وهتف:

“إنتي فاهمه كل حاجه غلط والله.. زينة. مش كل حاجة زي ما إنتي شايفاها.. اكيد احنا مش بالظلم دا علشان تعمل اكده في الناس من غير سبب و

لم ينهي وليد حديثه حتي قاطعت زينة كلامه بنبرة مشتعلة مردده :

يعني إي مش زي ما أنا شايفاها؟ انا شايفة بعيني ظلم وافترا، وبعدين انت متوقع مني إي بجا ان شاء الله..اني اتفرج عليكم واسكت ؟ ولا أشارك في ال بيوحصل؟”

تنهد وليد بضيق ونهض ثم اقترب منها أكثر، محاولًا تهدئتها، ووضع يده على وجهها بحنان:

زينة… أنا بحاول أحميكي. في حاجات لو عرفتيها هتوجعك أكتر والله… والله انتي ما فاهمه اي حاجه.. الناس دي مش زي ما انتي فاكره.. رقيه ووليد اسوء اتنين ممكن تشوفيهم في حياتك.. انتي متعرفيش اي حاجه كفايه بجا بالله عليكي

حاول وليد ان يجعلها تهدا قليلا ويشرح لها الامر بدون ان يفصح عن الحقيقه ولكن زينة أبعدت يده بعنف، ونهضت واقفة أمامه ونظراتها غاضبة وملتهبة مردده:

انت بتجول اكده لأنك جزء من الظلم ده.. وليد! أنا مش جادرة أفهم ليه كل ده بيوحصل. وائل ورقية… هما بشر برضو، مهما عملوا، مين فينا من حقه يحكم عليهم بالطريجة دي.. هو انتوا عينتوا نفسكم جلادين ولا اي انتوا كلكم شبه بعض

نظر وليد اليها بصدمه شعر بالغضب يتصاعد بداخله فـ قبض على يديه بقوة، ثم اردف بحدة:

زينة، مش كل حاجة ينفع تتحكي. صدطيني، في حاجات لو عرفتيها مش هتجدري تتقبليها. بلاش تدافعي عن ناس متعرفيش هم عملوا إي

رفعت زينة حاجبها بسخرية واضحة قائلة:

ولو حتى! في قانون يحكم بينهم وبينكم. مش هتاخدوا بتاركم بأيدكم… مش بظلم الناس بالشكل ده. وأنا مش هفضل ساكتة وأشوفكوا بتعملوا كده

انفجر وليد غاضبًا وصوته ارتفع أكثر قائلا:

زينة، متحطيش نفسك في مكان مش مكانك! صدجيني، مفيش حد مظلوم اهنبه غيرنا! وال بتدافعي عنهم دول…”

توقف وليد فجأة، وكأن الكلمات علقت في حلقه. حاول أن يسيطر على أعصابه، لكنه لم يستطع إنهاء جملته فصرخت زينة في وجهه مردده :

“إي؟! ليه مش جادر تجول؟ عشان عارف إنك غلطان؟ عارف إن كل ده ظلم..عارف انك ظالم زيك زي الياس بالظبط ؟”

صمت وليد للحظة، ثم نظر إليها بنظرة تحمل كل الألم والخذلان. واردف بصوت منخفض لكنه مشحون بالانفعال:

أنا مش بتكلم مع واحدة مش عايزة تفهم. لو فاكرة إنك على حق، يبجى تمام. بس بلاش تلومي غير نفسك بعدين يا مدام زينه

القي وليد تركها وخرج من الغرفة، صافعا الباب خلفه بقوة كافية لجعل الغرفة ترتج فوقفت زينة في مكانها، تتنفس بسرعة من شدة الغضب، لكن جزءًا صغيرًا من قلبها شعر بالانكسار وهي تسمع خطواته تبتعد وبعد فتره بسيطه كان الليل قد أرخى سدوله وغرفه الياس مضاءة بضوء خافت يعكس ظلالًا متراقصة على الجدران حيث كان إلياس يقف بجانب النافذة، ينظر إلى الخارج بشرود وصوت خطوات رفيف الناعمة قطع الصمت فـ التفت إليها ليجدها تتقدم نحوه بابتسامة خجولة، ترتدي رداءً حريريًا بسيطًا يزيد من أنوثتها فأردفت رفيف بصوت ناعم:

“إلياس… مالك سرحان اكده ليه؟! مش عايزني أتكلم معاك ولا إي انت دايما ساكت

أدار إلياس رأسه ببطء، محاولًا الحفاظ هدوءه مرددا:

“لع… مش اكده. أنا بس عندي شوية حاجات أفكر فيها مهمه

اقتربت رفيف منه أكثر، وعيناها مليئتان بالحيرة والاهتمام وهتفت:

طيب… أنا اهنيه علشانك. جولي في إي؟ يمكن أطدر أساعدك.”

تنهد إلياس وحاول أن يبتعد خطوة للخلف، لكنه وجدها تقف أمامه مباشرة، تضع يدها على صدره بحركة عفوية مردده:

“إلياس… إحنا متجوزين، ليه الحاجز ده بينا؟ أنا مش فاهمة انت بتبعد عني ليه عاد

تجمد الياس للحظة ثم أزاح يدها بلطف، محاولًا أن يتجنب النظر في عينيها:

رفيف… الموضوع مش اكده. أنا بس محتاج شوية وجت… ومش عايز نضغط على بعض.. انتي تعبانه لسه وحوصل مشاكل كتير الفتره ال فاتت فعايزك ترتاحي انتي كمان

نظرت رفيف إليه بحيرة وإصرار وخطت خطوة أقرب ثم همست:

طيب خلينا نبدأ من جديد. مش المفروض خالص نبجى بعاد عن بعض اكده، إلياس

ابتلع إلياس ريقه بصعوبة، محاولًا السيطرة على توتره ثم أدار وجهه بعيدًا وقال بنبرة حازمة لكن لطيفة:

رفيف… الموضوع أكبر من اكده. إحنا مش محتاجين نستعجل. خليني أخرج دلوجتي علشان عندي شغل مهم جوي

أمسكت رفيف بيده واردفت برجاء:

ليه يا إلياس؟ أنا مش فاهمة… إنت بتبعد عني ليه ما لو فيه حاجه فهمني

سحب الياس يده منها برفق، ونظر إليها نظرة مليئة بالأسف مرددا:

رفيف، صدجيني… أنا مش عايز أجرحك، بس لازم تفهمي إني مش جادر أكون قريب بالطريجة دي. أنا محتاج شوية وجت، وانتي كمان محتاجه وجت كبير.. افهميني بالله عليكي

القي الياس كلماته ثم استدار بسرعة وخرج من الغرفة، تاركًا رفيف تقف وحدها تحاول استيعاب كلماته ولكن انصدمت فتح الباب فجأة، وظهرت رقية بخطوات سريعة عيناها تومضان بالغضب ثم ابتسمت بسخريه واخرجت هذا السكين من حقيبتها مردده:

جاه وجت الحساب يا صاحبتي الحلوه و

الفصل السابع
الغرفه المغلقه

كانت أفنان تصرخ بجنون و تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالحائط وعيناها متسعتان بذهول… أنفاسها متقطعة.. وهي تشير بيدها المرتعشة إلى الفراغ أمامها وتردد بصوت مرتجف:

رقية… كانت اهنيه..انا شوفتها كانت واجفة اهنيه، بس مالها؟ ليه كانت بتبصلي كده؟!

لم تنهي افنان كلماتها انفتح الباب بقوة، ودخل إلياس بسرعة، نظر إليها بدهشة، ثم إلى السكين التي كانت تمسكها بيدها فـ هرع نحوها وأمسك بمعصمها برفق محاولًا تهدئتها مرددا:

أفنان، هدي نفسك… إيي ال حوصل؟”

انت في الصفحة 9 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل