
وما ان وصل سعيد في سرده الى تلك الذكرى الاليمه ، حتى لمعت عيناه بالدموع
فانتفض ادهم محاولا الهاءه ، وقال :
وحد الله يا سعيد
احنا كنا ماشيين كويس
ليه النكد ده بس
بسرعه شديده استرد سعيد رباطة جأشه وقال ساخرا :
لا اله الا الله
في ايه يا ابو الدكاتره
انت فاكرني بعيط على هبه
يا عم الحاج انا بعيط من الجووووع
انفجر ادهم ضاحكا ، وقال :
انت مصيبه بجد يا سعيد
وياريت تبطل تناديني دكتور ادهم
احنا خلاص بقينا اخوات
من هنا ورايح اسمي ادهم
رد سعيد ضاحكا :
ادهم حاف كده !!!
رد ادهم :
لأ …
ادهم بالجبنه
قطب سعيد حاجبيه وقال بجديه واضحه :
ياااااه على تقل دمك
يا ابو الاداهيم
خصيمك النبي يا شيخ
ما تهزر تاني
افيهاتك كلها قديمه وواقعه
رد ادهم بابتسامه واسعه :
ماشي يا عم سعيد
قبوله منك
يا خفيف الظل يا مرح
وانتهى حوارهما الباسم ، بأن خرج ادهم ليحضر وليمة العشاء التي طلبها سعيد
وما ان خرج حتى وجد مفاجأه غير متوقعه بإنتظاره !!!
———————–ء
وفي نفس تلك الاثناء ….
كان امجد قد نزل خلف زيتا ، وقد لحق بها على بوابه مبني المستشفى
وكانت زيتا مازالت تبكي وتنتحب ، فاقترب منها وهو يصيح :
زيتا ….
انتي يا مجنونه استني
انا مش هاجري وراكي
الناس بتتفرج علينا
يا زييييتا
لم تلتفت زيتا له ، بس اسرعت في خطواتها ، مما اضطر امجد لان يصيح في افراد امن البوابه الخارجيه :
اقفلوا البوابه
ما تخلوش الانسه دي تخرج
وبسرعه البرق ، وثب افراد الامن واغلقوا البوابات ، وضـ,ـربوا اجهزه الانذار
لتجد زيتا نفسها محاصره داخل المستشفى ، وقد وصل اليها امجد ، وبحركه سريعه ، وثب في مواجهتها ، واحتضنها بقوه
بينما كانت زيتا تقاومه ، وتدفعه عنها ، وهي تقول بصوت باكي :
اتركني امجد
ابعد
انا اكرهك
اكرهك
اكررررر….
وقبل ان تنهي كلمتها ، كان امجد قد الصق شفتيه لتحتـ,ـضن شفـ,ـتيها بكل قوه
في مشهد استمر لبضع لحظات ، كانت كافيه لان تتوقف زيتا عن البكاء ، وتهدأ انتفاضه جسدها الذي انهكه البكاء !!!
مسح امجد على شعرها برقه وحنان ثم قال بصوت هامس :
انا اسف
وبجد انا بحبك
وكل املى انك تسامحيني
قال امجد ذلك ، ثم التفت ليجد عشرات من افراد الامن قد التفوا حوله !!!
بينما تتدلى اعناق كل المرضى ، والعاملين من نوافذ المبنى ، وقد جذبهم صوت ابواق الانذار
فابتسم امجد وهو يمسك بايدي زيتا وقال :
عاجبك الفضايح دي يا زيتا
مصر كلها بتتفرج علينا
وقبل ان ترد زيتا … كان امجد قد جلس على ركبتبه ، واخرج علبه مجوهرات صغيره من جيبه
ثم فتحها وقدمها الى زيتا وهو يقول :
تتجوزيني يا زيتا !!!
التقطت زيتا الخاتم الماسي من داخل العلبه ، ووضعته في اصبعها
ثم رفعت يديها تلوح لجمهور الحاضرين ، وقالت وهي تركع على ركبتيها :
موافقه حبيبي
ده اجمل يوم بعمري
احتـ,ـضنها امجد بقوه ، وكلاهما جالس على ركبتيه
بينما تعالت التصفيقات ، والزغاريد من ارجاء المبنى
وانتهى المشهد بان اصطحب امجد خطيبته زيتا الى المنزل
لم يشعر امجد بمثل هذا القدر من الفرح في كل حياته السابقه
فرغم كل النعم التي قد منحها الله لأمجد ، الا انه قد اكتشف اليوم …
ان الحب هو اعظم هديه قد منحها الله له
فقال بصوت هاديء :
الف حمد شكر ليك يا رب
عهد عليا من اللحظه
اني اتوب عن اي معصيه
واكون من عبادك الشاكرين
وقبل ان يدخل امجد الى منزله ، استوقف زيتا قائلا :
بصي يا روح قلبي
من النهارده ولحد يوم فرحنا
انتي هتعيشي هنا
في الفيلا لوحدك
مش هاينفع اعيش معاكي
زي زمان
ردت زيتا بحزن واضح :
اومال انت هتعيش فين
رد امجد :
هاقعد عند سعيد
وما تقلقيش دول كام يوم
نرتب فيهم اجراءات الفرح
وبعدها هنعيش سوا
اومأت زيتا بالموافقه ، وجمعت لامجد حقيبه فيها ملابسه ومتعلقاته ، ثم ودعته
وانطلق امجد عائدا لصديقيه سعيد وادهم
الا ان امرا ما كان يشغل باله …
فقال في سره بغيظ واضح :
ماشي يا ادهم
ان ما ربيتك
ما ابقاش انا امجد !!!
رواية ” المتناقض” – الحلقه السابعة عشره والاخيره
خرج ادهم من غرفه سعيد ، وعبر اروقه المستشفى ، حتى وصل الى الغرفه التي التقا بداخلها مع معشوقته الابديه … ريم الحديدي
ود ادهم لو انه يقتحم الغرفه ليستدعي تفاصيل تلك الذكرى الجميله
الا ان تراجع ، تحسبا لان يكون بداخلها مريض ، فيضع نفسه في حرج كبير !!!
الا ان اقوى واضخم مفاجأه كانت بإنتظاره !!!
فقد سمع صوت ريم من داخل الغرفه !!!
حيث كانت تقرا بعض ايات من الصحف الشريف
تحديدا … كانت تقرأ سوره الانبياء
حتى وصلت الى هذا الجزء ، وقد ارتفع صوتها بشكل واضح …
[ فإستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ]
وما ان سمعها ادهم ، حتى تهللت اساريره ، وخر ساجدا وهو يبكي بحرقه ويقول :
الف حمد والف شكر ليك يا رب
اخيرا استجبت لدعائي
اخيرا ريم هتبقى من اهلي
هتبقى اهلي كلهم !!!