
هدير تعثرت قليلا بسبب ان الاسدال طوله غير ملائم لها تماما فهي شعرت بالغضب و الغيره و الإحراج امامهم فهي ما كان يجب ان تاتي حتي و ان رأت نساء العالم في غرفته فهي حمقاء كان يجب ان تستمع لكلمات ساره لتسقط هدير فتاوهت بوجع
قاسم حاول ان يمسك ذراعها ليساعدها
لتنهره هدير و تحذره من الاقتراب : متلمسنيش … انا هقوم لوحدي
قاسم بمرح و في نفس الوقت بغيظ من تكبرها في الأوقات الخاطئه فاردف متسائلا : هتعرفي يعني ؟
هدير قامت رغم انها متالمه لتستكمل نزولها و هي تتحامل علي نفسها و كأنها تتحداه انها لا تحتاجه فاي شي مهما كان صغير او كبير .. حتي وصلوا الي فناء البيت و مدخله
قاسم ببرود : ما تستني انتِ مش بكلمك و بنادي عليكي
هدير التفت له بغرور مُصتنع : خير عايز ايه عرفت اني مش بهري … و نازل ليه
قاسم باستفزاز و ابتسامه اغضبتها اكثر : هعوز منك ايه انا نازل عشان اوكره الباب بايظه و قولت افتحلك الباب لانك نزلتي بسرعه و نسيت اديكي المفتاح
هدير بغيظ من بروده : نازل عشان المفتاح ؟؟
ثم اردفت ساخره : ماشي شكرا يا جاري العزيز
قاسم بتسليه و نبره حاول ان تكون جامده اكثر من كونها مستفزه او مرحه : العفو يا هدير الجيران لبعضها ده النبي صلي الله عليه و سلم .. وصا علي سابع جار
هدير بانفعال : عليه افضل الصلاه و السلام و ابقي خاف علي سمعتك عشان الجيران برضو لتاته وله ايه
قاسم بهدوء و هو قاصد استفزازها : والله انا مش عارف اقولك ايه كويس انك فهمتيها عشان لو نامت في اوضتي تاني تاخد بالها و تقفل الباب
هدير بغضب من تلميحاته ربما ليس لان تفكيرها او ظنها الخاطي و لكن قاسم هو من يوحي لها بذلك و يلمح لها : افتح الباب يا قاسممم
لتتحدث هدير بصوت تظن انه لم يسمعه و لكنه ظهر شبح ابتسامه علي شفته حينما اردفت : افتح الباب بدل ما افتح انا دماغك
قاسم توجه الي الباب و وضع المفتاح به : لو عوزتي حاجه ابقي رني عليا او في حاجه عايزه تقوليها بلاش تتعبي نفسك يعني و تيجي
هدير بانفعال و نبره حانقه : صح هبقي اقولك بعد كده لو في حاجه … ما احنا جيران وده واجبنا نتعب لبعض مش انا جارتكم اللي ساكنه قصداكم لازم تراعوا ان في فناس قصادكم و تقفلوا الشبابيك
قاسم بمرح و هو معطيها ظهره لتعدل خصلات شعرها المهمله و ترفع طرحه الاسدال و تلفها … حاضر المره الجايه … هبقي افهمها لما اطلع برضو تاني
ليفتح الباب و لكنه شبه مغلق لم يفتحه علي آخره
لتتحدث هدير بغيره طفوليه و مشاعر غريبه : واضح انك لقيت اللي تتكلم معاها مره و اتنين
قاسم بمرح : مش عارف انتِ متعصبه ليه يعني لو في حاجه مضيقاكي تقدري تحكيلي يعني زي زمان
هدير بسخريه : صح عشان انا جارتك .. و ده واجبك ؟
قاسم ببرود : عشان عنيده فلازم اهتم بيكي لو في حاجه مضيقاكي مش هيجرا حاجه لو سمعتك … هو في حاجه بينا اكتر من انك جارتي ؟
هدير باحراج و كأنها لا تملك اجابه و تريده ان يسأل فما هذا العذاب و التردد: افتح الباب يا قاسم
قاسم : طول عمره مفتوح بس انتِ مش شايفه .. امته جيتي و لقتيه مقفول
هدير نظرت في عينيه لم تكن هذه نظره استفزازيه منه و لم تكن سوي نظره مطمئنه كعادته و لكن هذه المره كان يتخللها عشق
هدير بتوتر: احم اطلع نام يا قاسم انتَ سهران من امبارح
قاسم بادل توترها و برودها باستفزاز فهو يريد منها كلمه حتي و ان كانت رفض لما دائما تضعه في حيره : فعلا معاكي حق انا سهران بقالي كتير اوي
ليكمل بنبره استفزازيه : بس للأسف مجبر اسهر كمان عيب لما انام و عندنا ضيفه فوق لازم اقعد معاها ده انا اول مره اشوفها حتي ..
هدير بغيره : صح اقعد يا قاسم .. افتح الزفتت ده
قاسم بسخريه و التفت لها : شكلك حلو و انت غيرانه
هدير بخجل : و انا هغير ليه ان شاء الله انا قصدي يعني تراعوا ان في بنات ساكنه قدامكم و في جيران يعني و شباب فوقينا مثلا
قاسم بسخريه صبغها بالاستفزاز : هو فعلا لازم نراعي ان في شباب فوقيكم و في جيران بس انا عمري ما شفت بنات قصادنا انا اعرف انك انتِ اللي موجوده
لتغضب هدير منه و فتح لها قاسم الباب و هو سعيد و بالفعل قد استيقظت كل حواسه و حلت شحنه من النشاط لاول مره يشعر بها
_________________________________________
علي لسان قاسم : فلتُحرم عليا الدنيا ان لم تكوني شريكتي يا معقده و لاموت اعزب ان لم اتذوق العشق معكِ … فستكوني لي فلم يكدب حلمي يوما
اريدك و بشده و تلك العُقد ربما هي سر تعلقي بكي لتبقي انتِ شاغله قلبي و عقلي و ليبقي غضبك و عيناكي يسجنوني في سجن حبك للأبد … حتي و ان لا يعلم احد او لا تعلمي حتي انتِ فلن اقبل بغيرك
_________________________________________
لتصعد هدير و قصت لساره ما حدث و وجدتها ساره بالفعل تشعر بالغيره الجامحه بل ان قاسم غيظا بها اغلق الشرفه تماما و أسدل الستار و أغلق النافذه تماما
ليتركها يدور في رأسها الف فكره و فكره لم ترد ساره ان تضايقها او تزعجها فيكفي ما تشعر به
و لكنها لم تصمت الا و أن فتنت لهاجر ببعض الكلمات لتفهمها ما حدث و ان هدير اصبحت اليوم هدير اخري
_________________________________________
بعد مرور ما يقارب ثلاثه ايام ذهبت هدير كعادتها الي فرح في العياده و كان فرح تقص عليها بعد مرور شهور و هما مستغرقان في العلاج و اصبحت هدير متعافيه بنسبه 89 % علي الاقل من مشاهده تلك الاشياء بل ان فرح تحاول ان تجعلها تكتشف مواهبها و تكتشف اين يكمن شغفها و تكتشف ذاتها التي فقدتها طوال تلك السنوات …
فرح بهدوء و لكنها ملاحظه ان تركيز هدير منعدم تماما : طبعا الفتره اللي فاتت احنا كنا شغالين في حاجتين و جبنا ورقه وقلم و قولنا هدير حققتت ايه لغايت دلوقتي و ايه اللي هدير تتمني تحققه و بقيتي شريط زمني لنفسك و قولنا ان الموضوع ده مش هياثر فينا يعني مش هنندم علي حاجه ححقنها وحشه
و هنركز احنا عملنا ايه حلو يعني مثلا اتخرجتي و اشتغلتي و قولتي انك ختي كورس في المكان الفولاني و حاجات تانيه و حكتيلي ايه اللي حسيتي ان الموقف ده فرق معاكي زي حضنك لقاسم مثلا او مكالمتك لوالدك بعد الثانويه او حتي يوم ما في ولد ضايقك في الجامعه و رديتي عليه و ختي حقك و كنتي لوحدك و حاولنا نشوف ايه الحاجات اللي اثرت فيكي و شوفنا ايه الوحش اللي اتعلمنا منه و ايه الحلو اللي بني كيان كويس فيكي …
هدير بتركيز شبه معدوم و تجاريها في الحديث : اه عملنا كده
فرح استكملت حديث عن المراحل السابقه : و تاني حاجه حاولنا نشوف افكارك كانت مختلفه عن افكار غيرك وله لا و قارنا مثلا اختيار الكليه حسب التنسيق و مفكرتيش بايه اللي ممكن تبدعي فيه حتي لو حبتيها بعد كده و اشتغلتي عشان ساره ساعدتك و ده مش حالك لوحدك انا واحده من الناس كان دخولي الكليه بناء علي رغبه بابا في الاول
يعني تقريبا معظم الناس بتمشي بحسب راي اللي حواليها او بتنساق مع الطبيعي و المعروف عشان كده بتلاقي دكتور فاشل و محاسب فاشل و مدرس مش طايق مهنه التدريس
و صانيعي مش ناجح في مجاله و العكس صحيح محدش بيحاول يقعد ما نفسه و يشوف خياله و ابداعه عايزه يعمل ايه ؟؟ يمكن لظروف البلد بس الاغلبيه و المعظم اننا بنمشي حسب التقاليد من غير إبداع و بدائنا نفكر انتِ مقتنعه بدينك وله لا ؟ وله انتِ مسلمه عشان اهلك مسلمين ؟