
و بعد دقائق صغيره وجدت خليل يدخل الشرفه و يحمل كوب من الشاي و يلحقه قاسم و معه لعبه الطاوله علي الاغلب انهم ايضا يشعرون بالضجر ..
و شغلت ساره الاغنيه … كانت ساره تراقب هدير دون ان تحرجها و تسترق النظر لهدير لتلاحظ محاولتها ان تشاهد شيئا و هي جالسه علي الارض لم تكن تفهم شي
الاغنيه : حبيبي عارفين يعني ايه حبيبي يعني الدنيا
فى عينيا واغلي الناس عليا … و حبيبي الحضن اللى مواسيني والفرحه … اللى فى سنيني وايام حلوه جايه
ده بعيد بعيد بعيد بعيد بعيد عن عيني لكن شايفاه
فى كل الاماكن ده انا نايمه وصاحيه بيه و قريب قريب قريب قريب قريب قريب يا دمع عيني يا زمان مفهوش حبايب اخدت حبيبي ليه حبيبي
كانت قاسم يلاحظ و يسمع تلك الاغنيه و علم انها غالبا تنبعث من شرفه هدير خصوصا حينما لاحظ ضوء الغرفه و لكنه كان مستغرب فلم تكن عاده هدير استماع الاغاني و فتح الشرفه في هذا الوقت
من الليل حتي بالماضي لم تكن شغوفه هي باستماع الاغاني كانت من عادته هو او حتي الجلوس بالشرفه لهذا الوقت المتاخر علي الاغلب هناك اشياء كثيره
تغيرت و كان شارد و هو يلعب و لكن خليل كان يلاحظ ذلك و لم يريد احراجه فهو ايضا لاحظ ان هدير موجوده رغم انهم لم يروها
انتهت الاغنيه لتتحدث ساره : الله يحرقك يا شيخه ده انا اكتئبت يارتني ما شغلتها …
وجدت ساره ان هدير مازالت تحاول ان تراقب او تري اي شي: يا بنتي انتِ باصه فين مش بكلمك ؟؟
هدر تتحدث بصوت منخفض و إحراج : ياله ننام يا ساره انا صدعت خلاص و فصلت
ساره بتفهم حينما نظرت و ازاحت جزء بسيط من الستاره و رأت قاسم : خلاص ياله ندخل
دخلت ساره و هدير و طلعوا علي الفراااش
ساره بخبث : ايه اخبارك انتِ و قاسم
هدير بلا مبالاه : عادي زيها زي اي اخبار مفيش حاجه احنا جيران مش اكتر … مهمته انتهت معايا من زمان و بصراحه مجتش عليه هو ناس كتيره سابتني
ساره و هي ترفع حاجبها : سابك ازاي ؟
هدير بضيق و دمعه نزلت من عينيها و رفضت الخدوع لجفنها : بلاش تتكلمي في الموضوع ده
ساره بتفسير : اعتقد ان قاسم عمره ما سابك مش عارفه هل انا هكون بفشي اسرار و غير امينه
وله لا بس لازم اقول دلوقتي لان الدمعه اللي في عينك دي علي شخص بيقدرك و بيعزك و يمكن بيحبك
هدير بتجاهل لجميع كلامتها : اسرار ايه مش فاهمه
ساره بتفسير : فاكره اول مره شوفتك بعد الثانويه فيها لما كنتي في الكافيه معاك
هدير باستغراب : ايوه مالها
ساره : مش انتِ ساعتها روحتي الحمام و غبتي يجي خمس دقايق كده
هدير : ايوه … مش فاهمه
ساره : سبتيني معاه انا و هو لوحدنا فبصراحه عادي انا مكنتش مكسوفه
ثم اكملت بنبره مرحه : اصل انا بجحه عادي
ثم اخذت لتتحدث بجديه : ساعتها قال انه عايز يكلمني بخصوصك و انه معندوش وقت لان ممكن ترجعي في اي لحظه فهمني ان عندك مشكله اللي هي زي فوبيا من الاماكن العامه
فقالي اني مسبكيش ابدا و لو حصلك اي مشكله او ضيق تنفس او حتي تعبتي يعني زي ما حصل و انتم قدام الجامعه او اي حاجه اكلمه
ساره بنبرتها المرحه : و راح طلب رقمي والله انا قولت هديهوله حتي لو هيعاكسني والله انا راضيه ده قمر يعني
هدير شعرت بالضيق : بطلي بقا سفاله كملي
ساره بانزعاج : بس رجع خيب املي اااااه … و كسر طموحاتي و انا بحلم اني خلاص داخله اولد ابننا و رجع قالي انه هيتصل بيا كل شويه او يبعتلي رساله يطمن عليكي ساعتها
عرفت ان انتِ اللي داخله تولدي
هدير شعرت بالاستغراب حتي انها ابتسمت علي مزاح ساره الذي لا ينتهي و في دقيقه انزعجت مشاعر مختلفه في انن واحد هل هي لديها فوبيا و ليش شي طبيعي و هل هو يعلم ذلك و يتركها
ساره : مش كده و بس اليوم ده بقي يوميا يسألني عنك و مكمل تجريح في قلبي و قررت اقطع شرايني زي ما انتِ عارفه بس قولت ان اكيد هلاقي حد من اصحابه حلو زيه فسكت و بعدين
هدير بانزعاج حينما سكتت ساره : ما تخلصي أحلام اليقظه و كلامك ده و فهميني بعدين ايه
ساره بتفسير : يوم ما اتخانق مع الواد في الشارع هو اللي طلب مني اجي و اشوف الوضع ايه و انه خايف ان عمك و ابنه يعملوا فيكي حاجه و حقيقي انا ساعتها جيت بس انتِ كنتي رافضه تشوفي حد و بعديها بقا من ساعتها ممكن كل يومين يسألني عن احوالك عن اصحابك بتـ,ـعمـ,ـلي ايه في الجامعه
ثم اكملت بمرح : و حطم قلبي للمره المليون و قالي ان انا زي اخته و هو خايف عليكي و في نفس الوقت مش عايز يخلي حد يتكلم عليكي او يقول عنك كلمه وحشه
و مش عايز يعلقك بوجوده و انك تعتمدي علي نفسك في نفس الوقت و قالي ان لو سؤاله عنك بيضايقني و انه يكلمني علي الفيس و كده هيزعلني او هو بيزعجني قولتله لا يعني براحته
هدير بمشاعر متناقضه تماما مع بعضها : كل ده و بعدين بيسالك انتِ ليه و ما يسالني انا و ازاي كل ده و انتِ بتنقلي ليه ؟
ساره : مدام كله بما يرضي الله يبقي انا زي الفل هو انا عملت حاجه غلط الراجل بيطمن عليكي لو هتقلبي وشك كده هتخليني اندم اني قولتلك …
هدير : مش عارفه افرح وله ازعل حاسه ان كل حاجه زي ما هي حتي لو بيطمن عليا انا كنت عايزاه جنبي حتي لو سأل النالس كله في حاجات جوايا عارف اني مش بحكيها حتي لو ليكي ..
ساره : انا وافقت علي خطيبي و كده و قولت اني فتره الخطوبه هتعود عليه و اعرف طباعه فضلنا خمس شهور مكنتش عيزاه يقولي بحبك كل عشر دقائق لاني منطقيه جدا انه اكيد ملحقش يحبني او حتي عارف يعبر عن حبه بس في حاجه مفقوده مكنش في لغه حوار بقيت بحس اني مش عارفه اتناقش معاه بيزعل لما يسمعني و بيضايق لو قولت راي تاني في اي حاجه عايز يلغي شخصيتي … ببقي ماشيه معاه و انا مش حاسه بالأمان .. مش حاسه انه حاميني .. بقيت بخبي عليه حاجات في حياتي لمجرد أنه مش هيعجبه رايي او انشطه بعملها او مؤتمر بروحه … عرفت انه مش بيحترم وجودي كانثي و شايف ان لما يسمع كلامي ده ضعف منه و ده كان بيقولي ان في المستقبل مش هيسمعني … عمره ما حسسني اني مطمنه و انا معاه احساس غريب .. مبشتاقش ليه … محستش ان قلبي مطمن في وجوده … مبيشاركنيش تفاصيله .. مخافش عليا في مره .. تخيلي رغم انه قالي بحبك مدخلتش قلبي .. اوعي تفرطي في قاسم لان كل ده حب اشتياقكم لبعض لغايت دلوقتي حب انتِ مش فهماه
ياله تصبحي على خير