
التفتت ساره و أعطت ضهرها لهدير لتنام و تتركها بين مشاعرها و قلبها الذي اصبح يشعر بالتوهان و اصبح يفقد صوابه و طريقه و كان الطرق و المشاعر كلها اصبحت متوتره
نامت ساره لتلحقها هدير بعدها بفتره و لكنها فاقت في الساعه السادسه صباحا و هي تلهث و تلك الضربات السريعه .. و كأن الحلم اقترن بالواقع
استوعبت هدير ان كل ما حدث كان حلم حينما وجدت ساره بجانبها لا تصدق ما رأته مازالت غير مستوعبه
– يخربيتك يا ساره خلتيني اتجنن و احلم بحاجه زي دي ..
_________________________________________
لتمر شهور اخري و كلا منهما محتار .. كل شخص منهما يؤلمه قلبه و تؤلمه افكاره المزدحمة … بالفعل افتتح قاسم معمله و سلك طريقا جديدا في حياته و لكنه مازال يحمل همهاا حتي و ان كان يجعلها تظن ان سؤاله لها كل فتره غير مهم و لكنه كان مهم له و اذا حدثها مره في الهاتف ليهنئها في اي مناسبه يستطيع
ان يأخذها كحجه لسماع صوتها الذي حُرم ان يسمعه و تلك الأعين البريئه التي كانت تجعله يشفق عليها اشتاق لهم و لكنهم حُرموا عليه و ما زاد الطين بله مقابلته لهاجر و ما كلفته به و الهم الذي استطاعت ان تحمله له مره اخري و كأنه مهما بعد عنها حتي و ان كان ظاهريا تجبره الظروف علي البقاء فماذا يحدث له باي شي يشعر و باي شي يُختبر هل هذا اختبار من ربه علي فقدانه حقيقه ما يشعر به .. ام ان هذا الشي بسبب عدم مصارحته لنفسه ..
هل يكفر عن ذنب لا يعلمه … فلما كل ذالك التفكير و التعب و لما لا ينتهي الموضوع هنا .. لما لا يستطيع التقرب منها و لا يستطيع البعد عنها
اما هدير بدائت في عامها الثالث في الجامعه ربما شغلتها الجامعه مره اخري و لكن كلما تنفرد بنفسها تزدحم افكارها السوداء حول كل شي .. و تلاحقها احلام وردية و لكنها تراها سخيفه و كان عقلها الباطل يتعلق بسخافات غريبه و يؤلف أحلام غريبه ..
_________________________________________
علي لسان هدير او ما كتبته يوما حينما شعرت ان القلم اصبح يحتفظ بسرها : صعبه صح ؟؟ .. مفيش اصعب من انك تحس ان بلخفنه ..
و تحس انك مش عارف انتَ حاسس بايه ولا عارف المفروض تعمل ايه يمكن لاني كنت ناسيه حاجه مهمه اووي لمده سنين طويله .. انا كنت ناسيه هدير اللي شخصيتها ضاعت من وسط شخصيات كتيره عشتها و من وسط معتقدات كتيره اعتنقتها
خلوني اقول ان بعد سنين طويله و انا بكتب الكلام ده و برغم الحاجات دي متمسحتش من ذاكرتي في ايام و مواقف بتعلم العمر كله مهما عدت السنين و ناس بتفضل معلمه في حياتنا سواء بالسلب او بالايجاب مش بنقدر ننساهم
خلوني اقول اني مُعقده و اني في يوم من الايام حسيت اني مريضه نفسيا … بس مين فينا مش مريض نفسي باي مرض … مين فينا اقل شي معندوش عُقده من شي معين .. مين فينا محسـ,ـش انه لوحده رغم وجود الكتير … يمكن لاني نسيت هدير و نسيت رب اللي خلقها هدير اللي عمره ما نساها ..
_________________________________________
في شهر مارس من عام ٢٠١٦ و هذه هي السنه الحاديه عشر بعد وفاه والده هدير و تمر هدير في كل فبراير من كل عام بحاله نفسيه سيئه جدا و الألم و الوجع مازال يعيد نفسه
و انغمست قليلا في تلك الايميلات و الحسابات التي تفعلها بشخصيه مستعاره كانفصام في الشخصيه و كانت تحاول ان تتحدث مع الناس دون خجل ظننا منها ان خجلها سبب عُقدتها في الحياه … ربما كانت قد تركت تلك الحسابات لفتره و لكنها عادت لها حينما اختفت ساره قليلا بسبب انشغالها في زفاف اخيها الذي قرر اخيرا الزواج و تغير اعتقاده و لكن كان حفل زفافه في البلد
كانت كالعاده تبحث هدير عن اي شي في الفيس بوك لعلها تستطيع إكتشاف شي جديد يشغل وقتها فدخلت علي صفحه ما بالخطا الشائع الذي قد يحدث مع اي شخص
لتظهر لها فيديوهات و مناظر لم تتخيلها في حياتها حتي ربما الشي الذي تعرضت له الفتره الأخيره حينما رات تلك الصور لم يكن شيئا شعرت بالاحراج و الخجل مما رأته لم تتخيل ان تلك الاشياء تصور هكذا
كانت تظن أن تلك الاشياء مُحرمه او ان هذا الشي يكون في تلك المواقع الاباحية التي ليست متوفره او يعلمها الجميع لم تتخيل ان هذا الشي انتشر في الاستخدامات اليوميه
هل تصبح العلاقات التي يجب ان تكون علاقات خاصه بين الرجل او المرأه حينما يجمعهم الزواج او حتي و ان كان ذلك الشي بغير زواج و زنا
هل تُصور في اي حاله تلك اللحظات ؟؟ و تنتشر بهذا الشكل ؟؟
المره الماضيه كانت بعض الصور لبعض الفتيات و هي شبه عاريه .. و لكن الإنسان لم يكن يوما ملاك و للأسف ليس هناك اسوء من الشيطان و نفسك الاماره بالسـ,ـوء لتشجعك انكرت هدير المنظر تماما حتي انها خجلت و شعرت بالتقزز و لكن هذه المره دفعها فضولها لتتابع بعض التعليقات التي تركها بعض الاشخاص
كانت متعجبه من كميه الاشخاص الذي من الممكن ان يعلقوا علي شي كهذا كانت من الممكن ان تقل دهشتها اذا وجدت ان هذه الفيديوهات في صفحه غير عربيه
و لكن تلك التعليقات كانت غريبه و عالم غريب و مصطلحات تقسم انها لم تكن تفهمها لتقابل تعليقات اخري تشرح مفهوم مختلف تماما عن المتعه و عن تشـ,ـرح تلك المصطلحات التي لم تفهمها في تعليقات اخري اغلقت كل شـ,ـي حتي انها كانت علي وشك ان تفرخ ما في جوفها و لكنها تحاملت حتي لا تقلق عمتها عبثا
لم تكن ساذجه لتفهم بعض الاشياء التي للاسف وجدت اشـ,ـياء ليس يجب ان تعلمها
عن العلاقات من هذا النوع و لكنها لم تتخيل ان تجد هذه الكميه من البشر لا يخجلوا مما يكتبوه .. طبعا تعلم انهم بالتاكيد ليست هذه الحسابات الرسميه لهم و لكن هل من الممكن ان يكتب تلك الكلمات شخص جيد ؟؟ …
كيف تنتشر الفاحشه بهذا الشكل فالوقت الذي انتشر به النور علي الاقل .. كيف تكون هذه الأشياء محل فخر و تلك الكلمات هل يستطيع احد كتابتها حتي و ان كان لا ينطقها ظلت تردد انهم لابد ان يكونوا اشخاص سيئه ..
هل تصبح المواقع الإلكترونيه التي تهدف لنشر الثقافه و التكنولوجيا و العلم و التطور و التواصل بين الناس
هل من الممكن ان يكون بها كل ذلك السوء ؟؟؟
نامت بعد فتره من الأفكار الغريبه و تولد لديها شعور لاول مره تشعر به هو انها تريد التجربه و استكشاف كيف يفكروا الناس بهذا الشكل تريد ان تعلم شعورهم كان فضولها و شيطانها مسيطران عليها بشكل كامل
و مع مرور الايام كانت هدير كل ليله حينما تنفرد بنفسها تقرا تلك التعليقات و تلك الكلمات ربما صور عقلها الباطن ان هناك متعه في ذلك مثلما يقولون …. حتي انها اصبحت لا تفتح حسابها الشخصي كثيرا …
اهملت الاشخاص الجيده التي كانت تقرا لهم .. ربما كانت محتفظه و مازالت متعلقه بقراءه منشورات عبير نيازي … كانت دائما هدير في صراع نفسي بين ضميرها و بين نفسها دائما تلوم نفسها علي ما تقرأه او ما تراه
ربما لم تكتب شي او كلمه و لم تعجب بشي فقط تشاهد تلك الفيديوهات و تقرأ التعليقات في صمت ليس حبا في هذه الأشياء و لكنها كانت تصنع لنفسها شي مختلف تريد ان تشبع فضولها في أشياء تلوم نفسها عليها .. تريد ان تنسي هدير و تنسي قاسم حتي لو لمده دقائق في اليوم ثم تنتهي من المشاهده و تبدا لومها لنفسها … و كره ذاتها … و لكن مازالت نفسها تحرضها بانها لا تفعل شي غير المشاهده فهناك من يفعل اكثر منها فهي شخص جيد بالنسبه لهذه الاشخاص … و كأن تلك المقارنه السخيفه ترضيها لفتره من الزمن … ربما لا تستند علي إيمان قوي بأن هذه الاشياء ذنب و لا يوجد به نقاش
و بدائت صراعها مع ذاتها و دخولها لعالم ملئ بالاثم و الذنوب و الامراض النفسيه و العصبيه …
_________________________________________
علي لسان هدير : الفضول ممكن يطلع الانسان السماء لما يستخدمه في الصح … و ممكن ينزل الانسان الارض و علي جدور رقبته … خليني اقول كلمه اللي بيخلي الانسان يتجه لحاجات
كتيره مش بس في الحاجات دي هو الفضول لان كلنا عندنا فضول بس لازم يكون في محظورات و حاجات تترفض و قلبنا و إيمانه يقول عليها لا قبل ما حتي فضولنا يقودنا ليها
مفيش احساس اصعب من انك تحس انك كاره نفسك و تحس بانك مش واثق هل اللي انتَ عارف انه حلال هو حلال فعلا و ان اللي انتَ عارف انه حرام ده حرام فعلا ؟؟
فهمت متأخر اوي ان في فرق بين اللي الناس بتقول انه حرام او انه حلال من غير فهم او انهم يحاولوا يقولوا سبب
و في فرق باللي انا مقتنعه بيه و فرق كبيرر بين اللي الناس بتقول انه في الدين و اللي انا اللي لازم ابحث و اعرف و اقتنع مش اردد بس انه حلال او حرام الإيمان في الدين او في حاجه في الدنيا مبني علي الإقناع و الاقتناع و عمر الدين ما يتاخد من ناس مش فهماه من الأساس
عرفت ان كل حاجه الناس بتقول عليها غلط بيقولوا انه غلط علـ,ـشان ناس تانيه متتكلمش عليهم مش علشان هو حرام ….
_________________________________________