روايات

احببت معقدة من الاقتباس الي الفصل ١ للكاتبة فاطمة سلطان الاقتباس

احببت معقدة من الاقتباس الي الفصل ١ للكاتبة فاطمة سلطان الاقتباس

احببت معقدة
من الاقتباس الي الفصل ١
للكاتبة فاطمة سلطان
الاقتباس

اقتباس من نوفيلا احببت_مُعقده
قاسم بابتسامه علي هذه الصغيره و كانها لم تكـ,ـبر ابدا ستظل تمتلك هذا الطبع مهما حدث : عادي يا دودو بكرا تتعودي و تبجحي في الناس و تتعلمي ازاي تجري ورا الاتوبيـ,ـس و ازاي تلمـ,ـي الاجره مش بعيد تمشي تحملي مع السواق
قهقت هدير علي كلماته : اه طبعا هشتغل تباعه و اقطع تذاكر
قاسم بجديه و هو يتذكر هذا الحلم و قلبه لم يكن يستطيع ان يتركها و لكنه يعلم انه بعد دقائق للاسف سيجبر علي تركها : انا عارف انك مضايقه و يمكن حاسه بحاجات غريبه و تاكدي اني اكتر حد فاهمك دلوقتي و عارف انك من ساعه ما بقيتي قاعده قدامنا و انتِ يعتبر ملكيش اصحاب و كنتي بتروحي المدرسه ممكن يومين في الاسبوع و مكنتيش بتحبي المدرسه و يمكن كنتي بتحسي بشويه من العدوانيه مع البنات
نظرت هدير له و لم أستطع وصفها الا انها كالطفله التي ستتركها والدتها اول يـ,ـوم في المدرسه : قاسم انا خايفه اساسا و مكنتش عايزه اروح اصلا ..
قاسم حاول ان يتحدث بجديه و الا يضعف قلبه يجب ان تفهم انها مجبره ان تنـ,ـسي حياتها و ترددها و يجب ان تفهم انها لم تعد طفله : بطلي بقا يا هدير دي مرحله هتعدي في حياتك زيها زي اي مرحـ,ـله و يمكن تكون احسن مرحله لو انتِ اللي حبيتي كده و اللي عوزتي كده ممكن النهارده تكون ولاده لهـ,ـدير او موت لهدير ممكن من النهارده ترفعي نفسك لفوق و ممكن تحطي نفـ,ـسك في الارض ……….
____________________________________________
قاسم استغرب من فعلتها و شعر ان بها شي غريب نظر في وجهها هي نفس الملامح و نفس التردد الذي رآه في عينيها في منامه ليله امـ,ـس شعر بكميه البرود الذي أصـ,ـابه حينمـ,ـا لمست يديه و كانها علي وشك ان تتجمد و اعصابها شدد تماما و كانها علي وشك الاصابه باحد النوبات العصـ,ـبيه ..
قاسم مسك ايديها و حاول انه يري ماذا بها : ايه يا هدير مالك في ايه ؟؟
هدير برعب و رهبه شديد و حاله اول مره تصل اليها : مش عارفه حسـ,ـيت مره واحده اني اتخنقت انا بردانه اووي …. انا مش عايـ,ـزه ادخـ,ـل يا قاسـ,ـم …. مش عايـ,ـزه … انا عايزه امشـ,ـي متسبنيش لوحدي هنا

#الفصل_١

الفصل الأول
ربما الحياه هي عباره عن عده تواريخ مؤلمه فالسنه بها ايام كثيرة و لكن بها تواريخ معينه تحفظ بالذاكرة و لا تُنسي و نادرا ما تكون هذه التواريخ مُفرحه ….
_________________________________________
كثيرا منا لديه هموم و ربما المقارنه بينك و بين الآخرين تكون فيها نفع او ضرر احيانا فاذا حاولت المقارنه بينك و بين من هم في حاله اسوء منك تاخذ العبره و العظه و تعلم نعم الله عليك الذي اعطاها لك و ذلك يكون الجانب النافع اما الجانب الضار هو مقارنه نفسك بمن هو في حاله افضل منك
دعوني اكون صريحه في نقطه لم اتخيل يوما ان ادون ما عشته علي هيئه كلمات و لا استطيع ان اقول غير انك يجب ان تعلم انك افضل من اي شخص سواء كنت تري من هم اقل منك او اعلي منك فلا تقارن حتي و ان كانت نافعه فانت لا تعلم ما بداخل كل نفس فبالنهايه استطيع ان اؤكد للجميع ان المقارنه ليست شي جيد علي الإطلاق …
توقفت هدير عن قراءه ما كتبته حينما سمعت صوت عمتها و هي تناديها لمساعدتها في ترتيب البيت كعاده كل يوم و لكنه لم يكن مثل اي يوم
فاغلقت هدير اجندتها فاليوم هو يوم خاص بها جدا بالنسبه لها … لا يهمنا المناسبه السعيده او اليوم المهم عند هدير بل يجب ان نتعمق نحن في تلك الأجندة حتي نصل له …
_________________________________________
في العشرين من نوفمبر عام 2005 …. فقدت هدير والدتها و لن استطيع ان اقول انها كانت مريضه او كبيره في السن فالموت لا يعرف شيخا او طـ,ـفلا فهي كانت في الثانيه و الثلاثون من عمرها و لكن الموت لا كانت هاجر ” اخت زوجها ” توقظها في الصباح لانها كانت جالـ,ـسه عندها لعده ايام وجدت ان امر الله قد نفذ …
و تركت هدير بمفردها فكان زوجها يعمل في الخلـ,ـيج و حتي انه لم ينزل ليحضر دفنتها او ياتي ليواسي ابنته و يري معها حل و ينظم حياته من جديد بما يناسب هذه الطـ,ـفله التي باتت وحيده
كانت هدير تبكي فهي مازالت طفله صغيره في عمر العاشـ,ـره و لكن قلبها مُحطم للغايه فهي لا تدرك جيدا ماذا تعني كلمه الموت و لكن يكفي انها تعلم انها فقدتها للابـ,ـد و لن تستطيع ان تراها مجددا ….. و اذا كان هذا الموت يخص اغلي شخص لديها هي الام فما الذي ينفعها غير البكاء كانت في غرفتها نائمه و تغطي نفسها حتي انها تغطي وجهها و كانها تريد ان تحجب نفسها
عن العالم تشعر بالضيق كلما تفكر الخروج و تري النساء يرتدون ملابس سوداء تشعر و كان الدنيا كلها اصبحت سوداء امامها فمنذ هذا الوقت تكره هدير اللون الاسود
دخلت هاجر ” عمتها ” فهي في الخامسه و الثلاثون من عمرها و تعيش في شقه زوجها الذي توفي بعد زواجهم بخمس سنوات فهي ارمله و لم تنجب ..
حاولت هاجر ان تزيح الغطاء التي كانت تتشبث به هدير جيدا حتي استطاعت ان تزيحه و تبعده عنها لتري تلك الطفله في وضعيه الجنين و تبكي و تداري وجهها بكف يديها
هاجر بانزعاج و بكاء ايضا : هدير متعمليش في نفسك كده يا بنتي
هدير ببكاء و انكار تام للحقيقه : انا عايزه ماما هي قالت انا مش هتسبني انا عيزاها
هاجر بحزن علي هذه الصغيره : يا بنتي متقطعيش قلبي و تقولي كده ماما خلاص راحت عند ربنا و هي في مكان احسن يا قلبي لو بتحبيها بطلي عياط و ادعيلها هي زمانها زعلانه منك … و بعدين انتِ مش بتحبيني انا استحاله اسيبك من النهارده
هدير ببكاء شديد : بحبك بس انا عايزاها هي مش عايزاها تمشي و تسبني
أخذتها هاجر في حضنها فبكت و بكت معها الصغيره و هي لا تجد الكلمات التي تستطيع ان تخفف بها جراح الصغيره و تهون عليها نامت هدير بعد وقت في حضنها او انها استطاعت ان تتصنع ذلك ..
فوضعت هاجر الصغيره في فراشها و دثرتها بالغطاء و قبلت راسها ثم خرجت هاجر و وجدت ان الناس قد ذهبت فوالده هدير لم تكن لها اقارب نهائيا فهي كانت بلا جذور فكانت تتربي في الملجا و لم تكن تعرف لنفسها اهل حتي اصبحت قادره علي العمل و تعرفت علي عماد و تزوجته منذ احدي عشر عاما كانت في البدايه حياتها مستقره الي حد ما و لكن حينما بدا زوجها العمل في الخارج و هي شعرت ان حياتهم علي وشك ان تُهدم و لم تكن تحد تفسيرا لهذا الشعور وقتها
هاجر بحده و لكن بصوت منخفض حتي لا تفيق الصغيره و تسمعهم و لكنها لم تكن تعلم ان هذه الشقيه تصنعت النوم حتي يتركوها بمفردها و تقف خلف الباب لتري ماذا سوف يفعلوا معها و لكن ربما الفضول التي كانت تمتلكه بحسن نيه سيكون هو اسوء شي في حياتها و من سيدفعها لتفعل ما لم تتوقع فعله دعوني اقول ان الفضول هو سلاح ذو حدين
هاجر: اخوك قالك ايه و ياريت من غير لف ولا دوران
حسني بتوتر من حده اخته : مش عارف اوصله اصلا بتصل بيه في الشغل بيقولوا انه واخذ اجازه بقاله تلت ايام علشان ..
قاطعته هاجر بانفعال و حزن : اخوك بيقضي شهر العسل صح ؟؟؟ و مش معبر بنته و لا يعرف ايه اللي حصل مع مراته و بيقضي شهر عسل و واخذ اجازه علشان مراته التانيه بدل ما يقف جنب مراته اللي خدعها
حسني بانزعاج و تافف : ما خلاص بقا يا هاجر متزوديش الموضوع و بعدين انتِ بتعاتبيني انا ليه هو انا اللي عملت كدا هو حر في حياته
هاجر بحده : لا بس انتم مخليني شريكه معاكم ياريتني كنت قولتلها انه هيتجوز عليها هي كده كده كانت شاكه بدل عذاب الضمير اللي انا فيه ده يا شيخ منك لله انتَ و هو
حسني بانزعاج : بقولك ايه يا هاجر هو مقالكيش حاجه انا اللي قولتلك و لو حد غلط انه قال يبقي انا فخلاص هو حر في حياته و اخوكي مش صغير ده اكبر مني انا و انتِ يعني مش هندخل في حياته و انتِ فاكره انه لما قالي كان بيقولي علشان ياخذ رايي لا ده كان بيبلغني علشان اوصل حاجه لاهل مراته اللي عايشين هنا مش اكتر
هاجر بانفعال : هو حر و كل حاجه بس في حياته هو مش بالنسبه لبنته اللي دلوقتي ملهاش حد دي نعمل فيها ايه نسيبها لوحدها علشان سبع البرمبه ابوها بيقضي شهر العسل و لا داري باللي بيحصل من امبارح
حسني حاول ان يهدا من انفعال اخته يفعل اي شي حتي يمتص غضبها : انا هاخدها معايا البيت يا ستي تبات مع ريهام و الولاد اكيد مش هنسيبها لغايت ما ابوها ينزل و يجي من السفر و يرتب حياته علي اساس الظروف الجديده اللي حصلت
هاجر برفض تام : انا هاخدها معايا لشقه بابا … شقه العيله …انا مش هسيبها لمراتك اللي مش بطيق حد مننا بس لازم تعرف توصل لاخوك اللي معندوش ريحه دم ده و ينزل مصر علشان بنته انا مبقولش علشان تاخدها انتَ .. انا بقول ان لازم ابوها يكون جنبها بكرا هتسال لما تفوق ابوها فين المفروض انه اقرب حد ليها في الموقف ده
حسني بانزعاج من كلمات اخته التي تخترقه كالرصاص : انا اديتهم خبر في الشغل ان اول ما يرجع من الاجازه يقولوله يكلمنا و ان مراته اتوفت و محتاجينه ضروري ..
هاجر بسخريه : لا كتر خيرك والله انا هبات هنا معاها لغايت ما تصحي الصبح و هاخذها و نرجع ….
في الداخل بكت تلك الطفله من خلف الباب بصوت منخفض تماما فشعرت و كانها بلا مأوي و كأنها فقدت الناس اجمعين بموت والدتها رغم صغر سنها و عقلها الذي لم يستوعب جيدا الموقف و لكنها اقسمت انها لن تسامح والدها ..
_________________________________________
علي لسان هدير : طبعا كلكم متشوقين تعرفوا ايه اللي حصل حقيقي اللي حصل بعدها كانت بدايه ان قلبي يتحول لحجر مش عايزه اقولكم اللي حصل بعدها بابا عمل لعمي توكيل علشان يبيع الشقه اللي كنت عايشه فيها انا و امي و قال انه مش هيقدر ينزل اجازه و كلمني ساعتها مكالمه … تقريبا ناس غرب كانت بتكلمني بشفقه اكتر من كده
________________________________________
كانت هدير طوال هذه السنوات هي كل شي بالنسبه لهاجر حينما اصبحت تقيم معها بعد ان كانت وحيده وجدت لها جليس و انيس لم تبخل عليها هاجر في اي شي حتي في مشاعرها اكرمتها و لم تبخل عليها
ابدا .. و لكن كان هناك من اعطاها روحه
_________________________________________
في منتصف شهر يوليو عام ٢٠١٣ و هو احد الايام المهمه في كل عام و هو وقت إعلان نتيجه الثانويه العامه …. قررت هدير ان تجلس عند صديقتها التي معها في المدرسه و تقيم بنفس الشارع معها حتي تُعلن النتيجه ثم تعود الي المنزل لعدم توافر النت لديهم … لم تكن هدير شخصيه شغوفه بالانترنت او عالم التواصل الاجتماعي باكمله فكانت شخص منعزل عن كل شي حتي انها لم تكن تمتلك اي حساب علي اي موقع حتي هذا الوقت …. و بعد وقت اعُلنت النتيجه و لم تكن حققت الدرجات او المجموع التي يتفاخر الناس به في يوم كهذا فهي حصلت علي خمسه و ثمانين في الميه لم تشعر بالسعاده و لا بالحزن ايضا فلقد اصبحت كل الدنيا بالنسبه لها نفس الشي باهته تماما و من يحزن في هذا الوقت من لديه هدف و لكنها لم تكن يوما لديها هدف او خطط مستقبلية
فخرجت من عند صديقتها التي لم تختلف كثيرا عنها فهي حصلت علي ثمانيه و ثمانين في الميه … عادت الي المنزل لتخبر عمتها بنتيجتها لتختبر رده فعلها
_________________________________________
في احد البيوت القديمة في احد الاحياء الشعبيه الذي لا يغيرها الزمن و مازالت تحتفظ بشقوقها و كانها امرأه لم تستخدم مستحضرات التجميل لتخفي علامات الزمن …. فتحت هدير باب المنزل بهدوء و وجدت صوت عمتها منفعل للغايه كالعاده مع عمها حسني في الواقع … ربما تغيرت شخصيه هدير كثيرا و لكنها لم تتغير بها عاده الإستماع الي احاديث الآخرين في الخفاء و كانها اصبحت تستمتع بذالك
علي لسان هدير : يمكن كان عندي ١٨ سنه بس حرفيا اليوم ده انا ادمرت و اتكسرت اكتر من اي وقت عرفت ان عاده التصنت او الفضول اللي مش هتروح مني دي سبب اني اعرف اخبار تكسرني انا …. كاني علي سرير المستشفي و بعافر و موصوله بكذا محلول علشان اقوي بس فجاه ابويا شال اي محلول يقدر يخليني اعيش كأنه بيتعمد كسري او يمكن كل واحد ليه متعه و كأن متعته كانت انه يدوس عليا ليه الإنسان بيقسي علي اللي منه … ليه الإنسان قلبه ميوجعهوش علي حته منه .. انا بنته من دمه و لحمه ليه يوجعني في كل مره بالشكل ده
فسمعت عمتها هاجر تتحدث بانفعال و نبره غاضبه لا تتحدث بها معها إطلاقا : بقولك ايه يا حسني اخوك ده زودها اووي ايه كل شويه مش عايز يبعت ليها مصاريف دي بنته ده مفكرش يبعت حاجه من بعد وفاه مراته الا كام الف جنيه بعتهم و يدوبك خلصوا في اقل من سنتين
ثم اكملت بسخريه : وله هو كان مغمي عليه و هو بيخلفها منزلش يشوف بنته من ساعتها تمن سنين و هو بيسمعها اعذار تافهه و ايه كل شويه الحاله معاه مقصره مقصره ينزل حتي لو تلت ايام يوريها وشه يعرفها مين ابوها اللي اكيد انها نسيت شكله دي بنته و من واجبه انه يصرف عليها او علي الاقل يكون جنبها بنته خلاص بقت عروسه مش طفله
حسني بانزعاج و تافف شديد من استمرارها بلومه و هو ليس له علاقه : بقولك ايه يا هاجر انا صدعت بقالنا ٨ سنين بنتكلم في نفس الموضوع مدخلنيش في موضوع اخوكي كفايا بقا انتِ كل ما تحبي تزعقي مش بتلاقي غيري قدامك اخوكي
خلاص بقا ليه حياه تانيه من بدري و خلف ولدين من مراته و حتي انه غير نمره تليفونه و مبقتش عارف اوصله الا عن طريق الشغل و لما بكلمه في الشغل بيرد عليا ١٠٠ واحد و فين و فين عقبال ما اعرف اوصله من ساعه ما اترقي و بيكلمني كأنه بيعملي حسنه او انا بشحت منه علشان بطلب حق بنته
اخوكي نسي انه كان متجوز و شايف انه ندم لما اتجوز والده هدير الله يرحمها رغم ان ساعتها عاند بابا و صمم انه يتجوزها و لما لومته انه عايز يتجوز تاني قالي انه حااسس انه غلط و انها كانت لحظه تهور و شهامه و انه لما بقا انسان ناضج عايز يبني حياه جديده …
ثم اكمل بنبره هادئه و لكنها استفزت اسراء : انا مقدر انك طول التمن سنين دي و انتِ بتصرفي علي هدير من جيبك و ان ممكن يعني تكوني تعبتي من حملها …….
قاطعته هاجر بحده شديده : حسني … هدير عمرها ما كانت حمل بالنسبالي … انا مبتكلمش في الفلوس انا هدير لو طلبت عيني هديلها مش بس شويه ورق انا اعتبرت هدير عوض ربنا ليا لما عرفت ان عمري ما هخلف من ساعه ما سقطت لما كان جوزي عايش … و وجودها في البيت معايا ده كان اجمل نعمه في حياتي و هفضل شيلاها فوق دماغي و فلوسي
كلها تحت امرها حتي لو الفلوس اللي سبهالي جوزي في البنك كلها هتخلص برضو مش هيفرق معايا المهم ان هدير تكون مبسوطه و مش ناقصها حاجه انا حتي سبت شقه جوزي و جيت شقه العيله علشان هدير مش غريبه علي المكان هنا و في نفس الوقت متحسش انها مش في بيت اهلها
حسني بهدوء : هدير كبرت و انتِ مش لازم تفضلي مخبيه عليها حقيقه ان ابوها متجوز هدير خلاص مش عيله صغيره هتخليني اخد فلوس الوديعه منك كل شهر و اجبلها حاجات و اديها فلوس علي اساس انها من ابوها هي من حقها تعرف ان التمن سنين دول محدش تعب معاها غيرك لازم تعرف ان ابوها مبعتلهاش فلوس الا ساعه بيع الشقه و ان الهدايا اللي بتجيلها كل سنه منك انتِ مش هو
هاجر برفض تام ان تعرف هدير شيئا : انا طول السنين اللي فاتت خبيت عليها علشان مشوفش منها دمعه واحده و علشان تعرف ان غياب ابوها علشان يكون الفلوس و يقدر يعيشها في مستوي كويس
مش عايزها تحس ان ابوها ملوش رغبه فيها و مش هتفرق معايا اذا هي عرفت او لا هدير بنتي انا عرفت معني الامومه و معني كل حاجه خلال التمن سنين اللي فاتوا فعلشان كده هدير مش لازم تعرف لازم يفضل أملها موجود من ناحيه ابوها .. ربنا بس يكرمها بالنتيجه
دخلت هدير عليهم بملامح مبهمه تماما و كان الدموع تحجرت يكفي تمزيق قلبها فإذا كان لا يريدها فلما ينجبها و لما يعذبها و حتي و ان كانت له حياه اخري فلما لا يتحمل نتيجه اختياره السابق ؟!! لما يفعل معها ذلك بالنهايه هي ابنته : انا سمعت كل حاجه يا عمتو
هاجر بتوتر و استغراب لانها جائت : سمعتي ايه يا هدير بس ده انا …….
قاطعتها هدير بتفسير و بحسره : عمتو انا عارفه من يوم ما امي ماتت ان ابويا ليه حياه تانيه بس عمري ما اتوقعت اني مش في باله و لا من ضمن اختياراته للدرجاتي و انه شايفني نتيجه تهور و طيش شباب في حياته …. مش محتاجه انك تكدبي عليا علشان الامل … انا معنديش امل منه اساسا انا املي في كل حاجه في الدنيا اندفن مع امي … اللي ميجيش بعد دفن مراته و لا يشتاق لبنته لمده ٨ سنين مش هحتاج منه حاجه
انا يتيمه الاب و الام من يوم ما عرفت اني لوحدي و مفكرش فيا و لو كان بعت الفلوس اللي تخليني اصرف فيها و متخلصش العمر كله انا برضو عمري ما كنت هعتبر انه عايش .. شكرا ليه انه عرفني اني كنت غبيه لما فكرت اني اسامحه
شكرا ليكي و شكرا يا عمو حسني انكم حاولتوا تخدعوا الطفله البريئه كل شهر انها من حسابات شخص عمري ما كنت في باله انا لو كنت بفرح بالحاجات دي علشان هي حقي مش اكتر و اكتشفت انها مكنتش من حقي ابدا
هاجر بوجع قلب : هدير اسكتي بس و افهمي ……
حسني حاول ان يهدأ الوضع : يا بنتي عمتك عملت كل ده و مكنش في نيتها غير انك تفرحي
هدير متجاهله الحديث في هذا الموضوع حتي تتغلب علي تلك الدمعه التي تهدد بالسقوط : انا جبت ٨٥ في الميه يا عمتوو كنت جايه علشان اعيط في حضنك علي مجموعي بس بعد اللي سمعته اكتشفت ان حتي الدموع خساره انها تنزل مني علي اي حاجه في الدنيا ….
_________________________________________
تركتهم هدير و دخلت غرفتها لتغرق في نوبه من البكاء في صمت فهي تدعي القوه و لكن لتُحفظ هذا التاريخ ايضا في نفسها فهذا هو اليوم الثاني التي علمت بطريقه مباشره انها ليست من ضمن اختيارته بل هي اختيارات قديمه قد نساها حتما و ندم عليها … وجدت من يقذف الطوب علي شرفتها ليقطع خلوتها مع نفسها فقامت و مسحت دموعها
فتحت هدير باب شرفتها و وجدت قاسم بيده طوبه اخري و يكاد يقذفها في وجهها فهو لم ياخذ باله بخروجها فهو كان يراقب الطريق حتي تأتي فحينما صعد الي بيتها وجد عمها حسني فهو لا يشعر معه بالارتياح الكافي و ربما هو شعور متبادل بينهم
اعرفكم علي علي هذا الشاب فهو في الرابعه و العشرين من عمره يعمل في الصباح في شركه أدويه فهو خريج من كليه علوم منذ عام
و في المساء يقف في إحدى الصيدليات مع صديقه ثلاث ايام في الاسبوع فقط و باقي الاسبوع يساعد والده احيانا او يذهب في الحملات التي تقام لتوعيه الناس فهو شغوف جدا بالنشاطات و تكوين العلاقات الاجتماعية فهو عكس هدير تماما
فهي افشل شخص من الممكن ان يتعرف علي الناس و افشل شخص في تكوين صداقات او علاقات مع كلا الجنسين فنادرا ما تستطيع ان ترتاح مع اشخاص و ربما هؤلاء الاشخاص يعدوا علي الإصابع و لا تشعر بالارتياح نهائيا في الاماكن التي بها اعداد و تجمعات و هذا شعور داخلي ربما تحاول الا تنقله لأحد …
فالأيام التي ذهبت فيها الي مدرستها بعد وفاه والدتها قليله جدا فدائما كانت تجعله هاجر تقدم لها شهادات مرضيه و تاخذ الدروس في اقل المجموعات عددا
علي لسان هدير : اسفه انا برغي معاكم و مصدعاكم بس كان لازم اكلمكم عن اخويا و ابويا اللي بقالي ٨ سنين بصحي من النوم و اشوفه في وشي ده جارنا قاسم ابن عم خليل الفكهاني و اللي عنده سوبر ماركت برضو … و وحيد زيي معندوش اخوات الا اخت و ماتت قبل ما انا اعرفه اصلا… تقدروا تقولوا انهم من اهم ناس في المنطقه و اول ما تدخل الشارع كفايا انك تقول اسمهم علشان يدلك الناس بس ده مش لنفوذهم او فلوسهم هما عادي في نفس مستوانا بس زي ما تقولوا المنطقه هنا منطقتهم و منطقه عيلتهم من ايام ما جدي كان عايش و قبل كده كمان … المحلين بتوعهم علي ناصيه شارعنا و احب ابلغكم اننا بناكل الفاكهه ببلاش دايما و مش بتفضي من تلاجتنا … قاسم الشخص الوحيد اللي بحس انه كل شي بالنسبه ليا و كان بيوصلني المدرسه ده لو رحت اصلا و تقريبا كان معايا في كل خطوه في حياتي علاقتنا مكنش ليها مسمي غير انه كان اخ و ضهر ليا لما الدنيا بتيجي عليا
هدير بانزعاج و عيون متورمه : احدفها يلا في وشي احسن انا عايزه اعرف جايب الطوب ده منين والله اللي يشوفك ميقولش واحد خريج من كليه و اربعه و عشرين سنه
قاسم بغضب و كأن لا احد غيرهم بالشارع : يا حيوانه انتِ بطلي طوله لسان و بعدين انتِ مش بتردي علي تليفونك ليه من الصبح ؟!! و صاحبتك مين اللي كنتي عندها دي لغايت دلوقتي
هدير بلا مبالاه فيكفيها ما تشعر به : عادي كنت عند واحده صاحبتي و التليفون نسيته هنا في البيت اعمل ايه يعني و بعدين وطي صوتك الناس كلها هتشاركنا الحديث من البلكونات
قاسم بغضب : اه و بعدين اللي عايز يطمن عليكي يتحرق يعني مش فاهم انا ايه الرد المقنع زياده عن اللزوم ده
هدير بانزعاج و تافف : ما انتَ اكيد جبت النتيجه يعني ما انتَ معاك رقم الجلوس و حافظه اكتر مني ارد اقولك علي خيبتي
قاسم بسخريه: : هديكي حته قفا بس لما اطولك يا ام لسان مبروك ياختي خلصتي اهو كنتي هتموتي و تنجحي اهو ياله مجموع علي قدك
هدير تصنعت اللامبالاة : الله يبارك فيك علي قدي معلش انا مش دحيحه زيك يا نيوتن
ركز قاسم في تلك العيون التي يعلمها جيدا متجاهلا اسلوبها الفظ الذي يعلم انه يحمل ورائه الكثير من الهموم منذ الصغر سواء يعلمها او لا : مالك يا هدير ؟! انتِ كنتي بتعيطي وله ايه
هدير نافيه و كأنه لا يعرف تلك الغبيه اكثر مما يعرف نفسه : مفيش يا قاسم مبعيطش انا بس عيطت ساعه النتيجه و خلاص … انا عايزه انام شويه و يعتبر كنت هنام و قمت بسبب دوشتك و الطوب بتاعك ده الشيش خلاص هيتكسر في يوم بسببك و هتصلحه علي حسابك ده من ايام جدي
ثم حاولت محاوله فاشله ان تخفي كسرتها علي رفيق دربها : انا بقول تيجي تقعد عندنا أحسن البلكونه شويه و هتلزق في وشنا و ياريت تطفي الاغاني اللي مش بفهم منها كلمه دي … شكلك مش بتتكيف الا لما ام محمد تردحلك زي كل يوم و امك تخرج ترد عليها و تعملنا حريقه في الشارع
قاسم بعدم اقتناع فهو يعلم جيدا ان هناك شي بها : سألتك سؤال متلفيش و تدوري عليا انتِ كنت بتعيطي ليه ؟
هدير مازالت تحاول ان تكذب عليه : ايوه عيطت بسبب النتيجه يا قاسم مفيش حاجه تانيه
قاسم باقتراح : تحبي ننزل نتمشي زي كل يوم
هدير بعدم معرفه و تلعثم فهي تريد إنهاء الحوار لعلها تستطيع الانفراد بنفسها : مش عارفه الساعه داخله علي تمانيه و عمتو اكيد هتزعق و بعدين احنا لسه يعتبر متخانقين فهي هترفض اكيد
قاسم باقتراح و حينما قالت بعفوية ان هناك خلاف بينها و بين عمتها علم ان هناك شي تخفيه تلك الساحره و تلك الأعين التي لها مفعول قوي و لا يعلم لما : خلاص نتقابل الصبح و نروح نسحب الملف بتاعك من المدرسه
هدير حتي تنهي الحوار : تمام يا قاسم امين افندي و بعدين الصبح انتَ هتكون موجود ازاي انتَ مش وراك شغل وله ايه …. وله طردوك ؟
قاسم بغيظ : قاسم خليل يا ام لسان طويل حلو اللحن فعلا … قاسم امين ده اللي خلانا نسمع صوت لاشكالك … اما بالنسبه للشغل انا مترفضش ميقدروش يستغنوا عني في الشركه تقف من غيري اصلا بس انا أجازه بكرا
هدير حاولت ان تفك عن نفسها قليلا في جر شكله : انتَ بقالك خمس شهور شغال لحقوا ميقدروش يشتغلوا من غيرك
قاسم بغرور مُصتنع : طبعا يا امي انتِ فاكره ايه .. و انا برضو مقدرش استغني عنهم لاني ورايا جمعيات و لو قعدت من الشغل ام محمد هتردحلي انا و امي فعلا لو مدتهاش فلوس الجمعيه اول كل شهر هتعلقني علي باب بيتكم
ضحكت هدير و كأنه استطاع ان يرسم البسمه علي وجهها …ام محمد تلك الجاره التي تقيم في الدور الذي يلي شقه هدير فخرجت من شرفتها بانزعاج من صوتهم و كأن الانسان الجيد يأتي عند ذكره
ام محمد بانزعاج : جرا ايه يا عصافير الكناريا انتم
ثم نظرت من اعلي علي قاسم بغضب : هو انتَ يا ابن خليل و احنا نايمين و احنا صاحين سامعين صوتك يا ابني ارحمنا بقاا تعالي اقعد عندنا انتَ و هي فوق ارحم لنا
قاسم بمرح و هو ينظر لها : ما تقولي مساء الخير يا ام محمد الاول و بعدين مش الاوضه اللي فيها البلكونه نايم فيها محمد و هو دلوقتي في الجيش يعني ملكيش دعوه باللي بيتقال و بالصوت و اقعدي في النصف التاني احسن ابو محمد هيطفش و ربنا
لم تستطع هدير ان تمتلك نفسها من الضحك فتقريبا هذا هو السيناريو المعتاد يوميا و لكن الخطأ عليهم فهم من يزعجوا الناس بحديثهم
ام محمد بغيظ و مكر فهي تعتبره ابنها ايضا : و حيات محمد ابني لاوريك يا قاسم و ابقي قابلني لو قبضت الجمعيه و حيات الصداع بتاع اغاني بليل و كلامكم طول النهار
قاسم و هو يخفف من نبرته و يهدا تماما و يتحدث بمرح : اسف يا ام محمد … ام محمد ايه ده انتِ ام قاسم والله اكتر من امي انا داخل اهو يا ستي
ثم اكمل بخبث ليغير الحوار : و بعدين باركي لهدير علشان نجحت خلاص
زغرطت ام محمد زغروطه رنت في الشارع باكمله ليتسائل الناس كحال الشعب المصري هل هذه الزغروطه تدل علي خطبه ام قرأه فاتحه ام زواج ام نجاح فخرج الجميع من شرفهم و هناك منو نظروا من الشارع اثر صوتها و هم يتسائلوا ماذا يحدث و كالعاده لا تستر ام محمد اي شخص
ام محمد بفرحه حقيقه : الف مبروك يا هدير يا بنتي والله فرحتلك يا بت و بعدين فين الحاجه الساقعه بتاعت ام محمد اللي بشرتك بحلمها
هدير و هي تتوعد له لهذه الضوضاء التي استطاع ان يُحدثها و غضبت هدير كثيرا بسبب ذلك فهي تشعر بالتوتر : الله يبارك فيكي يا طنط من عنيا
قاسم بابتسامة خبيثه ليتركها بين يدين ام محمد و ينجو منها : الحق اصلي العشاء انا بقا
ثم دخل الي غرفته و بعد ربع ساعه او اكثر من الحديث … دخلت هدير بعد وقت غرفتها بعد ان وعدت الجميع انها حينما تاتي من المدرسه ستوزع علي الشارع باكمله حلوي او عصير لنجاحها كعاده لدي المصريين للاحتفال بالنجاح او بالمناسبات
لم تدخل هاجر غرفه هدير حتي بعد ذهاب اخيها حسني فبعد ان ذهب هو …. اتي بعض من الجيران ليهنئوها بنجاح ابنه اخيها فهي علمت انها كانت
تتحدث مع قاسم في الشرفه كعادتها منذ الصغر
_________________________________________
في الصباح الباكر تحديدا في شقه الحاج خليل والد قاسم … كان يجلس قاسم مع والده و والدته ” امينه ”
انهي قاسم فطاره ليقوم من علي السفره باستئذان : ياله يا جماعه الحق اطير انا بقا عن اذنكم
امينه باستغراب : رايح فين يا ابني مش انتَ النهارده اجازه من الشغل ؟! ريحلك شويه
قاسم بهدوء : ايوه اجازه بس رايح مع هدير علشان هنسحب الملف بتاعها من المدرسه
امينه بانزعاج : هدير تاني استغفر الله العظيم
قاسم باستغراب من انزعاج والدته و لم يفهم ما وراء حديثها : مش فاهم مالها هدير ؟!
امينه بغضب : اللي المفروض تفهمه ان هدير مبقتش صغيره و لا طفله دي ما شاء الله بقت عروسه و كبيره و مرواحك معاها في الرايحه و الجايه و طلوعك عندهم هيضركم انتم الاتنين لو الناس طول السنين اللي فاتت كانت ساكته علشان شايفين انها صغيره لكن بعد كده كلامهم هيكون سم عليك و عليها هي قبلك
قاسم بانزعاج شديد و استغراب من لهجه والدته الجديده : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ؟!! هدير دي ملهاش حد يعتبر غير عمتها و وحيده زيي و طول عمري بعتبرها زي اختي و بقف جنبها كاني اخ ليها
لاني عارف ان واحده غيرها ممكن تضيع و عمتها لوحدها مش كفايا و انا ميهمنيش كلام الناس مدام انا عارف انا مش بعمل حاجه غلط و بعدين من امته حضرتك بتفكري كده ؟
امينه بغيظ : طيب ماشي عرفنا انها اختك و انك انتَ اخوها تقدر تقولي انتَ لو قمت خطبت واحده البنت اللي هتخطبها هتشوف علاقتك بيها و خروجك معاها في كل حته انها اخوه ؟!
وله هي كمان خلاص من السنه اللي فاتت بيجيلها عرسان و عمتها بترفض من غير ما تقولها علشان كانت لسه صغيره و كانت خايفه تشغل دماغها بحاجه و هي في سنه مهمه بس تقدر تقولي دلوقتي لو جالها عريس و وافقت في راجل هيقبل بيك و علاقتك بيها كاخ ؟؟ اصل انتم و لا اخوات بجد و لا راضعين علي بعض لسمح الله ده انتم الفرق بينكم ست سنين
و انتَ لو خطبت هتقبل ان واحده خطيبتك تخرج مع واحد و تقولك اصل ده زي اخويا ؟
انزعج قاسم بشده من حديث والدته القاسي و الحاد عليه و كأنها طعنته و وجهت له كلمات لاول مره يسمعها و كأنه مُذنب و قالت له اشياء لم يفكر فيها من قبل و لكن الاكيد انه شعر بالغضب و الانزعاج و مشاعر غريبه تماما و لكنه شعر بالصدمه بهذه النقاط التي لم يفكر بها لحظه و لم يستطيع ان يحدد علي هو غضب بسبب والدته و طريقتها اليوم او لان والدته حديثها صحيح ؟!
خليل بانزعاج : جرا ايه يا وليه انتِ و ابنك مش عاملين حساب اني قاعد … و انتَ يا قاسم ياله اتكل علي الله و روح مشوارك دلوقتي زمانها مستنياك
خرج قاسم و هو يذفر بضيق و كأن والده جعله يتنفس و انقذه فهو لا يجد الكلمات التي من الممكن ان تسعفه في موقف كهذا لم يتخيل ان يوضع فيه
خليل بعتاب : بقا يا وليه في حد يقول لحد كده مره واحده في حاجه اسمها بالهدواه و بالمفهوميه مش انك ترميله الكلام كده مره واحده
امينه و هي لا تشعر انها مخطئه : اللي انا قولته ده اي حد بعد كده هيركز معاهم و هيقولوا ده لو مكنش في حد ملاحظ و بيتكلم من تحت لتحت و ممكن يقولوا اسخن من كده في وشه فيسمعها من امه احسن من انه يسمعها من الغريب …. انا مش بكره هدير بالعكس انا بحبها جدا و بعتبرها بنتي و بحب هاجر و احنا عشره عمر من قبل ما اتجوزك و علشان بحبهم انا مش عايزه حد يقول عليهم كلمه وحشه و بحب ابني و برضو مش عايزه حد يضايقه …. لازم ابنك يفهم حقيقه الوضع و اللي هيحصل في المستقبل
خليل بتأييد و عدم موافقه في نفس الوقت : ايوه كل اللي قولتيه كان هو الأصول و الصح بس طريقتك مره واحده كده طلعتي في الواد هو ده اللي غلط … مينفعش واحد بقاله تمن سنين واخذ علي وضع تيجي مره واحده تقوليله الوضع ده غلط و خصوصا ان ابنك متربي و نيته مفيهاش حاجه من ناحيتها هو بيساعدها
ثم اكمل بنبره حزينه : و بيحس انها مسؤوله منه كأنها اخته الله يرحمها اللي كان متعلق بيها و روحه فيها و ماتت قبل ما هدير تدخل حياته بسنتين
امينه و هي مازالت تري انها فعلت الصواب و حاولت الا تبكي حينما ذكرها زوجها بابنتهما المتوفاه عن عمر يناهز احد عشر عام : انا عايزه افوق ابني و محدش يتكلم عليهم لازم يعرف ان الكلام اللي في البلكونات ده كان بيبقي لطفله لما كان بيهزر معاها و يذاكرلها لكن دلوقتي هي عروسه و هو برضو مش صغير و لا مراهق
انا عارفه ابني اكتر واحده و عارفه انه متربي بس لازم ابنك يعرف وضعه و اللي هو عاوزه لازم يعرف ان هدير يا هتبقي جاره ليه و يقولها السلام عليكم لو شافها في اي مكان او قابلها في حته و يمشي مش اكتر من كده زيها زي غيرها
اشمعنا هي مختلفه عن بنات الشارع كله ؟ ظروفها لوحدها مش سبب .. لازم هو يعرف هو عاوز ايه … عايزها جاره وله عاوز يحط مسمي تاني لعلاقتهم ؟
يا اما يبعد عنها و هي تبعد عنه و يبقي اسمهم جيران علشان ميضرش سمعتها كبنت و كان لازم الكلام ده يتقال من بدري بس كنت بقول انها صغيره بس خلاص الصغيره كبرت و هو كبير بما يكفي ان يعرف ان كده غلط لازم يعرف هو عايزها جاره وله عاوزها بجد في حياته بصفه تانيه لان الصفه اللي هو شايفها بيها بتاعت زمان دي لما كانت عيله
خليل بحيره : والله كل اللي بتقوليه صح يا امينه و فعلا هو ده الصح و الأصول بس تفتكري ابنك هيوافق انه يقلل اختلاطه بيها وانه يغير كل حاجه مره واحده
امينه بحيره : والله مش عارفه يا خليل بس الأكيد ان ابنك لازم يتقدم خطوه تجاهها بالاصول …. او إنه يلتزم بقواعد الجيره و يشوفها كانها اخت بس ينسي المرواح و المجي ده و يعرف ان اهم حاجه للبنت سمعتها و انه كده هيضرها و هي خلاص بقت كبيره بما يكفي و مش محتاجه اخ ..
ربما كانت امينه تريده ان يعلم حقيقه مشاعرها و هو غضب منها و لكن والدته قالت ما يجب ان تقوله طبقا للدين و الأصول و التربيه التي إنشاته عليها فيجب ان يكف عن المساعده التي ستكون السبب لتجعلهم حديث الجميع فالمساعده ستكون بعد ذلك بالسلب عليهما و تحمل نتيجه عكسيه تماما اما ان تكون جاره اما ان يطلبها و هذا الشي لا ترفضه فلن تجد من تحبهم لتناسبهم اكثر من هاجر و عائلتها و لن تحب زوجه لابنها اكثر من هدير برغم فشلها في الأعمال المنزليه و لكنها تعلم تربيتها جيدا فيعتبر نشأت امام اعينهم …..
_________________________________________
علي لسان قاسم : انا لست فيلسوفا و لست شيخا و لم اكن يوما عالما … و لكني اؤمن انني كنت انسان فقط فهل تلوموا من يفعل الخطا في الخفاء و تلوموا من يفعل الصواب امامكم !!

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل