
سبيدو وصّل آية البيت ونزل معاها لمدخل الفيلا.
سبيدو: هشوفك بكرة، أول ما تخلصي أو تقربي تخلصي كلميني.
آية بابتسامة: هكلمك أكيد. أنا قلت لسيف لما كلمته، وهو مبدئيًا مش معارض، فإنت الصبح كلمه وعرفه.
وافقها، ويدوب هيتكلم، الباب اتفتح وكان سيف علق بتهكم: يعني محبكش الكلام إلا على الباب؟ ولا هو لازم النحنحة على الباب؟
سبيدو بغيظ: إنت كنت بتتنحنح على الباب؟
سيف افتكر كل مرة وصل فيها همس، ويمكن ده اللي خلاه يقوم يفتح الباب.
بص لسبيدو: ظروفي غير ظروفك. إنت ما اتحرمتش سنة من حبيبتك، ولا اضطريت تبعد عنها، ولا تكون مرتبط بغيرها، فمفيش مجال للمقارنة.
سبيدو رفع إيده باستسلام: ولا أقارن ولا غيره، ربنا يسعدكم يا سيدي. وكلها أسبوع وتبقى مراتي، إن غدًا لناظره قريب. تصبحي على خير يا آية، يلا سلام.
آية دخلت، وسيف فضل مع سبيدو وصله لعربيته.
سيف: في جديد عن حسام؟
سبيدو: لا، مفيش. بعد ما سلمناه هينفذ الحكم اللي عليه. وهو وعصام تحت عيني، بس خلي بالك محاكمة شذى على الأبواب. هي تحت عيني بس نزلت المستشفى النهارده معرفش ليه، فشوف إمام وظبط الدنيا معاه.
سيف بتفكير: هظبطها إن شاء الله.
سبيدو ركب عربيته: يلا، أشوفك بكرة. سلام.
سيف دخل، كانت آية مع باقي العيلة، وهمس انضمت ليهم يشوفوا فستانها وبتوريهم الحاجات اللي اشترتها وهي فرحانة ومبسوطة. بس سلوى فضلت على موقفها ومش بتبدي أي رأي. شوية، وكل واحد انسحب لأوضته.
همس في نص الليل قلقت من نومها، فقامت وقعدت على مكتبها، نورت الأباجورة علشان ما تصحيش سيف، وبدأت تراجع شوية حاجات كان قالها. في مسألة ما عرفتش حلها من اللي هالة شرحتهم، حاولت تفهمها بس مقدرتش. قامت بتردد تصحيه: سيف.
همهم، فكررت: سيف.
فتح عنيه بالعافية: في إيه؟
همس: في مسألة مش فهماها، ينفع تقوم تشرحهالي؟
بصلها شوية وأخد نفس طويل: ما ينفعش الصبح؟
نفت بسرعة: لا، قوم دلوقتي. بعدين مش شرحتها لهالة؟ اتفضل اشرحهالي.
دعك عنيه بتعب: إنتِ بتنتقمي مني؟
كشرت وض*ربته في صدره: قوم وبطل كسل. انتقام إيه؟
اتعدل وبيحاول يفوق، وهي نورت النور فغمض عنيه لحد ما قدر يفتحهم.
بصلها: ربنا يسامحك.
ابتسمت: هيسامحني، اتفضل قولي.
بص للمسألة شوية، بعدها مسك القلم وشرحها لها بالتفصيل. عاد الكام مسألة اللي شرحهم لهالة تاني معاها. قعد يراجع معاها الحاجات المهمة. فضل معاها ساعتين، بعدها بص لساعته: كده يدوب تنامي شوية علشان تعرفي تركزي.
سألته بفضول: إنت بجد مش عارف الامتحان؟
ابتسم بأسف: دكتور ممدوح اللي هيحطه، بس مش هيخرج عن اللي راجعناه.
طفت الأنوار واسترخت في حضنه، وشوية وهو تمتم: ربنا يسامحك، مش جايلي نوم.
همس بنعاس: لا، أنا هنام، ما تفوقنيش بقى.
نفخ بضيق: والله لولا امتحانك مكنتش خليتك تغمضي عنيكِ حتى.
الصبح بدري، صحيت بقلق وخايفة من الامتحان. راجعت شوية، بعدها موبيل سيف رن المنبه، فقفله بإرهاق، وحط إيده جنبه، ما لقاهاش. بص ناحية المكتب وشافها.
بص لها: صباح الخير يا روحي، إيه الأخبار؟
ابتسمت: تمام حبيبي. مش حابة أراجع، مش عارفة ليه.
قعد وبصلها: “في حاجة مش فهماها؟”
قامت من مكانها ، وقربت منه بخطوات هادية. قعدت على طرف السرير وقربت منه: “مش بفكر غير فيك.”
رد عليها بابتسامة خفيفة: “دلوقتي؟ مش شايفة إننا لازم نجهز؟”
قالت له بهدوء: “يبقى متضيعش الوقت.”
زقته بخفة لحد ما نام على السرير، وهو مسك إيديها بحنية : “همس، روحي، المفروض نركز دلوقتي. إحنا متأخرين.”
بصت له بابتسامة ورفعت حاجبها: “يبقى نلحق قبل ما الوقت يهرب مننا.”
هو حاول يتمالك نفسه : “طيب إنتِ متأكدة إن ده وقته؟”
ردت بثقة وهي بتقرب منه أكتر: “إنت شايفني بهزر؟”
الموضوع اتطور بينهم بشكل طبيعي، وهو حاول يوقفها أكتر من مرة بس مشاعره سيطرت عليه، واندمجوا مع بعض. بعد فترة، كانت نايمة على صدره، وصوته بيطلع هادي: “همس، قومي خدي شاور والبسي. كده فعلًا هنتأخر.”
بصت له وهي بتلمس وشه بحنية: “حاسة إني عايزة أفضل معاك طول اليوم، نفسي أقرب منك أكتر وأفضل معاك لحد ما أحس بالراحة حاسة اني محرومة منك.”
ابتسم بتفهم وهو بيلاعب شعرها: “يا قلبي، مش حكاية محرومة ولا حاجة، كل الموضوع إنك مضغوطة من الامتحانات والتفكير، وده طبيعي. ساعات بنحتاج نحس بالأمان والراحة مع اللي بنحبهم علشان نهرب من التوتر، وده طبيعي وصحي كمان، بس دايمًا في حدود المعقول.”
قرب منها بحنية: “يلا يا روحي، قومي خدي شاور وهننزل. ولما ترجعي هنتكلم براحتنا، المهم دلوقتي ما تخليش أي حاجة تشغلك أكتر من اللازم. يلا؟”
قامت بتكاسل، وهو قام معاها بحنية وشدها بخفة. بعدها شالها لحد ما وصلوا للحمام. وقف وهو بيجهز لها المياه وقال لها بهدوء: “بعد الامتحان هرجع معاكِ، وهفضل معاكِ لحد ما تزهقي وتطلعي كل اللي جواكِ.”
ابتسمت بفرحة: “بجد؟ مش مجرد كلام؟”
باس إيدها بحنية : “وأنا إمتى قولتلك كلام وبس؟”
قربت وباستة سريعًا: هطلع بسرعة.
دقايق وحصلها، كانت بتنشف شعرها ولابسة. هو لبس وطلع يصلي ، كانت خلصت وبتلم ورقها وحاجتها. لبس الشوز وسألها: محتاجة أي حاجة؟
الباب خبط، ففتح، كانت عواطف. صبحت عليه الأول: هالة متوترة وبتقول اتأخرتوا وبتفكر تاخد تاكسي.
ابتسم وبص ناحية همس، بعدها قال لعواطف : طمنيها وقوليلها ما تقلقش. بس فطرتيها؟
عواطف أكدت: آه، فطرت وجهزت لهمس سندوتش والشاي تاخده معاها تشربه في الطريق.
سيف بهزار: وأنا ابن البطة السودة يعني؟
عواطف ابتسمت: إنت عامة مش بتفطر إلا متأخر وبتحب تاخد قهوتك بعد ما تفطر بشوية. بس لو تحب أنزل بسرعة؟
قاطعها بابتسامة: لا، بهزر معاكِ. أنا فعلًا مش بفطر أول ما أصحى كده.
همس وراه: حبيبي يلا؟
فتح لها الباب: هجيب المفاتيح والموبايل، اسبقيني.
نزلت همس، كانت هالة واقفة على آخر السلم: والله كنت هاخد تاكسي وامشي.
ابتسمت وبصت لساعتها: سيف هيوصلنا في دقيقتين إن شاء الله، لا تقلقي.
هالة بغيظ: باردة، إنتِ وهو أبرد من بعض.